أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
وزارة الاستثمار .. 10 موظفين إجمالي رواتبهم الشهرية 29 ألف دينار مندوبًا عن الملك .. ولي العهد يشارك بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس حماس: سنهزم نتنياهو في الضفة كما هزمناه بغزة استقالة بن غفير من الحكومة الإسرائيلية تدخل حيز التنفيذ الحوامدة: لا أسباب واضحة لاعتماد التوقيت الصيفي في الشتاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يعلن استقالته إطلاق قناة رسمية لأخبار ونشاطات ولي العهد على منصة "واتساب" "الأوقاف" تدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الجمعة الأمن يوضّح ملابسات دهس ام وبناتها في إربد تعرفة كهربائية محفزة خارج أوقات الذروة لقطاعات محددة استشهاد 6 فلسطينيين في عملية عسكرية لجيش الاحتلال بجنين نواب العمل الإسلامي يقترحون 13 قانونا على رأسها الغاء معاهدة السلام كناكرية: 16.1 مليار دينار قيمة موجودات صندوق "أموال الضمان" مجلس الأعيان يُقر "موازنة 2025" وزير المالية: الحكومة أقرت خطة لتسديد المتأخرات المتراكمة على أربع سنوات - نص خطاب الموازنة
بحث
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


د احمد عويدي العبادي يكتب : الشيخ قدر المجالي

بقلم : د .احمد عويدي العبادي
11-08-2015 12:16 AM




بقلم المؤرخ د احمد عويدي العبادي

من اين جاء اسم التميمي للمجالية

قبل الحديث عن قامة سامقة عالية اصلها ثابت وفرعها في السماء كما هي قامة الأمير الشيخ قدر المجالي , فلا بد من الحديث عن عشيرته الكريمة وهي المستنبت اليانع القوي الذي ولد وربى وتربى به الشيخ قدر في ربوع الكرك المحروسة , فكان في مستعصم مزدوج وهو منعة الكرك وأهلها ومنعة عشيرته الكريمة أيضا , وكما يطول الحديث عن الكرك , فان الحديث عن المجالي ليس شحيحا ولا قصيرا , لما لهم من باع وذراع في تاريخ الأردن والكرك والعشائر والسياسة والحكمة والقضاء العشائري والفروسية الأردنية القائمة على الاخلاق والشجاعة والسماحة والتعفف عن سقط الكلام وحقارة اللئام , وما جبلوا عليه من الحزم والحلم والشدة في غير عنف واللين في غير ضعف , ولئن كانت هذه صفات كرام العشائر الأردنية بعامة فإنها تجد لها مستكنا وملاذا امنا وثديا رؤوما ورفقا ورفيقا لدى عشيرة المجالي .

لقد حاولت لوثات السياسة واربابها اخراج هذه العشيرة عن جسمها وتاريخها الأردني ولكنها عصية وأعمق من ان تقتلع وأكبر من ان تبتلع، وأشجع من ان تهزم، واطول قامة من تقزم (بتشديد الزاي) فبقيت عشيرة المجالية على روعتها ويراعها، وولى الانتهازيون هربا واتخذوا تحت الأرض سربا خجلا من محاولة لي ذراع هذه العشيرة التي يستعصي ذراعها على اللي ويشمخ انفها عن كل طي

قبل الحديث عن قامة قومية عربية ووطنية اردنية وهو الأمير الشيخ قدر المجالي لا بد ان نغوص في تجذر عشيرته الكريمة، فالمجالية هم كركيون أبا عن جد وعظام اجدادهم بالكرك تباع فوسفات كما أقول في اية إشارة الى تجذرنا الأردني، وهم من قبيلة تميم العربية العريقة/ فرع الأردن التي تزاحم قريشا في الامارة والسيادة والقيادة منذ الجاهلية الى يومنا هذا وكما قيل: لولا قريش لسادت تميم في العرب

جدهم الأعلى هو الشيخ الفارس رميزان بن غشام (أمير روضة سدير في نجد في حينه، وكان له اخ اسمه رشيدان كان بدوره أيضا اميرا للاحساء) وهما أبناء مسلط بن رميزان بن سعيد بن مزروع (كان اميرا للاحساء حوالي عام 790 للهجرة) بن رفيع حميد بن حماد بن مخرب بن صلاءة ابن عباده بن عدي بن جندب بن الحارث المنتمي إلى قبيله بني تميم العدنانية العربية النجدية، ذات السطوة والنفوذ والعلم المتداول بينهم والمنتشر والحنكة والدهاء في جزيرة العرب واكنافها

- وقد روى لي المرحوم الشيخ دميثان المجالي وابنه الأستاذ فراس ان جد المجالية هو 'رميزان' وكان بالحويزة في نجد وعلى اثر خلاف بينه وبين اخيه (رشيدان) هجر دياره. وقال ((ان رميزان هو رميزان التميمي لأنه من بني تميم والتسمية تأتي من الانتساب الى قبيلة بني تميم وليس الى تميم الداري كما يحاول الساسة التلبيس على الناس)). وانه جاء الى ديار الكرك، وان أحد احفاده قتل رجلا في الكرك فجلى الى الخليل مدة الجلوى وكانت سبع سنوات، فلقب ب مجلي وصار هذا اسم العشيرة برمتها، وقد عمل الجد الجالي في خدمة مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام وقيما على وقف (تميم الداري) فاختلطت التسمية على الناس واعتقدوا انهم من نسل تميم الداري بينما هم من نسل رميزان التميمي ولا علاقة نسبية بتميم الداري الذي لم يعقب الا البنات أصلا.

وينقل الاستاذ علي نصوح الطاهر في كتابه المخطوط تاريخ القبائل العربية في الأردن: ((ان الشيخ سعود المجالي وهو من معمريهم في حينه يؤكد ان المجالية اصلا ليسوا من الخليل ولكنهم من نجد من منطقة تسمى 'الحوطة' وان جدهم شديد كان له اخ في الحوطة يسمى رميزان وانهما افترقا إثر خلاف نشب بينهما فغادر شديد الحوطة الى بلاد مصر ثم عاد منها الى الخليل وانتقل الى الكرك)) وقال الطاهر: ' ويؤكد السيد فيصل المجالي النسبة الى الحوطة'.

