أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


من بيروت إلى باريس..قطعان متوحشة

بقلم : فهد الخيطان
15-11-2015 01:11 AM
بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على هجمات بيروت الإرهابية، ضرب الإرهابيون في قلب أوروبا، ليل العاصمة الفرنسية باريس تحول إلى جحيم، قرابة المئتي قتيل، ومئات الجرحى في المسرح والمطاعم وعلى أبواب ملعب باريس الكبير.
في الهجومين أوجه شبه كثيرة؛ التقارب الزمني بين العمليتين، واستهداف تجمعات مدنية في 'برج البراجنة' وباريس، واعتماد أسلوب الانتحاريين، إلى جانب هجمات المسلحين في بعض من هجمات باريس. والأهم من ذلك التوسع النوعي في العمليات إلى خارج مناطق الصدام في العراق وسورية، واختيار ساحات تحمل من الدلالات ما يكفي حول أهداف تنظيم داعش؛ الضاحية الشيعية في بيروت، وعاصمة غربية تمثل كل ما ترمز إليه أوروبا في أيديولوجية التنظيم الإرهابي.
هجمات 14 تشرين الثاني 'نوفمبر' في باريس ليست بحجم حدث 11أيلول 'سبتمبر' في أميركا من حيث أعداد الضحايا، لكنها ترقى في نوعيتها ووحشيتها لأن تكون 'سبتمبر' أوروبا يفوق ما سبق من هجمات إرهابية في لندن ومدريد وباريس نفسها.
وكما في باريس كذلك في بيروت، تدشن هجمات 'داعش' عهدا جديدا في المسار الدامي للجماعات الإرهابية، جوهره نقل المعركة إلى خارج حدود 'دولة الخلافة'، ففي الوقت الذي يخسر فيه التنظيم مناطق مهمة في العراق، ويرزح تحت قصف يومي في سورية، يشل قدرته على المناورة، انفلتت عناصر التنظيم كالوحوش لتضرب في شوارع بيروت وباريس.
وإذا صحت تقديرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري-وهي نادرا ما تصح-من أن أيام 'داعش' باتت معدودة، فإن التنظيم سيسعى بكل طاقته لنقل المعركة إلى الخارج، والانتقام بعمليات دموية في كل مكان تطاله يد الإرهابيين، لإرباك قوى التحالف الدولي، وروسيا التي توعدها التنظيم بهجمات مماثلة 'قريبا جدا'، والتخفيف من الضغوط التي يواجهها مقاتلو 'داعش' في العراق وسورية.
ولهذه الاعتبارات سنشهد في عديد الدول العربية والغربية، حالة استنفار أمني غير مسبوقة كان من أسرع مظاهرها الانتشار الأمني الواسع في مدينة نيويورك، وعواصم غربية كبرى.
لكن، هل تكتفي هذه الدولة بحالة الدفاع عن النفس في مواجهة هجمة إرهابية غير مسبوقة، أم أن بوسعها تطوير مقاربة جديدة وفعالة للهجوم على معاقل التنظيم في سورية والعراق؟ وكيف سيكون الرد داخل أوروبا التي 'تنام' في مدنها مئات الخلايا الإرهابية.
ستتجه الأنظار في البداية إلى فرنسا التي أعلن رئيسها حالة الطوارئ في البلاد، في خطوة غير مسبوقة منذ خمسة عقود. وفي غضون أيام سيجتمع القادة الأوروبيون من جديد لتطوير حزمة جديدة من التدابير الأمنية القاسية تتجاوز ما تم اتخاذه بعد هجمات 'شارل أيبدو'.
اجتماعات 'فيينا' ستبدو في قادم الأيام مجرد خلفية لمسرح الحرب الكونية مع الإرهاب. وليس مستغربا أن تكون هجمات باريس وبيروت رسائل للمجتمعين هناك لقطع الطريق على أية فرصة لتسوية الأزمة السورية سياسيا.
ينبغي على العالم كله أن يشعر بالقلق، فما من دولة بمنأى عن الخطر. الذئاب المنفردة، تحولت إلى قطعان متوحشة، تهاجم بوجوه مكشوفة كما ظهرت في بيروت ومسرح باريس، لم تعد تخفي حقيقتها، وهي تخوض حربا لا خيار فيها سوى الموت.

(الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-11-2015 06:44 AM

ان للرد اهناك بواب سهلة وبسيطة لا تحتاج اساطيل ولا براميل , فقط يريدون احدا صادقا ذو كلمة وقوي ان يقول لهم : الى هنا كفى لا تدعموا الإرهابيين وإلا فضحتكم ..واحد.. واحد .. بما فيكم نفسي ..

