أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 15 كانون الثاني/يناير 2025


الهلالي : براءة السلفيين من الخوارج التكفيريين ومما نسب إليهم من أحداث مدينة الزرقاء الأردنية

18-04-2011 06:11 PM
كل الاردن -

تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية المرئية والمسموعة والمقروءة خبر أحداث مدينة الزرقاء الأردنية بعد صلاة يوم الجمعة (11/ جمادى الأولى/1432هـ = 15/ نيسان/ 2011م)، ونسبتها جهارا ًنهاراً للسلفيين، وأداءً للأمانة الشرعية، وإقامة للحجة الرسالية؛ فلا بد من البلاغ المبين والنصح الأمين في بيان حال هذه (الفئة الباغية) التي قامت بهذه الأحداث، وتبيين حقيقتها: ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾ [الأنفال: 42].

1- إن الدعوة السلفية المباركة في الأردن -حرسها الله من كل سوء- منذ أن نشرها شيخنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في نهاية الستينات، وكلمتها سواء في المظاهرات وأخواتها، والعنف ومشتقاته، وأن ذلك مخالف للكتاب والسنة وإجماع أئمة أهل السنة والجماعة؛ لأنها فروع على الخروج على ولي الأمر، ومنازعة الأمر أهله.

2- إن الدعوة السلفية عبر مسيرتها الهادية الراشدة، وخلال رسالتها السامية الهادفة في الأردن -رد الله كيد الأعداء عنه- لم تشارك ولن تشارك في شيء من هذه الفعاليات؛ من مسيرات، أو اعتصامات، أو إضرابات، فضلاً عما هو فوقها مما حدث في مدينة الزرقاء من شغب واعتداء وتخويف للآمنين من عامة المسلمين، ومضاربات بالسلاح الأبيض مع رجال الأمن.

لأن الدعوة السلفية تسعى للإصلاح عبر القنوات الشرعية التي تصون دماء المسلمين، وتحفظ أمن المواطنين، وتحقق المصالح الكبرى للأمة، والمقاصد العظمى للوطن في ضوء الشرع المبين.

3- إن القائمين على تلك الأحداث يعرفهم القاصي والداني في الأردن بأسمائهم وسيماهم، فهم حرب على الدعوة السلفية وعلى ثوابتها المنهجية، وعلى علمائها ودعاتها منذ سنين طويلة، بل هم يتبرؤون من التسمية بـ(السلفية)؛ لأنهم يعدونها بدعة محدثة، فبأي دين أو عقل أو قانون أو عرف أو مصلحة ينسبون للسلفيين، وتُعَصَّبُ جنايتهم بالدعوة السلفية؟

4- إن هذه الحركات التكفيرية التي قامت بتلك الأحداث أنبأت عن نفسها بنفسها، وأخبرت عن هويتها بأعلى صوتها، وطرحت برنامجها دون لبس، وأعلنت أسماء قادتها بوضوح: (أسامة بن لادن، أبو مصعب الزرقاوي، أبو محمد المقدسي... إلخ)، وهؤلاء عرفوا بأنهم تكفيريون جلد، وخوارج جدد؛ باتفاق علماء الدعوة السلفية على امتداد العالم الإسلامي، الذين حذروا من فكرهم التكفيري وفتنتهم الكبرى، فَلِمَ يلصقون بالسلفيين وتنسب أعمالهم لدعوتهم؟!

5- إن استغلال بعض قادة هذه التيارات التكفيرية لمصطلح السلفية هو تكتيك مرحلي لتمرير أفكارهم المنحرفة، وأفعالهم الشنيعة؛ لأن السلفية لها رونقها الجميل الخلاب، ومذاقها الحلو الجذاب؛ فقد حازت على ثقة المسلمين، لأن أبجدياتها تقوم على منهج الإيمان والأمن والأمان:

- الإيمان العقدي، والمنهجي، والسلوكي، والتربوي.

- الأمن السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والنفسي.

- الأمان المحلي، والإقليمي، والعالمي.

كل ذلك بضوابطه من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح من الصحابة الأبرار ومن تبعهم بإحسان.

ولذلك؛ فإن ما تقوم به وسائل الإعلام على اختلاف مواطنها، وتباين جنسياتها، وتنوع توجهاتها؛ يساهم في نشر منهج العنف الذي تدعي أنها ضده، وأنها تسعى لتجفيف منابعه، وتحاول تقليم أظفاره! وكذلك تجعل شباب الأمة صيداً سهلاً لهذه التيارات التكفيرية؛ تحت ستار دعاوى: أنهم سلفيون!

