أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
12800 سوري عادوا إلى بلادهم من الأردن حتى الاحد مذكرة نيابية تطالب بالعودة للتوقيت الشتوي الصفدي يكشف عن الملفات التي ناقشها مع الشرع في دمشق الداخلية تحدد الفئات المسموح لها بالمغادرة والدخول عبر منفذ جابر الحريات النيابية تتعهد بإعداد مشروع عفو عام العرموطي يستجوب الحكومة ويطالب بنزع صلاحيات رفع الضرائب منها طهبوب تستجوب الحكومة .. وتخاطب حسان: "أول جول" الهميسات يحول سؤاله بشأن مديونية الحكومة السابقة لاستجواب تطبيق تعرفة الكهرباء المرتبطة بالزمن على المستشفيات والفنادق بداية 2025 الصفدي يلتقي الشرع ويجريان مباحثات موسعة في دمشق مصدر عسكري: الأصوات التي سمعت مساء أمس في الزرقاء والمفرق ناتجة عن التعامل مع عدد من المتفجرات القديمة شمول السيارات الكهربائية المخزنة في العقبة بقرار تخفيض الضريبة تنفيذ 3478 عقوبة بديلة خلال 11 شهرا شواغر ومدعوون للمقابلات والامتحان التنافسي - أسماء وفاة دهسا و4 اصابات بحوادث على طرق داخلية وخارجية
بحث
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


التراث الأردني وجودية أولى !

