أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ادهم الغريبه يكتب: " جورج وسوف " يسأل .

بقلم : ادهم غرايبة
29-09-2015 11:50 AM
من رحم الحوادث البسيطة تولد الاسئلة الكبرى .
الم تكن حادثة سقوط التفاحة من على الشجرة نحو الارض حدثا عاديا تكرر مرارا امام اعين البشر لولا ان عبقريا مثل ' نيوتن ' تأمل بسقوطها و طرح سؤاله المعروف ' لماذا سقطت التفاحة الى اسفل ' ؟! ليكتشف لنا قانون الجاذبية بعد البحث و تشغيل العقل و عدم اكتفائه بقبول فكرة ان ما حدث هو مجرد ' قضاء و قدر ' كما نفعل نحن .
' جورج وسوف ' طرح هو الاخر و من ' مختبرات ' فنادق عمان الفخمة و في جلسة يفترض انها جلسة ' طرب ' على جمهوره سؤالا شبيها لسؤال ' نيوتن ' لا يقل اهمية برأيي , من طراز ' على شو رافعين راسكم ؟ ! ' قاصدا مريديه من الاردنيين الذين حضروا حفلته و اراد احدهم ان يحظى بصورة معه لولا افسد الامر تدخل بعض الحرس الخاص .
من الطبيعي ان تهب عاصفة شتم جماعيه بحق المطرب السوري المعروف الذي – بالمناسبة – لا يروق لي صوته و لا الحال الذي اصبح عليها جراء تناوله ' العقاقير ' .
من يتأمل بحال ' ابو وديع ' و يقارن صورته قبل عشرات االعوام و ما آل اليه اليوم يستعيذ بالله من ارذل العمر و يسال الله ان يعفيه من شرور ' العقاقير ' , لكن ذلك لا يعفينا من البحث عن اجابة موضوعية لسؤال ' الوسوف ' .
من يتصدى اليوم – دون شتم و مكابره – ليجيب لنفسه على الاقل على سؤال من شاكلة ' على شو رافعين راسنا ' ؟!

