أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الغرايبه يكتب : رد حقبه , لا قانون !

بقلم : ادهم غرايبة
16-10-2015 10:17 PM

بالإستناد للمادة 93 من الدستور الاردني رد الملك عبد الله الثاني قانون ' اللامركزية ' الذي اقره مجلس ' الامة ' بغرفتيه التشريعيتين و التي تضم ما مجموعه 225 نائبا و عينا بعضهم اختارهم الملك و اصدر فيهم ثقته الملكية و بعضهم اختارهم اخرون في الدولة الاردنية و نسبوا فيهم لمجلس ' النواب ' ' مشروع اللامركزية اياه هو بالاساس ليس اولوية وطنية اليوم , و لا حتى بعد قرن من الزمن . نحن في غنى عن المزيد من البيروقراطية و تفتيت اجهزة الدولة و اشغال الناس بانتخابات هدفها العملي تفتيتهم .

بدلا من مجالس لا مركزية جديدة اعملوا على تقوية البلديات ببساطة لتقوم بواجباتها .

الاردن بحجم بعض الورد لا بحجم الصين و عدد مواطنيه ما زال قليلا نسبيا - بالرغم من مشاريع التوطين المشبوهة - و لذا فهو لا يحتاج الى مجالس جديدة من هذه الشاكلة سيما ان الناخب الاردني بالكاد يقبل على التصويت لمجلس النواب الاكثر اهمية بعد ان اصابه الوهن بفعل فاعل حتما .

طيلة أعوام أتقن الملك – لا الحكومات – فن التوازن في غمرة احداث عنيفة هزت منطقتنا . لم يكن بالامكان للاردن ان يتخذ ادوارا افضل على الصعيد الخارجي بالنظر لوضعه الداخلي و المالي خصوصا . داخليا هناك ارتباك يبدو انه مدروس و مخطط له . تشير بوصلة الاولويات الشعبية شرقا فتذهب الحكومة و ما بقي من اجهزتها غربا !.

كان بامكان الاردن ان يكن اصلب بكثير في مواقفه و ان يتميز بحرية عما هو سائد و ان يتحايل على ما يفرض عليه لولا استحكام ثلة الليبراليين الذين انهالوا على خزائن الدولة و نالوا منها جهارا نهارا دون تأنيب حتى ! قبل ايام كشف النقاب عن اضخم سرقة مائية في تاريخ الاردن دون ان نعرف من هو السارق ! و هكذا فإن اقرار الجهات الرسمية في الاردن بوجود سرقات دون وجود سارقين مخالف للمنطق القائل ' لكل فعل فاعل ' ! .

قبل ايام قتلت قوات الدرك اكثر من شخص مطلوب امنيا و اعقب ذلك حركات إحتجاج عنيفة من ذويهم وصلت الى حد اطلاق النار على عامة الناس و على رجال الامن و قطع طرق حيوية , بالقطع انا مع عدم التهاون مع العدد المتزايد للمجرمين , لكن لنطرح سؤالا جوهريا حول تصاعد العنف في المجتمع و تنامي ظاهرة الخارجين على القانون .

الم يكن تراخي – ما لم نقل تواطؤ – الاجهزة الرسمية المعنية بأمن الاردن سياسيا و اقتصاديا تجاة بضع عشرات من اللصوص الذين اوصولوا الاردنيين الى هذا الحال من الفقر سببا في تحفيز الناس على الاجرام ؟! منطق الناس – لا منطقي انا – يقول لماذا يعفى اللص الكبير من العقوبة و تلاحقون لصوصا صغارا فقط ؟! ،هل ابتعدت عن جوهر الموضوع ؟!.

طيب دعني اتوغل في الابتعاد ان ظننت ذلك . هل تتذكرون صفة الاستعجال لقانون وزارة الدفاع و الذي تم اقراره العام الماضي ؟! من هو وزير الدفاع اليوم بعد كل هذا الاستعجال ؟!.