23-03-2011 07:00 AM
كل الاردن -

 
منصور العمايرة
  تتعدد أوجه التراث وجزئياته، والتي تشكل البعد الوجودي لأي مجتمع، والتراث يمثل خصوصية لكل المجتمعات مهما كانت متقاربه من بعضها البعض، ومهما وجدنا أوجه تشابه، لكننا عندما نمعن النظر في التراث، سنجد أن تلك الخصوصية تمثل وجودية وهوية كل مجتمع بشكل منفرد.
  ومن هذه المجتعات الأردن، وهو البلد الغني بتراثه المختلف، سواء أكان بالأطعمة، أو اللباس، أو التراث الشعبي الغناء، الدبكة والرقص، الأهازيج والموسيقى، والعادات والتقاليد، وحتى اللهجة .
  التراث " الزي الأردني " يمثل في كل غرزة إحساسا وهاجا لأيدي النساء والرجال الذين يصنعونه، بل أكثر من ذلك ، فالإبرة التي تنخز أنملة امرأة وهي تطرز الثوب ينزّ منها دم يخلط بما تصنعه، ليصير التراث وحدة تلاحمية ما بين الإنسان وما يصنعه، ويعبر عن حميمية لا تقدر بثمن ؛ لأنه يصبح لصيقا بالروح، وتظل الحميمية تحاول جاهدة أن تحميه من كل ظلم وإقصاء وتهميش ونسيان متعمد، لأن هذا الظلم والنسيان والإقصاء والتهميش تمثل طمسا لهوية وجودية.. والأغنية الأردنية أنسوجة مصنوعة من الأحاسيس والوجدانيات التي تتعالق وتتعانق مع تراب الوطن، وتتعفر به، تتعفر بالبذور، تتعفر بالندى، تتعفر بأصوات الطيور، وتتعفر بتنميق الحناجر، هذه الأغنية تمثل ذاكرة اندمغت في الأرض، اندمغت في المكان والزمان، فهي وجودية غير قابلة للتفاوض، بل للبقاء.. وأغاني الأفراح الأردنية تمثل الهوية والتحدي، فهي ليست مجرد كلمات زاعقة أو أصوات جوفاء، فهي تمثل وجودية وطن مرة أخرى . والطعام الأردني الذي يعطر بأنفاس النساء والصبايا لم يكن وليد لحظة فراغ، بل وليد لحظات حميمية ترسّخ وجودية الهوية لأهل الوطن، ولهذا يبدو حريا بنا أن نقول بأن التراث يمثل وجوديات الكرامة الإنسانية.
  بما أن التراث يمثل وجودية المجتمع وهويته، نجد أنفسنا نتحدث عن مئات السنين التي تشكل هذا التراث، ومن هنا تأتي أهمية التراث لأي مجتمع كي لا يستلب وتضيع هويته، وربما يحاول البعض تهميشه وضياعة بشكل متعمد، ليستولي حتى على المقومات الأولى للشعب والوطن .. ولهذا تبدو أهمية المحافظة على التراث حتى تصل إلى درجة المعتقد الذي يجب الدفاع عنه والمنافحة من أجله.
  ولأهمية هذه الجزئية في حياة الإنسان ومجتمعه، لا بد أن نتحدث عن التراث الأردني الذي تشكل
عبر مئات السنين ولم يكن وليد اللحظة، أو حدثا طارئا ؛ ليتم تغييبه أحيانا، وهنا أؤكد على أهمية
التراث " الأزياء ".
فلو أمعنا النظر في الأزياء الأردنية لوجدنا أنها ذات خصوصية تمثل الهوية الأردنية، ولهذا من الواجب أن يحافظ على الشكل التقليدي الأصلي، أما من حيث المحاكاة يفترض أن لا يقصي الشكل القديم الذي يعبر عن الحضارة لمجتمع معين، وبالتالي يعني وجودية تراث " الأزياء " وجودية الوطن وهويته.
  وتراث " الأزياء " في الأردن نراه متنوعا وغنيّا في كل مدينة وقرية أردنية، فهناك تراث " الأزياء " في الشمال تمثل في إربد وقراها في الكورة، والوسطية، وبني كنانة، وهناك تراث في الرمثا تمثل في قرى الرمثا، وهناك تراث " أزياء " في عجلون تمثل في قرى عجلون، وهناك تراث " أزياء " في جرش تمثل في قراها، وهناك تراث " أزياء " تمثل في المفرق وقراها، وفي الوسط نجد تراث " الزي " السلطي تمثل في السلط وقراها، و في عمان تراث " أزياء " تمثل بكل الأماكن التي تحيط بعمان والعائلات الأردنية التي سكنت في تلك القرى مثل ناعور، والقويسمه، وماركا، وأبو علندا، وحسبان، ومأدبا، ووادي السير، وهناك أزيا قرى بني حميدة، وأزياء قرى سحاب، وفي الجنوب سنرى أزياء الكرك وقراها في الشمال والجنوب، وفي الطفيلة لها أزياؤها، وفي معان لها أزياؤها ، والعقبة لها أزياؤها، ولهذا عندما نمعن النظر أكثر سنجد أن التراث الأردني يعود إلى بضع مئات من السنين في العصر الحديث فقط.
  من خلال هذه النظرة نجد أن الأردن غني بتراث " الأزياء " التي تمثل صيرورة الشعب الأردني، وما زال هذا التراث يمثل صيرورته وسيبقى.
  وعجبا نرى ونشاهد ما تقوم به وزارة الثقافة من تمثيل التراث الشعبي الأردني " الأزياء "، فهي قد خلطت الحابل بالنابل، وبشكل متعمد وفيه الكثير من السفة والتخبط، فلم نعد نرى الأزياء الأردنية إلا أزياء هجينة، ولم نعد نرى عرضا للأزياء الأردنية تمثل الأردن التمثيل الحقيقي، فصارت هناك أزياء لم تمثل الأردن ذات يوم، ولم تعني الأردن كوطن له وجوديته كما يحترم وجودية الأوطان الأخرى، فلو تحدثنا عن الأزياء السورية حتما سنقول هذا زي سوري وهذا زي أردني، وهذا ما ينطبق على الزي الفلسطيني أيضا الذي يختلف عن الزي الأردني ، وينطبق على أي زي آخر .
