أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يَحدُث معنا ولكن....

بقلم : تمارا سالم الدراوشة
02-09-2015 01:29 PM
تفاجأت كما الكثيرين من أبناء الوطن ، بظهور دولة رئيس الوزراء وإعلانه من خلال المؤتمر الصحفي ، مسوًدة قانون الإنتخاب ، الذي حمل في طياته الكثير من أمال وطموح العديد من أبناء الشعب ، حتى أن المفاجأة في إعلان مسوًدة قانون الإنتخاب ، جعلت اصوات متعددة تسأل عن السبب في إعلان مسوًدة القانون في هذا الوقت وبهذه الطريقة .

لن أتحدث هنا عن مسوًدة قانون الإنتخاب ، لأن القانون بإنتظار أن يعرض على مجلس النواب لمناقشته ، وسننتظر ما سيجري عليه من تعديل او تغيير، قبل أن تتم المصادقة علية ، او أن تتم المصادقة عليه كما جاء من الحكومة .

اعتقد أن هناك قرارات ومشاريع قرارات والتي تمس حياة المواطن ، وخصوصاً اولئك المواطنين الذين يعيشون في دائرة الفقر والبطالة ، وتحت ما يسمًى خط الفقر ، وأن معظم هذة القوانين والقرارات كانت الحكومة وبتأييد من مجلس النواب، تَمُر وتُقر بشكل سلس جعل المواطن لا يشعر بها ، حتى مع تأثيرها السلبي على فئة كبيرة من الشعب ، وهذا يؤكد خبرة الحكومة في طريقة طرح القوانين بشكل ذكي ، ويتوافق مع دراسة معرفية بالحقيقة النفسية للمواطن ، وخاصة في القوانين التي تمس حياته ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، اذكر مثلاً قانون ضريبة الدخل ، قانون الإستثمار ، معالجة الفقر والبطالة ، التعيينات في بعض المواقع ، فكرة الغاء قبول الطلبة في المناطق الأقل حظاً ، نتائج الثانوية العامة في المدارس التي لم ينجح بها أًحد ، والتي جاءت في معظمها ضمن المناطق الأقل خظاً والأكثر فقراً ، وغيرها الكثير .

هذه الطريقة في التعامل عند إقرار أي قانون او طرح أي مشروع لقانون ، تشبه تماماً طريقة التعامل مع الضفدع ، والذي يتميز بقدرته على القفز عندما يتفاجأ بأي شىء ، حيث قرأت أن هناك علماء أحضروا ضفدع ووضعوه مباشرة في إناء يحتوي على ماء بدرحة حرارة تصل حد الغليان ، لمعرفة سلوك الضفدع ، وفعلاً مجرد ما أن وضعوا الضفدع في الماء حتى بدأ يقفز ويقفز ، إلى أن قفز خارج الإناء وغادر ذلك الجحيم ، وبعد ذلك جاءوا بضفدع ووضعوه في إناء يحتوي على ماء ، ولكن بدرجة حرارة عادية ، فبقي الضفدع داخل الإناء وبدأ العلماء برفع درجة حرارة الماء ، شيئاً فشيئاً وهم يراقبوا سلوك الضفدع ، إلى أن وصلت جرارة الماء الى الغليان ، ولكن الضفدع لم يتحرًك او يقفز، إلى أن مات الضفدع داخل الإناء دون أي محاولة للخروج أو مغادرة ذلك الجحيم .

فسًرالعلماء ذلك ، بأن الجهاز العصبي للضفدع ، لا يستجيب إلا للتغييرات الحادة ، أمًا التغيير البطيء وعلى المدى الطويل فإن الجهاز العصبي لا يستجيب له .
أخيراً اعتقد أن قانون الإنتخاب والذي يمثل التغيير للأفضل ، ويُعد إشارة للإصلاح المنشود ، يحتاج الى دراسة متعمقة ، للوصول من خلاله الى مجلس نواب يُحقق طموح الوطن بقيادته ، وشعبه في مختلف مواقعهم وتوجهاتهم .

فإذا كان هذا ما يحدث معنا ، فهل من الممكن أن نأخذ العبرة من الضفدع ، فلا ننساق كما إنساق الضفدع لجهازه العصبي ، دون حتى أن يحاول ، مع فارق التشبيه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012