أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الربو.. وجذور الاعتلال!

16-12-2015 11:59 PM
كل الاردن -
الربو الشعبي أو (التحسس القصبي) له أسباب واستعدادات، ومحرضات ومسببات يمكن اختزالها في هذه المعادلة البسيطة؛ فالإصابة تبدأ باستعداد وراثي (خلقي) لدى البعض حيث تنقل هذه الصفة المرضية المورّثات (الجينات) من جيل إلى آخر على نسق غير مطرد، وقد تظهر في جيل ولا تظهر في آخر وقد تظهر في شخص دون سواه من أقاربه وذويه.
هذا الاستعداد يعني فيما يعنيه ردة فعل غير اعتيادية (غريبة) تجاه مواد في البيئة (الوسط) التي يعيش فيها الشخص يأكل ويشرب، يعمل ويرقد، ويتنفس هواءه ويستمتع بطقسه (مناخه) أو يقاسيه! وهي على نوعين:
- مسببات (محسسات) Allergens يتأثر بها البعض من يعاني من الربو الخارجي.
- محرضات (مهيجات) Irritants يتأثر بها الجميع سواء الذين يعانون من الربو الخارجي أو الداخلي.
وكأمثلة على الصنف الأول:
- حبوب اللقاح (الطلع) للأشجار والأعشاب والحشائش البرية والصحراوية.
- غبار سوس المنازل (العث أو القمل)، ويعيش في السجاد أو الموكيت في غرف النوم في المنازل؛ حيث تتوافر الحرارة والرطوبة، وهو نادر في المدن الجافة باستثناء البيوت التي تكثر فيها النباتات الداخلية ورديئة التهوية.
- فراء الكلاب والقطط.
- الفطريات.
وكأمثلة على الصنف الثاني: المهيجات بأنواعها كالغبار والدخان والعطور ودخان التبغ والمنظفات والمبيدات الحشرية والهواء البارد والأشربة الباردة وأحيانا بعض الأطعمة عند بعض الأشخاص.
وبالطبع تكون حصيلة هذا التفاعل بين الاستعدادات الوراثية والعوامل البيئية المتنوعة التهاب تحسسي (غير جرثومي) في جذر الطرق الهوائية (الشعيبات)؛ حيث تستجلب إلى حلبة الصراع خلايا تحسسية التهابية مثقلة بالمواد الكيماوية، تربو على المائة، مثل؛ الهستامين، والليكوتراينز والسيتوكاينز؛ حيث تستثير هذه بدورها مستقبلات السعال في الطرق الهوائية. فتسبب السعال المزعج وتستثير الغدد المخاطية فتفرز بلاغم غزيرة، وتستثير الطرق الهوائية فتنقبض مسببة عسر التنفس (الكتمة) والصفير (الأزيز) ونقص الأكسجين، وبناءً على ما تقدم يمكن القول:
- تفادي المسببات والمحرضات ضروري لكسر الدورة (الحلقة) المرضية المؤذية، وهذا الأمر لا يكون متاحاً دائماً، نأخذ على سبيل المثال حبوب اللقاح التي تنقلها الرياح من مكان إلى آخر عشرات بل مئات الكيلومترات.
- المضادات الحيوية والتي تستخدم كثيرا من قبل بعض العاملين في القطاع الصحي لا تفيد مطلقاً ولا محل لها من الإعراب؛ حيث إن الالتهاب التحسسي الحاصل غير جرثومي، لا تسببه البكتيريا في العادة، وهكذا تكون إضافة مثل هذه الصادات الحيوية تكلفة زائدة بدون طائل.
- إن العلاج المبكر بالأدوية المناسبة يضع حداً للالتهاب وآثاره السلبية على المدى البعيد وبخاصة التغيرات النسيجية Re-modeling، وقد تؤدي إلى متلازمة الانسداد القصبي المزمن (الساد) والتي لا تستجيب للعلاج بصورة جيدة، هذا إذا أهملت الهجمات الربوية التحسسية.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012