وما ذكره كبار المجالية ورواتهم الثقاة الذين لم يتأثروا بتلوث السياسة عن بلاد نجد يتفق مع ما هو معروف عن ديار تميم فبنو حماد من تميم وهم أصل رميزان كانوا يقطنون الفقي وهو اقليم سدير. قال الهمداني (وهو أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني (280-بعد 336هـ) من أعظم جغرافيي جزيرة العرب في عصره)، يقول :( (الفقي لآل حماد من تميم)) ومن ديارهم حوطة بني تميم وهي حوطة سدير.

وبهذا يتحقق لنا ان ما رواه لي (الكاتب) شخصيا كبار المجالية وثقاتهم حول اصولهم يتفق مع الروايات التاريخية العالية الثقة والدقة من كبار مؤرخي العرب، كما ان بني تميم في السعودية وقطر والعراق والخليج والأردن، تروي ان المجالية في الاردن منهم، وكان لبني تميم دور تاريخي عظيم في معركة ذي قار ضد الفرس في الجاهلية، وان اسم رميزان تكرر عبر الأجيال مرات ومرات، وظهر من بني تميم من العلماء والفرسان والشعراء والفقهاء ما لا يحصيه العد

وقد وزدني (عام 1987) الاستاذ فراس بن دميثان المجالي بشجرة المجالية ونشرتها في كتابي (العشائر الأردنية الأرض والانسان والتاريخ 1987) وأخبرني انه استقاها من الرواة المعمرين من آل المجالي (وهم المرحوم الشيخ صالح رفيفان محمد المجالي والشيخ عبد الرحيم محارب المجالي والشيخ عبد الله عبد الرحيم ذياب المجالي والشيخ عبد الكريم محمد المجالي والشيخ سالم سليمان بن علي المجالي والشيخ عودة عبيد سليمان المجالي).

وتذكر الشجرة: ان الجد الاعلى للمجالي اسمه 'جميل' الذي أعقب ولدين عيد وعايد وأعقب عيد بن جميل (صبحية وصبحا ورميزان ورشيدان) وأعقب رميزان بن عيد بن جميل (احمد ومحمد وشريف) وأعقب شريف بن رميزان (شديد) وشديد بن شريف بن رميزان أعقب(جلال) وجلال بن شديد أعقب (سلامة وعبد الله ومصطفى وحمد “لم يعقب') ومنهم الثلاث تكونت عشيرة المجالي الأردنية.

المجالية في كتب الرحالة الأجانب

ترجمت (شخصيا) العديد من كتب الرحالة الأجانب ومنها: مخاطراتي بين العرب كتبها فوردر في 1889، وكتاب مع البدو كتبه الرحالة غراي هل في 1880، وارض مؤاب كتبه الرحالة ترسترام 1872، وكثير من الكتب، ولكن يبدو ان اهم ما تمت كتابته عن المجالية ما كتبه الرحالة جون لويس بيركهارت عام 1812 في كتابه (رحلاتي في سوريا والبلاد المقدسة) وقد قرات الكتاب بالإنجليزية حيث جاء فيه:

(بعد وصولي (أي الرحالة بيركهارت) للكرك والتقائي بـ الشيخ يوسف المجالي أخبرني مرافق الشيخ انه لا يمكنني التجول بعد وصولي في المنطقة دون صدور اذن من الشيخ يوسف المجالي ولن يصدر الامر إلا بعد دفع مبلغ من المال، وكان شيوخ المجالية يأخذون الخاوة من كل رحاله يتجول في المنطقة، ولا يسمحون لأحد بالتجول فيها دون دفع المبلغ الذي يطلبونه، وكانت قبيلة المجالي تجمع ايضا إتاوة من قبائل الكرك.

ان كلام بيركهارت هذا يدل على ان نفوذ المجالي في الكرك ابتدأ في حوالي الثلث الأخير من القرن السابع عشر الميلادي، أي حوالي عام 1770 على اقل تقدير، وذلك لان بيركهارت ذكر انه تم اجلاء العمرو عن الكرك قبل حوالي اربعين عاماً من وصوله، والكلام في عام 1812م هذه الوثيقة تعتبر من اهم وأولى الوثائق المكتوبة التي وصلت الينا عن بدأيه مشيخة المجالي للكرك.

ثم انتقل بيركهارت للكلام عن علاقة الشيخ يوسف المجالي بـ ال سعود ويقول: يبدو انه علاقة ابن سعود مع شيخ الكرك حسنه جداً حتى انه أرسل له (أي ابن سعود أرسل الى شيخ الكرك) هدايا يعتد بها في العام الماضي اي عام 1811م ويقول ايضاً ان ابن سعود منح الشيخ يوسف المجالي لقب أمير على البدو المخيمين من دمشق ولغايه البحر الأحمر

ثم ذكر ان بعض عشائر الكرك تدفع إتاوة سنوية للشيخ يوسف المجالي وذكر الاماكن التي تقع تحت سيطرة الشيخ يوسف وهي: كثرباء والعراق وخنيزيرة وآدر وذات راس، وحجفه ومداده والثنية ومدين ومؤته وجلحون وجغيراس

ويذكر الرحالة بيركهارت ايضاً: انه خرج في أحد الأيام مع الشيخ يوسف المجالي للجنوب ومعه اربعين خيالاً من أهل الكرك حيث ابدى اعجابه بخيل الشيخ يوسف ووصف حصانه بأنه أحسن حصان في سوريا اي انه أكثر الخيل اصالة وعراقة مما هو في ديار الكرك (حيث امتازت عشيرة المجالي باقتنائها الخيول الأصيلة التي استخدموها في غزواتهم للقبائل الاخرى)

وتنقسم عشيرة المجالي إلى عده افخاذ:

1 = ال يوسف وفيهم المشيخة وينقسمون الى (المحمد والصوالحة والسوالمة وعيال خليل والمزعل والقواسمة والسحاقات والأحمد)

2 = ال سليمان وينقسمون الى (ال خليل وهم: الحمودية، الدخللات، الابراهيم، المصطفى، الفلاحات، الصوالحة) (ال سلامه وهم: الذيابات، الحسينات، والموسى، الفوارسه)

3 = الجبور: وينقسمون الى عده افخاذ: المعاسفه، والغبون، والغصوب، والداوود

ويقطن المجالية في محافظه الكرك، في الكرك القصبة وفي الربة، والقصر، وشيحان، والياروت ومرود والحوية ومدين

ويعتبر المجالية من أكبر عشائر الكرك، وهم من أكبر عشائر الأردن الذين ينحدرون من جد واحد بدون لفايف عليهم، واما الجد الجامع للعشيرة بالكرك فهو جلال المزروعي التميمي.

