الشتاء.. عسر أمراض يهونه يسر خيرات

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

الشتاء.. عسر أمراض يهونه يسر خيرات

18-10-2015 02:02 AM
كل الاردن -
الشتاء موسم الخيرات.. لكن مع ذلك يأتي مع كل يسر عسرا.. فتلك الأمراض التي تكثر فيه تنغص على كثيرين رؤية جمال هذا الفصل والاحساس به.فما هي تلك الأمراض التي تنتشر في هذا الفصل؟ وما هو درع الأمان الواجب التسلح به للحماية من هذه الأمراض؟، وعن اجابات هذه الاسئلة التقى ملحق «أبواب - الرأي» مع مجموعة من الأطباء في تخصصات مختلفة كشفوا لنا الكثير عن هذه الأمراض وكيفية الوقاية منها.

أمراض الجهاز التنفسي
تقول إستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة ميسون أنور البشيتي حول اكثر أمراض الشتاء إنتشاراً :» اكثر أمراض الشتاء إنتشاراً عند الأطفال هي إلتهابات المجاري التنفسية العليا كالرشح ، والأطفال الذين لديهم مشاكل تحسسية أكثر من غيرهم تتفاقم لديهم هذه الأمراض في الشتاء ، فالتغير الفصلي يزيد لديهم الرشوحات ويؤدي إلى حساسية الانف وحساسية القصبات الهوائية ، والأطفال الذين لديهم تحسس في الاصل من هذه الأجواء تتفاقم لديهم المشكلة فيحتاجون لأدوية تحسس مع كل فصل ، فيصابون بالرشح والإنسداد الأنفي والإلتهابات في الأنف والعينين ، واللوزتين والاذن الوسطى والتهابات الحنجرة ، فالتهابات الحنجرة تنتشر في فصل الشتاء وتحتاج لعناية خاصة فهي مكمن الصوت ، فيجب شرب السوائل الدافئة وهناك ادوية تساعد في حماية الحنجرة حتى لا ينزل الإلتهاب إلى الرئة» .
وعن سبل الوقاية الواجب إتباعها لحماية أطفالنا من الأمراض بينت :» يجب أن لا يصل المرض عند الطفل إلى إلتهاب رئوي حاد ويضطر للذهاب إلى المشفى وأخذ الإبر في الوريد ، لذا يجب الوقاية من هذه الأمراض حتى لا يصل الطفل لهذه المرحلة .»
وأضافت» يجب أخذ الإحتياطات اللازمة كلباس الطفل يجب أن يكون مناسب مع الجو العام سواء في غرفة الصف أو المنزل ، أي أن تتناسب درجة حرارة الغرفة مع نوعية الملابس ، عدا عن الإكثار من السوائل للوقاية من الرشوحات لأن الطفل يفقد سوائل كثيرة عن طريق الجهاز التنفسي ويجب تعويضها ، من خلال شرب السوائل كالعصائر والأعشاب المفيدة خاصة البابونج المحلى بالعسل والمضاف له الليمون ، فهو يرطب الجهاز التنفسي ويعمل على حماية الأجهزة المخاطية .
عدا عن حدوث تهيج في الجهاز التنفسي وتراكم البلغم يؤدي إلى الإلتهابات وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى التبخيرات بكافة أشكالها وأبسطها تبخيرة الماء العادية ليتمكن من التنفس بسهولة ، وهناك أيضاً تبخيرة البابونج مفيدة أيضاً «.
وتابعت حديثها قائلة :» يجب تناول الفيتامينات تقوي مناعة الطفل وتعقم الحلق وترفع نظام المناعة وتحمي الطفل كفوار فيتامين سي مثلاً . عدا عن الإهتمام بالأكل الجيد فهوي يحوي كمية مناسبة من الفيتامينات ، مع أهمية الأوميجا 3 ووظائفها المناسبة لحماية الطفل وفتح الشهية ورفع مناعته ، مثل زيت السمك الذي يكون على شكل حبوب للمضغ أو البلع تساعد في رفع درجة المناعة والمقاومة للامراض . يضاف إلى ذلك أهمية عنصر الزنك الذي يغفل عنه الكثيرين فهو مهم كالحديد ، ويجب أن لا نغفل عنه أبداً فهو يحافظ على مناعة الطفل ومقاومته للأمراض ، ويحسن ذكاء الطفل ، ويمنع من تساقط الشعر ، ويعالج أمراض الجهاز التنفسي والهضمي فيجب أن يتوفر من ضمن الفيتامينات التي يتناولها الطفل ، فدائما نلاحظ عند فحص الطفل أن هذا العنصر بالتحديد يكون ناقصاً لديه ، ونقصه يؤدي إلى حدوث إسهالات متكررة «.