ولهذا لا ينبغي لوزارة الثقافة بنظرة مسؤوليها القاصرة أن تمثل أي زي غير الزي الأردني في كل المحافل، سواء أكانت المحافل العربية أم العالمية، ولكن الصورة والمشهدية مختلفة تماما..
  إن عروض الأزياء التي تقدم على أنها أردنية ليست أردنية على الغالب، فماذا يعني الأردن الزي الفلسطيني؟ سواء أكان من الخليل أو نابلس أو بيت لحم أو بئر السبع أو غيرها، لا يجوز خلط الأزياء الأردنية بغيرها، فهذا يعني تهميش التراث الأردني بشكل مقصود، وربما نقول بلغة أخرى هذا يمثل ضياعا للتراث الأردني وبشكل مقصود، إن قيام وزارة الثقافة بعرض أزياء غير أردنية في مواسم ثقافية أردنية في بلاد عربية وغيرها يمثل طمس الهوية الأردنية، هذا الكلام ليس بالهزل، ولم يكتب للتندر به إنها الحقيقة، وزارة الثقافة دائما في كل معرض للأزياء الأردنية نرى اسما لامرأة واحدة تدعى " مريم مراد " وكأن وزارة الثقافة الأردنية " تقاولها " لكن الخاسر الوحيد الأردن ممثلا بهويته الوجودية، هذه السيدة " مريم مراد " لا تعرض الزي الأردني إلا القليل منه وبشكل متعمد، لتقوم بعرض الزي الفلسطيني ، وهذا واضح في كل المحافل التي شاركت فيها وزارة الثقافة منذ سنوات عدة وما زال الأمر كما هو عليه ويبدو أنه سيستمر ، وكل مشاركة تظهر لنا هذه السيدة مشاركة في فعالية الأزياء بشكل دائم ، لنضع سؤالا من كلمة واحده لماذا ؟ إن الذي يجري للهوية الأردنية تضييع ممنهج ، يجب التوقف عن هذه المهزلة، الأردنيون لم يعتدوا على أحد ولم يسلبوا تراث أحد، ولهذا لا نريد أن يسلبنا أحد تراثنا .
  لو رجعنا لكل المشاركات ، وهي مصورة سنجد فاجعة كبيرة بضياع تراثنا بشكل مقصود، وأنا كنت حاضرا صدفة في الجزائر 2007 عندما كانت الجزائر عاصمة الثقافة العربية، لم يعرض الزي الأردني المشرف بشكل لائق وتم تهميشه ، وتم خلط الأمور، وهذا ما يكرر في كل عرض للأزياء الأردنية، وربما بعد حين لن نجد أي زي أردني إذا ما استمرت وزارة الثقافة من دون حسيب أو رقيب، وهذا يعد في دائرة الفساد الإداري والذي يقتطع أساسيات الوجود والهوية للمجتمع الأردني.
  وأخيرا لو اكتفينا في الأردن بعرض الأزياء الأردنية في المدن والقرى الأردنية ، سيكون لدينا ما لا يقل عن "20 " عشرين زيا للمرأة، ومثلها للرجل، فهذا الزي حري بنا، وحري بوزارة الثقافة أن نجعل له متحفا لتراث الأزياء الأردنية، ولا تخلط به أي شائبة، وسيكون هذا المتحف عظيما بتمثيل هوية الوطن ووجوديته .
  وعليه نورد أهمية الملاحظات التالية التي تؤخذ بعين الاعتبار ، ويكون لها وجودية في المكان الأردني:
1-إنشاء متحف للأزياء الأردنية فقط، ويكون مقره وزارة الثقافة .
2-العمل على جمع التراث الأردني " الأزياء " من المدن والقرى والمحافظة عليه وصيانته.
3-تمثيل التراث " الأزياء " الأردنية في المحافل الدولية والعربية بشكل يليق به .
4-إقامة معارض للأزياء الأردنية في المدن والقرى كأن يكون هناك مهرجان سنوي للتراث الأردني من بينها الأزياء الأردنية .
5-تسويق التراث الأردني عالميا .
6-نشر صور للتراث " الأزياء " الأردنية في موقع وزارة الثقافة الإلكتروني.. فهناك صعوبة بالغة بالعثور على كل أزياء الأردن التي تمثل كل المكان الأردني.
7-دعم الجمعيات التي تهتم بالتراث الأردني " الأزياء " من قبل وزارة الثقافة كخطة رئيسة في وزارة الثقافة وبشكل دائم.
8-إقامة ودعم ورشات فنية تعليمية في المدن والقرى لتعليم التراث " الأزياء " الأردنية .
  ولذا وجب أن يتم فتح مساءلة في وزارة الثقافة عن هذا التسيب ، فوزارة الثقافة هي المسؤولة قانونيا عن كل البعد الثقافي الأردني ، ويجب أن تراعيه جل الاهتمام ، وهذا واجبها ، ووجدت من أجله ، ووزارة الثقافة ممثلة بالمسؤولين هي من ينفذ سياسات وزارة الثقافة الأردنية التي تعنى بالأبعاد الثقافية الأردنية كلها.
  أما وهذه الحالة، فصار لزاما علينا أن نعرف ما يدور في أصقاع وزارة الثقافة ، وكيفية تمثيل الأردن في الداخل والخارج .
  أليس الذي يجري فسادا إداريا وثقافيا ممنهجا ؟ وربما أكثر من فساد، فهو يمثل ضياع هوية وطنية.
منصور العمايرة  كاتب أردني
21-3-2011 يوم الكرامة الأردنية.