الشيخ قدر باشا المجالي كيف وصلت الشيخة اليه

كانت المشيخة في المجالي في اول عهدها في فخذ الغبون، ثم انتقلت إلى ابناء عمهم اليوسف وذلك في عهد الشيخ يوسف بن سليمان المجالي عام 1804 والذي أشرنا اليه أعلاه، واستمرت مشيخة المجالي في فخذ ال يوسف إلى يومنا هذا.

وللخوض بالتفاصيل نقول: تولي الشيخ يوسف المجالي مشيخة عشيرة المجالي في بدأيه القرن التاسع عشر وفي عهد الشيخ يوسف بسط المجالية نفوذهم على عشائر الكرك، فصار يتم اختيار شيخ مشايخ الكرك من عشيرة المجالي وبالتحديد من فخذ اليوسف

وبعد الشيخ يوسف تولي مشيخة المجالي والكرك الشيخ اسماعيل اليوسف المجالي الملقب بـ الشوفي وهو الرجل الوطني الذي قاوم جنبا الى جنب مع الشيخ إبراهيم الضمور الغساسنة ضد إبراهيم باشا الالباني، وتم اعدام الشوفي رحمه الله في القدس، وبعده تولي المشيخة الشيخ عبد القادر اليوسف المجالي. تبعه ابنه الشيخ محمد بن عبد القادر ال يوسف وقد منح الاتراك رتبه فخريه للشيخ محمد وقلدوه مشيخة الكرك رسميا

ثم تولي المشيخة بعده: الشيخ صالح بن محمد بن عبد القادر ال يوسف المجالي والشيخ صالح هو أخو للشيخ رفيفان باشا المجالي وأخو للشيخ دليوان باشا والشيخ فريوان باشا والشيخ مصلح المجالي.

وبعده وفاة الشيخ صالح تولي بعده ابنه الشيخ قدر بن صالح بن محمد المجالي (مدار حديثنا، والشيخ قدر المجالي هو أبرز رجالات المجالية على الاطلاق، وقد توفي (يقال مسموما) سنه 1917 في دمشق. وحيث لم يعقب الشيخ قدر اولادا يرثوه في المشيخة، تولاها اخوه الشيخ عطوي ابن صالح المجالي، وبعده تولي ابنه الشيخ جميل بن عطوي المجالي وبعده تولي ابنه الشيخ سلطان المجالي (اعرفه شخصيا متعه الله بالصحة والحياة الطيبة)، وهو شيخ مشايخ الكرك في الوقت الحاضر، وهو الشيخ سلطان بن جميل بن عطوي بن صالح بن محمد بن عبد القادر بن يوسف ال مجالي، حيث بقي مركز شيخ المشايخ في الكرك حكراً على ذريه الشيخ صالح بن محمد المجالي المزروعي التميمي

وأما كرسي الباشوية في المجالية فقد كان محصوراً في الشيخ رفيفان المجالي وذريته حيث ان 6 من ابناء رفيفان نالوا لقب الباشويه

من رجالات المجالية / المجالي البارزين في تاريخ الكرك

- الشيخ يوسف المجالي - الشيخ اسماعيل المجالي الملقب (الشوفي), الشيخ مصلح المجالي (قام بغزو الحويطات في الشوبك واخراجهم منها بعد استنجاد الشوابكة بالمجالي ومات بالشوبك وقبره مجاور لقلعة الشوبك), الشيخ الشاعر سعود المجالي, الشيخ عبد القادر المجالي, الشيخ محمد بن عبدالقادر المجالي

= الشيخ قدر المجالي (موضوع البحث)

والشيخ قدر من ابرز واهم فرسان عشيرة المجالي الذي برز في الحروب والغزوات حيث قاد الشيخ قدر ثورة الكرك عام 1910ضد الاتراك , التي اندلعت قبل قيام اية ثورة عربية في القرن العشرين , ويسمونها في الكرك سنة الهية وتدعو لقيام دولة اردنية عاصمتها الكرك , وتكون برئاسة الشيخ رفيفان المجالي ونتج عنها الحاق الكثير من الخسائر بالأتراك الى ان اتت الامدادات وقام الاتراك بمذابح جماعية في اهل عراق الكرك , وهاجمت مضارب عشائر الكرك بعامة والمجالية بخاصة , وصدر حكم الاعدام بحق الشيخ قدر المجالي وعدد من رجالات الكرك والمجالية حيث تم اعدام عدد منهم الى ان صدر العفو عنهم وطلب والي الشام مقابلة الشيخ قدر المجالي حيث مات هناك ( يقال مات مسموما ) .

