أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ما حقيقة الحرب على التطرف و الارهاب

بقلم : المهندس سليمان عبيدات
12-12-2015 12:51 PM
مع اننا نرقض أي فكر متطرف و عنصري و طائفي ، و اننا مع أي جهد للتعايس السلمي و الانساني بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو البلد من كل انحاء العالم ، و اننا مع كل شعوب الارض أن تنعم بالرفاه و الحرية و الحياة الكريمة تسودها الطمأنينة و السكينة .
لكن هناك الكثير ما يستحق شجبه و بعنف ، فما يتأسس من ثقافة الكراهية و التمييز العنصري ، أما بزرعها أو تُغذيتها بين الشعوب من قبل دول اعضاء في الامم المتحدة ، و من قبل أحزاب رسمية تتبنى في برامجها هذه الكراهية و العنصرية لتوصلها للحكم ، فهذه كلها يستحق الشجب و الادانة و محاربة مرتكبيه.؟؟
فما حقيقة الحرب على التطرف و الارهاب ، و نحن نشاهد تقدم الاحزاب الدينية و اليمينية المتطرفة في انتخابات الدول الغربية ، وتركت الاصوات المهاجمة الاسلام والمسلمين تتصرف كما تشاء ، دون توجس أو خجل من الانسانية التي يتحدثون و يدافعون عنها كما يدعون ، حتى اصبحت المادة الرئيسة التي يضخ بها الاعلام لتسميم ثقافة مجتمعاتهم و تأكيد الاسلام فوبيا ، بنشر أن الاسلام هو مصدر الارهاب ، و هذا ما نشاهده من مواقف الأحزاب الدينية و اليمينية المتطرفة في هذه الدول ، لدرجة أنها باتت تكسب تأييد شعوبها من خلال نشرهم الكراهية للامة الاسلامية المسالمة ، بعد ان رسخوا هذه الثقافة في مجتمعاتهم ، و بات و للأسف يرددها الكتاب و النخب العربية ، دون و عي لخطورة هذا النهج ...
فماذا عن فوز الاحزب اليمينة المتطرف قي قرنسا و غيرها من الدول اوروبية في الانتخابات ، و ماذا عن برامج مرشحي الحزب الجمهوري في امريكا و تسويقها للكراهية و الحقد على الاسلام و المسلمين أمثال دونالد ترامب ، و توني أبوت، و ماذا عن تصريحات رئيس وزراء استراليا السابق و رئيس وزراء المجر الحالي و غيرهم ، و ماذا عن امريكا حامي حما الديمقراطية و نصيرة حقوق الانسان الداعم الاساسي و الرئيس لحكومة نتنياهو المتطرفة المكونة من الاحزاب اليهودية المتطرفة ، و تُأيدها و دعمها لإقامة دولة عنصرية يهودية في فلسطين و تفريغها من أهلها الحقيقيين من مسلمين و مسيحيين و غير اليهود ، و ماذا عن تبريرهم لمذبحة نتنياهو لاطفال و قتيات فلسطين و نساؤها و شبابها بدم بارد بلا ذنب ، جريمتهم الوقوف أمام قطعان المستوطنيين و منعهم من هدم و تُدنس المقدسات الاسلامية و المسيحية و تهويدها ..
اذا كانت هناك اراة صادقة لدى الدول الكبرى ، لمحاربة التطرف و القضاء على الارهاب فان الطريق الى ذلك و اضحة ، و أفضل و أنجع السبل لذلك الاتفاق أولاً على تعريف واضح للارهاب و التطرف و تطبيقه على كل شخص أو مجموعة أو دولة تمارسه ، حتى تتحقق المصداقية لدى كل الشعوب بأن هناك جدية لمحاربة الارهاب و التطرف ،
فالعالم بحاجة الى صحوة ضمير لما يُرتكب ، عندها يصبح كل فرد من المجتمعات وشعوب العالم كله ، يحمل نفس الهم و يتحمل مسئولياته تجاه التطرف و كشفه و محاربته بكل السبل ، وستتوحد الجهود المبذولة للقضاء على كل اشكال الارهاب و مصادرة و القائمين عليه و الداعميين له ، وإن ما جاء في خطابات جلالة الملك في أكثر من مناسبة و كان اخرها خطابه في البرلمان الاوروبي واضح الاهداف و المغازي و شامل لمحاربة الارهاب و التطرف العالمي ، و اذا كان هناك ارادة صادقة لمكافحته ، و فمن الضروري مخاطبة كل الاحزاب الدينية و من مختلف الاديان في العالم لرفض التطرف في خطاباتها و معتقداتها بنفس اللغة و بنفس الدرجة من التعامل ، و الا سيتم حضرها و عدم السكوت عنها اذا ارتكبت أو دعمت هذه الاقوال أو الافعال ، إضافة لذلك رفض و محاربة كل اشكال العنصرية و الطائفية أين كان مصدرها ، أؤكد ، أين كان مصدرها ..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012