6- الدعوة السلفية دعوة واحدة بمنهجها وثوابتها، لا تقبل القسمة والتعدديات، التي تنسبها إليها وسائل الصحافة والإعلام، أو ما يطلقه عليها بعض السياسيين: «سلفية تقليدية»، أو «سلفية جهادية»، أو «سلفية تجديدية» أو «سلفية إصلاحية»، أو «سلفية تكفيرية».

فالدعوة السلفية تستمد وجودها واستمرارها وانتشارها من وضوح منهجها، ورسوخ ثوابتها، وتوجيهات علمائها الأكابر، في وقت يرفع أدعياء السلفية –المنسوبون إليها زوراً، المنتسبون إليها تلبيساً وتدليساً- عقيرتهم بتضليل العلماء وتسفيه فتاواهم، والتشكيك في ولائهم؛ لذلك فإن هذا تقسيم مبتدع مغاير للواقع، مناقض للحق، مخالف لبدهيات الدعوة السلفية الحقة.

وبالجملة، فالسلفيون بوضوح منهجهم، وعلانية دعوتهم، ينفون العنف، ويدفعون الشغب، ويأبون الفوضى -ولو كانت خلَّاقَة-، ويتبرؤون من الغلو في التكفير، الذي تمارسه هذه (الفئة الضالة) التي أساءت لنفسها وللسلفية وللإسلام.

7- لأجل ذلك كله ينبغي على الساسة الصادقين والإعلاميين المنصفين: أن يحرصوا على السلفية، بفطرية دعوتها، وسلامة منهجها، ونقاء مقصدها حرصهم على أنفسهم؛ فهي:

دعوة الإيمان، والأمن، والأمان.

دعوة الرجوع للدين الحق المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وورثه أصحابه الكرام، وسار عليه التابعون وتابعوهم الأعلام.

دعوة جامعة، أبت أن تكون حزباً يتحزب حوله الناس، فيتفرقون عن أمتهم الواحدة، وينقلبون على أوطانهم في طرفة عين.

دعوة تريد للأمة والأوطان الخير والحق والعدل والإصلاح، ولا تريد منهم ذكراً، ولا تبغي عليهم فخراً، ولا بينهم جاهاً ولا منصباً.

دعوة تعطي كل ذي حق حقه، وتعرف لأهل الفضل فضلهم وسبقهم.

نعم لأجل ذلك كله:

ينبغي على الساسة: أن يُسَخِرِوا إعلامهم لنصرة السلفية وعدم خذلانها أو التثبيط عنها، فضلاً عن ظلمها، وإلصاق ما ليس منها بها، أو نسبة ما تتبرأ منه إليها.

ويجب على الإعلاميين المنصفين: أن يُسَخِرِوا أقلامهم لقول الحق ونصرته، وتحرِّي العدل في القول، والسداد في العمل.

وقبل ذلك وبعده؛ فإن لم يقم السلفيون الخُلَّص بحق دعوتهم عليهم فهماً وتطبيقاً ودعوة للتي هي أحسن بالتي هي أقوم؛ فإن غيرهم لن يقوم بل لن يدخر وسعاً في تشويه دعوتهم وإلصاق التهم بهم.

﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد﴾ [غافر: 44]

﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب﴾ [هود: 88]

 

كتبه فضيلة الشيخ الدكتور سليم بن عيد الهلالي

المشرف العام: مركز السلف الصالح للدراسات الإستراتيجية

ومجلة الصحيفة الصادقة

عمان في (14/ جمادى الأولى/1432هـ = 18/ نيسان/ 2011م)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-04-2011 06:35 PM

رغم اختلافي مع السلفية الا اني اكن لهم احتراما وتقدير عظيم, كنت قد اشرت في تعليق سابق الى الفرق بين السلفية التقليدية وما يسمى بالسلفية "الجهادية!" وما السلفية الصالحة الا براء من هؤلاء التكفيريون فنبراسهم العنف والفساد في الارض وبذر بذور الفتنة في الامة, تحت شعار الاسلام الحنيف وهو منهم براء, فنحن نعرف مبدأ السلفية الحقة ولا ننسى قولهم بعدم الخروج على ولي الامر حتى لو جلد ظهرك وسلب مالك, ووجوب النصيحة لولي الامر بشرط عدم المجاهرة فيها خوفا من الشقاق والفتنة ووجوب نقلها لولي الامر بسرية.
جزاك الله خيرا يا شيخنا الجليل لهذا التوضيح وجعله الله في ميزان حسناتك.

