أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حرب الدولار والنفط والذهب

بقلم : سلطان كليب
19-12-2015 12:06 PM
كذبة الاقتصاد الأمريكي الهش
ربما هذا المقال الأهم الذي نتعرف من خلاله على فقاعة الإقتصاد الأمريكي المنهار ..وكيف نشأ هذا الاقتصاد ؟ وكيف هو الآن منهار كلياً .

في العام 1913- 1971 أنشا الكونجرس الفيدرالي الأمريكي النقود السليمة ، وتمكن صندوق النقد الاحتياطي الفيدرالي ان يطبع ما يشاء من العملات لتمويل الحرب العالمية ،والتلاعب بالاقتصاد العالمي ،وللمضاربة في اسواق البورصات العالمية .

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، حاولت امريكا ومن خلفها قوى الشر أن تربط كل اقتصاد العالم بالدولار ،وتجعل عملتها المهيمنة على الاقتصاد العالمي ،وترتبط كل تجارة العالم بعملتها كعملة رئيسية لليوم وتسخير الإنتاج والادخار العالمي للمصالح الأميركية كله من اجل الرفاة للشعب الاميركي علي حساب الشعوب الأخرى ،ولتمكين هيمنة اليهود على اقتصاد العالم فهم المستفيد الأكبراقتصادياً ،ولا فرق بين عربي أو أمريكي أو اوروبي حسب النظرية الصهيونية .

في العام 1944 تم التوقيع على اتفاقية بروتن وودوز حيث اصبح الدولار هو العملة العالمية ،وأضعف هيمنة الجنيه الاسترليني المهيمن على الاقتصاد العلمي قبل الدولار ، وهناك قولا أن من يملك الذهب يحكم العالم ، سنة 1944 أعلنت الولايات المتحدة أن قيمة صرف الدولار تعادل اوقية من الذهب ،أي ما يعادل قيمتها بذلك التاريخ 35 دولار أمريكي ،وهذا أغرى الدول الأوروبية بما فيها البنوك الكبرى في بريطانيا وفرنسا والمانيا أن تستغني عن مدخراتها من الذهب وتستبدلها بالدولار الأمريكي،مقابل وعود على أنه باستطاعتك في اي وقت أن تستبدل الدولار بوقية من الذهب من البنوك الأمريكية،ومع امتلاك امريكا للقوة العسكرية ،واستيلائها على ذهب العالم عزز من قيمة الدولار امام العملات الاخرى ،حيث عمدت اوروبا الى استبدال عملة بنوكها من الذهب بالدولار ،وهذا عزز قوة الدولار الشرائية في العالم .

كما أصدرت اوامر من الشرير الخفي تحرم على الشعب الأمريكي كنز الذهب ويجب استبداله بالدولار كبديل للذهب مع الاغراء الذي ذكرت ان قيمه الدولار تعادل اونصه من الذهب ،واستمرت أمريكا بخدعة العالم حتى العام 1971 عندما طالبت الدول التي استبدلت الدولار بالذهب من امريكا ان تفي بتعهداتها المانيا وفرنسا وبريطانيا ، فأعطت بعض الدول كما تعهدت ولكنها كادت ان تستنزف خزائنها من الذهب،وتعلن افلاسها .

عند ذلك قرر الرئيس نيكسون التوقف عن استبدال الدولار بالذهب وكل ما تبقى لدى امريكا 280 مليون اونصه ..وبهذا الحال اصبحت امريكا على حافة الافلاس او مفلسة اصلا .. لذلك لا بد من حل للخروج من الانهيار الاقتصادي ،ومع انهم جمعوا ذهب العالم ،ثم ذهب الشعب الأمريكي ومع هذا انهار النظام الإقتصادي العالمي .

الان لجأوا للحل الثالث ،وهو اقتران وربط سعر النفط بالدولار فقط ،وتم توقيع اتفاقية مع الاوبك ،وتعهدت الحكومة الأمريكية لدول الخليج بان تحمي انظمتها من أي عدوان خارجي ، وحمايتها من أي انقلاب داخلي ،واستطاعت بهذه الحيلة ان تعيد للدولار قيمته بعد ان انهار أمام العملات الاخرى وفقد قيمته الشرائية لعدم وجود ذهب يحمي قيمته بالبنوك المركزية الامريكية ولم تفي أمريكا للدول التي وعدنها أن يستبدل الدولار باونصة من الذهب .

طبعا في هذه الحالة الدولار لا توجد له قيمة حقيقية ولكن يتم شراء النفط به كقيمة حقيقية لأية عمله ويتم الاستيراد والتصدير بنفس قيمته الشرائية ولكن من يحفظ هذه القيمة هو برميل النفط ..وما بعد السبعينات بين الثمانينات حتى العام 1999 استمر سعر النفط بالارتفاع المستمر وكذلك الذهب لم يتوقف ارتفاعه المضطرد فبلغ بين 250-400 دولارا للأونصه ،وبعدها قفز الى ما يقارب 1920 دولارا للاونصه ،ثم عاد لاحقا حول 1000-1200 دولار .