2) تعليق بواسطة :
15-11-2015 08:44 AM

الصليبيين قبل داعش اجرموا بحق البشريه فهم وجهان لعمله واحده فالحلف الصليبي المتمثل بأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم قتلوا من الشعب العراقي والشعب السوري ومسلمين افريقيا ما لم يقتله المغول ولا التتار كما قلت ايها الكاتب فالصليبيين كمان هم قطعان من الخنازير والوحوش تقتل المسلمين في كل مكان . اما انت ايها الكاتب فأنك تحرض على المسلمين في اوروبا بقولك هناك مئات من الخلايه الارهابيه ما ادراك انت اذا لم يكن يحركك حقدك على المسلمين اوروبا فيها ملايين المسلمين وانت تحرض عليهم

3) تعليق بواسطة :
15-11-2015 01:37 PM

القطعان المتوحشة بصراحة هم بداية اؤلئك الذين استهتروا بالدين وبقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الاسلامية مما خلق مبررا واضحا لكل أشكال التطرف الديني.

فلولا هذا الاستهتار عبر العقود الماضية في عالمنا العربي لما نشأ هذا التطرف الوحشي، وهذه المجموعات المستأجره والمستغلة أجنبيا،

والأكثر بشاعة هو تطرف الوصوليين والانتهازيين الذين باعوا كل شيء لأجل الوصول للمناصب| ولو كان علة حساب الوطن والقيم وعلى حساب المواطن المسكين، وليس أخير على حساب عروس القضايا فلسطين.

التطرف أخيرا هو صناعة الغرب أنفسهم

4) تعليق بواسطة :
15-11-2015 02:54 PM

النعيمي و أكاديمي أردني تركوا حقيقة وجود داعش و توحشها و لمها لكل مريض نفسي و قيامها بتفجيرات لبنان و باريس و مذابح الأيزيدين و تشويهها للقران و الإسلام و بدأوا يلومون الصليبين و الوصولين و الانتهازين.

انها عقلية: احنا دايما صح حتى لو كنا غلطانين و الغلط سببه الغريب مش احنا لانو احنا معصومين.

و بقلك أكاديمي يزلمه إذا هيك الأكاديمين مش غريبة مشاكل الجامعات و سواليف الطلاب و المشاكل.

خلصونا عاد.

5) تعليق بواسطة :
17-11-2015 03:54 PM

استعنت بمعالج طبيعي من الاخوة المسيحين من الكرك المشهورة بالتعايش السلمي بين الجميع وخاصة المسلمين والمسيحين تجاذبنا الحديث حول كل الشؤون ومنها التطرف الديني وكان يجمعنا شجب ذلك
في جلسة عامة مسلمين ومسيحيين تناولنا الموضوع وكان الشجب من المسلمين اولا وعندما تحدث احد الاخوة المسيحين مكررا ما قاله المسلم لا حظت الاستياء على وجوه المسلمين مع انه تكرار لما قالوه

نصحت المعالج بترك المسلمين معالجة هذا الامر ودور المسيحيين المساعدة استحسن الفكرة وبقينااصدقاء
نصيحة اقدمها للكاتب مع الاحترام

6) تعليق بواسطة :
17-11-2015 04:43 PM

أتفهم تعليقك تماما واتفهم المقال لكن سينزل الليله مقالا على الموضوع ربما يكون فيه من الصدق والحيادية والانتماء ما يكفي

7) تعليق بواسطة :
17-11-2015 04:52 PM

إخوتنا في العروبة وشركاؤنا في الوطن والمواطنيه المسيحيين . إننا جسم واحد ولنا مصير واحد سنبقى هكذا .جميل وعدل أن نتناول الموضوع بشموليهفعندما ندين داعش والارهاب ندينه كله فارهابهم وقطعانهم تفتك بنا بالملايين دون قضية

8) تعليق بواسطة :
19-11-2015 10:25 AM

يا نادر بيك شو دخل هسه موضوع المسيحي و المسلم و إخواننا و مش إخواننا؟ إنتا بدك تقعد تنظرلي؟

9) تعليق بواسطة :
19-11-2015 11:48 AM

احدهم وسمى نفسه ابو جهل الزرقاوى قال فى مداخله حول موضوع( داعش تقلب التحالفات )كلام غريب معيب اكثر تطرفا من داعش التى ندينها جميعا فيما اقترفت ’قال يجب ان نقضى على فكر وعقيدة هولاء ولو اكتفى لقلنا صحيح لكنه استطرد قائلا يجب القضاء على ابن تيميه والبخارى والقرضاوى وكل مروجى الفكر الوهابى ويجب اعدام كل كتب التاريخ التى تحدث عن اساطير الخلفاء الراشدين وان المسلمين سادوا على العالم ايام دولة الخرافة ’عندما يسمى احدهم دولة الخلافة بدولة الخرافة هل هذه وسطيه ام تطرفه الحاقد ؟هؤلا مثل داعش

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012