تثلج الأطراف
أما أخصائي الأمراض الباطنية الدكتور عادل حمزة فيقول عن أمراض الشتاء:» أغلب أمراض الشتاء تتعلق بالجهاز التنفسي كالرشح والإنفلونزا والإحتقانات ، أو أمراض الجهاز الهضمي حيث يحدث مع البرد تقلصات في البطن تسبب الإسهال والإستفراغ ، عدا عن حدوث تثلج في الأطراف بسبب البرد الذي يحدث تغيراً في لون الأصابع بسبب نقص التروية .
بالإضافة إلى التغيرات التنفسية والتحسس في الأغشية المخاطية الذي يحدث بسبب أجهزة التدفئة ، وتغيرات الجو كالخروج من الاجواء الباردة إلى الدافئة وبالعكس ، عدا أن الناس تقلل من شرب السوائل في الشتاء فيجب الإكثار من المشروبات الدافئة والإبتعاد عن المشروبات الباردة .
وللوقاية من أمراض الشتاء بين حمزة :» يجب أخذ الإحتياطات اللازمة للوقاية من الأمراض في الشتاء وهي الإكثار من السوائل الساخنة ، بالإضافة إلى عدم المبالغة في استخدام القطرات الانفية ، عدا عن ضرورة أخذ المضادات الحيوية وخافضات الحرارة وأدوية السعال، وأخذ قسط من الراحة فالراحة تخفف من قوة المايكروب ، وفي حالة التثليج يجب استخدام الكريمات والزيوت للحماية من هذا التثليج والتخفيف من المعاناة بالإضافة إلى أدوية لتوسيع الأوردة الدموية «.

الجلدية
اختصاصية الجلدية الدكتورة رشا رشيد بينت لنا أكثر أمراض الجلد المنتشرة في الشتاء، حيث تقول: «هناك الكثير من الأمراض الجلدية التي تنتشر وتزيد في فصل الشتاء ولكن أهمها أمراض الأكزيما بشتى أنواعها من أكزيما الجلد العادية ، واكزيما الرأس الدهنية وأكزيما الأطفال ويعود ذلك إلى زيادة جفاف الجو مما يؤدي إلى جفاف الجلد عند الجميع ، ومع قلة ترطيب المنطقة المصابة بالمرطبات الطبية يؤدي إلى ظهور وزيادة هذه الأمراض، فيجب زيادة الترطيب لحماية المنطقة من الأكزيما «.

غدد صماء وسكري
أما اخصائي الغدد الصماء والسكري الدكتور نضال الخطيب تحدث عن تأثير الشتاء على مرضى السكري قائلاً :» أكثر الأمراض التي تحدث لمرضى السكري والأمراض المزمنة هي الإلتهابات الرئوية والانفلونزا والرشوحات ، لأن لديهم مناعة ضعيفة فهذه الأمراض تؤثر عليهم اكثر من غيرهم مقارنة بالناس العاديين «.

