أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لم يبرحوا بعد تلعة وراد !.

بقلم : د.م حكمت القطاونه
12-11-2015 12:22 PM
كان قد اشتراه من بدوي وقد أخضعه لجميع الاختبارات فربح البيع أو كما يقول تجار السيارات في عمان : (سبعه جيد) أو كل شيء كما يجب كما يقول الأتراك :(تمام... تمام).
أَسْرَجه (وثراً ومرماة) من فوقهما (خُرجا) وامتطاه مرافقا شويهاته أو أمام قطيع أغنامه يتقدمهن ألمرياع ألخصي في كامل زينته مُختالاً وكأنما كسرى في إيوانه يحتفل بالنصر بمناسبة هزائم ألأمة.
مشى مسافة طويلة والحمار لا يُبطئ أو يشكو نصبا، غبط نفسه وأثنى على حماره لولا أن الحمار توقف فجأة وراح يشم أﻷرض جامعا أذنيه في حالة استنفار وانتصاب للأمام كما إنه يستشعر خطرا أو يخاف ثعبانا.
ترجل عن ظهره وراح يسحبه من ( رسنه) فأبى إلا أن يرجع القهقرى، راح يدفعه من الخلف لكن الحمار معاند يرفض التقدم .
بدأ يُفكر في أنه ربما أصاب حماره بالعين فقرأ المعوذات ثلاثا حتى ألفى كل تميمة لا تنفع والحمار ما زال معاندا خائفا فألهب مؤخرته بعصاه، جلده بالهراوة مرة ، مرتين والثالثة فاستجمع الحمار قواه وقفز قفزة وكأنما يتخطى خطرا ممددا على الأرض غير مرئيا لبني البشر.
أكمل مشواره ورعت أغنامه وفي المساء عاد من نفس الطريق وفي النقطة نفسها توقف الحمار فجأة وبعد محاولات كما في الصباح قفز الحمار قفزة متخطيا تلك النقطة لكن في طريق العودة.
ذهابا وإيابا، تكررت الحالة كل يوم، لا يفقه سبب تصرف حماره بهذا الشكل المريب !؟.
وفي تعليلة مع أصحابه تجار الماشية وحفاري الدفائن استشارهم بأمره فكانت نصيحة التجار أن يبيعه بسعر بخس كونه منحوسا وعليه علامات النحس، أما حفارو الدفائن والباحثون عن الكنوز فتركوا أمر الحمار وراحوا يدققون بالموقع متأكدين أن ما يراه الحمار رَصَدٌّ فوق دفين وكنز ثمين.
تركهم يتجادلون بين طامع بالحمار بسعر بخس أو كأنهم فيه من الزاهدين وبين طامع بالدفين وفك الرصد منشغلا في إحداثيات الموقع وإشارات الدفين وقد أضمروا على شيخ مغربي والبعض اﻵخر خلوا نجيا يُفتشون عن ألزئبق اﻷحمر.
أما خَلَفْ، فركب حماره صباحا إلى حيث يسكن غير بعيد - البدوي صاحب الحمار الأول - عله يجد جوابا أو يفك طلسماً ؟! ...فكان ألخبر اليقين أن مجموعة شقران أجانب (انجليز) ينقبون عن المعادن نفطا وذهبا خيموا في الطرف اﻵخر وكان أنبوب ماء ممدودا على الطريق قبل أن يرحلوا ويرحل الأنبوب فكان الحمار يخشاه ظنا انه ثعبان موسى عليه السلام فيعاند في المرور من فوقه حتى تضطره الهراوي على مؤخرته فيتخطاه مجبرا قفزا وبعد أن رحل الانجليز أزالوا الماسورة وما زالت في مخيلة الحمار حية تسعى ذلك ما نقصه عليكم عن... عن ... عن إعرابي من كتاب (فقه الصبة الخضرا).

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-11-2015 04:49 PM

.
-- سيدي الدكتور المهندس حكمت القطاونة
"" أبدعت "" كم إشتقنا لما تكتب فكرا وموضوعا وصياغة .

لك خالص إحترامي وتقديري

.

2) تعليق بواسطة :
12-11-2015 10:30 PM

الشرق الأوسط تحكمه الفلسفة ولا تحكمه السياسه.............

3) تعليق بواسطة :
13-11-2015 01:06 AM

الدكتور المهندس حكمت القطاونه
تحية وبعد
في مسلسل الخربة الساخر قال احد الممثلين( هو الحمار مش بني آدم؟ )
تذكرت هذه العبارة وانا اتمتع بالقراءةعن حمارك السليم الذاكرة والذي على ما يبدو لم تتأثر ذاكرته بالتخريب الممنهج الذي طال الكثير من ذاكرة العربان
ولله في خلقه شؤون

4) تعليق بواسطة :
13-11-2015 02:36 AM

الأخ العزيز الدكتور حكمت ..تحية حب واعتزاز وشوقا لأخ افتقدنا طلته البهية
على صفحات هذالموقع الذي أجزم أن قراءه قد افتقدوا خلف ونهفاته .
عموما مرحى بك وبخلف وأرجوا أن تكون عودة حميدة وحكايته اليوم حدثت معي في صباي أثناء رحلة لي مع أبناء عمومتي من محي إلى أرضنا في سيل الحساعلى متن حمار وبغل أجلكم الله
وكنت أنا أمتطي الحمار كوني ابن مدينة وأخاف ركوب البغل لأنه عالي
علي وأخاف أن ينطلق كالحصان وأنا لاأجيد ركوب الحمير