رئيس الوزراء الأردني الأسبق هزاع المجالي تم اغتياله عام 1962 في مبنى رئاسة الوزراء بالأردن في شارع السلط بعمان، الشيخ زعل المجالي، الشيخ عطوي المجالي، الشيخ باجس المجالي

، الشيخ جميل المجالي، الشيخ نايف المجالي، hلشيخ خليل المجالي الملقب (أبو سيفين)، الشيخ سلامه المجالي

-الشيخ صالح المجالي- الشيخ درويش المجالي, الشيخ هجهوج المجالي, الشيخ عودة بن عبيد الجبور المجالي

- الشيخ ذياب المجالي, الشيخ صحن بن فارس المجالي, الشيخ عبدالحميد بن سعود المجالي, الشيخ فارس المجالي

- الزعيم شلاش بن فارس المجالي (اطلق عليه لقب زعيم قبلي من الاتراك), الشيخ عايد المجالي, الشيخ ابراهيم المجالي

- القاضي العشائري الشيخ محمد عبد المهدي المجالي (ابو راكان), الباشا والقاضي رفيفان المجالي الملقب (حاكم الكرك)

- الباشا صالح بن ارفيفان المجالي, الباشا دليوان باشا المجالي, الباشا فريوان المجالي, الباشا دميثان المجالي

- الباشا نايف المجالي, الشيخ عبدالوهاب الجبور المجالي, الباشا توفيق المجالي (مندوب مجلس المبعوثان عن الأردن وامه بنت ابن ختلان شيخ مشايخ قبيلة بني عباد / العبابيد/ العبادي), معالي عبدالوهاب المجالي, الشيخ فيصل بن فريوان المجالي, وشيخ المشايخ الحالي الشيخ سلطان بن جميل المجالي

- المشير حابس باشا بن رفيفان باشا المجالي, وهو من ابرز قادة الجيش الاردني حيث استلم حاكما عسكريا للأردن في احلك الظروف الفارقة عام 1970 وانتصر في عدة معارك خاضها في الجيش الاردني وكان جنبا الى جنب مع وصفي التل رحمهما الله جميعا,

وبرز من عشيرة المجالية العديد من القيادات العسكرية في الجيش الاردني من أبرزهم اللواء الثائر: عاطف المجالي (الذي توفي فجأة ؟؟؟؟) وثعلب الدروع اللواء: خالد هجهوج المجالي (الذي عاش ومات غني النفس والكرامة فقير المال) ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام باشا المجالي وشقيقه المهندس عبد الهادي باشا بن عطا الله المجالي، وشقيقهما رجل الاعمال المعروف عبد الحي بن عطا لله المجالي، والصحفي الإعلامي المعروف راكان المجالي والسيد نصوح المجالي (وزير سابق)، والصحفي المعروف عالميا نصر المجالي، والشاعر الوطني الأردني المبدع ماجد المجالي. وغيرهم الكثير، لا يستع البحث لذكرهم جميعا .

ارهاصات قبل اندلاع ثورة الكرك

سوء إدارة وتصرف متصرف الكرك

في عام 1900م، تسلم الشيخ قدر مشيخة مشايخ الكرك، وتزامن ذلك مع تعيين (رشيد باشا) متصرفاً للواء، وتمكن الشيخ قدر بحكمته من بناء علاقات جيدة مع المتصرف الجديد، فقضي على الرشوة، وحقق عدلاً بين الأهلين، إلا أن هذا الاستقرار لم يدم طويلاً، حيث تم تعيين (مصطفى باشا العابد) متصرفاً جديداً، وكان سيء السمعة لا يخجل أبداً من طلب الرشوة، بل كان يأخذها علانية من الشاكي ومن المشتكى عليه، فساءت العلاقات بينه وبين الشيخ قدر , وسادت القطيعة بينهما , لان ذلك المتصرف كان يتباهى بموقع شقيقه (عزت باشا العابد) الصديق والمستشار الشخصي للسلطان عبد الحميد, ويتباهى بالرشوة وهو ما كان ينكره الشيخ قدر واهل الكرك .

وقد سنّ هذا المتصرف نظام (السخرة) على الأهلين، فأخذ يدعو شباب عشائر الكرك إلى أعمال هي بالأساس من أعمال ومهمات قوات الجيش والدرك، مثل بناء الثكنات العسكرية وجلب المياه إلى المعسكرات، وشق الطرق المؤدية إلى معسكرات الجيش والمخافر، وغيرها من الأعمال التي أثرت على حياة الأهلين وأبعدتهم عن أعمالهم الخاصة، ولكن عندما زادت الأمور عن حدّها ضجر الأهالي من هذا العمل الإذلالي، وبدات مواد وموجبات الثورة تتقارب نحو الكتلة الحرجة لانفجارها.

وقد عبّر عن هذا الضجر والاستنكار الشاعر الكركي الشعبي عبد الله العكشة، عندما استغل وجوده في ديوان الشيخ قدر وبحضور معظم مشايخ ووجهاء الكرك، فألقى قصيدة شعبية، حمّست الشيخ قدر وبقية المشايخ مما جعلهم يبرقون إلى السلطات العليا طالبين إلغاء السخرة وإلا ستكون العواقب وخيمة على الطرفين، فألغيت السخرة بقرار من الوالي.

ولكن بعد أن تسربت القصيدة إلى بقية المناطق، وأصبحت أغنية يرددها الأهالي في مجالسهم، وضع الشاعر العكشة على أثرها على القائمة السوداء، ولم يكترث بالتهديدات والإنذارات حتى ألقي القبض عليه ونفي إلى بلاد القفقاس وبقي في مكان نفيه حتى زوال الحكم العثماني عن البلاد عام 1918م،

قصيدة عبد الله العكشة

أما قصيدته المحفزة، فسنختار منها الأبيات التالية:

الله من قلب أضرمت بيه نيران جوّى ضلوعي زايد إلها الهابا

ع ديرة ما هي ملك ابن عثمان ظلت عزيزة بالشرف والمهابا

نزى السخرة خلت الناس نسوان إو غدت على بعض المخاليق نابا

عسكر كركنا شارب الشف فسقان حنا فريسة أو هم صاروا ذيابا

يا شيوخنا صفت عذارى بديوان والكل منهم ساعياً بالخرابا

حنّا الغنم وأنتم على الكل رعيان حسبي عليكو الله صرنا نهابا

شيخاً بلا عزوة ترى ماله الشآن إو عزوة بلا شيخاً بليّا مهابا

وين أبو سليمان اللي على الخيل قحطان صور العذارى يوم لجن عذارى

لا يا قدر يا شوق مسلوب الأبدان يا شيخ لا ترضى علينا الخرابا

لا عاد ما أبها سن مسنون وأسنان ما تقدروا ارتدون عن جوابا؟؟

الشيخ قدر المجالي وثورة الكرك

ثم نعود الى الشيخ قدر باشا المجالي وقد اشبعت موضوع الثورة وتحليل شخصيته السياسية بحثا في كتابي : تاريخ الأردن وعشائره الصادر عن دار مجدلاوي 2014 , ان الشيخ قدر رجل ولد وتربى وساد وقاد في بيت كريم واسرة كريمة وديرة كريمة وهي الكرك المحروسة والأردن العزيزة، وعشيرة المجالي , فاخذ أجمل الصفات والسمات من مصادرها الحقيقية من ديرته وعشيرته , وقد ورث المجد كابرا عن كابر، ودافع عن الأردن، وانه الأردني المتجذر من اسرة اردنية اصيلة عميقة في ترابنا الوطني , ولا يجوز عندي كمؤرخ ان تحسب سنوات الجلوى لشخص الى مجلاه خارج الأردن انه من تلك الديار وانما يحسب حيث القبور جذور وحيث السيادة التي لا يتقنها ولا يحوزها الشخص الا في ديار ابائه واجداده وهي الكرك.