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-03-2011 09:19 AM

ماذا عن التراث المحكي في قرانا وبوادينا، هل سيندثر مع الزمن، هل من يقوم على مشروع لتوثيق التراث المحكي من قصص وحكايات وأهازيخ وأغاني وأمثال شعبيه؟؟ هل من يوثق تاريخ وتراث الأماكن، ولكل مكان وزاوية حكاية في بلدنا. الحمد لله مؤسسانا الثقافية لا تهتم بتراثنا وفنونا وتاريخنا فأين نذهب. لا بد من جهود مجتمعية وفردية لمجابهة الطمس المتعمد للتراث الاردني على يد عصابات الفساد والبزنس

2) تعليق بواسطة :
23-03-2011 09:20 AM

آخخخخ بس لو تشوف جناح الأردن في القرية العالمية بدبي، اقسم بالله اشي محزن؟ وكان هناك من يقصد انيظهر الأردن بدون شيء ولا شيء على الغطلاق. من هو المسؤول عن هذا الأمر. الله لا يوفقه

3) تعليق بواسطة :
23-03-2011 10:51 AM

زميلي السابق منصور
تحية عطرة من أبوظبي
لقد أسعدني مقالك وأبهجني فهذا موضوع يؤرقني ويشغلني فكم بحثت على الانترنت حتى أجد موقعا أردنيا يعرض ملابسنا التقليدية سواء النشائية منها أم الرجالية فلم أجد وكما تفضلت فإن ما يعرض هو خلط بين التراثين الأردني والفلسطيني وحتى الآن تعبت من البحث في مكتبات الجامعات الأردنية ولم أجد كتابا واحدا يجمع بين دفتيه تراثنا في اللباس . وأضيف إلى هذا الوجع وجعا آخر وهو عدم وجود مرجع واحد في تراثنا الغذائي أي في المطبخ الأردني وتنوعاته فلا أعرف لماذا لم تتنبه أقسام التاريخ والانثروبولوجيا في الجامعات وأين هي وزارة الثقافة ؟
عزيزي منصور آمل أن نتواصل من خلال البريد الإلكتروني وإليك بريدي الإلكتروني
hasan.omari@yahoo.com
وآمل أن تقوم بجهد ما في هذه المجالات . مع حبي ومودتي

4) تعليق بواسطة :
23-03-2011 07:50 PM

سلطان الخليف / رئيس نادي خريجي ابناء البادية الوسطى للجامعات والمعاهد
مدير الموقع الالكتروني بادية اون لاين

من الجميل جداً أن تكتب التراث وتوثقه وأن تحكي تفاصيله كما لو كنت انت صانع تلك القيمة التراثية أو من المتعاطين لتلك العادة أو ذاك التقليد، أو نطقت به شفاهك بكل براعة واحسنت به لفظاً لأنه جزء من كينونتك، فما عاشه وعاصرة الآباء والاجداد والسلف البعيد، لابد ان يصير الى الخلف خاصتهم، لا أحد غيرهم لكي يبقى احفورة في الذاكرة الانسانية والوطنية، دليلاً قاطعاً على احقية التراب لأصحابه، والزج بالدخيل والمعتدي بعيداً ليعتنوا بشيء هو احق وأولى لهم العناية به !!!

