أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هجرة الرياضيين الى اين

بقلم : الاستاذ نعمان عبد الغني
02-09-2015 01:23 PM
'تحتل كرة القدم منذ الخمسينيات مكانة متزايدة على شاشات التلفزيون في وقت التحق فيه العديد من اللاعبين الجزائريين بالنوادي الفرنسية سواء أثناء تزايد الهجرة بين البلدين أو بعد ذلك عندما حدث انتقال بين الأجيال فإن صورة وسائل الإعلام للاعبي كرة القدم في علاقتهم بالهجرة وأصولهم تستحق الدراسة
وعلى غرار الممثلين والمغنين يشارك الرياضيون وخاصة لاعبو كرة القدم في عملية تحديد الهوية والتثمين ليس فقط لدى السكان المنحدرين من المغرب العربي بفرنسا بل لدى المجتمع الفرنسي بأكمله
يلاحظ في السنوات القليلة الأخيرة ، تزايد أعداد المهاجرين الرياضيين عرباً و أفارقة إلى الخارج للانضمام إلى فرق رياضية ، تستفيد من مؤهلاتهم و طاقاتهم الواعدة ، ويندمجون لممارسة هوايتهم ضمن أندية أوربية ، في الوقت الذي كان من الممكن ، أن تستغل البلدان العربية و الإفريقية عطاءات أبنائها الرياضيين لتطوير الرياضة بدولها .
و إن هجرة الرياضيين لا تختلف في عواملها ودوافعها عن تلك المتعلقة بالأدمغة المصدرة إلى دول المهجر، إذ أن هناك من الأسباب ، ما يحتم على الرياضي التفكير في الهجرة إلى دول متقدمة لمباشرة مشواره الرياضي ، ونذكر منها:
-عدم احتضان الرياضيين و الاعتناء بهم ، وتقديم الإمكانيات المادية و المعنوية اللازمة لهم ، لإبراز طاقاتهم في دولهم الأم ، فالرياضيون في الدول العربية و الإفريقية يعيشون على الهامش ٬ رغم أن عدداً منهم يتوفر على مواهب و قدرات رياضية هامة ، ولكن ليست لديهم الإمكانيات للبرهنة عليها ، الأمر الذي يدفعهم إلى الهجرة لتفجير العطاءات الرياضية في دول أوربية .
– الفقر الذي يعيشه الرياضي في بلده ، وتدني مستواه الاجتماعي ، يدفعه للتفكير في الهجرة إلى الخارج ، سعياً وراء الاحتراف ، لجعل هوايته الرياضية تساهم في تحسين وضعه المادي و العائلي .
- غياب المدارس الرياضية في الدول العربية و الإفريقية ٬ و الفضاءات الأخرى ٬ التي تستوعب الرياضيين ٬ و تشجع على ممارسة الرياضة داخل بلدانهم ٬ يضطرهم على تحبيذ الهجرة إلى الخارج .
– التحفيزات و التشجيعات المادية و المعنوية ٬ التي تضعها الأندية الأوربية رهن إشارة المهاجرين الرياضيين ٬ بهدف الانخراط و اللعب ضمن صفوفها .
إن هجرة الرياضيين لا شك أنها ظاهرة سلبية ، لا تختلف في خطورتها و انعكاساتها عن هجرة الأدمغة ، على اعتبار أن ذلك خسارة فادحة للدول المصدرة لشبابها الرياضي . ومن الواجب أن تستثمر هذه الدول من عطاءات و مؤهلات أبنائها في ما يعود عليها بالنفع ، و هذا لا يمكن أن يتأتى إلا في إطار الاعتناء بالقطاع الرياضي عموماً ، ووضعه ضمن أولويات سياستها ، و احتضان المواهب الرياضية و إبرازها ، و فتح المجال لها للظهور على المستوى العالمي ، و الاهتمام بأوضاعها الاجتماعية و المادية ، و تمكينها من الملاعب الكافية و الوسائل الضرورية لممارسة الرياضة ، بالشكل المتوفر في الدول الأوربية ، و يشجع الرياضي في الدول العربية و الإفريقية على الإقامة ببلده ، ويستغني عن الإغراءات المادية و المعنوية التي تقدمها له أندية أخرى ، تستفيد هي من مؤهلاته و قدراته الرياضية .
إن القطاع الرياضي في الدول المصدرة لشبابها ، ينبغي إعادة النظر فيه بتأهيله و مراجعة هيكلته ، حتى تلعب الرياضة دورها كرافد من روافد التنمية ،التي يساهم فيها الرياضيون من خلال حب الوطن و إعلاء رايته خفاقة في المنتديات الرياضية العالمية ، بدل أن تهدر الطاقات الشبابية و الرياضية في دول أجنبية تستغلها بمقابِلات مالية زهيدة

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012