أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الذئاب المفترسة وابتلاع المصيدة في سوريا

بقلم : رعد تغوج
24-09-2015 12:49 PM
الوصف الذي يمكن اطلاقه على سير المعارك في سوريا هو ، حصراً ، وبالتعريف الاستراتيجي للحرب ، هو أن المعركة هنالك لا تناظرية ، بمعنى أن أنساق ما تحت الدولة ، المُتمثلة أساساً بالجَماعات الاسلاميّة المُسلحة والمِيلشيات والعِصابات تُقاتلُ نظائرها ، أو أنَّ أنساقَ ما فوق الدولة ، المحصورة قطعاً بالتحالفات الدولية والإقليمية ، تُقاتلُ أنساق مع تحت الدولة ، وتشتبك معها مع غياب كامل للدولة بمفهومها المركزيّ.

يستخدم النظام السوريّ استراتيجية القتال غير المركزيّ ، وهو جزء من عقيدة الثورة في الشؤون العسكرية التي شهدتها موجة التحول بعد الحرب العالمية الثانية، عن طريق خلق أشكال هرمية جديدة تقوم على مفهوم ادارة الأزمة ، والتي تعني ضمناً مرونة الهيكل التنظيمي وديناميكيته ، وهذا يعني أن الهيكل التنظيمي لما يحويه - وبمفهومه العسكري - من وحدات وشعب وغرف عمليات ، هو برسم التغير لا دوريا فحسب ، ضمن عقيدة أمنية تراعي تضليل العدو ، إنما تغيراً فجائياً وانقلابياً في بعض الاحيان.
هرمية التخطيط العسكريّ في الحرب الدائرة في سوريا تقوم على المُحاصصة الأمنية المُوزعة مهماتُها بينَ عدة أطياف مُقربة وموثوقة مِنْ قبل النظام السوريّ ، وفي الدائرة الضيقة تكونُ القرارات الصعبة والمِفصلية ، وفصلُ المقال في مِثل هذه المدرسة العسكرية يكونُ للقائد الميدانيّ الذي يرتجلُ الخطة ارتجالاً . وهنالك تقليدٌ تليد في المدرسة السورية قائمٌ على خلق الأشخاص – المدارس ، ومثلهم بثينة شعبان والمقداد ووليد المعلم والشرع ، مع اختلاف تخصصاتهم ومواقعهم الوظيفية.
عندما تنفردُ احدى الجماعات الإسلامية المُسلحة بتطوير تكتيك قتالي في الميدان السوريّ لا يكونُ لهذا التكتيك صدىً أو خرقاً للنغمة العسكرية المعتادة منذ بدء الإشتباكات في سوريا ، خصوصاً أنَّ سمة الحرب هنالك تميلُ إلى أنْ تكونَ حرب عصابات وحرب لا تناظرية ، وهذا مُناشزٌ للحرب النظامية التي يقومُ أُسُها الأول على التكتيك والإستراتيجية ، وما يهمُ في الحرب السورية هو عُنصر المُفاجأة والبروباغندا الإعلامية والإستخبارية القائمة 'إدارة التوحش' و'فقه تعميم الدماء' كجزء من محاربة أو 'جهاد القريب' الذي نظرت له مُختلف الأطياف الجهادية المُسلحة.
وعندما يتم ابتكار طريقة أو أسلوب جديد في القتال ويدخلُ مجال التداولَ الإعلاميّ كفتحٍ جديد أو ترويعٍ لأهدافَ مُحتملة ، بحيث تتلقفه الجماعات المُسلحة الأخرى ، وهذا ما حصل مع 'داعش' عندما طورت تكتيك (وليس استراتيجية كما هو مُتداول إعلامياً) الذائب المنفردة القائمة على التفرد في تفجير الأهداف بعيداً عن القيادة المركزية ، وهذه الفكرة هي جزء من الثورة في الشؤون العسكرية RMA طُورت لفصل غرف العمليات والقيادة والسيطرة عن ساحات الوغى والمعارك ، بهدف حماية القيادة والإتصالات والإمداد وغيرها من البُنى الحيوية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-09-2015 06:26 PM

تحياتي للأستاذ رعد ولا أعرف هل هو خبير عسكري لأني أجد تحليله منطقي لكن العنوان لاعلاقة له بالتحليل فالذياب المنفردة لاتزال تمارس هجماتها وغالبا ماتنجح بذلك ولخطورة هذه الذئاب نرى العالم كله يتكتل ضدها وآخرها التدخل العسكري الروسي بموافقة أمريكية وإسرائيلية للقضاء عليها .
ترى هل ينجح هذا الحلف الجديد في مهمته أم بلحق بباقي الأحلا ف ..؟؟
أرجوا الإجابة منك أو ممن يقرأ أحداث الغد المجهولة بالنسبة لي كمدني لايفهم بالشأن العسكري.
وكل عام وأنتم والوطن بخير.

2) تعليق بواسطة :
30-11-2015 01:59 PM

الاخ طايل البشابشه

التحليل متقدم جداً وموضوع "الذئاب المنفرده" لم يعد يرتبط بمعنى واحد فهو يشتخدم في الطيران وفي الارهاب وفي القتال البري ..

3) تعليق بواسطة :
30-01-2016 01:57 AM

مقال غايه بالاهميه ..ومصطلح الذئاب المنفرده يستخم للغارات الجويه ..اما الارهابيين فيطلق عليهم "نياص منفرده"

4) تعليق بواسطة :
08-02-2016 10:24 PM

شي جديد ومتابعة مختصه .. الى رقم 3 عصري .. هل "نياص" هي جمع "نيص" ؟ ارجو التوضيح

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012