أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


روسيا فاشلة نوويا

بقلم : د. أيّوب أبو ديّة
29-10-2015 10:55 AM
تشير إحصائيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحدثة مؤخراً (تشرين أول 2015) أن روسيا لديها 34 مفاعلاً نووياً عاملاً لتاريخه، فيما يبلغ عدد المفاعلات قيد الإنشاء 9 مفاعلات. وتقوم المفاعلات العاملة بإنتاج 169048 جيجاواط. ساعة من الكهرباء كما كانت عليه إحصائية عام 2014، حيث شكلت الكهرباء النووية 18.57% من مجمل الحمل الكهربائي في روسيا.
وفيما يتعلق بالمفاعلات التسعة قيد الإنشاء في روسيا فإنها لن تستطع أن تسد مكانة وقدرة الـ 13 مفاعلاً التي سوف تغلق قريباً لأنها بنيت في السبعينيات من القرن الماضي؛ ولذلك فإن أعداد المفاعلات العاملة في روسيا سوف تتناقص عدداً في القريب العاجل.
ومن الجدير بالذكر أن المفاعلات الروسية استغرقت زمناً طويلاً من البناء، فإن مفاعل Kalinin-4 الروسي قد استغرق 25 عاماً لبنائه (1986 – 2011) حيث بدأ بإنتاج الكهرباء في العام نفسه الذي حدثت فيه كارثة فوكوشيما ولم يستطع هذا المفاعل أن يحقق أكثر من 81.7% من معامل الحمل الكهربائي أي أن نحو 20% من وقته كان لا ينتج الكهرباء. وهذا ليس المفاعل الوحيد المتأخر فهناك مفاعل Rostov-1 وقد استغرق بناؤه 20 سنة امتدت من عام 1981 لغاية عام 2001؛ كذلك المفاعل البحثي الروسي العائم في لومونوسوف Lomonosov الذي كان من المخطط له أن ينتهي عام 2010 فقد صدرت تصريحات رسمية من الشركة بأنه لن يعمل قبل عام 2019 وهناك أمثلة كثيرة أخرى عن المفاعلات الروسية التي تستغرق زمناً طويلاً لإنجازها.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن المفاعلات الروسية أيضاً واجهت مشاكل كثيرة ومنها أن الأجيال الحديثة ليست مجربة بما فيه الكفاية بعد. فقد بدأ المفاعل الذري الروسي من فئة الجيل الثالث VVER1200 الشبيه بمفاعلنا المرتقب في الموقر يعمل تجارياً في موقع كودانكولام بالهند في اليوم الأخير من عام 2014 بتشغيل من شركة روس أتوم الروسية، وذلك بعد أن شرع في إنتاج الكهرباء تجريبياً بتاريخ 22 تشرين أول 2013. ومن هنا تبدأ الرواية!
خلال فترة عمل المفاعل الذري من تاريخ 22/10/2013 لغاية 31/5/2015، أي خلال فترة 586 يوماً من التشغيل، كان المفاعل معطلاً لمدة 226 يوماً، إذ توقف عن العمل اضطرارياً 13 مرة هدرت خلالها 90 يوماً من أيام الإنتاج والعمل. كما توقف المفاعل مرتين للصيانة استمرت في مجموعها 64 يوماً، فضلاً عن التوقف 72 يوماً لاستبدال التوربين الذي يولد الكهرباء والذي تعطل أيضا، علماً بأن المفاعل يعود للجيل الثالث من المفاعلات الذرية.
وهكذا يكون مجموع أيام التوقف عن الإنتاج هي 226 يوماً من أصل 586 يوماً؛ وقد صدرت هذه الدراسة عن Academina.edu للباحثين VT Padmavabhan وJ Makkolil مؤخراً.
إن قدرة المفاعل النووي العظمى هي 1100 ميجاواط، ويستطيع إنتاج ألف ميجاواط، أي أنه يستطيع العمل بكفاءَة 90%، فيما يذهب 70 ميجاواط منها لخدمة المفاعل ومرفقاته، فيتبقى 930 ميجاواط لضخها عبر الشبكة الكهربائية. هذا هو الإنتاج المتوقع نظرياً، ولكن هل هذا واقعي في عالم التجربة؟
في منتصف نيسان الحالي من عام 2015 لم ينتج المفاعل الهندي سوى 798 ميجاواط. وبتاريخ التاسع من أيار الماضي توقف المفاعل مرة أخرى لمدة 5 أيام. وعندما عاد إلى العمل لم ينتج سوى 525 ميجاواط بعد أسبوعين من التشغيل (بحلول 28/5/2015) ثم عاد الإنتاج ليهبط قليلاً. ويغلب الظن أن هناك مشكلة في فلاتر مياه البحر المالحة وكذلك في بعض المعدات التي تزودها شركة روسية Zio Pdkolsk. ويدعي الباحثان المذكوران آنفاً أن مدير المشتريات لهذه الشركة تم القبض عليه في شباط من عام 2012 بتهمة شراء حديد من نوعية سيئة من أوكرانيا وبيعه بصفته ذات مواصفة أعلى.
وهكذا صرحت إدارة المفاعل في كودانكولام أن المفاعل لا يستطيع إنتاج أكثر من 600 ميجاواط وأن مطلع شهر حزيران سوف يشهد توقف المفاعل عن العمل مرة أخرى لغايات الصيانة وسوف يستمر التوقف لمدة تتراوح بين 45 – 60 يوماً.
وفي أي حال من الأحوال فإنه من الواضح أن الجيل الثالث من المفاعلات الروسية VVER1200 التي تم بناؤها في الهند لم يتم تجريبها بما يكفي لحل مشكلاتها المعقدة التي نجمت عن تطوير هذا النموذج عن الذي سبقه VVER1000 ولذلك فإنها تواجه مشكلات كبيرة في السنة الأولى من عمرها. ولا نستبعد أن تتوقف هذه المفاعلات قريباً عن العمل كما حدث في مفاعلي بيلين البلغاريين العام المنصرم 2014 وهما من الجيل الثالث نفسه.
خلاصة القول إنّ أي جيل جديد من المفاعلات النووية أو أي صناعة معقدة ومتطورة أخرى يتم تطويرها في العالم اليوم يحتاج إلى تجريب وتطوير في بلد المنشأ أولاً لمدة زمنية لا تقل عن عشر سنوات قبل أن يتم تجريبه في دول أخرى كما هي حال المفاعلات الروسية المنوي بناؤها في تركيا والأردن وفيتنام وبنغلادش، فبأي حق يجربونه في بلادنا؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-10-2015 02:17 PM

