أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


ليلة العيد

بقلم : سلطان الخضور
21-07-2015 10:24 AM
ليلة العيد... نعم ليلة العيد، جاءتني نوبة من نوبات جنوني ، صراع بين العقل والعقل ، لعبة تشبه لعبة شد الجبل ، لا تتميز عنها إلا بجديتها وبعدها عن الهزل ،الطرف الأيمن يضغط بقوة ، أن أفرح فغدا عيد ،و يضع أمام ناظري لوحة كتب عليها ،العيد فرح وبسمة وتسامح وصفاء وأمل وواجبات تجاه الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف وكل من يحيط بمركز الدائرة التي أقيم في مركزها . أصحو قليلا وأستحضر المنطق ، لأني أشعر بأن هذا الطرف يتعامل مع المنطق ،والمنطق يقول أن علي أن أفرح لكوني أديت واجبا دينيا ، فأضغط على أطراف شفتي محاولا مطهما باتجاهين - أيضا إلى اليمين وإلى الشمال - فأجد شفتي عصيتين لا تستجيبا بسهولة لرسم إبتسامة كتلك التي أراها على بعض الوجوه ،فأقسو عليهما من جديد وأحاول الضغط لعل أبتسامة ترتسم على شفتي ، فاشعر بلحظات النصر لجزء مني على جزء آخر ، وفي كل الأحوال لن أخرج خاسرا ولن أخرج رابحا . أنجح بضغط مما أختزن لدي من المنطق وأحصل على ابتسامة ،لكنها ابتسامة ضعيفة ،صفراء كتلك التي نراها على وجوه المرضى , أدرك أن ابتسامتي هذه لن تعمر إلا بضع ثوان، ويكون لي ما توقعت...تتهاوى الإبتسامة وتنهار بثوان وتعود خائبة مكسوفة مدحورة ، تنفث الآهات.
أدركت حينئذ ، أن الجزء الآخر من العقل قد حقق نصرا ، أيضا بالمنطق شدني هذا الجزء إلى عالم أوسع ، وضعني على جناح طير، وجاب بي خارطة كنت أحسبها ستكون ، تلك الخارطة مثلت حلما سكنني سنوات طوال ، أشلاء ممزقة ،قطع تمتد على مساحات الضاد ،كنت اتمنى أن أراها قطعة واحدة دون فواصل رسمت عن بعد ، لها حد يفصلها عن الأعاجم ، وحد يفصلها عن البحر. ومن خلف البحر . جاءت نوبة من نوبات جنوني ، قالت ما نصه 'حتى هذه لا تسر من رسم الخارطة عن بعد ' هبط بي الطير بسرعة البرق وغاص بي حتى ظننت أنني لامست رمال الصحراء ، وسهولا ما زال بها بقايا اخضرار ،رأيت أنهارا وبحارا عن كثب،رأيت ... ورأيت ... وليتني ما رأيت ، رأيت سحبا من دخان ...رأيت لهيبا ونار ،رأيت أجساما ضخمة تشبه الطائرات ، تروح وتجيء ،تحمل حمم الموت ، تقذف حقدا وما أحقر الحقد حين يمارس من الأخ على الأخ ,رأيت أجساما تزحف على الأرض في مقدمتها فوهات أشبه ما تكون بفوهة البركان ، وهذه كما تلك تخلف لهيبا ونار . رأيت أشلاء ملقاة على الارض لم تجد من يسحبها لتوارى الثرى. حقد يمارس بأقصى درجات الحقد وما أصعب حقد البشر إذا حقدوا ،وغالبا ما يحقدون . بعد أن رأيت ما رأيت ... أقتتنعت أيضا أن لا وقت للإبتسامات ، فأطبقت فمي على عجل ، فقد خشيت أن تلحظ ابتسامتي ممن يفقدون الحياة ببطء ، من أولاء الذين ما زالوا يتمسكون بالحياة ،واستخدمت منطقا يقول أن الأبتسامة في موطن الحزن لا تجوز ، وعدت إلى سيرتي الأولى تلفني الحيرة من كل الجهات .
بشيء من الحسد أغبط نزار ، فقد عشق أمرأة ،كانت سببا في نوبات جنون عبر عنها شعرا , شطحت به إلى عالم الأحلام ، أما أنا فقد عشقت أمة ... نعم عشقت أمة كانت هي أيضا سببا في نوبات جنوني ،أعبر عنها نثرا .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012