وكما ذكرنا في كتابنا تاريخ الأردن وعشائره ( 2014 دار مجدلاوي ) ان الشيخ قدر المجالي كان يطمح لتشكيل امارة اردنية تنطلق من الكرك كما كان امر الكرك عبر التاريخ , حيث كانت تبدا الامارة بها لتتسع وتشمل بقية الأردن , كما كان لواء الكرك قبل عام 1921 حيث كان يشمل شمال جزيرة العرب وساحل البحر الأحمر بما فيها ينبع والساحل الغربي لخليج العقبة وكان يشمل وادي السرحان وتبوك والجوف وعرعر حتى مشارف المدينة المنورة وتخوم الربع الخالي وتخوم الفرات , والحرة الأردنية الموجودة الان في البادية الشمالية , ولا شك ان الشيخ قدر رحمه الله كان يتطلع لإقامة الامارة الأردنية في هذه الديار الواسعة التي تشكل اكثر من نصف مليون كيلو متر , ولكنه كان لا يستطيع الإفصاح عن ذلك لان الأعداء كانوا اكثر من طاقته في التحمل والمقاومة , أقول : الأعداء من الداخل والخارج ومن الانجليز وقوات الاتراك . ولو طالت بقدر المجالي وكف الأعداء والحاسدون اذاهم عنه لكان اميرا على الأردن

من هنا نعرف لماذا كان قدر المجالي على علاقة حميمة مع الشيخ عودة أبو تايه زعيم الحويطات الذي كان يتشوف أيضا لإقامة امارة اردنية في حينه على المساحة ذاتها ومع الصخور ومع العبابيد واهل السلط والبلقاء والعجارمة وبني حسن , ومع الشيخ الزعيم كليب الشريدة الذي كان ينوي إقامة امارة أيضا بهذا المفهوم الوطني والجغرافي , ومع الشيخ سلطان العدوان ( والد الشيخ ماجد العدوان ) وغيرهم من زعامات الأردن التاريخيين والشيخ مبارك أبو يامين العبادي , ومع الأمير الشيخ راشد باشا الخزاعي , ومع الشهيد كايد باشا المفلح العبيدات , ومع الشيخ سليمان باشا السودي الروسان , والشيخ ناجي باشا العزام , والشيخ فواز باشا البركات الزعبي , ومع الأمير الشيخ سطام باشا الفايز سلطان البر والأمير طلال الفايز , والشيخ حسين الطراونة , والشيخ محمود بن طه الضمور , والشيخ حتمل بن زبن، والشيخ تركي بن حيدر الزبن، والشيخ عبطان الفايز، والشيخ شهاب الفقير، والشيخ مناور باشا الزبن وغيرهم كثير يتعذر حصرهم في بحث او مقال . ولولا القمع التركي والاحتلال البريطاني واذنابه والزيارة الاحتلالية، لكان الأردنيون قادرون على إقامة هذه الامارة، الا ان الانجليز استبقوا الامر وأجهضوا المشروع الوطني الأردني لدى هؤلاء الزعماء ووضعوا البلاد تحت الانتداب واقاموا فيها امارة لغير الأردنيين



انتخابات مجلس المبعوثان

بعد الانقلاب العثماني عام 1908 جرت أول انتخابات لمجلس المبعوثان وانتخب الشيخ توفيق باشا المجالي مبعوثاً عن لواء الكرك وهو الاردني الوحيد الذي حصل على عضويه ذألك المجلس. وفي أيلول /1917م، واثناء الحرب العالمية الأولى وعلى أثر انضمام الشيخ عودة أبو تايه للثورة ضد الاتراك، وقيادته لحرب تحرير الأردن من الطورانيين، أدركت الإدارة الطورانية التركية أهمية الجبهة الأردنية، وأنها الان في وضع حرج ما لم يستميلوا الأردنيين، وبخاصة اهل الكرك والسلط وعجلون والبادية. فكان الاتصال مع الزعامات الأردنية ومنهم الشيخ قدر شيخ مشايخ الكرك في حينه،

أرسل جمال باشا السفاح يدعو شيوخ شرقي الأردن للتوجه إلى دمشق لكي يحلوا ضيوفاً على الحكومة هناك، ويبدو أن الحكومة خشيت أن يقوم أهل البلاد في وجهها ثورة مع عودة أبو تايه، وقد لبى الدعوة عدد كبير من الزعماء، وبعد أن قضوا مدة في دمشق فوجئوا باعتقال عدد منهم، وعلى راسهم الشيخ قدر المجالي، والشيخ حتمل بن زبن، والشيخ تركي بن حيدر الزبن، والشيخ عبطان الفايز، والشيخ شهاب الفقير، وقد وجهت إلى المشايخ تهمة الاتصال بالثورة المضادة للأتراك وقبول هدايا وأسلحة، ونقودً أرسلها إليهم.

كيف مات الشيخ قدر المجالي

يقول المؤرخ سليمان العيسى نقلاً عن مذكرات المرحوم عودة القسوس صفحة 55 ما يلي: ولم تستطع الحكومة إثبات التهم، فلم تلبث أن أطلقت سراحهم، ولكن الشيخ قدر المجالي لم يلبث أن توفي، وقيل إن الأتراك دسوا له سماً في طعامه، وقيل في فنجان القهوة صباحاً.

