مأسآة عمان

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

مأسآة عمان

بقلم : محمد عبد الحميد المعايطة
11-11-2015 01:10 PM
تابعت اخبار السيول والامطار الاخيرة التي هطلت على عمان كغيري من الاردنيين ولكن لم يلفت نظري أي تحليل او تعليق محايد يتناول مصيبة مدينه عمان وبربطها مع بقية مصائب الاردنيين لان السبب واحد وهو تربع نخبة من الفاسدين والديناصورات على صناعة القرار في الوطن الغالي حيث اصبحت مصالحهم الخاصة مقدمة على مصالح الوطن والاردنيين ينظرون الى الوطن من منظار مصالحهم الخاصة كمثل دواعش الخارج الذين ينظرون الى الاسلام من خلال ثقب ابرة ويلفت نظري ان الحجة كانت قوية ومركزة على امين عمان السيد عقل البلتاجي ويبدو لي ان اجهزة الدولة العميقة تريد منه ان يكون كبش فداء لما حصل فجميع من يغزل بغزلهم هاجموا امين عمان وكأنه المسؤول عما حصل .
لا اريد ان ادافع عن عقل بلتاجي فهو يتحمل جزء من المسؤولية ولكن هنالك اسباب اخرى عديدة من المؤكد بانه لا يتحمل مسؤوليتها .
مثل هذه الكوارث تحدث دائما وابداً حتى في اكثر الدول تقدماً وحداثه , ولكن يكفي امين عمان بانه الوحيد الذي اشار منذ فتره وعلى الملأ بانه آن الاوان لنفكر في مشاكل عمان واول الحلول هو نقل اجهزة ودوائر الدولة الى خارج العاصمة , لان البنية التحتية لعمان لم تعد تحتمل مزيداً من السكان ولكن النخب الفاسدة التي تصنع القرارات تصّر على شراء الاراضي حول عمان وتؤسس فيها مزيداً من الاستثمارات ومثال على ذلك الجامعة الاردنية الصينية ومدارس القوات المسلحة والمصانع .
لو رجعنا لعدد سكان العاصمة عام ( 1950 ) لوجدنا ان عدد العاصمة لا يمثل اكثر من 10 % من السكان اما الان فان نسبتهم اكثر من 45% من سكان الاردن وهذا شيء غير معقول لا وجود له في أي عاصمة عربية او عالمية , كذلك راينا جميعا , الدراسة التي تم نشرها في الراي يوم الاحد 25 / 10 / 2015 م . من قبل مجموعة (اكسفورد ) للاعمال والتي تقول بان خسارة الاردنيين نتيجة الازمة في عمان تقدر ( 4 , 1 ) مليار دينار اردني سنويا .
هذه الارقام والمصائب التي حلت علينا قبل ايام تجعل أي مسؤول نزيه وشريف ولدية حس وطني ان يقول اوقفوا مأسآة العمانيين ولنبدأ التنمية في المحافظات لنفرح الاردنيين بفرص عمل لأبنائهم وتخفيف الفقر والبطالة عنهم وأول هذه الحلول, انه لا مكان لاي استثمار حول عمان فمن اراد ان يفتح مصنع عليه بالمحافظات .
ثانيها اخراج ادارات شركات التعدين وغيرها الى اماكن الانتاج ( المصفاه الى الهاشمية في الزرقاء ) ( والفوسفات الى الحساء في الطفيلة ) ( والبوتاس والبرومين الى الاغوار في الكرك) ( ومدارس القوات المسلحة العسكرية الى بقية المحافظات بدل تجمعها حول عمان ), الجامعة الاردنية الصينية المهنية لأي من مواقع مصانع التعدين في الجنوب , هنالك الكثير من الحلول المقدمة لتخفيف الازمة عن عمان واهل عمان, والبدء في تنمية حقيقية في المحافظات الاردنية وبخاصة في محافظات الجنوب.
لعلنا نستفيد من الازمة الاخيرة التي ذهب ضحيتها طفلان من ابناء جلدتنا العربية المصرية ومواطن عربي اردني بلا سبب سوى جشع النخبة الفاسدة التي تبحث عن مصالحها وحين تواجة ازمة ومصيبة تبحث عن كبش فداء ولربما سوف يكون (عقل) هو كبش الفداء .