لا أدري لماذا هذه المرة اقحمت نفسي أن أكتب بهذا الطريقة، لأني ما تعودت قط أن أعرض المشكلة بل أحاول أن أكون ايجابياً حتى في أسوأ الأمور، وذلك على مبدأ "دعونا نكون جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة أو المشكلة برمتها" ، عذراً اليوم ان اساءت حروفي فلعلها هي التي شاءت أن تَكون تلك الجمل وتلك الكلمات، حاولت أن أتوقف مدة زمنية عن الكتابة لابحث عن شيء ما يستحق التدوين أو الكتابة من أجله، فالأساس بأننا نكتب عندما تستدعي الحاجة لقضية ما، فوجدت أن أشير لقضية التراث في الأردن والمستنزف من قبل قراصنة التراث، ممن هم أودعوا تراثهم وترابهم لغيرهم، وأصبحت قضيتهم الاعتداء على ذاكرة أناس آخرون.



تنشط في الآونة الاخيرة مشاريع الحفاظ على التراث وتوثيقه، وتحتكر هذا النشاط عدة مؤسسات وطنية ممن الثقافة هي من صميم مهامها أو جزءاً منها، فسواء كان النشاط حلقة نقاشية أو مؤتمراً في التراث أو مشروعاً آتيٌ من بعيد بأسم بقعة من بقاع الاردن، تتصدى له السماسرة والقراصنة تحت مسميات عدة ممن يجيدون صياغة التقارير وامتلاك مهارة القلم، الهدف منها احتكار المهمة واقصاء كل من له صلة بموضوع النشاط من مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات المعنية بذلك التراث، والغاية هي الحصول على العوائد المادية من وراء تلك المشاريع والاكتفاء بسطحية النتاج، فعندما تشاهد بأم عينك فيلماً قد انتج عن التراث الشفوي لمكان في بلدك من خلال هؤلاء السماسرة، فأنك تقر بسخافة العمل أو حتى تؤكد أن ذلك العمل ليس له صله بتراث الاردن لا من قريب أو حتى من بعيد.

ونرجع للمثل القائل "أهل مكة أدرى بشعابها" ولأننا نتحمل جزءاً من ذلك الخلل، فأنه لابد من أن يكون للمجتمعات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية في البادية والمهتمين دور في إبراز تراثهم والحفاظ عليه، من خلال إنشاء تنظيمات مؤسسية تهتم بإدارة وتدبير شؤون التراث وحفظه والاهتمام به، وذلك بالشراكة الحقيقية والتعاون والتواصل مع الجهات ذات الاختصاص بل وتفعيل الرقابة عليها، والتواصل معها من اجل وضع رؤية وتصورات في كيفية الحفاظ على التراث، وبذل الجهود من اجل حمايته ورعايته والاهتمام به وتنميته وإبرازه، على أن تحضى كل هذه الجهود بالدعم المادي والمعنوي بشكل مباشر تصل لمؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بالتراث، وتخصيص ميزانيات سنوية لهذا الغرض.

إن احدى الحلول التي يجب أن يؤخذ بها على محمل الجد هو بذل الجهود للحفاظ على التراث التي لن تحقق أهدافها وتؤتي أكلها، إلا من خلال القيام بجهود مضاعفة من اجل نشر الوعي بقيمة التراث، والقيام بجهود تثقيفية لتشكيل قاعدة اجتماعية تحتضن فكرة الاهتمام بالتراث والاهتمام به، والعمل على ترسيخ قيمتها في أذهان مختلف الأطياف والطبقات الاجتماعية، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية، وإبراز مساهمات الآباء والأجداد وكفاحهم في تأسيسه وبنائه.

كما يمكن للمجتمع المدني بجميع تنظيماته العمل على تجسيد وترسيخ الوعي بأهمية التراث وقيمته في مجتمعاتنا وخصوصاً البدوية منها التي تزخر بالكثير من الموروثات المادية واللامادية للمشاركة الحقيقية في إبراز حضارة الاردن بشكل مغاير لما عرضوه الآخرون، بالإضافة إلى إمكانية المساهمة في تدوين التراث الشفوي والمهارات والمهن التقليدية وتوثيقها بالوسائل الحديثة، وتسجيل ما خلفه الماضين من نتاج أدبي وفني وثقافي، أو أي معارف وتجارب أخرى عرفتها الأجيال السابقة، نتيجة احتكاكها مع محيطها، أو من خلال تفاعلها مع ما مرت به من أحداث وظروف مختلفة، عاشتها وعايشتها واستجابت لتحدياتها، وخاضت بسببها معارك الحياة الصعبة.