وجاء في كتاب العمليات الحربية، القسم الثاني من الجزء الثاني صفحة 217 ما يلي: وحتى مطلع تشرين الأول 1917م، كانت الأمور عادية جداً، بل لاقوا (أي شيوخ الأردن الضيوف) الاحترام والتقدير والضيافة من الوالي ومن حاكم سوريا جمال باشا شخصياً، وكان يتردد على مكان إقامتهم الأمير سعيد الجزائري وشخصيات أخرى شامية كانت مع الجزائري تسعى للصلح بين العرب والأتراك على قاعدة الاعتراف التركي بالاستقلال العربي.

وكانت الخطة الطورانية تقتضي استمالة زعماء العشائر بأموال الألمان التي سينفقها الجنرال الألماني (فالكنهاين)، وقال جمال باشا: بأن سلامة الدولة تكمن في شراء وإسكات زعماء البلاد الأردنية، والذي منهم لا يقبل (الرشوة) فان مصيره الموت، وكان الشيخ قدر أول الضحايا، وأول من رفض الرشوة من زعماء الأردن ووجهاء بلاد الشام، حيث رفض وجهاء الأردن تلطيخ أيديهم بالرشوة لان لديمهم من الإباء ما يحصنهم عن الخساسة،

والسؤال الان :كيف كانت نهاية الشيخ قدر المجالي : الثابت انه قتل في دمشق بعد استدعائه وزعامات الأردن , ولكن الخلاف هو عن كيفية القتل , حيث يقول بعضهم لن الاتراك شنقوه مع عدد من الزعامات الكركية الأردنية الذين اشرنا اليهم والى أسمائهم في غير موقع منشور , وان الشنق تم في ساحة المرجة في دمشق , والرواية الأخرى ان الاتراك تخلصوا منه بالسم , واما نحن فلا نستطيع توكيد أي من الروايتين , لان الامر يحتاج الى العودة الى الوثائق العثمانية وهو امر غير متاح لنا أصلا , ولكنني اطمئن الى رواية السم اكثر , وهذا ما نراه في الروايات التالية :

اما المرافق الخاص للشيخ قدر المجالي والذي كان برفقته إلى دمشق وهو السيد (سليمان السعيد) فيقول في شهادته المحفوظة في أوراق الشيخ هايل المجالي ما يلي: وفي صباح ذات يوم، قدمت قهوة الصباح للشيخ قدر ولم تمض ساعات قلائل حتى أصيب بوعكة صحية أفقدته كامل قدرته على التحرك، مع آلام شديدة في بطنه، فنقل إلى المستشفى، ثم لم يلبث أن فارق الحياة، وقد أكد الدكتور الذي كان يشرف عليه أن أعراض السم كانت بادية على جسده، وهذه خطة جمال باشا لتصفية شيخ مشايخ الكرك، بعد جرأته وشجاعته مع الأتراك، وكان يقينهم أنه غير برئ من التهم وهي اتصالاته مع الثورة المضادة للأتراك.

أما الشهادة الأكثر وضوحاً وتفسيراً هي شهادة الشيخ تركي بن حيدر الزبن والذي كان مع الشيخ قدر المجالي، اذ يقول الشيخ تركي:

بينما كنا في حضرة الحاكم التركي في الشام، وعدد من الشيوخ ومن ضمنهم الشيخ قدر المجالي شاهدت عسكرياً عربياً بباب قاعة الاجتماع يؤشر لي بوضع سبابة يده اليسرى على رقبته وتمريرها ويمد يده اليمنى كمن يقدم لي شراباً...وبعد قليل دخل شخص آخر يحمل القهوة العربية وفناجينها، وعندها فهمت إشارة ذلك العسكري العربي، وحاولت جهدي أن ألفت انتباه الشيخ قدر إلا أن شربه لفنجان القهوة سبق تمرير فحوى الإشارة، وعندما جاء دوري تظاهرت بشربها، حيث وضعت فنجان القهوة ما بين فتحة ثوبي وصدري بدلاً من شربها.

وبين الشيخ تركي في حديثه لمشايخ الكرك بعد عودته من دمشق ودفن الشيخ قدر في مقبرة الشيخ (رسلان) جنوب شرق دمشق معاناة الشيخ قدر لبضع ساعات بعد تناوله السم، فكان يصرخ بأعلى صوته، ويشد على بطنه، حتى أغمي عليه، وخرج من فمه السائل الأصفر، الممزوج بالقهوة، وعرف الطبيب الذي حاول إنقاذه أن السم انتشر في أحشائه، فلا أمل من إنقاذه.

وتساءل الشيخ تركي: لماذا كنت أنا والشيخ قدر هدف السفاح جمال؟؟، لم تكن تهمة الاتصالات مع الثورة المضادة للأتراك هي السبب الأكبر والمهم، بل المهم والسبب الأكبر هي ثورة الشيخ قدر على الأتراك عام 1910م، وكنت أنا وعشيرتي الزبن من المؤيدين لها، ودعمناها بالسلاح، لذلك كنت شريكاً له في الموت لولا إرادة الله ثم هذا العسكري العربي أخيراً....

لم يكتف جمال السفاح بهذه الجريمة النكراء بحق الشيخ قدر، بل مارس أساليب الغدر بمشايخ ووجهاء لواء الكرك فأمر بإلقاء القبض على مجموعة منهم ونفاهم إلى بلاد القفقاس ولم يعودوا إلا بعد عام 1918م، ونذكر منهم: عودة القسوس، وخليل العكشة، وعبد الله العكشة، وعبد الرحمن ماضي، ومحمد عبد الجواد، وأحمد ماضي، ومطلق المفلح، وصالح البخيت وغيرهم

كيف تخفى الشيخ قدر المجالي قائد ثورة الهية

كان الشيخ قدر، رجلا كبيراً وعظيماً وكريماً، وبعد حملة القائد التركي الفاروقي القمعية الدموية ضد الكرك وأهلها عام 1910 والحملات التي تلتها لإحباط ثورة الكرك، اضطر قدر بن صالح المجالي إلى التخفي تحت اسم (علي)، وبلغت مدة تخفيه ثلاث سنوات، رافقه خلالها اقاربه المخلصون له بالروح وهم الشيخ سعود والشيخ سعدون ولدا أخيه الشيخ الشهيد عبد القادر، وتعامل معه كافة المواطنين بهذا الاسم الحركي ( علي ) ، ولم يظهر علانية إلا بعد صدور العفو العام السلطاني كما ان الشعر الذي قيل فيه أثناء مدة التخفي، وأخباره بين المواطنين كانت تحت اسم (علي)، وإطلاق هذا الاسم كان فقط خلال فترة التخفي ولم يطلق عليه إلا بعد انتكاسة الثورة .