2) تعليق بواسطة :
18-04-2011 06:42 PM

نعتذر

3) تعليق بواسطة :
18-04-2011 07:12 PM

As "Sufuur" is KUFR,,, and "Vail" is MAKRUH,,, and "7ejab" is just OK,,, and "Neqab" still show the eyes,,SO,,when are we going to see Afgani "BURQU3" enforced on our women in Jordan

4) تعليق بواسطة :
18-04-2011 08:56 PM

يا د. سليم بن عيد الهلالي اريد ان اسال ماعلاقة السلفية بجميع انواعها بالقاعدة الارهابية التي يراسها ابن لادن ؟؟؟ . واين محمد ابو شقرة تلميذ الالباني المفصل وشكرا

5) تعليق بواسطة :
19-04-2011 12:42 AM

Watch out very carefully and never trust them,,,,"Salafi" knowingly or unknowingly were incubated for a role that serves American agenda,,thier current plan is to transfer "AL-BAG3A" camp into a base like "NAHR AL-BARED" and to turn the nation against each other,we should have "ZERO" tolerance for them

6) تعليق بواسطة :
19-04-2011 03:44 AM

إن هذا التوضيح من شيخ السلفية يعطينا يقيناً بسلامة منهجهم والتمسك بأصول الإسلام , ولقد شاء جماعة التكفير الإساءة إلى هذه الثوابت ولكن أعمالهم الإرهابية التي ظهرت في الزرقاء كشفت مراميهم الهدامة للدين والوطن . كما أن رد السلفية الحقة كما أوضحها فضيلة الشيخ الهلالي (في المقال أعلاه )يلامس وجدان كل مسلم غيور على دينه ,ويستدعي هذا أن تلقى هذه الجماعة الأمن والأمان في وطنهم الأردن كما هو نهجهم , ورب ضارة نافعة يا جماعة السلف الصالح .

7) تعليق بواسطة :
19-04-2011 05:32 AM

نؤمن بالدين الذي جاء بة سيدنا محمد وكل ما بعدة ظلال وفسق

8) تعليق بواسطة :
19-04-2011 06:19 AM

أخي الفاضل الظاهر أنك نسيت أن تلبس عقالاً لتعرف حقيقة ما يجري فإن محمد شقرة انقلب على منهج شيخه الألباني قبيل وفاته وازداد شدة بعدها وأصبح من مشايخ التيار التكفيري وعلى علاقات وطيدة بأبي محمد المقدسي وزمرته

وإن أحببت التأكد فارجع لترى الجلسات الرومانسية بين محمد شقرة وأبي محمد المقدسي

وأمور أبي شقرة لا تخفى على متابع ومراقب فهي قديمة لها عشر سنوات وزيادة وقد رد شيخنا الهلالي على أبي شقرة قديما عندما بان تغيره وتناقضه وانظر كتاب شيخنا الهلالي قرة العيون في تصحيح تفسير بن عباس لقوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون

وأما تنظيم القاعدة فهو إفراز الجناح القطبي في جماعة الإخوان المسلمون فإن بن لادن الطالب البار للشيخ الدكتور عبدالله عزام وصرح أيمن الظواهري كثيرا أن مرجعيته كتب سيد قطب فلا نسب ولا مصاهرة ولا رضاعة بين السلفية وتنظيم القاعدة

أتمنى لك التوفيق والوصول إلى الحقيقة

9) تعليق بواسطة :
19-04-2011 09:11 PM

اقترح ان يتم ترحيلهم الى افغانستان لانها البيئه المناسبة لهم

10) تعليق بواسطة :
20-04-2011 02:43 PM

بدا الاسلم غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء

11) تعليق بواسطة :
28-04-2011 09:53 AM

كشفنا عواركم يا مرجئة العصر وهزمت أمام مشايخ وأسود التوحيد فاحتضنكم طاغوت الأردن بين صدره فعيشا هنيئاياأدعياء العلم والسلفية منكم براء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012