توظيف حواسنا الخمس في متابعة أطفالنا

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

توظيف حواسنا الخمس في متابعة أطفالنا

14-08-2015 02:07 AM
كل الاردن -
إذا أردنا الانتباه إلى كل ما يحدث لأبنائنا، يتعين علينا متابعتهم باستمرار ومراقبة كل ما يحدث لهم. وأول شيء يجب أن ننتبه إليه هو أن لدينا خمس حواس مما يعطينا خمس طرق يمكن الاعتماد عليها لمعرفة ما يتعرض له أبناؤنا باستخدام هذه الحواس. فكل ما علينا هو أن نسمع ونرى ونلمس ونتذوق ونشم. فباستخدام كل حاسة من هذه الحواس، يمكننا معرفة الكثير من المعلومات الخاصة بأبنائنا وتكوين انطباعات مختلفة عما يمرون به. لذا يجب أن نتعرف على كيفية استخدام حواسنا بطريقة فعالة ونبرع في ذلك.

حاول الانتباه إلى حالتهم الصحية وما إذا كانوا يشعرون بالهدوء أم بالغضب. كذلك حاول معرفة ما إذا كانوا يشعرون بالنشاط والحيوية أم بالإرهاق والتعب وهل يشعرون بالتفاؤل والاستقرار أم أنهم يشعرون باليأس والاكتئاب؟، كما يجب عليك متابعة الطريقة التي يتفاعلون بها مع الآخرين، بالإضافة إلى ذلك عليك متابعة الحالة التي تبدو عليها غرف الأبناء لمعرفة إلى أي مدىً يعملون على تنظيم ملابسهم وترتيب واجباتهم المدرسية ويهتمون بنظافتهم الشخصية. هنالك الكثير من الأشياء التي تتضح لنا من خلال مشاهدتنا لأبنائنا ومتابعتهم؛ فمشاهدة ومتابعة أي شيء به حيوية ونشاط من الأمور التي تثير في النفس البهجة والسعادة، والأطفال من أكثر الكائنات المفعمة بالنشاط والحيوية.

إننا بحاجة إلى الإنصات جيداً لأبنائنا، فنسأل أنفسنا: ماذا يقول أبناؤنا؟ وما الذي يقصدونه مما يقولون؟ هل يقولون أشياء مهمة أم غير مهمة؟ لاحظ الأمور الأخرى التي لا يعبرون عنها بالكلام بل بطرق أخرى. اسأل نفسك: ما الطريقة التي يتبعونها في التعبير عما يريدون؟ تذكر أن الكلمات وحدها لا تحمل الرسالة كاملة، بل هناك ما يكملها من الحركات والتعبيرات. هل يظهر لك من صوت ابنك أنه هادئ أم يشعر بالاضطراب أو الاكتئاب أو القلق أو الحماس أم يعيش حالة من السعادة أو الخوف أو الحزن أو الحب أو الأمل أو التردد أو الغضب؟ كذلك، حاول أن تستمع إلى ما يدور من أحاديث بين ابنك وأصدقائه أو باقي أفراد العائلة. حاول أن تستمع إلى كل ما يقوله فستجد أنك تتعرف على كثير من التغييرات التي يمر بها بمجرد الاستماع إليه باهتمام، حاول أن تقترب من أبنائك وتلمسهم وساعدهم على فعل ذلك معك. حاول أن تتعرف على شعورهم عندما تلمسهم، وحاول أن تتعرف على شعورك أنت عندما تلمسهم. فهل يشعر الأبناء بالاطمئنان عندما تلمسهم؟ وهل تشعر باستجابة جيدة من أبنائك عندما تلمسهم؟ هل يشعر أبناؤك بالأمان أو بالافتقار إلى شيء ما أو بالانجذاب إليك أو بالتجاوب معك أو التواصل معك أم أنهم يصدون كل محاولاتك هذه وينفرون منها؟

هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك اكتشافها عندما تلمس بيديك ذراع ابنك أو تضمه إلى صدرك أو تقترب منه. لاحظ أيضاً الطريقة التي يتحرك بها، هل يتخبط في الأشياء ويتعثر بها، أم أنه يسير بخطى ثابتة رشيقة ومتأنية؟. تابع أبناءك من خلال استخدام حاستي الشم والذوق. ربما يرى البعض أن هذا الاقتراح غير مألوف، غير أن البعض الآخر يعتمد على ذلك كوسيلة أساسية في متابعة الأبناء والتعرف على ما يحدث لهم. عادة يكون من الأسهل استخدام حاسة الشم أكثر من حاسة التذوق في التعرف على ما يتعرض له الأبناء رغم أن كلاً منهما يكمل الآخر. فرائحة الأبناء تساعدنا في التعرف على الكثير من الأشياء الخاصة بهم أكثر من مجرد الاطمئنان على حالتهم الصحية. فعادة ما يتمتع كل شخص سواء أكان كبيراً أم صغيراً، برائحة مميزة، وأي تغيير في هذه الرائحة يعد مؤشراً على وجود خطب ما. فعادة ما يدل التغيير الملحوظ في رائحة الأبناء على وجود تغيرات مهمة في حالتهم النفسية. لذا كن حذراً في حال حصول أي تغيير في رائحة أبنائك. تابع أيضاً رائحة غرف أبنائك والأماكن التي يترددون عليها، وذلك للتعرف على أي تغيير قد يطرأ في حياتهم.