لذا لابد لمؤسسات المجتمع المدني في البادية الوقوف وبشكل منظم على كيفية العمل على تفعيل الدور لمعالجة قضايا التراث وذلك من خلال عقد جلسات عمل تشاورية للخروج بالحلول التي من شأنها أن تجعلهم أطرافاً أساسيين في المعادلة، بالاضافة للحد من تفشي ظاهرة سماسرة التراث ولصوصه.

5) تعليق بواسطة :
24-03-2011 06:34 AM

عرضت قبل فترة قناة الجزيرة الوثائقية فيلما عن ثقافةالأكل عند الشعوب، وكانت الحلقة عن الأردن، وقد قامت مخرجة الفيلم بعرض للأطباق الغذائية عند الأردنيين في البادية وغيرهم من اصول فلسطينية وشركسية. وللأسف قامت عن قصد بالإساءة إلى صورة الأردنيين بشكل سافر، مما اضطرني لارسال اعتراض إلى إدارة الجزيرة الوثائقية هذا نصه:

السادة الكرام
تحية طيبة وبعد

بداية أشكركم كثيرا على العمل الرائع الذي تقومون به، ولي تعليق على احد الأفلام القصيرة التي عرضت مؤخرا على شاشتكم وبالتحديد فيلم تقافة الأكل عند الشعوب، والذي قادتني الصدفة لمشاهدته يوم الاثنين الماضي 22 فبراير 2010.

ولا أدري حقيقة من هي الجهة التي انتجت الفيلم ولكنتي قرأت في نهاية الفيلم اسم "آلاء دروزة"، ولا أعرف صفتها وعلاقتها بالفيلم، وإلا لكنت وجهت هذه الرسالة للمسؤول المباشر، ولكن عتبنا أن يتم بث هذا الفيلم بدون تدقيق في محتواه الذي اساء بشكل كبير الى الثقافة الأردنية من عدة نواحي فنية ومعلوماتية.

وباعتباري مهتمة بهذا المجال بسبب تخصصي وعملي فإنني أرى أن منتج أو مخرج الفيلم افتقر الى الموضوعية والمهنية في عرض الجزء المتعلق بالأردنيين.
فمن نواحي فنية:
1- اختار مخرج الفيلم خلفية موسيقية وغنائية فيها الكثير من الاستهتار والاستهانة بالثقافة الأردنية، حيث أخذتها من موقع اليوتيوب من كهل يمارس هوياته بطريقة مضحكة متناسية كما هائلا من الموسيقى ذات الطابع الأردني البحت ولم تجد غير لقطة مرفوعة على اليوتيوب لشيخ كبير يعزف على الربابة بطريقة هزلية. ليس فيها أي فن أو أي ثقافة. شاهد الموسيقى المختارة على الرابط التالي: (http://www.youtube.com/watch?v=dYoClxd5-s8).. واعتقد أن هذا الاختيار غير الموفق كان مقصودا ويهدف الإساءه بالدرجة الأولى، واتساءل لماذا لم يتم اختيار أغاني أردنية مشهورة على المستوى العربي مثل أغاني عبده موسى، أوتوفيق النمري على سبيل المثال لا الحصر.
2- أظهر منتج أومخرج الفيلم الأكل الأردني (المنسف ) بأبشع صورة، من حيث طريقة الطبخ والإعداد.
3- اختتم الفيلم الجزء الأردني باظهار طفل صغير متسخ الوجه وتحوم حوله الذباب، بطريقة لا تتناسب مع الذوق، خصوصا أن الموضوع يتحدث عن الطعام. فأين الفن والذوق في هذه اللقطة؟
4- لم تحترم منتجة الفيلم الثقافة البدوية في الأردن، فقد ظهرت تأكل المنسف في صحن منفصل، ولو كانت اجنبية لجلست معهم وأكلت كما يأكلون.

