بقلم : ادهم غرايبة
08-09-2015 11:01 AM
موقع الكتروني أردني معروف بعلاقاته مع جهات عليا , و لا يخجل من ترويج كل مايسيئ للأردنيين بأغلفه اعلامية ماكرة , و يسخر فضاءه لترويج اسماء مشبوهة , اعاد نشر مقابلة مع إحدى نكرات الاعلام التي تواقحت فشتمت الاردنيين - و منهم الجندي احمد الدقامسة - و حراكهم الوطني الاردني . و هي ممن تم تصعيدهم مؤخرا لأغراض التشويش, و تشتيت إنتباه عامة الناس , و اقتبس – الموقع اياه - مقابلة صحفية ورقية عن صحيفة يومية هامشية تماما و لا تطبع اكثر من 5000 نسخة و لا اظن انها تبيع اكثر من 5 نسخ يوميا.
هناك حملة محمومة لتصعيد و ترويج عدد من الطارئين على حقل الاعلام الاردني .اكثر من ' فاضي اشغال ', ايضا , التقط ما قبل سنوات الحراك بقليل و اثناءه تهافت عدد من النافذين من جماعة ' السكراب ' السياسي و جموحهم لتسخير الاعلام الالكتروني تحديدا لغيات رغبتهم بالعودة لمناصب حساسة عبر عقد صفقات تروج لهم و تعيد تلميعهم في مهمة باتت مستحيلة و لا تنطلي على احد .
تبلغ الوقاحة سن الرجولة فينخرط الاعلام الاردني و خصوصا ' أغلب ' المواقع الالكترونية بحملات تسويق لاشخاص تسببوا بكوارث البلد , و من المضحك حقا ان الحملات الدعائية المدفوعة الثمن ليس لأصحاب الدكاكين الاعلامية فقط بل حتى للكومبراس الذي يستدعيه المشهد لا تغدو البطولة فيها اكثر من جاهة عرس او دعوة عشاء على ' شرف ' كبار اللصوص و سفهاء الاعلام !.
في اخر الأخبار ان ثمة نية للحكومة بانشاء قناة تلفزيونية جديده . يقال انها ستكون ' مستقلة ' , تخيلوا ان الحكومة تمولها و تختار ادارتها و نوعية برامجها ثم يقال – عيني عينك – انها ' مستقلة ' !.
كان – رحم الله ايام زمان – لدينا تفلزيون رسمي لا يكتفي بجذب كل المواطنيين الاردنيين فحسب , بل ما تيسر من مشاهدين في دول عربية محيطة حينما كان الهواء يهب من عمان غير عمان الحالية التي لا تشبهنا في شيء ! . من الصعب ان تقنع عربيا اليوم ان ' سميرة توفيق ' مطربه ' ارمينة – لبنانية ' لا اردنيه .
' سميره ' سحرت العالم بغمزتها و صوتها عبر شاشاشة التلفزيون الاردني في سبعينات القرن الماضي و غنت و روجت اللهجة الاردنية - التي نخجل منها اليوم و نعوج افواهنا و نلوي السنتنا كي نقلد لهجات محلية شامية اخرى ! , سبقها ' دريد لحام ' في تصوير مسلسلاته الكوميدية التي اضحكت العرب في استديوهات التلفزيون الاردني التي كانت تضم احدث التقنيات في حينه على المستوى العربي قبل ان تصبح مسسلاتنا بيوت شعر و بدويات شقر يضعن الماكياج لغايات التصدير لدول الخليج . اما نشرة الاخبار التي كان يصدح بها 'غالب الحديدي ' و ' سوسن تفاحة ' و 'عدنان الزعبي ' و ' ابراهيم شاهزاده ' فقد كان شيئا اخرا نحتاج للغة من حروف اخرى للكتابة عنها و عنهم .
اليوم تقرر حكومة النسور ان تؤسس قناة جديدة بدلا من تطوير و اعادة هيكلة القناة الرسمية التي تم انهاكها , حالها حال قطاعات ناجحة عديدة إرتبطت باسم الاردن و روجت له و نقلت عنه صورة ' كانت ' مبعث فخر و اعتزاز .
حينما انطلقت قناة 'رؤيا ' استقطبت جمهورا واسعا انصرف عن قناة التلفزيون الرسمي الذي ادمن لسنوات بث الكآبة !
رؤيا ' كانت ' إضافة نوعية ببرامجها المتنوعة , و بالحوارات السياسية الجريئة التي كنت مشاركا في بعضها و تخطيت فيها حدودا كانت ممنوعة . لكن القناة اليوم اصبحت تغرق في الإسفاف و التردي و انحرفت لسياقات سياسية مشبوهة , و اصبحت - هي الاخرى - تقرن اسم الاردن و مجتمعه بصورة الجمل و بيت الشعر في الفواصل !
قبل اشهر حصل تراشق علني بين احدى مذيعات المستقيلات من القناه و مالكها و هذا لم يدق جرس الانذار لاجراء مراجعة موضوعية لأن ما يحدث هو ' القناة قناتي و انا حر فيها ' !
هذا صحيح , انت حر فيها , لكننا – كمتابعين – احرار في ان ننتقد و ان ندعو لمقاطعتها طالما ان البرامج لا تتلائم مع الاطار العام لثقافة المجتمع و يصبح كثيرا من برامج ' الشباب ' مجرد حشو للهواء و ليست اكثر من نكات سمجه .
بعض الذين شككوا في نوايا دعاة مقاطعة القناة اعتبروا ان السبب وراء ذلك دواع ' اقليمية ' من منطلق ان الفتى صاحب القناة من اصول فلسطينية و مسيحي !
يا للهول ! و كأن النقد الموجه لإحدى البرامج الذي تبثه القناه سيطال اعراف و اخلاق فئة معينة من المجتمع الاردني دون الاخرى !
الإقليمية و العنصرية و الداعشية هي تحريم نقد و محاسبة اي شخص بحجة انه من ' اقلية ' ما , او لكونة من اصول ما , فيسمح له ان يخطئ كيفما شاء و يصبح انتقاده و محاسبته عملا مشينا ينطوي على نوايا خبيثة !
انا مع عموم الانفتاح و التنوع و مع نقاش ناقد و موضوعي لكل القضايا العامة لان حياتنا قائمة على اوهام و اكاذيب و حواديت متوارثة سببت لنا الشقاء و التخلف . لكني حتما ضد ترويج السموم و ضد الإسفاف . انا علماني و يساري لكني قبل ذلك ' اردني ' ! , صاحب ضمير يدفعني للاشمئزاز و معاداة اي فعل مناف لطبيعة البشر و منها تزين الاغتصاب و المثلية الجنسية و المخدرات .
ثمة تخريب ممنهج لقطاع الاعلام بأكمله , هدفه تخريب الذوق العام ,و تسويغ الخطايا, من اجل قتل ما بقي من مرؤة فينا , إستكمالا لتمزيق الاردن و بيعه حتى اخر ' قطعة ' دون اي مقاومة اخلاقية حتى !