كاتب هذا المقال ما زال يذكر مطلع العام 2010 حينما كان هو و رهط من رفاقه يتصدون لحالة الاحباط الوطني العام التي اصابت كل الاردنيين و انزواء شعورهم الوطني بفعل قسوة حقبة الديجتال التي اعلنت بوضوح معاداتها لاي حالة افتخار وطني و تصدت بلا هواده لتحطيم الشعور الوطني الاردني من خلال خطاب تضليلي كان فحواه ان الاردن بلا تاريخ و ان لا هوية وطنية للاردنيين !
ما زلت اذكر كيف كنا نوصف ب ' اليمين الاردني ' و ب 'الاقليميين ' و ' صناع الفتنة ' لمجرد اننا كنا نعيد تقليب التاريخ لاستحضار تاريخ الانباط و العمونيين و المؤابيين و على رأسهم ملكهم ميشع قاهر العبرانيين مرورا بتاريخ الاردن الحديث و نضالات رجال هية الكرك و انتفاضتهم بوجه المحتل ' العصملي ' و نضالات رجال مؤتمر ام قيس و المؤتمر الوطني الاردني الذي وضع اسس العقد الاجتماعي الاردني التي كانت تكفل بدولة تسودها الديمقراطية الاجتماعية لولا سلسة الانحرافات التي حدثت , ونضال الجيش الاردني و اصراره على القتال دائما رغم فارق الامكانات المادية . و تحدثنا عن مستقبل بلدنا – حتى بمعزل عن التاريخ - و حذرنا طويلا من فجائع مخرجات حملة بيع مقدرات الدولة الاردنية .
كنا – بوضوح – نستفز الشعور الوطني للاردنيين بعد حقبة تمادي من جهات متعددة استعذبت تبهيت الهوية الوطنية الاردنية بعضها لغايات بيع كل شيء يخص الاردنيين دون مقاومة منهم لطالما ان الشعور الوطني غير مسيطر عليهم , و من جهات اخرى لها احقاد سياسية بلا مبرر حقيقي و تريد ان تشفي غليلها القائم اصلا على الوهم و على نفسيات مضطربه و وقحه تنكر تضحيات الاردنيين . من المضحك حقا ان البعض كان يصفنا بأننا ' احفاد سايكس – بيكو ' في محاولة للتشكيك بنوايانا ' الاردنية ' مع ان هؤلاء ذاتهم لا يطلقون على انفسهم هكذا لقب مع انهم يتغنون بدول قطرية عربية اخرى رسمت حدودها باقلام ' يايكس – بيكو ' و يدافعون عنها و يتغنون بها , يا للعجب !
اليوم ارتفع منسوب الشعور الوطني كثيرا , بصراحة , اين كنا و اين صرنا !. اسم الشهيد وصفي التل يستعاد بكثافة في الخطاب الوطني بعد عشرات السنين من ' الاقامة الجبرية ' و ' العزلة ' التي ضربت عليه مخافة التهم اياها . الذين يستحضرون اسم الشهيد التل ليسوا اليوم من ' اليمين الاردني ' للعلم , هناك عقلاء من الاردنيين من اصول فلسطينية يستجمعون شجاعتهم و عقلانيتهم فيعيدون البحث في سيرته التي ' كانت ' تتداول بطريقة ظالمه و تتوارث بدس الاكاذيب و التشويه المتعمد الذي عادة ما يحدث دون اي عقل نقدي و تحت وطأة الهوج العام و الارتخاء لما هو متداول شعبيا .
هل ابتعدت عن موضوع سؤال ' الوسوف ' ؟!
حتما لا . ما اود قوله ان الشعور الوطني الذي كان محرما و سعينا لاستعادة ليس هو ما اردناه تمام على هذا النحو . صحيح اننا اليوم نشهد تصاعد نسبة المؤمنين بالدولة الاردنية – خصوصا بعد كوارث انحراف الربيع العربي - لكن هؤلاء يكتفون بالعاطفة الوطنية وحدها دون تحكيم العقل , هؤلاء يظنون ان اي سؤال او اية ملاحظة هي تشكيك بوطنهم و يتعالمون معها بالتكفير الفوري .
نحن لا نرى الاردن مركز الكون على الاطلاق , لكننا ايضا لا نرى الاردن بلا حول و لا قوى و لا نراه دولة رخوة من حيث المبدأ بل ان الظروف و الاحداث اثبتت ان بلدنا قادر على لعب دور عروبي يكفل باستعادة التضامن العربي و وقف الانهيار لكن بشروط عدة اهمها وجود حكومات وطنية تقدمية . اذا كان الاردن مريضا فإننا نفكر - اولا - بعدم التخلي عنه لكونه مريضا و نفكر – ثانيا - في علاجه , لا في التخلي عنه و ادخاله لدار العجزة !
من اسوأ ما قاله احد الحضور ردا على سؤال' الوسوف ' : انا سلطي ! . للاسف هكذا اجابة تؤكد ان سؤال ' الوسوف ' سؤال مشروع حيث ان الاجابة لم تكن ' انا عربي اردني ' مثلا !
بأي حال نحن اليوم امام مديونية ضخمة جاوزت ال 30 مليارا من الدولارت لم ترتد علينا كشعب بشيء, في الوقت الذي كانت فيه اقل من ربع ذلك حتى اواخر التسعينات , الاهم من ذلك أننا كنا نملك حينها مياء الدولة الوحيد و مطاراته و اتصالاته و قطاعه التعديني و كنا ننعم بمستوى تعليم متميز و برعاية صحية متقدمة و كان دخل الموظف يغطي متطلبات الحياة و كانت المخدرات موضع استهجان و استعداء المجتمع و الدولة معا بعكس اليوم , و كنا مجتمعا متسامحا و معتدلا قل ان نبتلى بحمى الطائفية التي لم يكن لنا بها اي علاقة تاريخيا . الزراعه اليوم في تراجع رهيب . قطاع الصناعة ينزف مستثمرين , السياحة عاجزة تماما رغم ان لدينا البتراء التي تعتبر من اهم وجهات السياحة عالميا , نزاود على كل من يعادي الكيان برغم ان سفارته في عمان , جرائم يومية في بيوتنا , نشتم كل العرب برغم حاجتنا لهم و دعم بعضهم لنا !
اليوم , تأمل بحالك ايها الاردني المقدام و انت تنهال بالشتم فقط على مطرب بات صوته يشبه نعيق الغراب و يطرح سؤالا مؤلما من طراز ' على شو رافعين راسكم ' ؟!
' على شو رافعين راسنا ' اليوم بالذات ؟!
كن صادقا و لو مرة .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-09-2015 09:14 AM