لا أعرف ما هو المقال .كلمه واحده .أنهم يجربونه في بلدي

2) تعليق بواسطة :
30-10-2015 10:02 AM

وهذه الدولة هي مثلنا في مفاعلنا المراد له الجثوم على أرضنا رغم عن أرداتنا ونصراً لأرادة ورغبة شخص واحد

3) تعليق بواسطة :
30-10-2015 10:45 AM

.
-- مقال صادم ومخيف ولكاتبه الشكر لانه يورد معلومات واستنتاجات لا فرضيات

-- على ماذا يستند الراي الاخر المصر على اقامه المفاعل وهل هنالك من يملك معرفه تقنيه للدفاع عن قرارهم بحجج تدحض ما ذكره الدكتور ابو ديه

.

4) تعليق بواسطة :
30-10-2015 02:29 PM

كلام الدكتور حقيقي وواقعي .مفاعلات روسيا النوويه عجزت عن انتاج الكهرباء المفترض انتاجها للروس .استبسال جماعتنا واستقتالهم وعنادهم لامتلاك مفاعل نووي روسي و ليس لديهم ما يدحض حقائق الدكتور ابو ديه اللهم الا ان كانوا يسعون للكسب والتنفع على ظهور الخلق .الروس متخلفون عن امريكا واوروبا بالمفاعلات النوويه .تشيرنوبل مثال قريب .

