أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


نحن مسكونون بالماضي

بقلم : هيثم شعواطة
21-11-2015 12:51 PM
حتى في دفاعنا عن أنفسنا أمام العالم بعد تفجيرات فرنسا ذهبنا إلى الماضي نستدعيه وننشر صور المذابح الفرنسية وما عملته فرنسا بالعرب. وكأننا نقول لهم نعم نحن قمنا بالتفجيرات انتقاما منكم على ماضيكم الدامي معنا. قدمنا لهم اعترافا بمسؤوليتنا عن جريمة باريس.
العالم لا ينظر الآن إلى الماضي بل إلى المستقبل والحاضر. منذ العام 67 والسياسة الفرنسية تناصر القضايا العربية ما عدا فترة رئاسة فرنسوا ميتران الذي كان عاشقا للكيان الصهيوني. فرنسا في سياستها كانت وكأنها تريد الاعتذار منا عن ماضيها ولكن نحن مصرون أن نرجع 200 سنة إلى الوراء ونقول لها لا نريد اعتذارك. فرنسا حين احتلت مصر لم يكن الاحتلال كله لونا اسودا فرغم القتل والتنكيل كان هناك فسحا بيضاء منها تخليص مصر من حكم المماليك الذي أخر مصر عن الالتحاق بركب الحضارة. وايضا خلصها من التبعية للعثمانيين. ولكن اكبر هدية قدمها ذلك الاحتلال لمصر هو الطباعة حيث بدأنا نتعرف ولاول مرة على فن طباعة الكتب..
كلاب حرباء مخدرة قامت بالجريمة في باريس وأمة كاملة وقفت تقدم التبريرات لعمل الكلاب. في عمق الفوضى التي تجتاح المنطقة والتي أنست العالم مشاكل فلسطين كانت فرنسا اولاند هي الدولة الوحيدة التي تذكر فلسطين وتقدم المبادرات لحل مشكلة الشعب الفلسطيني. تضامننا مع فرنسا لا يعني أن ننسى القتلى في سوريا أو بيروت. تضامننا مع فرنسا هو من اجل أن نقول للفرنسيين أننا نتضامن معهم لأننا أيضا ضحايا لنفس الكلاب التي تنهشنا وتنهش العالم.
في غمرة الماضي ننسى أن العالم يتقدم ويسير إلى الأمام ونحن مصرون على العودة إلى استحضار الماضي ومصرون على التخلف. في بحثها عن أوروبا قوية تناست فرنسا احتلال ألمانيا لها والمجازر التي عملها النازيون ومدت يدها إلى ألمانيا بحثا عن المستقبل. ونحن عندنا بلاء الاحتلال الصهيوني وزدنا فوقه بلاء الفرق التي تعادي الحضارة. هذه الفرق التي تقول للعالم إنها ضد الإنسانية وضد العقل الإنساني. وعندنا محتل صهيوني نحن نعلم علم اليقين انه أقوى منا. وان ميزان القوى معه سيبقى مختلا إلى أن يشاء الله أمرا آخر. وبدلا من مد يدنا للعالم لطلب العون نقول لهذا العالم نحن شامتون بك كلما أصابته مصيبة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-11-2015 01:43 PM

أحسنت التحليل وأوضحت حقيقة الموقف الموضوعي الذي يجب نشره عالمياً.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012