أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


العداله في عصر الصرامه الاستثنائيه

بقلم : محمد يونس حيان
16-08-2015 01:13 PM
المستنفذون حقّهم في التقدم لامتحان التوجيهي
العداله في عصر الصرامه الاستثنائيه
قررت ادارة الامتحانات في وزارة التربيه والتعليم عدم اعطاء الطلاب المستنفذين حقهم في التقدم لامتحان شهادة الدراسة الثانويه العامه فرصة استثنائيه (خامسة)، وهذا ينطبق على الطلبه المستنفذين حقهم في الدوره الصيفية للعام الدراسي 2014/2015، حيث اكذ مدير ادارة الامتحانات ان هذا القرار تم بعد عرضه على مجلس التربيه والتعليم، وذلك لتحقيق العداله بين جميع الطلبه.
هذا ما جاء في قرار وزارة التربية والتعليم، ان السبب الرئيسي الذي استند عليه القرار هو تحقيق العدالة بين جميع الطلبه.
وهنا علينا ان نتوقف عند جملة 'جميع الطلبه'، هل المقصود بجميع الطلبه هم الطلبه الذين تقدموا للامتحان في دوراته الاربعة، أي العامين الدراسيين 2013/2014 و 2014/2015، وهما العامان اللذان بدأ فيهما عصر الصرامه الاستثنائيه؟ لا نعتقد ذلك، لان اعطاء فرصة خامسة لن تضر اي من هؤلاء الطلبه سواء كان ناجحاً ام راسباً.
هل المقصود بجميع الطلبه هم الطلبه الذين تقدموا للامتحان على دورتين او ثلاثة فقط؟ إذا كان كذلك فهؤلاء الطلبه هم ايضا من ضحايا عصر الصرامه الاستثنائيه، وهم سيكونون اخر جيل يتقدم للامتحان من جيل بؤس التعليم، او ممن سهت عنهم وزارة التربية والتعليم كما جاء في تصريح من تصريحات وزير التربيه والتعليم، حيث بعد ذلك ستتغير القوانين وستتغير المناهج ... الخ.
هل المقصود بجميع الطلبه هم الطلبه اللاحقون اي من سيتقدمون للامتحان لاحقا، حسب القوانين والسياسات الجديده وحسب توصيات المؤتمر الوطني للتربية والتعليم، وبالتالي لن يلحق بهم اي ظلم، لمعرفتهم المسبقة بذلك، وسينعمون بعصر آخر قد لا يشبه عصر الصرامة الاستثنائية.
إذن بالتأكيد المقصود بجميع الطلبة هم الطلبة السابقين، الذين عاشوا قبل عصر الصرامه الاستثنائيه ونجو من جورها وظلمها.
هؤلاء درسوا وتقدموا للامتحان وحصدوا المعدلات العاليه بانسجام كامل بين ما تعلموه ولُقنوه وتدربوا عليه وما امتحنوا به، بغض النظر عن كون التعليم بائساً او متطوراً، لا يعنيهم ذلك، المهم انهم قُيموا كما تربّوا. ولكن طلاب عصر الصرامه الاستثنائية تعلموا وتربوا في عصر بؤس التعليم وقيموا في عصر الصرامه الاستثنائيه، اين العدالة يا مجلس التربية والتعليم؟؟
من تقدم للامتحان قبل عصر الصرامة الاستثنائية جُهزت له قاعات امتحانات كانت اقرب الى امتحانات الكتاب المفتوح (Open Book Exam) منها الى امتحان الثانوية العامة، اما طلاب عصر الصرامة الاستثنائية، فقد دخلوا قاعات امتحان كانت اقرب الى ثكنة عسكرية منها الى قاعة امتحان يفترض ان يُراقب الطالب دون ترهيب أو تخويف. اين العدالة يا مجلس التربية والتعليم؟؟.
من تقدم للامتحان قبل عصر الصرامة الاستثنائية، لم يسمع يوما تصريحات نارية مليئة بالتهديد والوعيد وبالتوهيل، والهيبة ووووو، دخل امتحانه بكامل راحته النفسية، من اجتهد كان على ثقة بنجاحه، ومن لم يجتهد او يدرس كان ايضا متأملا او حتى واثقا من نجاحه، اما طلبة عصر الصرامة الاستثنائية، فقد أُخذوا على حين غرة، فقبل الامتحانات بشهرين فقط، انقلب كل شيء رأسا على عقب، عاشوا حالة ارباك وقلق لم يُشهد لها مثيل، تم التعامل معهم باسلوب الانتقام (او هكذا فهموا)، وكأن وزارة التربية ارادت ان تغسل عار سياساتها وجريمة البؤس التي وصل اليها التعليم بسبب ذلك، وهؤلاء هم ضحايا هذا البؤس، ارادت الوزارة ان تقدم هؤلاء الطلاب اضاحي تغسل بها خطاياها، اين العدالة يا مجلس التربية والتعليم؟؟.