ومنها قصيدة للشاعر الشراري سالم أبو الكبائر يخاطب الشيخ قدر عندما كان مطارداً من السلطات التركية، تحت اسم علي، تمويهاً وخوفاً من أن تعرف هذه السلطات مكانه. وفي قصيدة طويلة يقول في مطلعها:

استحمد الله يا علي عدوهم خافى ذبح العساكر والملا تشهد إللي

العز طاف واعتلى راس مشراق وهبيت يا للي بالمراجل تذلي

رميل الكرك باقوا ولا أحد شاف ويوم الملازم يا علي قدر ما خطن لي

أنت سميتك على وأنا أخاف صيتك شهر قرناس صقراً مطلي

- العشائر الأردنية تتجمع في معان لمساندة الاتراك

قرر الشيخ قدر المجالي بعد التشاور مع مشايخ الكرك الاشتراك بالحملة دفاعا عن الاتراك لأنه أدرك ان البريطانيين سيأتون للأردن باحتلال جديد لا يدري كم سيستمر على صدور الأردنيين، فاجتمع حوالي /500/ فارس في دار الحكومة بالكرك وسارت هذه القوات بعد وداعها من قبل مشايخ الكرك إلى معان للالتحاق بالقوات العشائرية الأخرى. وفي معان قدمت السلطات العسكرية التركية لهذه القوة بعض المؤن وعتاد البنادق، ووزعت عليهم مبلغاً من المال، ثم غادرت الحملة معان يوم 17/تموز/1917م، إلى موقع (وهيدة)، حيث التقى قادة القوة بالشيخ حمد بن جازي ومعه مجموعات من فرسان الجازي (الفرع الثاني من قبيلة الحويطات المناويء للشيخ عودة أبو تايه)، وكان الشيخ حمد مخلصا للأتراك.

كما التحق بها بضعة هجانة من بني صخر، وثلاثة ضباط من الأتراك لتنظيم الحركات الحربية، وتحركت القوات الشعبية والعشائرية من (الوهيدة) إلى (الغويلة) ومنها شنوا هجوماً على جماعة من البدو المناصرين للثورة قريباً من (القويرة)، وكانت هذه الجماعة البدوية مكونة من فرسان (التوايهة) جماعة الشيخ عودة أبو تايه، ودام التحام الفريقين مدة ثلاث ساعات، فقتل من (التوايهة) تسعة فرسان، وفرّ الباقون، واستولى فرسان العشائر على مواشيهم وهي تقارب ألف رأس من الغنم، كما استولوا على بعض الجمال وعلى عشرة من بيوت الشعر وما فيها من مؤن وأثاث.

لم يشترك الشيخ حمد بن جازي في هذا الهجوم لشكه بأن هؤلاء البدو ليسوا من المحاربين، بالإضافة إلى اكتشافه أن هؤلاء البدو هم من أقاربه التوايهة، وكان الخلاف لا يزال قائماً بين الجازي والتوائه، واكتشف أيضاً اللعبة التركية التي صنعها الجنرال محمد جمال باشا، الذي دفع العشائر للاشتباك ببعضها، وإيقاع العداء من جديد بين القبائل العربية، كما أن فرسان الصخور توقفوا عن ملاحقة (التوايهة) بعد اكتشافهم الفتنة الخبيثة القائمة على المكيدة وسفك الدم الأردني بأيدي اردنية.

وبعد فوات الأوان فطن فرسان الكرك لهذه المكيدة وبخاصة بعد أن عرفوا أن القوات التركية النظامية لم تشترك في الهجوم، كما تم الاتفاق، ولهذا قرروا العودة إلى معان ومنها إلى الكرك، حيث وضعوا الشيخ قدر المجالي وبقية مشايخ الكرك في صورة ما حدث، فأمر الشيخ قدر أن تبقى هذه القوات بكامل جاهزيتها و التحاقها بالجيش المعادي للأتراك , وعين بركات وسعود المجالي قادة لهذه القوات، والتحقت قوات الكرك بالجيش الشمالي ، وشاركت في معارك وتحرير محطة القطرانة، ومحطة القريقرة، ووادي الحسا، وجرف الدراويش، وعنيزة، وغيرها من المعارك التي كانت بقيادة الشريف ناصر، وفي تلك الظروف وزمنها الصعب كانت الكرك بكافة عشائرها تعيش مأساة فقدان الشيخ قدر المجالي في دمشق.

ما بعد الثورة والحرب العالمية الأولى

بعد تحرير الأردن من الاتراك عام 1918م بقيادة الشيخ عودة أبو تايه، وهروب الحكومة العربية من دمشق امام تقدم القوات الفرنسية وتركها دمشق لقمة سائغة لسنابك الفرنسيين، وهزيمة جيشها المسمى: العربي السوري بقيادة المجاهد الشهيد يوسف العظمة، بقيت الكرك، كما سائر الأردن، خلال هذه الفترة تحت نفوذ القوى المحلية.

