11-03-2011 11:00 PM
كل الاردن -
2
حسمت جامعة الدول العربية موقفها اليوم من مشاركة موفد عن الحكومة الليبية بقيادة معمر القذافي، في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية غداً في القاهرة، مؤكدة عدم السماح للوفد الرسمي بالحضور، فيما كرر القذافي اليوم تهديده الأوروبيين بالإرهاب والهجرة غير الشرعية. وفي القاهرة، أعلن مسؤول في جامعة الدول العربية أن الأخيرة لن تسمح لوفد ليبي بحضور الاجتماع الاستثنائي، لكن ممثلي الجامعة قد يجتمعون مع المبعوثين الليبيين على هامش الاجتماع لبحث سبل إنهاء الأزمة.
وقال المتحدث باسم الجامعة، هشام يوسف: «لا أعتقد أنه سيسمح لهم بالحضور؛ لأن قرار المجلس الوزاري كان بتعليق مشاركة الوفد الليبي».
وأوضح أن الجامعة العربية لم تقطع كل الروابط مع حكومة طرابلس، قائلاً: «قد نلتقي بهم. لكن ليس في إطار اجتماع مجلس الوزراء. لم يتحدد شيء بعد».
وأضاف: «هناك حاجة لمناقشة كل التفاصيل مع المسؤولين الليبيين. كل هذه الخطوات تتطلب اتصالاً مع من يسيطرون على الموقف في ليبيا».
بدوره، قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، إن هناك «محادثات ومشاورات»، مشيراً إلى أن الجامعة كانت على اتصال أيضاً مع المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة في بنغازي.
وأضاف بن حلي: «نناقش معهم الموقف الإنساني والموقف عموماً، وتقويمهم لتطور الأحداث وما إلى ذلك». وأكد أن المجلس الوطني لن يحضر أيضاً اجتماع الغد.
وذكرت السفارة الليبية ومسؤولون في مطار القاهرة، أن عمران أبو قراع يرأس الوفد الليبي الذي وصل اليوم، وذكروا أنه يشغل منصب وزير الكهرباء.
في هذه الأثناء، وغداة هجوم دبلوماسي فرنسي بريطاني على الحكومة الليبية، اجتمع 27 من قادة ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتحديد استراتيجية مشتركة حيال الأزمة في ليبيا، حيث تحولت الانتفاضة على نظام القذافي التي بدأت في 15 شباط إلى حرب أهلية.
لكن هناك اختلاف في الرأي داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، وأيضاً بشأن الخيار العسكري لمساعدة الثوار، حتى وإن اقتصر الأمر على إقامة منطقة حظر جوي. ولئن كانت فرنسا وبريطانيا في مقدمة الدول التي تدعو إلى ذلك، فإن العديد من الدول الأوروبية الأخرى مترددة في تأييد موقف باريس ولندن.
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن فرنسا وبريطانيا مستعدتان للمشاركة في توجيه «ضربات محددة الأهداف» إلى القوات الموالية للقذافي، وخصوصاً إذا استخدمت هذه الأخيرة «أسلحة كيميائية» ضد السكان.
ودعا ساركوزي أيضاً الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف، بعد فرنسا، بالمعارضة الليبية لنظام معمر القذافي، الممثلة بالمجلس الوطني الانتقالي.
واقترح من جهة أخرى على شركائه «إنشاء مناطق للمساعدة الإنسانية في شمال أفريقيا» لـ«التعاطي مع مسألة النازحين المقلقة» جراء النزاع في ليبيا.
في المقابل، جدد القذافي تهديداته للاتحاد الاوروبي بأن بلاده «ستنسحب من التحالف ضد الإرهاب» وتمتنع عن «وقف الهجرة» غير الشرعية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
وقالت الوكالة إن القذافي «وجه رسالة إلى قادة أوروبا المجتمعين في قمتهم اليوم» أشار فيها إلى أنّ أمامهم خيارين.
وأوضح قائلاً: «إما أن تستمر ليبيا في محاربة عصابات القاعدة التي ظهرت في بعض المدن الليبية فجأة، ومسلحة وتستمر في عضوية التحالف الدولي ضد الإرهاب، وعلى هذا التحالف أن يدعم السلطات الليبية في كفاحها عناصر القاعدة، وأن تستمر ليبيا كذلك صمام أمان في شمال أفريقيا وتقف في وجه موجات الهجرة المتدفقة من أفريقيا نحو أوروبا وعلى أوروبا كذلك دعم ليبيا في هذا التصدي للهجرة»،
وتابع القذافي «أو أن التحالف ضد الإرهاب يتخاذل في دعم ليبيا، وتتجاهل أوروبا دور ليبيا الفعال في إيقاف الهجرة وفي بث الاستقرار في شمال أفريقيا وفي أفريقيا كلها».
وقال: «في هذه الحالة فإن ليبيا ستكون مضطرة وغير ملومة في الانسحاب من التحالف ضد الإرهاب وتغير سياستها كلياً تجاه القاعدة وترفع يدها عن الهجرة لتتدفق الملايين من السود إلى أوروبا».
وفي هذه الأثناء، استعادت قوات النظام الليبي السيطرة على مدينة رأس لانوف بعد عمليات قصف مكثفة، وهددت بالتقدم باتجاه الشرق الذي يسيطر عليه الثوار.
وأعلن الثوار الليبيون أنهم أرسلوا تعزيزات إلى موقع رأس لانوف النفطي شرق ليبيا، لوقف هجوم تشنه القوات الموالية للقذافي.
وقال طبيب في مدينة البريقة (شرقي رأس لانوف): «قال لنا الثوار إنه لا تزال هناك جيوب مقاومة في رأس لانوف وإنه لا تزال هناك بعض المعارك، لكن حالياً الجيش سيطر على المنطقة».
وأوضح «أن تفوقهم (القوات النظامية) كامل. لقد أطلقوا النار من سفن، وهم يسيطرون على الجو».
بيد أن أحد قادة الثوار، العقيد بشير عبد القادر، أكد أن رجاله شنوا هجوماً مضاداً ليلاً، وقال: «طرد فدائيونا الجيش الليبي من رأس لانوف أثناء الليل. إنها الآن مدينة خالية لا أحد فيها».
وقال المتحدث باسم المعارضة في بنغازي، مصطفى الغرياني، «إن خط الجبهة يتغير من ساعة إلى أخرى».
(الاخبار)