رسالة إلى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

رسالة إلى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين

بقلم : احمد صلاح الشوعاني
15-08-2015 12:19 PM
منذ عدة شهور وأنا أحُاول منع نفسي من كتابة هذه المادة التي سأوجهها بشكل مباشر إلى سيد البلاد صاحب القرار الأول والأخير في الأردن وصاحب الحكمة الذي عودنا على قول كلمة الحق وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوطن والمواطن .

رسالتي موجهة بشكل مباشر إلى صاحب الحكمة والقدرة على استيعاب كلامي وحل المشاكل التي يعاني منها الوطن والمواطن رسالتي إلى فارس التغيير وربان سفينة الوطن الذي يسعى جاهداً من اجل بناء أردن جديد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين .

هذهِ الرسالة التي انتظرت كثيراً قبل كتابتها متأملاً ومتفائلاً بأن يعود المسؤولين وأصحاب القرار إلى رشدهم وصوابهم ويعملوا على إعادة ترتيب البيت الداخلي الذي بناه الراحل العظيم جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وأكمل مشواره جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يسعى إلى بناء أردن جديد ولكن بوجود مسؤولين وهوامير ورجال مصالح يبحثون عن مصالحهم الشخصية تخالف رؤية وطموح جلالة الملك والشعب الأردني .

ما دفعني للكتابة لقاء جلالتكم في مدينة العقبة مع رجال الدولة وأبناء مدينة العقبة والحديث الذي سمعه العالم والأردنيين عندما تحدثتم عن الاستثمار والمستثمرين وما يتعرض له المستثمرين والصراحة التي عودتنا عليها في خطاباتك يا سيدي .

و ما دفعني للكتابة ايضاً يا سيدي خبر قرأه الأردنيين والعالم رحيل رئيس الحكومة السابق شقيق الجنرال السجين محمد الذهبي الذي باع أملاكه وأطيانه بعد فضيحة حفل نجله الذي كلف مئات ألاف الدنانير , 'نادر الذهبي' الذي غادر المملكة بأموال الأردنيين إلى تركيا .

وقبل أن أكمل أود طرح سؤال لعلي أجد إجابة عند المسؤولين الذين لا تزال ضمائرهم حية ( كيف سمح للذهبي بيع أملاكه التي لا يملكها ومغادرة الأردن ... من أين حصل الذهبي على كل هذه الأموال التي أصبحت خارج الوطن ... وحسب ما نشر في الخبر قيام الذهبي ونجله بتأسيس أضخم شركتين على مستوى العالم في تركيا ) ...؟؟ أليست هذه أموال الشعب الأردني التي حصل عليها الجنرال السجين وشقيقه بطرق غير شرعية من الأردنيين في قضية شركات البورصة عام 2007التي لم ولن تنتهي حتى الساعة ..؟؟

وما دفعني للكتابة يا صاحب الجلالة هو الاستخفاف بعقول الأردنيين من قبل الحكومة و أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة وللتوضيح أكثر ما تقوم به حكومة الدكتور عبدالله النسور والحكومات التي ترأسها النسور والتي تعمل على إشعال الشارع الأردني منذ وصولها إلى الدوار الرابع .

يا صاحب الجلالة لم يرى الشعب الأردني من حكومات النسور سوى الظلم والهم والغم وزيادة الغضب على الدولة ولم يعش الشعب أسوء من هذه الأيام منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية حتى اليوم بفضل قرارات حكومات النسور المختصرة على رفع أسعار, زيادة في الضرائب , والجباية , زيادة في مديونية الوطن , تفصيل قوانين حسب مزاج رئيس الحكومة , زيادة عدد العاطلين عن العمل , ارتفاع نسبة الجريمة , تخبط قرارات الحكومة في إدارة شؤون البلاد , استحواذ على المناصب والكراسي , استغلال السلطة من اجل مصالح شخصية , تغول على المواطنين في العديد من المؤسسات الرسمية وعدم احترام المواطنين , تطفيش وتعقيد معاملات المستثمرين ورجال الإعمال الذين تسعى جاهدا جلالتك ليل نهار لاستقطابهم للاستثمار بالأردن , أقرار قوانين قمعية من اجل تقليص سير عمل المواطنين وحجبهم عن العالم الأخر , أقرار قوانين عرفية جعلت من الأردن في أواخر الدول المتحضرة و عدوا للحريات في ظل مطالبتكم بتطوير ورفع سقف الحريات والأعلام في الأردن والحكومة يا سيدي تسعى لتدمير الثورة البيضاء التي بدأتموها بعد تسلمكم الراية والقضاء عليها بشكل نهائي , رفع نسبة الفقر والبطالة بشكل لا يتصوره العقل .

يا صاحب الجلالة قلتم أن كرامة الأردنيين عندي اسمى وأقدس من أن يمسها احد بسوء وكرامة الأردنيين عندي خط احمر وللأسف يا سيدي الحكومة وأجهزتها ورجالها يعملون عكس ما تأمرون ويعملون على أهانة الأردنيين وتشتيتهم والفضل يعود لتلك القوانين العرفية التي اقروها بحجة حماية الوطن والمواطن .

