أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


واقع الاحتراف بالجزائر

بقلم : الاستاذ نعمان عبد الغني
05-09-2015 12:57 PM
الإحتراف الرياضي أضحي مطلباً حيوياً في الوقت الراهن لنجاحه على المستوى العالمي وحتى في بعض الدول العربية وبالإضافة إلى الجانب القانوني والتشريعي للاحتراف الرياضي وإلى الجانب المدني والاجتماعي للرياضة، نجد الجانب الاقتصادي والمالي الذي يكمن في فلسفة الاحتراف الرياضي، فلا يمكن الارتقاء بمستوى أي رياضة وتطور أي ناد إذا ما لم تتوفر القدرة المالية لتحقيق أهدافه.
دخول الاحتراف، كان حتمية بالنسبة للدولة الجزائرية، فرضها الإتحاد الدولي لكرة القدم، ومن خلال الفاف، أرادت السلطات أن ترفع من مستوى كرة القدم في الجزائر، فالاحتراف لا يختلف من دولة إلى أخرى، والهدف منه واحد وشعاره واحد وهو الزيادة في المهارات الفنية والأخلاقية لدى اللاعب وكسب عائدات مالية، إلا أنه وبعد مرور سنتين عن هذا المشروع، لم تظهر هذه الأهداف على أرض الواقع، بل أن كل الأندية تشكو من الإفلاس، ولم تتطور إمكانيات اللاعبين كثيرا، كما أنه لم يتحكم بعد في ظاهرة العنف في الملاعب، فقوانين الاحتراف واضحة وهي: التزام النادي بعقد اللاعب المحترف والتزام اللاعب بعقد الاحتراف، ليساهم الاحتراف بذلك في كرة القدم في بناء مؤسسات عصرية، كما أنه من الممكن كذلك أن يؤدي إلى انتشار أكبر للفوضى.
من جهة أخرى، يطالب رؤساء هذه الأندية أن تلتزم الدولة، بدفتر الشروط الذي أعدته من قبل، ومنح كل ما تناوله من مواد، فإلى حد الآن، لم يستفد العديد منها من قطع الأراضي التي وعدت بها، لبناء الملاعب ومراكز التكوين، هذه الهياكل التي تعد حلقة أخرى في المشاكل التي تعترض نجاح مشروع الاحتراف في الجزائر، فأندية كبيرة كمولوديةالجزائروشباب بلوزداد ونصر حسين داي مثلا، لا تملك حتى ملاعب خاصة بها تتدرب عليها وتستقبل فيها منافسيها، فهذا الانشغال كان من بين الأمور التي أثيرت في العديد من المرات للنقاش، خاصة مع الوزارة الوصية، التي أعلنت في سنة 2010 عن طريق الوزير السابق الهاشمي جيار، عن تغيير الوضع، إلا أنه يكون قد أخطأ في الطريقة واستعمل الوسائل السهلة، حيث اكتفى بالقول بأنه سيعطي المال ويساعد النوادي، التي تفضل الاحتراف، وهي أسهل الطرق، في حين أن كرة القدم الجزائريةتحتاج إلى دواء آخر، يتمثل في إقامة قواعد شفافة تحترمها كل الأطراف، بمن فيها الوزير، وهذا ما يعمل عليه الوزير الجديد محمد تهمي، الذي أخذ على محمل الجد ملف الاحتراف في كرة القدم في الجزائر.
ويعد إهمال الجانب الاجتماعي للاعبين وخاصة المدربين المحليين، من بين المعوقات الكبيرة، التي تؤدي إلى فشل العملية الاحترافية في الجزائر، يضاف إلى هذا غياب العوامل الاقتصادية المشار إليها من قبل، ولهذا يطالب رؤساء أندية الدولة بتخفيف الضرائب المترتبة عن أجور اللاعبين، التي بلغت أرقاما خيالية، وينتظر هؤلاء الرؤساء من وزير الشباب والرياضة الجديد حلولا سريعة، من أجل الحصول على كل ما وعدوا به من قبل الدولة، فاستثمار الشركة البترولية العمومية، سوناطراك في أربعة أندية فقط، دون البقية أحدث فتنة بين رؤساء الأندية، الذين يرون بأنه هناك كيل بمكيالين في التعامل، وأن عودة هذه المؤسسة العملاقة للاستثمار في كرة القدم سيكون من بين الأسباب التي من شأها أن ترمي بمشروع الاحتراف إلى الهاوية.
ابد من الاعتراف أن المصير الغامض الذي عرفه الإصلاح الرياضي الأول، وما عاشته الكرة من متاعب في الفترة الماضية، أدخلا الأندية الجزائرية في نفق لا آخر له.
فالملاعب التهمت مئات الملايير لكنها غير صالحة، وخزينة الدولة أنهكتها مصاريف الكرة والنتائج غائبة، ومعاهد الرياضة تكوّن ' بطالين محترفين '، لا يستفيد منهم أحد، ورغم كل هذا فهناك من يريد استمرار الحال أو دخول الاحتراف بالمال العام .
وقدبينت الأسابيع القليلة الماضية أن أندية كثيرة قد فقدت الوعي، فمنها من لاملعب له، ومنها من لا رئيس له، ومنها من يعتقد بأن سجلا تجاريا يعني دخول الاحتراف واكتساب الحق في النيل من الخزينة العامة.
وحتىتُثبت الأندية العكس، فإن قضية الاحتراف هذه ستبقى ربما أطول وأصعب مباراةفي تاريخ الكرة الجزائرية، وستبقى غالبية الأندية تعاني، بل تتجه نحو موت بطيء، لكن هذه قواعد اللعبة
الواقع التي تعيشه الكرة الجزائرية واقع مر، يستوجب الكثير من التخطيط والكثير من العمل على اسس علمية سليمة تضمن له البقاء لاطول مدة ممكنة، اذ ان المرحلة الحالية قد تكون أصعب مرحلة في مراحل التحول من الهواية الى الاحتراف، لأن تغيير الافكار والمعتقدات، وما يستتبعه من تغيير في العادات والسلوكيات من أصعب الأمور على أي انسان. ولذا فانه من البداية يمكن البدء بعمل لجنة خاصة لشؤون الاحتراف من اهم صلاحياتها :
1. الإشراف والرقابة على تنفيذ أحكام لائحة أوضاع اللاعبين..
2. النظر في الشكاوي والتظلمات والقرارات الواردة للجنة من اللاعبين والأندية في حالات الخلاف حول تطبيق أو تفسير اللائحة.
3. ضبط العلاقة التعاقدية بين اللاعبين والأندية .
4. تقديم العون الفني والإداري للأندية لمساعدتها في تطبيق نظام الإحتراف.
5. إعداد آلية ومنهاج عمل لنشر مفهوم وثقافة الإحتراف في الاندية الجزائرية.
6. إعداد وتقييم البرامج الخاصة بتثقيف وتقويم وتطوير أدوات الاحتراف وتنظيم عملية التحول من الهواية الى الاحتراف طبقاً للاستراتيجية المعتمدة.
7. التنسيق والمتابعة مع الاتحادات والجهات المعنية بتطبيق الاحتراف محلياً وخارجياً.
8. طرح الأفكار والمبادرات ورفع المقترحات والدراسات الخاصة بتقويم التجربة الاحترافية من خلال التطبيق العملي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012