شكرا

2) تعليق بواسطة :
30-09-2015 05:29 PM

""أحسنت قولا وفعلا ياسيدي "" حتى طيور الزينه تستغيث من الأصوات النافره وحتى العقبان الكاسره تنفر من رائحةالرمم

3) تعليق بواسطة :
30-09-2015 07:52 PM

انا معجب بكتاباتك اصلا ، وازداد اعجابي وتقديري ومحبتي اليوم.
احسنت اخونا ادهم.

4) تعليق بواسطة :
30-09-2015 09:02 PM

سيد أدهم

رائع وذكي

بعض الكويتبيون او الكتاتيب جعلوا من

الفنان البسيط الطيب وسوف

شارون او نتن ياهو

شتموه بأقذع الالفاظ ونزلوا بمستواهم

الفكري الى الحضيض

متخطين واقعهم ومتصورين أنفسهم عمالقة وهم أقزاما صغار

5) تعليق بواسطة :
01-10-2015 12:41 PM

ادهم وذكرتني بادهم الشرقاوي الفلاح المصري الذي ثار وقاتل ازلام واذناب الاستعمار كلامك مثل العسل لو كان رد السلطي انا اردني وحتى عربي لما كان رد جرج وسوخ كما كان .عموه ما طرحت من اسئله بمقالتك لو اجيب عليها بصدق وصراحه لعلمنا لما قال الوسوف ما قال .عموه للاسف الشديد واقولها بمراره لا يوجد لدينا شيى بالاردن نرفع راسنا بيه اللهم الا بقايا من البتراء وجرش وام قيس وهي لاناس سبقونا وبعض الاسماء الوطنيه هنا وهناك وهي تتعرض للاضطهاد والقمع والتهميش والنسيان وسلامتك .

6) تعليق بواسطة :
01-10-2015 12:50 PM

فيه مغني اردني يقلك :هاظ الاردن اردنا واغلى من الروح ترابه .والصحيح هاظ الاردن اردنهم وليس بلدنا الذي بذلنا ما بذلنا في سبيله .وسوف رغم انه سكير وعربيد ومعاق قال ماقاله حبا ببلده سوريا ولمعرفته بتامر الجيران ضد بلده مقابل المال .وسوف لا يلام لانه لم يتخلى عن بلده لا بل دافع عنها بكل مكان تواجد فيه .حبذا لو ان عندنا مثله من يقول للاعور اعور بعينه وان ما يسوق علينا مجرد سواليف لا تعد لا على الوطن او المواطن بنفع .وقلي انت عليش رافع راسك ؟؟؟

7) تعليق بواسطة :
01-10-2015 12:58 PM

اخوانا الاردنين مقطعهم الازرق (الكذب )ثاروا على كلمه من واحد سكران لكنه نطق صدقا .قبل ما تقيموا الدنيا وتقعدوها تفقدوا حالكوا وشوفوا عليش ترفعوا راسكوا .هل حررتم القدس ؟هل تعيشون بحاله جيده ؟هل تعاملون باحترام ؟هل قضيتم على فساد او مفسد وهل انتم قادرين على تعليم ولادكوا وهل انهيتم وظائف وتعينات التوريث ؟هل انتهت الواسطه والمحسوبية وقضينم على افة المخدرات هل وهل تا يطلع النهار؟ان كانت الاجابات لا لعاد عليش ترفعوا الروس وتوطوا الامريكان ؟