وفي غياب المرحوم الشيخ قدر أواخر عام 1917، اختار اهالي الكرك الشيخ رفيفان باشا المجالي متصرفاً للواء الكرك وكان يطلق عليه لقب (حاكم الكرك) وفي عام 1920 اتفق شيوخ الكرك على تشكيل حكومة في الكرك وأطلقوا عليها اسم الحكومة العربية المؤابية وجرت الانتخابات لتأليف المجلس العالي للحكومة وهم: عن الكرك 1-عطوي المجالي 2-نايف المجالي 3 -سلامه المعايطة 4-عوده ابو شوارب 5-حسين الطراونة 6-عبيد الله العكشة

كلمة أخيرة من الكاتب

الأمير الشيخ قدر المجالي، واحد من القامات الأردنية السامقة , والهامات الأردنية الوضاءة العالية , أحد الزعامات الأردنية العريقة ومن مشاهير مطلع القرن العشرين في العالم العربي بعامة والأردن بخاصة , ثار وقاد ثورة الكرك وهي الأعظم في القرن العشرين بعد الثورة الجزائرية ، ثار الشيخ قدر المجالي من اجل عروبته وكرامته الوطنية ,ورفع الظلم عن اهله أبناء الكرك والأردن , ومن اجل شرعية الأردنيين , فوجد من حوله رجالا من أبناء الكرك وسائر أبناء العشائر الأردنية من شمالها الى جنوبها وقد التفوا حول الشرعية الوطنية الأردنية, رجال كسروا كل الأكاذيب التي روجها المرتزقة والغرباء والزيارة الاحتلالية ومطاياها ان الأردني لا يقبل بالأردني وقد قبل الأردنيون بالقامات العالية ومنهم قدر المجالي وكليب الشريدة وسلطان العدوان وابنه ماجد وعودة أبو تايه وسطام الفايز وحسين الطراونة ووصفي التل وحابس المجالي , والأمير راشد الخزاعي ومن قبله الأمير قانصوه الغزاوي , والأمير حيار بن مهنا بن عيسى بن الفضل بن ربيعة , والأمير المحفوظ السردي وطراد بن زبن وسطام الفايز , لقد قبل الأردنيون زعاماتهم بدون جدال واثبتوا سلفا أكاذيب الغرباء والمرتزقة ومثلث الغم .

ثار الكركيون من اجل الكرك وعجلون والسلط والبادية والجبل والوادي والسهل، والجوف والعلا وتبوك وعرعر وسكاكا، من أجل الحرية وقدسية التراب، تأبط الزعيم الأردني الشيخ قدر سيفه ونفسه متجرعا ويلات الذبح والإعدام بحق بني قومه وفرسان عشيرته خلال الثورة وبعدها، عاش المحنة بكل تفاصيلها. لكنها لم تثنه عن متابعة مشوار الجهاد والكفاح، حتى تربع على عرش الشهادة الذي لا يبنى إلا لأولئك الشهداء الذين قالوا: أشرف أنواع الموت أن يكون من أجل الله ومن ثم من اجل الوطن.

والحديث عن الشيخ قدر المجالي، هو الحديث عن الأردن والاردنيين بهمومهم الوطنية والقومية، وهويتهم وشرعيتهم وشرف الانتماء للامة. فكان يتفاعل مع الحدث بروحية القائد الحكيم، ولا ينفعل به. وكان أعلى من كل السفاسف، وصدره أرحب من كل المروج، ترفّع عن النزق والصغائر، فكانت تلك الخصائل بعروقه، وشبت معه، فأصبحت بعضاً من مكونات شخصيته القوية والمتواضعة أيضاً.

كانت يداه تمسكان دائماً بالحلقة المركزية الأهم، فتعرف من خلال ذلك على الاتجاه الصحيح فقد كان رحمه الله بوصلة دقيقة تؤشر على المهمات والمخاطر، ولم تتملكه رؤية ضيقة على حساب الموقف الوطني، شجاعاً واضحاً كحد السيف، يناضل بثبات دفاعاً عن الحقوق وشرعية الوجود، أعلن الثورة الكركية عام 1910م لأنها في رؤيته الرد الوطني الأردني الثوري والجهادي على تجاوز السلطات الانقلابية الجديدة بقيادة حزب الاتحاد والترقي العنصري.

لم يكن الشيخ قدر المجالي مناضلاً كركياً أردنياً فحسب، بل كان مناضلاً عربياً إسلامياً، تجاوز حدود الأردن وبلاد الشام عندما تبنى النواب العرب في البرلمان العثماني مطالبه وأغراضه من الثورة، حتى أن القنصل الفرنسي في دمشق وصف ثورة الكرك بالثورة القومية وليس من أجل الغطرسة والظهور والعتب على السلطان كما زعم الفاروقي قائد الحملة على الكرك.

وصدق المؤرخ العربي محيي الدين السفرجلاني الذي قال: إن الحد الأدنى من محفزات الشيخ قدر المجالي يعتبر وعياً وليس انعكاساً شرطياً، ولو كان هذا الوعي مجرد انفعالات حسية، فكان عمله الثوري حتمية تاريخية...

انتقل محمد جمال باشا والي سوريا في حينه إلى معان بعد تحرير (أبو اللسن) وطلب من متصرف الكرك حض الأهالي على القيام بالهجوم على القوات العربية، كما أبرق إلى الشيخ قدر المجالي يشحذ همته ويذكره بالاتفاق الذي عقده معه في الكرك في مطلع عام 1916م، ويخبره بأن القوات العسكرية من خيالة ومشاة ومدفعية وطائرات ستشترك في هذه الحملة وبين له أن معظم العشائر البدوية بقيادة الشيخ حمد بن جازي ستشارك بالهجوم على الغزاة.

وعن استجابة الشيخ قدر المجالي لبرقية قائد الفرقة الثامنة الجنرال محمد جمال باشا يقول الشيخ هايل ودعان المجالي: وقد أثرّ محمد جمال على الشيخ قدر الذي لم يعرف بعد نوايا وأهداف الثورة على الاتراك ، كما أن متصرف لواء الكرك (تحسين بك) أثر على مشايخ الكرك عندما قال لهم: إن العشائر الحضرية والبدوية من مناطق معان والطفيلة والبلقاء تستعد للتجمع في معان ثم الزحف باتجاه (القويرة) للقضاء على الغزاة القادمين من الحجاز، وقال لهم أيضاً: يعز على السلطان أن يرى أهل الكرك في غير مواقع الدفاع عن بلدهم...وأشار (تحسين بك) إلى أن الشيخ حمد بن جازي يأمل أن يرى الشيخ قدر في معان على راس القوات الكركية...

(انتهى البحث)

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012