أطفال
بينت أخصائية الأطفال الدكتورة حنان الخفش أمراض الشتاء المتعلقة بالأطفال وكيفية الوقاية منها فقالت :» أكثر الأمراض التي تحدث للاطفال في فصل الشتاء هي الرشوحات خاصة الإنفلونزا التي تنتقل لهم في المدارس ، وللوقاية منها يجب عدم الإنتقال من مكان بارد لدافئ وبالعكس ، وعدم الخروج كثيراً في الأجواء الباردة ، بالإضافة إلى عدم الإكثار من ارتداء الملابس الشتوية ، عدا عن التغذية الجيدة والإكثار من السوائل الدافئة ، واستخدام مطاعيم الإنفلونزا «.

الناحية النفسية
ولمعرفة تأثير الشتاء على نفسية الناس وحدوث الكآبة، فيقول دكتور علم الإجتماع فيصل الغرايبة الذي تحدث عن كآبة الشتاء وكيفية الوقاية منها قائلاً :» عادة ما يخيم على الأجواء الإجتماعية في فصل الشتاء موجة من الكآبة تنعكس في وجوه الكثيرين وتؤثر على نظرتهم للحياة وعلى تعاملهم مع الآخرين . والغريب ان ملامح هذه الكآبة تختفي عند تساقط الثلوج وتنقلب لشيء من الإبتهاج والسرور عند النظر إلى الثلوج وهي تتساقط ، وتترجم عند البعض في الخروج إلى الساحات المغطاة بالثلوج للتمتع بالنظر إليها وترامي كتل الثلوج بين الاصدقاء والجيران . ولكن تبقى الكآبة هي الجو السائد أيام الشتاء وخاصة تلك الأيام التي تُلزم الإنسان أن يمكث في بيته لا يقوى على الحركة أو يتجنب الخروج تلافياً لمواجهة بعض المشاكل في الإنتقال والحركة «.
ويضيف :»بطبيعة الحال إن مواجهة حالة الإكتئاب يكون بالعمل ضدها أي بالتفاؤل وربط هذا التفاؤل بالإبتسام والأمل ، والنظر إلى الأمطار مثلاً إنها فاتحة خير لأنها تجلب للناس الماء الصالح للشرب ولري مزروعاتهم وهو يحمل تباشير انتاج زراعي جيد ينعكس على الناس بغذاء مفيد وبأسعار مناسبة للجميع.»
وتابع القول: «إن ممارسة الرياضة تجلب التفاؤل والسعادة وكذلك التفاعل مع أحوال الطقس يجلب السعادة إذا عرف الإنسان كيف يتعامل ويتكيف معها .
وتبقى الحقيقة القائمة أن الأمل والتفاؤل رأس المال الذي نتعامل به لمكافحة الكآبة وتبديدها في نفوسنا ومن ضمنها التكيف مع أحوال الطقس الباردة جداً والدافئة جداً ومع إختلاف فصول السنة وتوالي الأيام» .
وفي النهاية يقول :» يمكن للاسرة أن تحول حالة الإكتئاب عند أبنائها إلى حالة إبتهاج بإقتراح بعض الألعاب الداخلية التي يتشارك بها الكبار والصغار وفيها شيء من التنافس أو التسابق سواء في الحركات أو المعلومات ، كما أن وسائل الإعلام يمكن أن تساهم في نشر جو من الإبتهاج عوضاً عن جو الإكتئاب بعرضها برامج شيقة تدخل السرور او الطرب أو إضافة معلومات جديدة . أو عرض برامج شيقة في مثل تلك الأيام التي يجبر الجميع على الجلوس في بيوتهم ، كما ان يقتضي الامر في هذه العجالة أن يتجاوب الناس مع نداءات السلطات المسؤولة كالدفاع المدني في عدم الخروج إلا في حالات الطوارىء أثناء تساقط الثلوج ليتيحوا للأجهزة المتعددة القيام بواجبها في فتح الطرق وإزالة العثرات وتسهيل حركة المرور وخاصة لسيارات الإسعاف والطوارىء والدفاع المدني.