8) تعليق بواسطة :
01-10-2015 04:46 PM

شكرا ادهم غرايبه شكرا جزيلا على هذا الوصف الدقيق يأخي كلامك ممتاز وطيب وصادق ولكن كلمتك ان صوت وسوف كنعيق الغراب يجب ان تأخذ عليها جائزه لانها وصف دقيق من 15 عاما ونحن نقول للذين حتى يفتحوا مسجلاتهم على هذا النعيق نقول على ايش انت تسمع وكيف تطرب على النعيق فعلا صوت غراب عمره 15 سنه اي قارب على الهلاك فالكلب الميت لاتركله

9) تعليق بواسطة :
01-10-2015 04:48 PM

وصف رائع فعلا صوت غراب عمره 15 سنه قارب على الهلاك نعم نرى انفستا لاننا صقور ولكن الحق على الذي سمح لك ان تلوث تراب الوطن ان تطأهذا الحمى الذي لايرحب الا بالطيبين وغير الناعقين

10) تعليق بواسطة :
02-10-2015 11:15 PM

جورج وسوف وقح واساء الينا جميعا وكان يجب وقفه عند حده وان يعرف حدوده لا ان ندافع عن تصرفاته ونبررها له ’لقد تصرف من خلفية حاقدة وكان يقصد ما يقول باعتباره قامة كبيرة ودم ازرق لا يجوز ان يتصور مع من هو اقل منه ’كفى جلدا للذات فنحن رؤسنا معروفة وليسأل العالم عنا على مستوى العلم والعمل والشخصية القوية التى لا تسمح لاحد مهما كان ان ينتقص من كرامتنا حتى فى غربتنا ويكفينا فخرا ان الملك عبد الله الثانى هو القائل ارفع راسك فانت اردنى وهو اصدق القائلين وكلامه يعلو على كلام كل ملايين من هم وسوف

11) تعليق بواسطة :
03-10-2015 02:14 PM

سأجيبك انت و وسوف لماذا نحن الأردنيون رافعين رؤسنا
لان كتاب من امثالك لديهم مساحات لنشر افكارهم ولم يطالهم تنكيل او تهجير كالنظام الدموي المعجبين فيه.
ولانه لم يحدث ان مغنيا اضطر ان يقبل يد مسؤول فما بالك اذا كان السائل قد لعق حذاء شقيق رئيس العصابة وهو لا يحظى باي صفة رسمية.
واذا كنت كما تدعي من اوائل الذين عارضوا ونشروا و و و. فدعني الفت نظرك ان مديونية بلدنا كانت من قبل ان تولد تشكل ما نسبته ٦٠ - ٨٠٪ من الدخل القومي فعندما كان دخلنا القومي ١٠ مليار كانت مديونيتنا تتراوح بين ٦ـ٨ مليار...

12) تعليق بواسطة :
03-10-2015 02:18 PM

فعندما كان دخلنا القومي ١٠ مليار كانت مديونيتنا تتراوح بين ٦ـ٨ مليار والان دخلنا القومي ٤٠ مليار وتستطيع ان تتاكد من المعلومة بنفسك وحبذا لو تتحفنا بمقال حول الموضوع.
لتبسيط المسالة لذوي العقول المنبسطة: لنفرض ان والدك كان معاشه ١٠٠ دينار وعليه اقساط كمبيالات ٧٠ دينار وجنابك معاشك ١٠٠٠ دينار وعليك اقساط كمبيالات ٧٠٠ دينار.

13) تعليق بواسطة :
03-10-2015 05:51 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012