هناك اصرار رسمي على الانهماك في مشاريع غير شعبيه لا اولوية لها , اولوياتنا اليوم تتكثف في تشكيل حكومة انقاذ وطني تترأس و تتشكل من شخصيات وطنية اردنية لها نزعة وطنية اجتماعية اردنية تضع على قائمة اولوياتها مصالحة الجماهير الاردنية عبر برنامج وطني اجتماعي تقدمي معادي بوضوح للنهج الليبرالي الذي نهب البلاد و تتسعيد ثقة المواطنيين بدولتهم المهددة اليوم اكثر من اي وقت مضى من قبل الكيان و من قوى التطرف الطائفي المتحالفة عمليا مع مشاريع الكيان .

المطلوب اليوم حكومة تتولى اجراءات معيشية على عجل و تتولى مراجعة كل القوانين و على رأسها قانون انتخاب يخلصنا من نماذج سطحية تريد تزين اسماءها بالقاب فقط برغم تنها غير مؤهلة سياسيا . الحقيقة المطلوب اكثر من مراجعة القوانين لانه من الواضح اننا بحاجة لدستور تقدمي قائم على المشاركة الشعبية في الحكم انسجاما مع ما يصرح به جلالته كلما زار اوروبا و امريكا !.

هناك عتب يتحول الى نقمة شعبية بخصوص الخدمات الاساسية التي تتراجع حد الاندثار قريبا , دخل المواطن لا يكفية الحد الادنى لأساسيات العيش بفضل العدوان الضريبي الغاشم و تحالف التجار الجشعين الظالم و دفن حقبة الدعم الاجتماعي .

اللافت للنظر ان المجلس الذي اقر قانون اللامركزية هو ذاته من رحب بقرار الملك برده ! . هكذا مجلس اليس عارا يجب الخلاص منه لاسباب كثيره كان هذا اخرها ؟!.

قانون اللامركزية كله عيوب لا مجرد مادة واحده فيه , و اذا اعيدت صياغته فسيكون حطبا جديدا في موقد الغضب الشعبي المؤهل للانفجار حقا !


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-10-2015 10:35 PM

اذا كانت البلديات والمجالس المحلية تشهد ف ظل الرقابة المركزية كل هذا الفساد والرشاوى والاهمال والواسطات والمحسوبية والسرقات والعجز في ظل موارد محدودة فما بالك حين تصبح بلا حسيب او رقيب وفي ظل مخصصات مالية تدفع لها مباشرة ... المركزية الديكتاتورية العادلة الشفافة مطلوبة في كل صغيرة وكبيرة

2) تعليق بواسطة :
20-10-2015 08:50 AM

بكل دول العالم يمكن معرفة السارق والمجرم الا في الاردن ( لعدم ثبوت الادلة) و الباقي عندك يا مواطن.

3) تعليق بواسطة :
20-10-2015 09:16 AM

وتضم سويسرا أربع مناطق رئيسية من حيث التمايزات اللغوية والثقافية: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية والرومانشية، وعلى الرغم الغالبية الناطقة بالألمانية، لا تشكل أمة في معنى هوية عرقية أو لغوية مشتركة. تعطي وتعزز اي شعور قوي بالانتماء إلى البلد والتي تأسست على الخلفية التاريخية المشتركة والقيم المشتركة (الفيدرالية والديمقراطية المباشرة) وجبال الألب رمزية للبلد إن إنشاء الاتحاد السويسري بتاريخ تقليديا إلى 1 أغسطس 1291؛. وهو يوم الذي يُتحفل في عيد الوطني السويسري. فلماذا لايكون الاردن هو سويسرا

4) تعليق بواسطة :
20-10-2015 10:07 AM

أقتباس/
مشروع اللامركزيةاياه هو بالاساس ليس اولوية وطنية اليوم ولا حتى بعد قرن من الزمن نحن في غنى عن المزيد من الببيروقراطية وتفتيت أجهزة الدولة وأشغال الناس بإنتخابات هدفها العملي تفتيتهم،،، نهاية الاقباس... شكراً جداً للكاتب السيد أدهم غرايبة، نعم هذا قانون لزوم مالايلزم؟؟؟

5) تعليق بواسطة :
20-10-2015 12:24 PM

انه قانون لتمرير الوطن البديل

6) تعليق بواسطة :
22-10-2015 06:44 PM

الأمه هي التي تنصر فيها الاعراق والقوميات والديانات والمذاهب والاقليات وتخلو من اي تمييز ويكون انتماء الجميع فيها للدوله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012