|
|
إختراق إماراتي للتمدد الإيراني التركي و رضى إرتيري مقابل تشجيع صامت أميركي
بقلم : خالد عياصرة
03-12-2015 05:03 PM تعتمد إريتريا منذ استقلالها مبدأ الحياد الاستراتيجي, وعدم الدخول في المحاور والأحلاف, لضمان استقرارها, واستقلالية قرارها, الذي أريق من اجلهما, الكثير من زهر شبابها, ليصير وطنا لهم وللأجيال القادمة. إلا أن سياسة الحياد التام واستراتجيتها, لا تعني الجمود والتقوقع والانعزال الذاتي, لكنها تتضمن محاورا يمكن المناورة من خلالها, لخدمة الهدف الأسمى للاستراتجية, وقتما دعت الحاجة لذلك. ولأن موقع ارتيريا, يعطيها قدم السبق, في الإمساك بخيوط البحر الأحمر والقرن الأفريقي, كنتيجة لتحكمها بمضيق باب المندب والقرن الأفريقي, أحد شرايين التجارة الدولية, بواسطة الاعتماد على مينائين, وهما مصوع الذي يعد رئتها التي تتنفس من خلاله مع العالم,,و عصب المطل على جيبوتي والقريب من عدن. ولان الدولة الارتيرية, ترى أن ثمة ضرورة قصوى للإستثمار, وجدت أن تأجير الميناء يجعلها تضرب عصفور بحجر واحد, إذ يرفد خزينتها بالأموال, ويسهم في تحسين علاقاتها مع دول المنطقة, بما يخدم مصالحها. لذا فضلت استثماره من خلال تأجيره. هدف اقتصادي بقلب عسكري وعليه, أثرت ارتيريا الاستثمار من خلال تأجير الميناء, وهذا يحصل في جميع دول العالم. لكن, ما هو أعمق من المشهد الإقتصادي الإستثماري, هو دخول دولة الإمارات على الخط, والموافقة على استئجارها الميناء, لمدة 35 عاما, تستطيع خلالها أبو ظبي التحكم فيه, بالصورة التي تراها مناسبة, بالتوافق مع الدولة الارتيرية الخطوة الإماراتية, ظاهريا اقتصادية, لكنها في الباطن سياسية عسكرية, تخدم المشروع السعودي - الإماراتي في المنطقة. الإختراق الإماراتي, يحسب لوزير الخارجية محمد بن زايد, الذي اعتمد سياسة الأبواب المشرعة, مع دول الجوار العربي, ومن ضمنها ارتيريا, والترحيب بها, واقناعها, بضرورة الدخول في الحلف, مقابل أبعادها أو لنقل اخراجها, من الحلفين الإيراني التركي, اللذان كانت ارتيريا قاب قوسين أو أدنى من اللجوء اليهما, ارتيريا رأت أن مناكفة دول الحوار من خلال المناورة بين الثابت والمتغير, سيما وأن سياسة الحياد التام, في ظل الظروف التي تحيط في المنطقة لا نخدم مصالحها, بل أن الحياد يؤدي بها إلى الموت. تحول ارتيري والتمدد السعودي بدأ التحول الارتيري بإتجاه الحلف السعودي مع زيارة الرئيس إلى الرياض, ومحادثاته مع المسؤولين هناك. من هنا دخلت الإمارات العربية كقائد عسكري لعملية الحزم ومشروعها السياسي الأوسع, على الخط, بعد استلامها توجيهات من القيادة السياسية السعودية التي أقنعت ارتيريا بدخولها الحلف والمساهمة فيه, لذا تمت الموافقة على تأجير ميناء عصب الإستراتيجي لها. تحول جاء مع صعود الملك سلمان بن عبد العزيز لسدة الحكم, في السعودية, والذي دشن صفحة جديدة مع ارتيريا - كنا أشرنا في مقال سابق نشر عبر فضاء موقع الرأي اليوم, بعنوان : ما دور ارتيريا في عاصفة الحزم, وسبب برودة العلاقات السعودية الإرترية - تكللت, بزيارة الرئيس أسياس أفورقي إلى الرياض, والذي استقبل على أعلى مستويات, وفي مقدمتهم الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده. بعد ختام زيارته إلى الرياض, حمل وتبنى الرئيس أسياس أفورقي المشروع السعودي في البحر الأحمر والقرن الافريقي, وبالشراكة مع السودان, كحركة حتمية للوقوف ومواجهة وتحجيم الدورين الإيراني والتركي في المنطقة ومشروعهما سياسيا واقتصاديا اختراق إماراتي التحول الارتيري والترحيب السعودي فتح الباب على مصرعيه أمام الإمارات, سيما بعدما أيقن الجميع أن إريتريا تسير بإتجاه الانضمام إلى الحلف الإيراني الروسي السوداني, من جهة و الحلف التركي من جهة اخرى في المنطقة. كرسالة لمن يهمه الأمر بغية لفت انتباه الولايات المتحدة بواسطة أصدقائها, في حال اقفلت الأبواب بوجهها, وتشاركها بذلك السودان القابعة تحت رحمة العقوبات الأميركية. سيما وأن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إريتريا جراء اتهامها, بمساعدة حركة الشباب في الصومال, والتي تشكل عامل قلق لاثيوبيا, الحليف