أما الأخطاء الموضوعية فكثيرة أهمها ما يلي:
1- أن الأردن وأكله وثقافته ليست محصورة بالبادية، وهناك جزء كبير من الثقافة الأردنية الريفية التي تتضمن نظام حياة مختلف عن البادية وبالتالي تختلف فيه أنظمة الغذاء وطرق صنعه وتقديمة، ففي الريف الأردني تقدم أطباق مختلفة تماما عن المنسف. فالمنسف ليس الطبق الأردني الوحيد. ولو كان الأشهر. ولم تكلف المخرجة نفسها بالبحث في هذا الامر.
2- أن الشركس والفلسطينيون في الأردن جميعهم أردنيون، ولا يجوز تقسيم الأردن بالطريقة التي عرض فيها، لأن في ذلك إساءة الى الأردن والأردنيين مهما اختلفت أصولهم.
3- لماذا ذهبت صاحبة الفيلم الى المطعم عندما أرادت تصوير المسخن، وكان الأولى أن تذهب الى عائلة من أصول فلسطينية وتصور طريقة طبخه وإعداده، بدلا من مقابلتها لسيدة ارستقراطية واضح أنها لا تعرف كيف يتم طبخ المسخن على أصوله.


أرجو منكم الاهتمام بملاحظاتي التي يشاركني فيها عدد كبير من الأردنيين، ومحاولة ايصالها لصاحب الفيلم.

مع خالص الشكر لاهتمامكم

6) تعليق بواسطة :
24-03-2011 06:38 AM

للأسف أن معظم القائمين على أمر الثقافة والتراث الأردني هم من اصول فلسطينية، وبالتالي فهم يقومون بأمرين: إما عرض التراث الفلسطيني بدل التراث الأردني ليظهروا أن الأردن بلا تراث لا ثقافة ولا فن. أو أنهم يعرضوا التراث الأردني بطريقة وأسلوب سخيف ومستفز. وفي كلا الحالتين إساءة إلى الأردن وتراثه سواء تراث الريف أو البادية.

7) تعليق بواسطة :
24-03-2011 05:31 PM

To No. 6
I totally agree.

8) تعليق بواسطة :
25-03-2011 03:51 AM

اتفق معك يا أسماء 100% وأتمنى على الأردنيين والأردنيات النشامى والنشميات أن يجمعوا تراثهم الغذائي وأن يجعلوا من هذه المسألة تحديات حقيقيا أمامهم وأن يكون للجيل الصاعد دور واضح في التمسك بهذا التراث . وخاصة نشمياتنا اللواتي يقع عليهن دور رئيس في هذه المهمة

9) تعليق بواسطة :
25-03-2011 10:08 PM

انا مستعدة للتعاون مع اي مبادرة للحفاظ على تراثنا الاردني بكافة اشكاله، سواء تراثنا الغذائي، أو الغنائي أو المحكي أو انماط اللباس والبناء ونمط الحياة. شكرا لجميع المهتمين بهذا الأمر الخطير على حاضر ومستقبل الاردن.

10) تعليق بواسطة :
26-03-2011 04:07 AM

الأخت الكريمة أسماء والأخ الكريم نبطي مجروح أتفق مع كليكما في موضوع التراث الغذئي وكوني مغتربا أشعر بمأساة الشعب الأردني حيث أن مايعرفه عنا الناس في خارج الأأردن هو المنسف فقط ولا يعرفون شيئا عن تراثنا الغذائي غير ذلك . الأخت أسماء أنا لدي محاولات بسيطة في جمع تراثنا الغذائي في منطقة الشمال إذا أردت التواصل لتبادل المعلومات والتجارب فإليك بريدي الإلكتروني :
hasan.omari@yahoo.com
وسأكون سعيدا أن نتعاون لحفظ تراثنا وإحيائه .

11) تعليق بواسطة :
31-12-2015 04:31 PM

لقد تشرفت بزيارة الأردن الشقيق ويشرفني أن أسجل إعجابي بما شاهدته من تراث زاخر في هذا البلد الشقيق حيث زرت عدت مناطق بالمملكه .. الشعب العربي الأردني مثقف ، راقي ، مضياف ..لكم مني عاطر التحايا .أرحب بكم في بلدكم سلطنة عمان
بلد الضيافة والكرم العربي الأصيل ..ودمتم أعزاؤ

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012