أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إدارة الصراع في الشرق الأوسط

بقلم : رعد تغوج
05-09-2015 01:10 PM
لا يُخفى على أحد أن التخطيط العسكريّ والإستراتيجيّ الذي مهد لغزو العراق كانَ منْ ضمن أجنداته تمكين العقيدة العسكرية لقوات التحالف ، بعدَ أنْ أصبح للتحالف – بما هُوَ شكلٌ عسكريّ مِنْ أشكال أنساق ما فوق الدولة – عقيدة عسكرية ، وذلك ما تبناه الجيش الأمريكي الذي جاء في كُراس الميدان manual field - المُجاز للنشر – أن منْ عقيدة الجيش الأمريكيّ الرئيسية توجيه القوات الأمريكية للخارج دفاعاً عن مصالح الولايات المتحدة الحيوية، وهذا ما تتبناه قوة الإنتشار السريع المُوزعة على أقطار القارات السبع ، وقد ركزت مُبادرة الدفاع الإستراتيجيّ التي جاءَ بها الرئيس ريغان على عمليات فتح الحدود وتوزيع القوات المُشتركة خارج نطاق الولايات المُتحدة ، كجزء من عقيدة شاملة لجيش الولايات المُتحدة.
وكانَ التطبيق الأول لعمليات الإنتشار والتحالف في حرب الخليج الثانية ، فقد شاركت 36 دولة في العمليات العسكرية ضد العراق ، بتكلفة حرب بلغت 60 مليار دولار ، دفعت السعودية ما يربو على 30 مليار من هذا المبلغ ، وقد شارك في هذه العلميات ما يزيد على 956,500 ألف جندي ، أي ما يُقارب المليون جندي من تلك الدول ، حيثُ كانت التقديرات الإستخبارية ( كما ورد في مُفكرة بيار سالنجر) أن الجيش العراقي يتكون من مليون جندي. لقد تمركزت تلك القوات في الكويت والسعودية ، وقد شاركت سوريا في التحالف ، وكانت القيادة والسيطرة تحت قمرة الولايات المُتحدة ، وأستخدمت – كما يقول المؤرخون العسكريون- الثورة في الشؤون العسكرية RMA لأول مرة ، حيث تم تجريب أسلحة وتقانة جديدة وذكية ، وكان العراق ساحة للتجريب ، العسكريّ والإستراتيجيّ والعملياتيّ.
أحدثتْ حربُ الخليج الثانية قطيعة على مستوى الفكر العسكريّ ، حيثُ بدأ التطبيق الفعليّ لعصر التحالفات ، ولنا أنْ نشهد أنساق الدولة الحديثة في تلك الموازين الجديدة للقوة ، فالدولة الليبرالية الحديثة لم تعد تقتصر على التعريف الأرسطيّ للدولة الذي حدّها بالإقليم والسكان والسلطة السياسية ، لأن هنالك دولاً مثل الولايات المتحدة بحجم قارة ، وتتصرف كإمبراطورية ! في زمن انتهت فيه الإمبراطوريات وحكم السلالات والعائلات .
والتحالفُ بما هو كلٌّ مركبٌ من أجزاء هي الدول ، أصبح أكثر قوة من الأجزاء ويعلو عليها ، سواء كان ذلك قانونياً في القواعد والقوانين الدولية التي تقول أنَّ مبدأ القانون الدولي يعلو على مبدأ السيادة ، وأن القانون الخارجيّ يسمو على القانون المحليّ ، وهذا يعني غياب مفهوم الدولة بمعناها الكلاسيكيّ في العلاقات الدولية المُعاصرة ، وشيوع مذهب الأنساق الذي تحدثنا عنه سباقاً .
1 كراس الميدان رقم 100-5 ،العمليات العسكرية ، صادر عن قيادة الجيش الأمريكي.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2015 10:57 PM

الحكي كبير وما فيه نزعه خلافيه يعني ما تتوقع غير تعليقي بس فيه تحليل واقعي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012