أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأكراد وإسرائيل

بقلم : خالد عياصرة
25-08-2015 11:37 AM
لماذا تستغربون رضى الأكراد بتوريد ثلاثة أرباع احتياجات إسرائيل من النفط – حسب تقرير “ فايننشال تايمز “ وتاريخ العلاقات بين الجانبين ذو جذور تاريخية، عميقة.

العقل الجمعي للامتين الإسلاميتين العربية والكردية مرتبط تاريخياً بإنجازات القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، ذو الأصول الكردية، والذي كان له يد السبق في تحرير فلسطين ( القدس ) عام 1187م.

الأكراد، مسلمون، ينتمون إلى المذهب السني، لكنهم، يقيمون علاقات مع إسرائيل منذ ستينيات القرن الماضي.

في عام 1965، زارها دافيد كمحي - يعد حسب بعض التقارير الممول الفعلي لقناة الجزيرة القطرية - أحد كبار ضباط الموساد أنذاك، بتوجيه من رئيسه المباشر رئيس الموساد في ذلك الوقت مئير عاميت الذي يعد الأب الروحي والمهندس النجيب لهذه العلاقة.

عقد كمجي عدد من اللقاءات مع مؤسس الكردي الملا مصطفى برزاني، والد رئيس الحالي لكردستان العراق مسعود برزاني.

عندما عاد إلى إسرائيل، أوصى بتقديم الدعم المباشر للأكراد في إطار ما أسماه ( إستراتجية الدائرة الثالثة ) التي تؤمن بإقامة تحالفات سياسية واقتصادية وعسكرية مع الدول المجاورة للعالم العربي على المدى القصير والطويل، كهدف استراتيجي بالغ الأهمية، لأبد أن تظهر نتائجه فيما بعد.

شكلت استراتجية الدائرة الثالثة هذه الأهمية لإسرائيل لما لها من دور في تثبيت أركانها، لأجل هذا باركها واعتمدها كآلية مؤسس إسرائيل ديفيد بن جوريون، معتبراً أياها عنصراً هاماً يصب في صميم الأمن القومي لا يمكن اسقاطه أو التغاضي عنه، ولابد من استغلاله أيما استغلال قبل انتباه الآخرين له.

في عام ١٩٦٧، وبعدما هزمت إسرائيل جيوش الأنظمة العربية، المشاركة في الحرب، جلب الملا مصطفى برزاني كبشاً سميناً، وذبحه ابتهاجاً بهزيمة الجيوش العربية، وبإحتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس.

اليوم يطالب الأكراد بالإنفصال عن العراق باعتبارهم آمة – حق تاريخي لهم لا مجال للنقاش فيه - ظلمت تاريخياً، على يد الدولة العراقية، لكنهم لا يعتبرون هذا الظلم، واقع عليهم من إيران وتركيا مثلًا، فلماذا العراق وحدة دون غيره، أو لماذا هذا العداء الموجه فقط للعرب دون سواهم ؟

لبعض يتوقع من المسؤولين الأكراد دعمهم لإستقرار العراق وبقاء الدولة، لكن الحقيقة غير ذلك، فحلمهم يرتبط عضوياً بإسرائيل، والتي تراها قومية مظلومة شكلت الظروف الدولية حيزاً لها لإبتداع دولة من رحم المعاناة، وكذلك الأكراد مظلمون تاريخياً لابد من منح هذه القومية دولة اسوة بغيرها من الدول ، والنموذج الاقرب لذالك اسرائيل كقومية.

لذا لا نتوقع ابداً أن يصطف الأكراد اليوم أو غداً في صف بقاء العراق واستقراره، فحلمهم القومي المدعوم من إسرائيل لا يقوم إلا على تفتيت الجغرافيا، وإعادة اختراعها، بما يخدم مصالحهم العليا بالدرجة الأولى، لا مصالح بقاء الدولة الواحدة، والتبعية لها.

البعض يقول: إن بلادنا العربية عقدت صلحاً وعلاقات مع اسرائيل، وهي بهذا لا تختلف كثيرًا عن الأكراد، إلى هؤلاء نقول أن الفكرة بحد ذاتها تعتمد الخيانة أولاً واخيراً، إذ لا فرق بين خيانة الحكام العرب وبين خيانة الحكام الأكراد.

الشعوب الأسلامية والعربية لا تعترف بهذه العلاقات، وليست مجبرة على ذلك، وهذا ما تحاول إسرائيل جاهدة منذ عقود العمل على اختراقه، فالانظمة مهما طال جبروتها وتعنتها واستبدادها وتفردها، ومهما امتداد دورها الوظيفي الخدمي المرتبط عضوياً ببقاء إسرائيل، فإنهم حتما سيرحلون، ولتبقى إسرائيل عاجلاً أم أجلاً بمواجة الشعوب العربية لا انظمتها، كما يقول المؤرخ البريطاني الأشهر أرﻧوﻟد ﺗوﻳﻧﺑﻲ صاحب نظرية التحدي والأستجابة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-08-2015 08:59 PM

تحياتي استاذ خالي،
اعتقد ان العلاقات بين الاكراد والحركة الصهيونية بدأت قبل عام 1965 فحسب ذاكرتي ربما تكون في اربعينيات القرن الماض واذكر انني قرأت كتابا حول ذلك قبل زمن طويل وهذا سبب نسيان التفاصيل .
اتمنى لو تكتب بتفصيل اكثر حول هذا الموضوع مع الشكر.

2) تعليق بواسطة :
25-08-2015 11:35 PM

كل التحيه عموه .رغم ان الاغلبيه العظمى من الاكراد هم مسلمون سنه الا انهم اكثر خطرا على العرب من ايران الشيعه وتركيا العلمانيه .الاكراد هم من دمر العراق بتحالفهم مع امريكا واسرائيل .الاكراد حلفاء اسرائيل في خاصرة العرب الشرقيه منذ خمسينات القرن ولهم مطامع بتركيا وسوريا وايران اضافة للعراق .

3) تعليق بواسطة :
26-08-2015 03:12 PM

اسرائيل كردية في الزاوية الشمالية الشرقية للوطن الذي كان عربي، في نهاية المطاف ستتحد كل القوميات وكل الملل وكل الشعوب الغير عربية ضد أمة العرب أمة محمد أمة القرآن لأنهم مادة الاسلام الاولى، وسيتحقق ماحضر منة الرسول صلى الله عليه وسلم( أخشى ان تتداعى عليكم ألامم كما تتداعى الأكلة على قصعتها) وفسر هذا الحديث، الأكلة على قصعتها اي الوحوش على فريستها او الحيوانات على حضيرة طعامها؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012