نحن الاباء واولياء الامور من دفع ثمن التعليم البائس، فنحن من قام بدور المدرسة، فكل بيت، سواء كان فقيرا او غنيا اضطر ليوظف مدرسين خصوصيين، فكان في كل بيت مدرسة، لتعويض عجز وزارتكم، وبالتالي قمنا بدور وزارة التربية والتعليم الحاضرة الغائبه، وكنا ندفع الضرائب والمستحقات علينا ايضا، وفي بعض الاحيان كنا نقوم بدور وزارة الداخلية، لحماية ابنائنا من المشاكل والمخدرات التي بدأت تنتشر وخصوصا بين طلاب المدارس، كنا نتحمل كل ذلك بصمت من اجل ان نبني لابنائنا مستقبل مشرق.
نحن كآباء وكأولياء امور، كنا وما زلنا نرفض ان يصل مستوى التعليم الى ما وصل اليه من بؤس، وكنا وما زلنا مع التصحيح واعادة الهيبة ليس فقط لامتحان الثانوية العامة ولكن لكل العملية التربوية والتعليمية وخصوصا عمادها الرئيسي وهو المعلم، الذي يجب ان تعاد اليه هيبته قبل هيبة التوجيهي، فهيبة التوجيهي هي نتاج لهيبة وصلاح المعلم واستقراره.
نحن نثمن ونثني على ما تقوم به وزارة التربية والتعليم من تسليط الضوء على مشكلة التعليم والعمل على تقديم الحلول لها، نحن مع الكثير من الاجراءات التي تقوم بها ونحن مع الكثير من توصيات المؤتمر الوطني للتربية والتعليم، ونتمنى ان تطبق هذه التوصيات، ونطمح ان نصل الى خطة استراتيجة متكاملة للتعليم.
ونحن ندرك تماما ان ذلك يحتاج الى سنوات كثيرة لنصل الى الهدف، ولكن على ما يبدو ان معالي وزير التربية والتعليم الذي لا نشكك ابدا بأهدافه النبيلة ونيته الصادقة للتغيير وتصحيح المسار، على ما يبدو ان حماسه الشديد اوقعه في اخطاء التطبيق، والخطأ في التطبيق لا يبرره الهدف النبيل، والاستعجال في اظهار النتائج سيؤدي للوقوع في الاخطاء حتما، وهذا ما حصل مع معالي الوزير، فقبل ان تقفز الى النتائج كان يجب ان تضع خطة لتدارك الاثار الجانبية، ومنها الظلم الكبير الذي وقع وسيقع على مجموعة كبيرة من الطلبة الذين يعاصرون مرحلة التغيير، فهؤلاء الطلبة هم أبناؤك كما صرحت في كثير من المقابلات.
نعم هؤلاء الطلبة يجب ان يحصلوا على فرصة لا بل فرص استثنائية، لانصافهم وانصاف ذويهم، على ما يبدو انك لا تعلم الاثار النفسية والاجتماعية والمادية التي لحقت بهؤلاء الطلاب واهاليهم، وجزء كبير منهم ليسوا فاشلين ولا عابثين، ولو انهم تقدموا للامتحان بنفس الاسلوب والوضع الذي تقدم به من سبقوهم لحصل الكثير منهم على معدلات عالية، فالطالب الذي نجح بثلاثة عشر مادة او اثني عشر مادة ورسب في مادة او اثنتين ليس طالباً فاشلاً. الطالب الذي حصل على معدل اكثر من 65% وهو راسب واستنفذ حقه، ليس طالبا فاشلا، ولكنكم بتعنتكم واصراركم ستحولونه الى طالب فاشل، او ربما غير صالح، او شخص ناقم سيدفع المجتمع ثمن ظلمه الذي تسببتم انتم به. أين العدالة يا معالي الوزير؟
نعلم انكم تقومون على وضع سياسات وقوانين جديدة للتعليم، ونحن واثقون انها ستكون منصفة للطلاب وللعملية التعليمة برمتها، ولكنم ما زلتم تطبقون قوانين قديمة انتم تعترفون بفشلها على طلاب هذه المرحلة الانتقالية، إن جاز لنا تسميتها كذلك.
لتحقيق العدالة يا معالي الوزير، معروف انه في المراحل الانتقالية يجب أن تكون هنالك قوانين وقرارات استثنائية تصب في مصلحة الطالب والمجتمع لتدارك الآثار الجانبية السلبية لعملية التطبيق، نعم هذه هي العدالة يا معالي الوزير ويا مجلس التربية والتعليم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012