أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هذا الشتاء، وشيء من القليل لا بأس به

بقلم : سهام البيايضة
24-11-2015 12:34 PM
عدم الثقة احياناً، تسقط بسهامها فوق العمل التطوعي وكل ما يتعلق بهكذا اعمال.. البعض لا يصدق اننا نترك بيوتنا ونفرد ساعات، لا بل ايام من اجل انجاز مهمة تطوعية.. لا نبتغي من ورائها الا العمل المخلص والجاد من اجل مساعدة ابناء الوطن والتخفيف من معاناة اهلنا في الكرك وكل من يطلب مساعدتنا.. بالرغم من قلة الامكانيات التي تواجهنا. والتي تعتمد على جهودنا الخاصة وتبرعات الخيريين من اهل النخوة والخير والمروءة الذين يحتسبون تبرعاتهم صدقات لوجه الله تعالى في السر والعلانية.
هذه النظرات اجد لها المبررات وافهمها تماما'..وذلك نتيجة خبرتي في العمل العام لسنوات طويلة من ناحية، ولمعلوماتي المتراكمة نتيجة اهتماماتي السياسية والاقتصادية التي ترسم لي خارطة التفكير، التي تفصل وتشرح ردود فعل الشرائح الاجتماعية التي نتعامل معها في كل مكان.
المختصر المفيد: إبن الحرام لم يترك مجالاً لابن الحلال هذه الأيام.. وكثرة الدكاكين والمؤسسات التي نهبت البلد وابتلعت المنح والمساعدات التي تنفع منها الكثيرون، واتخمت حساباتهم البنكية، جعلت من أي عمل تطوعي مخلص مشكوك النوايا والغايات.. ومحكوم بعدم الثقة والجدوى من أساسه.
النحت في الصخر هو التشبيه المناسب لكل من اراد أن يساهم في تقديم خدمة اجتماعية تطوعية.. في اجواء معيشية صعبة واقتصاد، أوصل الناس الى مستويات الفقر المدقع والمطلق وعلى الحديدة.
اكثر المتبرعين للجمعيات الخيرية هم من اصحاب الدخل المتوسط.. ويغيب الاغنياء وتقف الجمعيات مستجدية ابوابهم دون أي فائدة.
المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية والعلمية، موجهة لجمعيات خاصة تخضع لمعايير القرابة والاستنفاع. والوصول اليهم صعب ويحتاج وساطة وتقنية في العلاقات العامة فوق احتمال الجمعيات التي تعمل بشفافية ووضوح.
كل ما اسلفته من بداية هذا المنشور هو تمهيد للسؤال المهم:
ما العمل إذن،لنتخطى حاجز عدم الثقة بالعمل التطوعي، ولنقدم الخدمة الاجتماعية التي من شأنها ان تخفف من معاناة اهلنا في الجنوب وفي كل جيوب الفقر التي تزداد شدة وكآبة، وتفجر شرايين القهر والجزع؟
شيء من قليلكم لا بأس به ،يا أهل الخير، لنتشارك معاً من أجل التخفيف من البرد القارص الذي ترتجف بسببه العظام الصغيرة في الاجساد العارية لاطفالنا في المدارس.
معطف وجراب وجزمة لكل طفل.
لندع الجمعيات في مشاكلها واحباطاتها.. تتقدم حيناً وتتراجع حيناً اخر، وليقوم كل منا بانتقاء مدرسة نائية ويتكفل بتدفئة طفل. او قدر استطاعته. وامكانياته.
ولنتعاطف انسانيا،ً لننشر الدفء في اجسامهم الرقيقة.
لا يمكن ان اصف للقارىء تلك المشاعر المتلاطمة التي تنتاب كل إنسان عندما يفكر بولده او ابنته،وهما، ذاهبان الى المدرسة بقميص وزنوبة، ويضع على ظهره كيس نفايات اسود. ليحمي نفسه من مياه الامطار المتساقطة ورياح المنخفضات العميقة.
الحاله تحتاج الى الكثير من الضمائر.. والكثير من الشعور بالتكافل الاجتماعي والانساني.. وزيارة في يوم قارص لمدرسة نائية في الجنوب.. أو في أي مكان في الأردن قاطبة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012