المهم في الطري وعند صليلا وصلول
حيث

5) تعليق بواسطة :
13-11-2015 02:52 AM

حيث الموقعة التي تعرفها (ودولتنا الإمامية تحتضر) تنح الحمار ركوبتي كما تنح حمار خلف وتوقف وصحت على ابن عمي
بعد أن رددت حاحا عدة مرات بلا فائدة
وفعلا عاد ابن عمي وهو الخبير في حمارهم فكم مرة كان قد ألهب جلده ضربا أثناء نقل القش ولاشوالات القمح والشعير إذا تنح (ياعمار على أيام الخير) المهم أنه أزال قطعة عود من أمامه ومشي الحال.
يرحم والديك أخي أبو عمر أقسم أني ضحكت عندما قرأت المقالة وتذكرت سالفة حمار دار عمي وأعدتني إلى ماض جميل عندما كنا نصدر القمح ولانعرف القمح الأمريكي

6) تعليق بواسطة :
13-11-2015 03:04 AM

الذي يأتي كمساعدات لإخوتنا اللآجئين معبأ بأكياس عليها كفين يتخامسان
وعبارة هديه من الشعب الأمريكي وكانت امي يرحمها الله تشتريها من جيرانا ...........
المهم أنك عدت يا أبو عمر والعود أحمد ولاتعودها وتغيب عنا أنت وصاحبنا خلف فأنتم ثنائي يعيدنا إلى الأصالة حيث النقاء والبراءة فبل أن تستفحل المادية والنمط الإستهلاكي الغربي الذي قضى على قيمنا وحبنا لبعضنا كمجتمع متماسك متواد متراحم.

7) تعليق بواسطة :
13-11-2015 04:21 PM

.
-- سيدي واخي طايل البشابشه بإسلوبك الممتع الراقي أضفت ابتسامه للتي رسمها على وجوهنا مقال الأخ الدكتور حكمت القطاونه .

.

8) تعليق بواسطة :
13-11-2015 07:08 PM

الى أخي الكبير في خلقه وعلمه ومعرفته أيقونتنا المغترب.
أشكرك من صميم قلبي على كلماتك الرقيقة راجيا أن أبقى عند حسن ظنك وظن إخوتنا في موقعنا الوطني القراء الكرام.

9) تعليق بواسطة :
15-11-2015 06:07 AM

تحياتي للكاتب العزيز واعتذر للقول بانني اول مره اقرا له مقال وهذا سببه جهلي وتقصيري وليس تقليلا بقدر الكاتب المحترم حيث لفت انتباهي عنوان المقال الذي لا تخطئه عين بدوي ، وكما قال اخي طايل فقد اعادنا هذا المقال الى ايام الطفوله الجميله وكم شاهدنا ( خلف) اومهما كان اسمه بحماره واغنامه ومرياعه ذو الجرس النحاسي الرنان وهو جالس الى جوار حماره يغلي ابريق الشاي على نار الجله التي تنبعث رائحتها في الارجاء وسيجاره هيشي على طرف فمه الايمن وينظر الى (الماكينه) الحصاده لتنهي عملها ليكون اول الواصلين لرعي

10) تعليق بواسطة :
15-11-2015 06:29 AM

اغنامه ، ويبدو والله اعلم بان حمار خلف من اصول قبرصيه حيث ان ذاكره حميرنا العربيه ذات مدى قصير الاجل .
الفكره نقيه وابنه بيئتها والموضوع واقعي ورائع نعيشه كل يوم وليله فمنا من نسي تاريخه القريب الذي ينعكس على واقعه اليومي المعاش ولبس ثوبا غير ثوبه ومقاسا اكبر بكثير من مقاسه بالوان نشاز ومنا من يلهث خلف وهم وسراب كلما لاحت له لائحه ظنا منه بانها (طاقه الفرج )وبعضنا مات مختنقا ببئر او مغاره او نفق حفره ،واصبح حمار خلف افضل من كثير منا تاريخا وذاكره وفائده ،شكرا للكاتب المحترم والمعلقين الاكارم

11) تعليق بواسطة :
15-11-2015 10:50 AM

شكراً ابو احمد على المقال من الواقع ويا ليت قادة العرب يتعلمون منه قبل ان يتعلم مستشاريهم ووزرائهم وإداراتهم الى ان تصل تنازلياً للشعب الذي اصبح القطيع خلف الحمار والمرياع.

12) تعليق بواسطة :
15-11-2015 12:04 PM

سن ٍ بدالي ذوق سكر ولا ذيق
وعين قزت من عقب ماهي قبالي
أبدت علي مبسم به زواويج
وفي مفرق القذله سواة الهلالي
استغفري يا بنت يا أم العشاشيق
عن قولك إني من عبيد الموالي
أنا خلف عز الابكار الصعافيج
حمايهن لو طب ابهن اجفالي
انا خلف يابنت ون يبست الريق
اثني قفى ربعي ولاني مبالي
أنا خلف زبن العيال المشافيق
ومن دورن يلقان عتد التوالي
حنا عبيد الرب سيد المخاليق
ومما جرى يا بنت هذي فعالي
ابوك حماي النضا ساعة الضيق
شيخ تخضع له سباع الرجالي
وشيخكم يسن حربته لتشاريق
يدور النفل من طيبات المفالي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012