أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


التسوية السياسية في سوريا

بقلم : رعد تغوج
31-08-2015 11:59 AM
مع وجود 400 جبهة قتال تُحارب فيها قوات النظام عبر غُرف عمليات مُشتتة ، بحيث بات واضحاً أنَّ إستراتجية النظام العسكرية قائمة على القتال غير المركزي ، وإندياح أنساق ما تحت الدولة ، مِنْ جماعات إسلامية مُسلحة ، بدءاً بالقاعدة وداعش وجماعة المُثنى الإسلامية وجيش خراسان وجيش فاطمة ، وليس إنتهاءاً بالألوية المُتفرقة والإنشقاقات التي تقع في صفوف تلك الجماعات ، أصبح النظام السوريّ أقرب إلى الحل السلميّ والسياسيّ ، ويبقى السُؤال السرمديّ هو هل يبقى النظام أمْ أنَّ ساعة الوصلِ حلتْ والوقتُ آيلٌ إلى زوال ؟!!
التسوية الإقليمية جاهزة ، فالأردن يُرحبُ بالحل السلميّ في سوريا ، ويرى فيه إنقاذاً للجرح الغائر منذ سنين ، فيما تقومُ الدبلوماسية الأردنية على تأجيج السلام عبر رحلات مكوكية يقومُ فيها الملك عبدالله الثاني ، مُستمداً تاريخ الدبلوماسية الأردنية الذي نشط منذ عام 1990 في التخطيط لسلام شامل في المنطقة ، وهذا ما تراه البُنية العميقة للدولة الأردنية التي تُحاول صُنع السلام وتدويله في الساحة الدولية والإقليمية . هذا على مُستوى التسوية الإقليمية التي يلعبُ فيها الأردنُ دورَ العراب .
وفيما تنشغل مصر في سياستها الداخلية لا يبقى إلا الحديث عن مُقترحات إيران المُنشغلة بالملف النوويّ ، والمحاورات الأمريكية حول الملف وما هي آليات الإندماج والدخول الإيراني في النادي الدولي بعد عُزلة إقتصادية وتجارية طويلة ، وبغض النظر عن إستراتيجية الولايات المُتحدة البعيدة التي تقول مراكز صنع القرار وبيوت الخبرة فيها أنها ستعمد إلى الدخول في المجتمع الإيراني وخلخلة الطبقة الوسطى وتحويل طهران إلى متروبول جديد للشرق الأوسط المُعاد رسمه بإستمرار ، إلا أن إيران وطروحاتها في هذه اللحظة تبقى أقرب إلى الحل السلمي في سورية ، والتسوية الإقليمية ، دونَ تقديم أيّ مُقترحات لذلك.
أمّا جنيف (1) وجنيف (2) فإنهما يُشكلان خبرة جديدة للنظام السوريّ الذي يُعتبرُ مدرسة حقيقية في التفاوض والدبلوماسية ، على الأقل مُنذ مؤتمر مدريد ومُؤتمر واشنطون في التسعين من القرن الماضي ، ومُقترحات دي ميستورا الذي يُحاول منذ سنة تطوير صيغة إقليمية للتسوية في سوريا ، ما زالتْ بحاجة إلى إقتراع إقليمي ودولي ، تدخلُ فيه روسيا والصين وفنزويلا (لأنها عضو في مجلس الأمن) حول صيغة السلام المنشود ، وهل يبقى النظام السوريّ الذي هو جزء من الصراع الدائر ؟!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-08-2015 09:58 PM

( التسوية أم... )
* حسب المعطيات السياسية المتواضعة، فأن الأمر المطروح هو ليس (التسوية السياسية في سوريا)،إنما (التصفية السياسية في سوريا)، وشتان ما بين الأمرين، وشتان مابين الثرى والثريا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012