العسكري الأول لواشنطن في أفريقيا, التوجه الأمريكي تقوده مسؤولة الأمن القومي سوزان رايس في البيت الأبيض, والتي أصيبت بما يسميه الساسة ( عقدة ارتيريا ) بسبب تحيزها للموقف الاثيوبي وما نتج عنه من استبدالها بأنتوني ليك, ابان مفاوضات الحدود بين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية اليوم تواجه ضغوطا سياسية من داخلها, تطالبها بمنح إريتريا الفرصة بعد خطوتها الأخيرة. الخطوة الإرترية, لقيت أذانا صاغية وأذرعا مفتوحة في السعودية والامارات, واوصلت من خلالهما رسالتها إلى واشنطن, التي بدورها رحبت بالخطوة وإن كانت سرية, دون الإعلان عنها, وخفضت, العقوبات عليها, لما لهذا الخطوة من نتائج إيجابية على مصالح واشنطن في المنطقة, كما قبلت بدخول السودان, ومنحته, حرية أكبر للتحرك, وخففت عليه العقوبات, لمواجهة الحلف الإيراني , التركي على المنطقة, ومواردها. كلمة السر في البوتاس ارتيريا اليوم على أكبر مخزون من البوتاسيوم في العالم, وهناك أحاديث عن قرب الاستثمار في صناعته, من بل المانيا, ومن خلفها الاتحاد الأوروبي. استراتجية ارتيريا في هذا السياق طويلة الآمد, تتطلب لاحقا رفع الحظر عنها, وعن السودان معها, لفتح الأبواب للاستثمارات في أراضيها. الخلاصة : دخول ارتيريا إلى الحلف الإماراتي السعودي خطوة تحسب لقيادة الحلف خصوصا الإماراتية, لما لها من دور كبير في اختراق دول الجوار العربي, وضمها إلى مشروعها, الساعي لمناهضة التمدد الإيراني الشيعي - كمل يسمى - والتمدد الإسلام السياسي, والاقتصادي التركي, في المنطقة، كما ا نجاح ارتيريا في اللعب على قاعدة مصلحتي اولا، كان لها اثر في جني الكثير من المكاسب، والتي ان تم استثمارها بالاتجاه الصحيح فانها ستنعكس على حركتها الداخلية والخارجية.. فهل تصمد ارتيريا أمام عواصف المنطقة وسياساتها المتغيرة واستراتجيتها الرمادية ؟
تشكيل فريق عمل دفاعي من الطرفين يضم خبراء في شؤون التسليح والتدريب والاستخبارات وتدعيم موقف ارتيريا للسيطرة على الجزر الاستراتيجية الواقعة في المدخل الجنوبي للبحر الاحمر وذلك عن طريق تزويدها بوسائل القتال التي تنسجم مع طبيعة المهمات البحرية والجوية التي تتطلبها عملية ضمان السيطرة على هذه الجزر واضطلاع اسرائيل بدور في حماية الوضع الراهن في البحر الاحمر عن طريق تأمين وجود عسكري للمراقبة والرصد، والتدخل العسكري السريع في حالة حدوث تطورات تستدعي مثل هذا التدخل لحماية المصالح الاسرائيلية العليا.
. -- مصالح السعودية والامارات متضاربة ودخول الإمارات الى اليمن كان خطوة ذكية ظاهرها التحالف مع السعودية وباطنها تعزيز استقلال اليمن الجنوبي ولعل التفجير الذي استشهد فية 45 جنديا اماراتيا دون تحديد دقيق للجهة المنفذة كان هدفه الضغط على الإمارات للانسحاب
-- لإيران قاعدتي تزويد هامتين بالجزر الأريتيرية تعملان كمركز إمداد رئيسي للحوثيين وتوقيع الإمارات لاتفاق الميناء هدفه قطع الطريق على الإغرآت السعودية التي تغازل اسياس افروقي
.
سبحان الله دولة أصبحت في مصاف الدول التي لها استراتيجية و مصالح.ترى أين تلك الدويله من الجزر الاماراتيه المحتلة من قبل إيران؟ أم أن إريتريا أقرب جغرافيا من جزرها المحتلة؟ لا الإمارات و لا السعودية أو أيا من دول الوطن العربي تملك قرار نفسها. لو فكر ابن زايد أن يدخل الحمام قبل الأذن الأمريكي لما نام في قصرة بقية ليلته. كفانا فعل النعامة.
عندما زار "أفورقي" واشنطن وعبر علناً عن إعجابه بـ"إسرائيل" وأكد أنه يسعى للاحتذاء بها، ويؤكد أحد الخبراء العسكريين من الجالية اليهودية أن " أفورقي" أثناء الزيارة رحب ببناء قواعد أمريكية في بلاده في حال مساعدته للاستقلال مما جعل أمريكا تقوم بإرسال وفد من أعضاء الكونجرس عام 1990 لزيارة إريتريا حيث تفقدوا الأماكن التي تسيطر عليها الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وعقب عودة الوفد أعلن "هيرمان كوهين" مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية أن ما قام به هيلاسيلاسي عمل غير شرعي ولهم حق تقرير المصير.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|