|
|
إنتفاضة الحَجَر والسكًين
بقلم : تمارا سالم الدراوشة
26-10-2015 11:37 AM إنطلقت الإنتفاضة الثالثة رفضاً للممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وأخذت هذه الإنتفاضة عنواناً لها هو الحَجر والسكًين ، فأطفال وشباب الحجارة التي راهن كثيرٌ من العالم عليهم ، بأن ثورة التكنولوجيا قد أنستهم الإحتلال وأولويات مقاومته ، أثبت لهم الشباب بأن الوطن وتحريره يجري في دمائهم ، فلم ولن تُعكر صفوه لاتكنلوجيا ولاتخاذل الكثير ممن لا يعرفوا معنى أن تقاوم محتل مُجهًز بالسلاح بحجرٍ وسكين ، وذلك أضعف الإيمان . لم تتميز هذه الإنتفاضة بالحجر والسكين فقط ، بل بوقوف الشابات الفلسطينيات الى جانب الشباب ، ليثبتوا للعالم بأن إختلاف الجنس لا يَظهر عند مقاومة محتل ، أوالدفاع عن كرامة الإنسان ، وسعياً لتحرير الأقصى الذي وللأسف بات عند اكثر الأجيال أقصى مايفكر به . وقف الأردن قيادةً وحكومتةً في وجه جميع الممارسات الإسرائيلية ، سواء كانت ضد الأرض أوالإنسان , والجميع يشهد بمواقف جلالة الملك في الدفاع عن القدس والمقدسات ، وكيف هو أولوية هاشمية في جميع المحافل الدولية . نعجز عن وصف بُطولات الشباب الفلسطيني بإنتفاضة الحجر والسكين ، فالبطولات التي سطًروها ويُسطًروها ، والتي أرعبت المحتل من الداخل ، حتى وإن أخفى ذلك الرعب من الخارج , هذه البطولات لايمكن أن نستطيع وصفها , فكيف لنا أن نصف إستشهاد فتاة وأستشهاد شاب ، أوطفل هناك يواجه المُحتل بحجرٍ وسكين , ونحن نجلس تحت المكيفات وأمام شاشة التلفاز نُقلًب المحطات ، وكأن الأمر لا يعني الكثير مِنًا .... أتمنى أن نجد طريقة ندعم فيها أهلنا في إنتفاضتهم المباركة ، وهذا الدعم يجب أن يكون دعماً حقيقياً ، وليس مُجرد شعارات ترفع هُنا وهُناك . لماذا لا يتم تشكيل لجان بإسم دعم الإنتفاضة ، بحيث تستطيع هذه اللجان من جَمع كافة أنواع المساعدات المادية والعينية التي ندعم بها أُسر الشهداء والأسرى ، والأُسر التي دَمًر الإحتلال بيوتهم وأحرق مزارعهم . يجب أن تكون هذه اللجان واضحة الأهداف والأجندة ، وأن يكون عملها علناً وأن يتم تأمين الدعم لمستحقيه ، من خلال التنسيق بين الحكومة الأردنية والحكومة الفلسطينية . أمًا أنتم ياأبطال إنتفاضة الحجر والسكين ، والتي من خلالها تشقًون طريق تحرير فلسطين , فلكم الله أولآ ، والدعاء مِنًا ثانياً ، فذلك أضعف الإيمان . وعذراً لِشُهداء و شهيدات الحجر والسكين ، فنحن نعجز عن وصف بطولاتكم التي أقل ما يمكن قوله فيها , أنها تُعيد الكرامة للأرض والإنسان ، ففي الوقت الذي إعتقد فيه المحتل بأن هذا الجيل أنسته ثورة تكنولوجيا المعلومات ، التفكير بتحرير الأرض والإنسان ، وأن جيل إنتفاضة الحجارة قد إنتهى ، عُدتًم وأثبتًم ياأبطال الحجر والسكين ، بأنه لا يوجد شئ يحول بينكم وبين تحرير الأرض والإنسان , فانتفضتم هذه المرًة بالحجر بل وأضفتم له السكًين ليعلم الجميع , أنه لابد من تحرير فلسطين ، وأنه إذا الشعب أراد الحياة يوماً فلا بد أن يستجيب القدر .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|