تلك القوانين التي سمحت للحكومة بتحويل الأردنيين المدنيين إلى محاكم عسكرية بسبب أو بلا سبب فهل يعقل سيدي أن يحاكم المواطن الحر أمام محكمة عسكرية لمجرد انه كتب كلمة على صفحات التواصل الاجتماعي أو عبر عن رأيه بمقال أو تعليق على المواقع الإخبارية ... أين حرية الرأي والتعبير التي طالبتم بها وقلتم إنكم لا تجدون سبب لتوقيف أي شخص بمجرد انه عبر عن رأيه والسؤال الذي ارغب بأن أجد إجابة عليه من قبل الحكومة كم أصبح عدد الموقوفين والمحكومين بقضايا سياسية معنية بالحريات ... وارجوا أن تتوقف الحكومة عن التغني بأنه لا يوجد موقوفين سياسيين بالأردن .

يا سيدي حكومة الدكتور عبدالله النسور جعلت الأردن في حالة طوارئ غير معلن وتعمل على تفعيل قوانين عرفية دكتاتورية وللأسف جعلت كرامة الأردنيين تحت الأرض وصنعت ثغرات يمكن لضعفاء النفوس استغلالها والفضل يعود للحكومة .

يا صاحب الجلالة انتم تعملون على بناء الأردن والهوامير يعملون من اجل زيادة أرصدتهم في البنوك الدولية أنتم تسعون لبناء أردن جديد عصري ديمقراطي والهوامير يسعون لإعادته للعصر الحجري .

سيدي انتم طالبتم بمعاملة جميع الأردنيين سواسية ونبذ العنصرية بين أبناء الأردن الواحد وتعملون على ترسيخ الوحدة الوطنية والحكومة والهوامير يعملون عكس التيار والتعليمات ... الحكومات ترفض وتماطل الأردنيين الذين جردتهم من حقوقهم وجنسياتهم وأرقامهم الوطنية وتماطل في ترسيخ الوحدة الوطنية وتعمل على فسخ الوحدة الوطنية بحجة القضية الفلسطينية من خلال قرار فك الارتباط والحفاظ على الدولة الفلسطينية ... فأين نحن من القضية الفلسطينية التي منحتموها جل اهتمامكم يا سيدي .

طالبتم يا سيدي بتحسين أوضاع جميع الموظفين الحكوميين والحكومة تسعى لتدمير الموظفين الصغار وترفع شأن الهوامير , وعندما طالبتم بإعطاء الفرصة للشباب يا سيدي فالحكومة لها رأي آخر فهي لا ترى بعينها أن الشباب الأردني يستحق القيادة أو أعطاء الفرصة كما طالبتم , لأنها تعمل على أعادة توظيف من جلسوا في منازلهم وحصلوا على تقاعدهم عدة مرات وتعمل على إعادتهم للعمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية لذلك يبقى الشباب يبحثون عن أي فرصة عمل حتى لو كانت مع ' التنظيمات الإرهابية ' فهي ملاذهم الأخير الذي سيمنحهم مكان لتفريغ كبتهم وقهرهم .

يا صاحب الجلالة الهموم والشكاوى كثيرة أكثر مما تتصور وحال الأردنيين أصبح يبكي الحجر نعلم جيدا أن الظروف الاقتصادية صعبة ونعلم أن هذه الظروف ليست على الأردنيين فقط بل على العالم اجمع ونعلم أيضاً انك يا سيدي تسعى ليلاً نهاراً من اجل بناء أردن حديث ونعلم انك الأب والأخ والصديق لجميع أبناء الوطن وترفض أن يضام ويظلم الأردنيين.

يا صاحب الجلالة هؤلاء الهوامير ليسوا بكفء ليكونوا عونا لك بقيادة السفينة تلك السفينة التي تقودها إلى بر الأمان ونعلم انك الربان الحكيم القادر على إيصال سفينتنا إلى شاطئ الأمان ونعلم أن هؤلاء الهوامير هم القراصنة والديناصورات الذين يحاولون السيطرة على السفينة من خلف الكواليس ولكن حكمتك وفروسيتك ستصل بنا إلى بر الأمان .

لن أطيل الحديث واعلم جيدا أن هذه الرسالة ستغضب الهوامير والديناصورات الذين لن تعجبهم كلماتي وستكون لهم ردة فعل كبيرة من خلال منابر إعلامية مأجورة أصحابها من رؤوس الأموال أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة ومن خلال نفوذهم القادر على تدمير أي شخص هذه النفوذ التي تعمل على تشويه صورة الوطن والمواطنين حسب المزاج ( والتهمة إطالة اللسان – أو أي قضية حسب المزاج ) ... ولكني اعلم إنكم أعطيتم الحرية لأي مواطن بالكتابة والتعبير عن رأيه عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن والمواطن وقلتم أن كل أردني هو رجل امن قادر على حماية وطنه بالوسيلة التي يراها مناسبة .

وانأ أقول نحن في بلد الهاشميين ونرفض أن نعامل بهذه الطريقة ونرفض أن يمس امن وطننا وعندما نرى أن الوطن بحاجة ألينا سنكون أول المدافعين عنه ونقول بأن الوطن سيكون مقبرة للمتربصين به ... وستكون النهاية لكل من يفكر بالتطاول على هيبة الأردن والأردنيين وليعلم الجميع أن الشعب الأردني اختار ربان سفينته وقائده صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني الذي يفدي وطنه ويحمي أبناء شعبه .

وختاما أقول أن الشعب الأردني قادر على حماية الوطن من الفاسدين والمفسدين وقادر على الخلاص منهم ولكنه ينتظر الإشارة من الربان صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظة الله ورعاه .

حمى الله الوطن والمواطن ... حمى الله سيد البلاد وولي عهده والعائلة الهاشمية .