|
|
رسالةٌ استغاثة إلى جلالة الملك بعنوان ( مسلمو أراكان , بورما) يا جلالة الملك
بقلم : طه عبدالوالي الشوابكه
13-12-2015 12:33 PM سيدي ومولاي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: تحية الإسلام التي من صميم بركاتها تحدّرتَ ومن جذورها امتشقتَ حسامَ الشرعية والقبول في سائر البلاد والعباد والأرجاء, منا إليك التحية يا حِدرة المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم. مولاي المُعظَّم: اقلّب الهموم والأوجاع فأجدها كثيرة مثلي مثل سائر خلق الله على هذه البسيطة ومثلي مثل سائر الأردنيين من شعبك الذي احبك وأحب منبتك وشرعيتك واقرّ لها إقرار ورقة بن نوفل وخباب بن الأرَت والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. مولاي المُعظَّم, العظيم من آل هاشم عظيم في كل المواقف والظروف والأحوال, ها أنا ابن وطنك, ابن جزيرتك العربية ابن شرقيتك التي تعشق وتهوى ابن وطنك الصغير المثقل بهموم الأمة والإنسانية أخاطبك بكل محبة, أو لم تعلموننا صغارا أننا بشر نسمو بإنسانيتنا؟ فكيف لنا أن لا نقف مع بني ديننا من مسلمي الأرض قاطبة؟ كيف لنا أن لا نتمثل منهجكم مع الإنسانية جمعاء ونحن أبناء دين يرجو للإنسانية العدل والرفاه والسعادة في الدنيا والآخرة؟ كيف لنا مولاي أن لا نكون أبناء عروبة ضاربة جذرها في أعماق التاريخ ونحن أبناء ثورة عربية هاشمية ثارت على الظلم والاستعباد والجور والاستبداد؟ كيف لنا أن لا نكون عروبيين ونحن أرباب رجولة وشهامة ومروءة وعدل وإنصاف وفزعة قرشية هاشمية لكل مستضعف ولو على حساب فنائنا؟ أليس لنا في الرسول الأعظم ثم الحسن والحسين قدوة؟ أليس لنا في عبدالله الأول جدكم شهيد العتبة المقدسة في الأقصى المبارك أسوة؟ مولاي المُعظَّم: أعلمُ أن هموم الوطن والأمة العربية ثقيلة في كل تفاصيلها, تُعجز اعتى الرجال إلا انتم ومعكم الشرفاء القلة من حكام العروبة والإنسانية, مولاي, القامات العالية ذات الرؤوس المرفوعة دوما قَدُرها أن تكون موطنا للأوجاع والهموم, بينما الرؤوس الخاضعة الذليلة المتحللة من كل همٍّ تنحني وتوارب تحيد وتميد عن الملمات والخطوب حتى لا تأبه بهم لأنها تكره الرؤوس التي تعتاش وتتلطى في دنيا (الانامالية), رؤوس تردد موّال من طاف طواف المغني يبحث كذبا عن جمل خالته (ان عثر عليه غنّى وان لم يعثر عليه أيضا غنّى). مولاي المُعظَّم: علمنا الجدود حكمة في مُحكم الميثياء الأردنية أن يا ولدي (خليك راس لكن اعلم سلفا أن الرأس ملمٌّ للأوجاع), ها أنت مولاي رأسنا ونبراس عزتنا وموقد عنفواننا ومرجل الحمية فينا إن دعا داعي النفير, فكيف لنا أن نترك العزة والأنفة لمن هو اقل منا شأنا وهو يرجو التدثر في عباءتنا الهاشمية دثارا ورفلا وكفلا؟ مولاي المُعظَّم: الوقت جدّ قصير والحياة اقصر من المسافة بين شرخين في جدار بيت أردني جنوبي شمالي فقير, أعلمُ أن الرأس مثقل بأوجاع الأمة لكني أنا ومن معي في الإنسانية في الدين في العروبة نتأمل منك الفزعة لأناس ادلهمّت بهم الخطوب والتهمت نيران الحقد أجسادهم وأرواحهم فأفنتهم بدعوى أنهم فقط مسلمون ولخالقهم موحدون وعلى وعده صابرون مرابطون في سبيل إعمار الدين, إنها أراكان يا مولاي, ميانمار يا مولاي, بورما يا مولاي, صغار رُضّع فيها يداسون بالبغال والنعال ولا حيلة لهم, عجائز رُكّع هُجّد سُجّد نُسّاك في محراب الله يعذبون بلا أي خطيئة سوى خطيئة الدين, يقبضون على جمر رسالة جدك المصطفى يعضون عليها بنواجذ منزوعة الأسنان من فرط الفاقة والتعذيب, فتية آمنوا بربهم فزادهم الله هدى بينما زادهم عُبّاد الشيطان واهمال العالم لهم نَصَبا ورَهَقا, صبايا – يا مولاي – مسلمات موحدات يُغتصبن بدافع النقمة على الدين والمعتقد فوق دافع الشهوة الوثنية الفاجرة ليكون الاغتصاب مرتين في كل مرّة, نساء يُسبيّن في جلابيبهن ويسحلن في أسواق القنانة مسلوبات الحق بينما الإرادة منهن مأسورة. مولاي المُعظَّم: سيقولون لك إن أولوياتنا لا تسمح لنا بنبش قضية هؤلاء الفئة من المسلمين, سيقولون لك إن الأوضاع والظروف الراهنة تعيقنا عن أي جهد أو مبادرة لمن هم خارج التاريخ والجغرافيا, سيقولون ويقولون وسيدلسون بكلام منمق ومحاذير وأعذار لا أساس لها من الصحة, فهل تنطلي لعبة اللاعبين على من كان مثلك هاشميا حاذقا, للمصطفى العدنان شِبلا متحدّرا؟ مولاي: أولوياتنا حقا صعبة, مطالبنا جدّ مُلحّة لكننا كأردنيين نَزهَد فيها كلها أيا تكن لقاء فزعتكم وتفرغكم لمسلمي بورما, سنعف ونعفي الوطن منها في سبيل انعتاق المغدورة (أراكان) والذي جرى لها وكان وها هو كائن بلا توقف أو انقطاع, سيقولون لك (فلسطين) ها هي تذبح كل يوم فلِمَ التباكي على أراكان؟ ونحن بدورنا نقول نعم صحيح, لكن الفلسطيني لله دره لنا فيه القليل من العزاء, الفلسطيني بطل همام, علمته النكبات من الأشقاء قبل الأعداء كيف يتصدى لكل المحن والأخطار, الفلسطيني يا مولاي لا يبيت على ضيّم فهو يقارع باسم الأمة بنديّة وحزم تثلج صدورنا نحن العاجزين المتواكلين, سيقولون لك الأوضاع في الإقليم ملتهبة فبأي أمر يتحدث هؤلاء المتحدثون؟ لكننا نُذكّرهم ونقول لهم إن العروبة والإسلام والإنسانية منكوبة كلها مطعونة في خاصرتها مذبوحة من الوريد إلى الوريد بما يجري للمسلمين في أراكان يا مولاي, أراكان وما أدراك ما أراكان؟ يا جلالة الملك, يا عميدنا, يا قدوتنا, يا نبراس عزتنا, مع إننا نتعثر كل يوم في سُبل حياتنا عند كل منعطف وسبيل, لكننا نلقي بعثراتنا نسيا منسيّا تحت أقدامك لقاء فزعتكم لمظلوم من بني ديننا الحنيف, مع إننا نلاقي العسف والخسف والتنكيل من زمرة مخاتلة لا هم لها إلا أن تسجل في سِفر تاريخها الشخصي والمناطقي فصلا من فصول الاستحواذ على كل مفصل من مفاصل الحكم والإدارة حتى ولو كان على حساب الوطن كله من شرقه إلى غربه ومن جنوبه حتى شماله, نعرف ذلك يا مولاي ونعيه وندرك تفاصيله وبواعثه ومآلاته, لكنه كله يهون وها نحن نضعه تحت أقدامك كورقة تين ذوت وتيبست أواخر الخريف لتدوسها كرامة وفداء لنصرة مسلمي أراكان يا مولاي, أراكان وما أدراك ما أراكان؟ مولاي المُعظَّم, الكلام كثير ووقتك ضيق ومزدحم, لكن الحياة مهما استطالت فهي برمتها قصيرة أيضا (تماما كارتداد الطرف على نصفه الثاني), بينما الأجر عند الرب وقفٌ يتنامى متجدد الأثر أزليّ, محسوب عند الخالق قبل العبد فهل لك بأجر وثواب تحوز بفضله أوسع الجنان؟ هل لك في موقف نُصرة يغيث ملايين المسلمين المنكوبين من ضلال الإنسانية وهم يدفعون الغُرم والجزاء في سبيل الدين, إنها أراكان يا مولاي أراكان وما أدراك ما أراكان, إنها بورما وميانمار يا مولاي, فهل توجه بوصلة همّك إليها ولو بضعة من أسابيع أو أيام يا رعاك الله؟ مولاي المُعظَّم: نغصُّ في تفاصيل عيشنا بمنغصات كثيرة كأننا نحن الذين ابتلعنا لقمة الزقّوم, نعاف النظر إلى أبنائنا ونسائنا وعجائزنا وهموم حياتنا بما نلقى من عنت على يدي ثلة من المناكيد, يتلاعبون في أعصابنا يحبسون مجرى الأنفاس معظم المرات ويطلقونها مرة بحسب المزاج لإيهامك بأن الأردنيين لا زالوا أحياء تحت ظل إدارة رشيدة, يقيسون دقات قلوبنا ونبضات الدم من مجرى وريدنا فيقدمون لك تقارير التمام والكمال والحمد والامتنان والسعادة المقنعة الزائفة, لكنه مع كل ذلك مناط الزهد والنسيان بالنسبة لنا سنعفُّ عنه ونلقي به تحت نعالك كرامة وفداء لعيون المستضعفين من أبناء الدين في شرق آسيا, ستزول أوجاعنا حين نتأسى ونتعزى بموقف هاشمي من جلالتكم مع مسلمي أراكان, أراكان يا مولاي وما أدراك ما أراكان؟ يا جلالة الملك, الأمة غدت ذاكرتها كأوعيتها مثقوبة وسقوفها أصابها الدلْف والتلَف حتى تعفنت تحتها الأجساد وهي حية, الجسد صار مخروما من تكرار الحت والتعرية والنقر كبيوت الخيش المتهتك والطوب المتهالك في احيائنا المقفرة على اطراف الوطن, فما جدوى التعب والكد لترميم جسد استمرأ عبث العابثين فيه من أهله وبني جلدته؟ الجدوى كل الجدوى أن تفك اسر المستضعفين المظلومين في أراكان, أراكان يا مولاي وما أدراك ما أراكان؟ فلا زال هناك موطن للفضيلة والأجر فيهم وحدهم كبير وكبير لمن يرجو حسن الختام. مولاي المُعظَّم: تربينا على يدي الهاشميين مثلما تربيتَ, علمونا صغارا أن نصرة المظلوم فرض على كل رجل, فرض عين لا فرض كفاية, حرب ضروس على كل حر أن يخوض غمارها لا حرب وكالة ونيابة وليست أمنيات وتضرعات بأكف المفلسين ممن انزووا في المؤخرة بعيدا خلف الجبهات,علمنا الهاشميون أن إغاثة الملهوف باب من أبواب التشريف والانتساب للعروبة وللإنسانية وتعاليم الدين الوسطي الحنيف, علمونا أن نؤثر (الإيثار) المحتاجين على أنفسنا ولو أن بنا خصاصة, علمونا أجدادك وأجدادنا من بعدهم ما لم نقوَ على تركه أو نسيانه حتى صار فينا (ضربا من ضروب الجود حكّة مستديمة تهرش فينا الجلود), علمونا ودربونا حتى صارت حمى الحمية والهيجان ضد الظلم فينا ابتلاء وبلاء لا فكاك منه ولا شفاء, علمونا أن الرجولة شمم وشهامة حد الابتلاء علمونا أن الأردني مروءة ونشومية حد الابتلاء, وجلها استحقاقات علينا خلفكم أن ندفعها ونترجم مضامينها هناك في أراكان يا مولاي وما أدراك ما أراكان! مولاي المُعظَّم: ها نحن نخاطب فيك ما تعلمناه منك ومن جدودك منذ فجر التأسيس, مرورا بمرحلة البناء (البناء سيدي الذي دكّ صروحه الحسين العظيم طيب الله ثراه مدماكا متينا لحياتنا), ها نحن نُعزّز خلفكم كل القيم الفاضلة على يديك أيها المعزز, فهل من فزعة تقودها ونحن من خلفك نسير لفك اسر المستضعفين المنسيين بذريعة أنهم خارج حدود الجغرافيا والتاريخ؟ هل لك أن تضعهم في متن الصفحة من تاريخ الهاشميين والأردنيين ومعك الشرفاء من العروبة والإنسانية قاطبة؟ أتوق مولاي ومعي الملايين الحاشدة إلى ذلك, أتحرّق والملايين معي شوقا إلى رؤية صولجان العِزّة في يمينك الكريمة تقبض عليه في كفك الندية القوية, يلمع كالنجم الساطع في ليل بهيم حالك, أتوق مولاي إلى لحظة انتشاء وسؤدد وأنا أراك تطوف محلقا تسمو بحنوّك وحضورك البهيّ في أرجاء أراكان وميانمار فيستقبلك المستضعفون اللاهثون بكل ترحاب ولهفة مشفوعتين بالدعاء والرجاء والسرور حين تلهج الألسن لبارئها وتنهد الصدور المصدورة صادقة تدعو ربها ليحيمك ويرعاك وهي حقا مؤمنة به موقنة. آهٍ يا مولاي, ثم آهٍ ثم آه , لهف قلبي والملايين معي على لحظة انتصار لك ولنا نرومها على يديك لا على يديّ غيرك لأننا نحبك ونحب كل من احبك من الأمة والعالم كله, نغار ونغبط وقد نكره ونحسد كل من يسبقك إلى نصرة تاريخية تستأصل شأفة الرِدة الضاربة أطنابها بلا عوائد دنيوية سوى عوائد الأجر من مليك مقتدر عزيز جبار مهيمن متجبر جل في علاه, إنها اراكان يا مولاي وما أدراك ما اراكان, الكتلة الحرجة وموطن الفضيلة ومِحجّ طلاب الأجر من بني الإنسان. مولاي المُعظَّم: لستُ ضليعا في السياسة ولا في أصول الاتيكيت والكياسة, لكني كأي أردني وأردنية نستمد جمالنا وظرافتنا وملاحتنا من وضوحنا وصراحتنا وإخلاصنا لعرشكم المفدى بلا مواربة أو تجمل أو لعب في مفردات السياسة اللعينة, الأردنيون الشرفاء الاصلاء وجلهم تعرفهم ولطالما بحنكتك وحكمتك عرفتهم وخبرتهم فهم قبل غيرهم من عشق الدين والإنسانية كوكبا خاليا من الظلم والجور والتعدي على الحقوق والكرامة. مولاي المُعظَّم, إنني في حجتي ودعواي هذه ارى حالي في حضرتك كما يقول أجدادنا (حجة الرجل البليم عند الرجل الفهيم ما تغدي) وها هي شكواي وحاجتي, فان كنت متبلما لا أجيد إيصالها بما يكفي فانك أنت اللبيب الذي يفهم ويقدر مطلبي ولن تضيع عندك هباء منثورا, فهل لك مولاي أن تحقق مقصدي ومقصد كل الجماهير بموقف ينسجم مع عظمتك ووقارك وشرف النسب الذي منه تحدرت واليه نحن انتسبنا حبا وكرامة؟؟ أخيرا يا مولاي, دمت ذخرا وسندا للوطن والأمة والإنسانية ملكا إنسانا قائدا هاشميا فارسا لا يقعقع له بشنان, وإذ عليكم عقدنا العزم بعد الاتكال على الله فأننا نلتمس من جلالتكم الفزعة لاراكان لبورما لماينمار, فزعة معهودة عن كل هاشمي حر, دمت لنا يا نبراس عزتنا ومبعث فخرنا.
مسلمي بورما في ذهوننا و قلوبنا ... المأساة التي يعيشونها و الإجرام الذي يتلقونه من زعيم مينامار (بورما) الذي يقوم بقتل كل من هو مسلم هناك. يجب وقف هذا الإجرام و الظلم الذي يتلقونه أخواننا هناك.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|