أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اليوم العالمي للغة العربية

بقلم : د. تيسير محمد الزيادات
19-12-2015 12:00 PM
يحتفل الناطقون بالعربية في 18 من كانون الأول من كل عام، بيوم اللغة العربية العالمي، وهو التأريخ الذي انضمت به اللغة العربية إلى لغات هيئة الأمم المتحدة، والاعتراف بها رسميا كلغة تخاطب في هيئة الأمم، وذلك بعد أن طالبت المملكة العربية السعودية والمغربية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو) عام 1973 بادراج اللغة العربية؛ لتكون السادسة إلى جانب اللغات الأخرى.
والعربية هي اللغة التي عرفتها البشرية منذ القدم، ووصل إلينا أدبها من شعر ونثر، منذ ما يزيد على 1400 عام، وهي لغة الخطاب الإلهي لعالم البشرية، هي لغة الحق المبين، لغة القرآن العظيم الذي يتلى آناء الليل وأطراف النهار في أصقاع المعمورة .
والعربية اليوم يتحدث بها أكثر من 400 مليون عربي لغتهم الأم العربية، ويضاف إليهم أكثر من 130 مليونا يتحدثونها بوصفها لغة ثانية، ويتزايد أعداد المقبلين على تعلم العربية بشكل مطرد في أصقاع المعمورة؛ ففي اندونيسيا مثلا، هناك أكثر من سبعين ألف معهد ومدرسة وجامعة لتعليم اللغة العربية، وأكثر من سبعة ملايين طالب وطالبة يتعلمونها. وتـُدرَّس اللغة العربية الفصحى في روسيا حاليا في أكثر من ثلاثين جامعة، وفي كوريا الجنوبية هناك أكثر من 6 جامعات تدرس اللغة العربية، وهكذا بلدان العالم الأخرى، وتزداد أعدادهم كل عام .
كما كان لأحداث 11 سبتمبر، منعطفا مهما في تعلم العربية، حيث تزايد أعداد المقبلين على العربية لأسباب متعددة؛ فقد خصَّـصت وزارة التعليم الأمريكية 57 مليون دولار عام 2007م؛ لتدريس اللغات الأجنبية، وعلى رأسها اللغة العربية،كما خصصت وزارة الخارجية الأمريكية 114 مليون دولار لتشجيع طلاب المدارس الثانوية والجامعات وطلاّب الدراسات العُـليا على دراسة اللغات الأجنبية، وعلى رأسها اللغة العربية ...فأصبحت العربية اليوم أمام تزايد مذهل في الإقبال عليها عالميا .....
واللغة هي هوية الأمة وثقافتها، ولا تدرس وتعلم بمعزل عن ذلك، لهذا يقف العرب اليوم أمام تحديدات كبيرة في تلبية تقديم لغتهم وثقافتهم بشكل إيجابي، بعيدا عن لغة الإرهاب والتعصب ....
لكن واقع الحال يقتصر على العرب في أغلب احتفالاتهم بالخطابات، التي لا تلبي حاجة المتعلم للغة العربية كلغة ثانية في عصر العولمة والفجوة الرقمية ...ونستثني من ذلك بعض الجامعات والمؤسسات التي تهتم بشكل جدي باللغة العربية وثقافتها، ومنها الجامعة السعودية الإلكترونية التي قدمت هذا العام مشروعا ضخما ورياديا لم يسبق إليه أحد، رغم المحاولات الكبيرة والجادة من قبل الجامعات والمؤسسات الأخرى؛ فقد استطاعت الجامعة السعودية الإلكترونية الدخول إلى العوالم الأخرى، رغم المسافات البعيدة، والألسنة المختلفة أن تضع برنامج العربية على الإنترنت بين يدي طالب المعرفة في كل مكان وزمان، وبـــــــ 16 لغة من لغات العالم الحية، توضح آلية البرنامج المبني على أحدث الطرائق والوسائل التعليمية والتكنولوجية التي توصل إليها العلم. كما بدأت بتقديم العربية على الانترنت مجانا للجميع.
واليوم يحق لنا الاحتفال بلغة الضاد، بعد أن شرعت الجامعة الإلكترونية في (اختبار اللغة العربية المعياري) في أكثر من 5000 مركز في أنحاء العالم، وهو بذلك الأول من نوعه من حيث الانتشار العالمي والتغطية الجغرافية غير المسبوقة فيما يتعلق بالعربية، وهذا عمل ضخم غير مسبوق، والريادة فيه لهذه الجامعة التي استطاعت أن تجعل من الحلم حقيقة، ومن الجهد والصعوبات لذة ومتعة، هكذا نحافظ على العربية، ونعمل على نشرها، ونشر ثقافتها بين الأمم، خدمة للقرآن العظيم، وبيان وجه الإسلام السمح للعالم أجمع، والتواصل الحضاري مع الأمم الأخرى.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012