أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مؤشّر السعادة

بقلم : د عودة ابو درويش
13-08-2015 12:29 PM
أجمل لنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم السعادة في الحديث التالي الذي رواه البخاري : ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا) , وكانه صلى الله عليه وسلم يقول لنا , ان ّ السعادة عندما يكون الانسان امنا في نفسه وعائلته ومجتمعه , يستطيع القيام بكل واجباته بأمان واطمئنان , في البيت والمسجد والشارع , وفي مكان عمله , لا يجد ما يثنيه عن القيام بجميع اعماله خوف او وجل , من حادث غير محتمل يقع معه , او من انسان آخر يكون سببا في افقاده الامان , بإيذاء له جسديا كان او معنويا , وان يكون معافا في جسده لا يشكو من مرض يفسد عليه سعادته , في اي جزء من اجزاء جسده , وان يملك القوت المغذّي له في ذلك اليوم , الذي يقتات به ليستطيع ان يقوم بواجباته الدينية والتي هي الاساس , من صلاة وصيام وقيام وغيرها من العبادات , تشعره بالسعادة الحقيقية .
قبل شهر , اصدر مؤشر غالوب –هيلث واي الدولي للسعادة , مع ان كثير ايضا من مراكز الدراسات في العالم يقوم ايضا بمثل هذه الدراسة , اصدر تقريرا عن مؤشر السعادة في العالم للعام الفائت 2014 , معتمدا على مقابلات تمت مع أكثر من 146000 شخص , اعمارهم فوق 15 سنه , في 145 بلدا حول العالم , وقد اعتمد على بعض المفاهيم في هذه الدراسة منها ما عرّفه الروائي الروسي الشهير ليف تولستوي , بأن السعادة تكمن في تمّلك ثلاثة اشياء , شيء تعمله وآخر تحبه وثالث تطمح له , واعتمد ايضا عدّة معايير منها :
مستوى الرفاهية المالية والحالة الصحية الجيدة , والمشاركة في الانتخابات والثقة في المؤسسات المحلية , ومنها الضغوط والاعباء اليومية التي تتركّز على كاهل الفرد , ووجود الغذاء الكافي والمسكن , وهل عند الفرد استعداد للعمل التطوعي ومساعدة الآخرين , وامر مهم آخر وهو , هل لدى الافراد النية للهجرة ومغادرة البلد الام الذي ولد وترعرع فيه , ويمكن للأفراد في اي بلد ان يجيبوا وبمصداقية على هذه المعايير ليعرفوا ان كانوا يعيشون بسعادة في بلدهم ام لا , بحسب المصدر المذكور .
ولم يكن في الدول العشر الاولى, اي دولة من الدول العربية , بعض الدول الخليجية جاءت في الترتيب الرابع عشر وما بعده , وتوسطت الاردن الترتيب العالمي بين 145 دولة , بينما كانت دول امريكا اللاتينية من الدول المتقدمة في العالم في مؤشر السعادة , وليس غريبا ان تأتي الدول العربية التي تعاني من صراعات في ذيل القائمة , ولكن ربما وجد اناس سعداء, في هذه الدول , يوائمون بين رغباتهم وظروفهم , ويتذكّرون قول الفيلسوف محي الدين ابن عربي ان سعادة الانسان العظمى تكون عندما يدرك عظمة الوجود وجماله وكماله , ويقارنه بالفاني الزائل , وان درجة السعادة من درجة هذه المعرفة , جعلنا الله واياكم من السعداء في الدنيا والآخرة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012