5) تعليق بواسطة :
30-10-2015 03:12 PM

العجيب في قصة المفاعل الاردني، معروف ان الاردن دائماً يعتمد على التكنولوجيا الغربية وخاصة الامريكية ويتلقى سنوياً بعشرات الملايين مساعدات أقتصادية عينية من تكنولوجية وغيرها ولكن لماذا في مسألة المفاعل النووي اتجة الى روسيا، لولا أدراك الغرب ان الاردن غير مؤهل من حيث المكان ولا الكفاءات الفنية ولامصادر المياه لأنشاء مفاعلات حديثة وآمنة فضلاً عن الهواجس الامنية ومسألة أمن وسلامة أسرائيل التي تقف ضد هذا المشروع وستعمل على وقفه وتعطيلة بالتأكيد ولو عند مرحلة كبسة التشغيل النهائية ؟؟؟

6) تعليق بواسطة :
31-10-2015 10:47 AM

كنت أتمنى على أخي الدكتور أبو ديه الإسهاب في التحدث عن المخالفات القانونية والأعطال الفنية والفساد في منح عمولات 30% لشركة روس أتوم الروسية ومذكرات إلقاء القبض السويسرية التي طالت المسؤولين الكبار في هذه الشركة
والتكلفة المالية العالية التي سيتحملها الشعب الأردني بين عامي 2020 و2022 والتي ستتجاوز 24 مليار دولار تكلفة بناء مفاعلين نوويين في الأردن علما بأن إنتاج المفاعلين إذا سارت الأمور على ما يرام لن يغطي أكثر من 20% من إستهلاك الأردن للكهرباء

7) تعليق بواسطة :
31-10-2015 10:55 AM

إن مشروع إقامة المفاعلين النوويين في الأردن يفتقر إلى المياه اللازمة لعملية تبريد المفاعلين وهو أمر هام وضروري يدركه الدكتور طوقان كما أنه يعرف تمام المعرفة أن هذه المفاعلات بحاجة إلى وقود نووي من أجل تشغيلها وأن هناك ست شركات متخصصة وحاصلة على موافقة دولية من أجل توريد الوقود النووي إلى كافة المفاعلات في العالم وإن تصريحات رئيس الطاقة الذرية الأردنية أننا نملك المخزون الإستراتيجي الكبير من اليورانيوم هو تصريح لا يرتبط من قريب أو بعيد بتأمين الوقود النووي لتشغيل المفاعلات النووية

8) تعليق بواسطة :
31-10-2015 11:07 AM

أي أننا سنبقى تحت رحمة هذه الشركات الست في شراء الوقود النووي الغالي الثمن من أجل تشغيل المفاعلات النووية
كما أننا نفتقر إلى الجهاز الفني والكادر المتخصص في إدارة المخلفات النووية حيث لا يمكن التخلص من هذه النفايات التي تستمر في إطلاق الإشعاع النووي لمئات السنين
بالإضافة إلى تأمين الحماية الأمنية اللازمة لحماية هذه المنشآت وتوفير منظومة دفاع جوي متقدمة لا سيما وأن هذه المنطقة تشهد خلال الأعوام الأربعة الماضية بروز مجموعات إرهابية خطيرة
ببساطة نحن لا نملك المال والأمن والحماية والتكنولوجيا

9) تعليق بواسطة :
01-12-2015 10:56 PM

انشاءالله تخرب علاقاتنا مع روسيا كما خربت مع تركيا فيصبح المشروع النووي خبرا بعد عين

10) تعليق بواسطة :
21-05-2017 03:55 PM

المضحك اليوم أن التلفزيون الاردني بات يروج للمشروع النووي بتغطية مباشرة من روسيا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012