أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاردن ... دولة مؤسسات أم دولة أشخاص ؟

بقلم : علي الجازي
04-10-2015 12:19 PM
بعد مرور قرن على الثورة العربية وما تلاها من تقاسم العائلات الحاكمة لثروات العالم العربي وإطلاقها لأيدي الإستعمار لتعبث بجغرافيته ومكوناته الثقافية والعرقية وما نتج عن ذلك العبث من حروب ونزاعات عرقية وطائفية , وبعد مرور ما يزيد على نصف قرن على إعلان إستقلال الأردن الحديث وما رافق ذلك الإستقلال من تحولات وتقلبات مصيرية , وبعد مرور خمسة أعوام على إنطلاق التحركات الشعبية الإصلاحية وما رافقها من مطالبات بالإصلاح وما قابلها من عجز من طرف الدولة عن إقناع الشارع بجديته بالإصلاح ومكافحته للفساد بعد هذا كله نجد أنفسنا أمام سؤال قد يراه البعض حديثا لكنه سؤال قديم قد تحتاج الإجابة عنه النظر للوراء مئة عام على الأقل .
الأردن دولة مؤسسات أم دولة أشخاص ... ؟
لعل من الصواب القول أن الكيان السياسي الوحيد الباقي من الثورة العربية والذي يحمل رمزيتها قيادةَ ورايةَ هو الأردن , ففي حين رفض البعض الإستمرار تحت الحكم الهاشمي حافظ الأردنيون على نظامهم الملكي إيمانا منهم بالمبادئ والأهداف التي قامت من أجلها الثورة العربية , فأسسو دولتهم وإختاروا شكل الحكم فيها وأنشأو مؤسساتهم السياسية والإجتماعية تاركين المجال للتطور الطبيعي للدول أملا بتحقيق الدولة الأردنية الحديثة التي ينعم بها أحفادهم بالتقدم والإزدهار المنشود .
وقد يكون من الصواب أيضا القول بأن الظروف التي رافقت ولادة الدولة الأردنية الحديثة كانت بمجملها ظروف إستثنائية , لم يكن بإمكان الأردنيين معها تحقيق أفضل مما كان , فمن إنتكاسة ثورة العرب مرورا بتقسيمهم وإستعمارهم وصولا الى زرع الكيان الصهيوني في خاصرتهم وقبلتهم الأولى ومسرى رسولهم الكريم , كل ذلك أدى الى حرص الأردنيين على تشكيل دولتهم المستقلة وفق مبادئ الثورة التي خسرها العرب وخسرو معها وحدتهم وأحلامهم وقدسهم .
قد يكون ذلك صائبا لكن اليوم وبعد أن تكونت الدولة وإكتملت مؤسساتها وتشكلت أجهزتها وتبلورت هويتها وسماتها الثقافية , اليوم نتسائل : هل الاردن اليوم هي دولة مؤسسات أم أن ما نراه ليس سوى قشرة هشة تخفي تحتها وجهاً آخر لا يعرفه الكثير من الأردنيين , دولة أنشأها ويديرها ويورِّثها زمرة من اللوردات والآغوات والسماسره وفقا لحاجات إستعمارية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا , فهل هذه مبالغة أم أن هذه هي الحقيقة المُره ؟
إن الناظر في تاريخ الأردن منذ تأسيسه وحتى اليوم يرى نمطا ثابتا في عمل الدولة , نمط يبدأ بالمواقف والسياسات ويمر بالعلاقات الدبلوماسية ويصل بالنهاية الى المكونات المجتمعية التي تشغل مفاصل حساسة ومحددة وكأئها جزء من تقسيمات عامه للدولة تم وضعها بعناية منذ زمن ليس بقريب , كل ذلك يدفعنا نحو البحث الجاد والحقيقي عن الإجابة الشافية على سؤالنا الرئيسي , وقد تكون هذه الأسطر مجرد بداية نترك تتمتها للمستقبل لعله يُجيب .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012