أما النفط فلم تتجاوز أسعاره حتى العام 1973 ، (3،6دولار ) ،وحتى العام 1978 بلغ اعلى سعر له 14 دولارا ،وواصل ارتفاعه بعد الحرب العراقية الايرانية عام 1981 وبلغ سعر البرميل 37 دولارا ،ثم عمدت السعودية عام 1986 كما تفعل اليوم في تحطيم رقم قياسي بانهيار اسعار النفط أثناء حرب الخليج الاولى فانخفض البرميل من 37 دولارا الى 7 دولارات كما انخفض اليوم بعد حرب امريكا مع الارهاب من 147 دولارا الى 30 دولارا خدمة للمصالح الامريكية وانعاش الدولار الامريكي .

كانت القفزة التاريخية التي بلغ النفط ذروته فيها العام 2008 حيث وصل الى 147 دولارا لاول مرة بالتاريخ ومع هذا انهارت امريكا اقتصاديا وافلست بنوكها وامتد الانهيار للأسواق الغربية في اوروبا واسواق آسيا ..ثم انتقل للخليج العربي ليهبط بعدها مباشرة الى ادنى مستوى له دون الاربعين دولارا ولا زال ينخفض واعتقد انه سيصل الى العشرين دولارا .

ولا ننسى ان نربط بين اعلان فك الارتباط بين الدولار الامريكي والذهب عام 1971 وبداية المناوشات بين ايران والعراق 1972 واستمر حتى اندلعت الحرب عام 1980 للاسباب نفسها النفط والذهب والدولار .

بلغ العجز في الميزانية الامريكية 728 الف مليار دولار ..نصيب حرب افغانستان والعراق 2000 مليار ،ولليوم فإن الدولار الامريكي لولا القوة العسكرية لأعلنت امريكا افلاسها وانهار اقتصادها فالشرير يستغلها خارجيا وداخليا بالحروب وانهيار الاسواق ليبقى المسيطر على اقتصادها ويحركها كيفما يشاء في العالم لاثارة الحروب من أجل الذهب والمال والنفط،لذلك الماكنة الامريكية لا تتوقف عن الطبع ليل نهار وأن ما يصدر من اوراق مالية لا يوجد لها رصيد حقيقي من الذهب يحفظ قوتها الشرائية ويمنعها من الانهيار ،ولو تم التحول لشراء النفط باليورو او اي عملة اخرى لأعلنت امريكا فورا افلاسها وسقوطها وخلو خزينتها من اي ارصدة حقيقية قيمتها بالذهب .

ونوهت بمقالات سابقة لنهب ذهب العراق بالشاحنات والذهب الذي قيل ان القذافي اخفاه بالصحراء ،وعملية تجميد لاموال الدول العربية التي قامت بها ثورات الربيع العربي ،وهي بالترليونات ..وكما قلت الرجل من يستطيع ان يستعيد فلسا من امواله .

اذا عدنا لأعمال الشرير الذي وقف خلف احداث برجي التجارة الدوليين ، ومن بعدها شن الحرب على افغانستان ومن ثم العراق ، والادعاء بان العراق ممول للإرهاب ويمتلك أسلحة دمار شامل وافتعال ازمة غزو الكويت،فهي اسباب تقوم على الخدعة لاخفاء السبب الحقيقي ،لكن السبب الحقيقي أن صدام حسين قرر والقيادة العراقية ان يتم توجيه صفعه للإدارة الأمريكية في العام 2000 من خلال اعتماد اليورو في صفقات النفط بدل الدولار وهذا يعني ان بقية دول الخليج مستقبلا سوف تتبع نفس النهج ،وبالتالي فهو اعلان الحرب على امريكا واقتصادها وكشف سوءة عملتها وعجزها التجاري فكان القرار السريع بحشد العالم ضد صدام واسقاط حكومته ،وهو ما لم تتخذه من اجراء بحق الحكومة السورية اليوم رغم كل جرائمها .

ونفس الشيء حاولت الانقلاب على النظام الفنزويلي 2001 عندما اعلن سفير فنزويلا من موسكو عن نية بلاده استبدال الدولار باليورو في التعاملات النفطيه ،واعتماد اليورو كعملة احتياطي لبلاده ،هل نستوعب ما يدور في العالم من سياسة غير الذي نرى من قشور سطحية .

لذلك نرى ان الاقتصاد الأمريكي منهار ومتهاوي ، وهذا برز في قضية انهيار البنوك الأمريكية في العام 2008 التي انهار بعدها الاقتصاد العالمي والبورصات العربية التي خسرت كما ذكرت بمقال سابق 150 مليار دولار فورا واغلقت معظم الشركات الكبرى ،وضخت امريكا ترليونات بالسوق حتى لا ينهار اقتصادها ولكنها لازالت تعاني من تلك الصدمة للآن .

لذلك امريكا تستلف من دول العالم 7000 مليار سنويا هذا بالاضافة لما تنهبه من دول الخليج العربي والعراق وانخفاض اسعار النفط ،ووجود الأرصدة العربية لديها بكميات هائلة الا انه لم يفي بنفقاتها الضخمة على جيوشها المنتشرة بكل العالم ،وهذا يمكن اللوبي الصهيوني من الهيمنة بصورة أكبر على الاقتصاد الأمريكي لأن اليهود يملكون المال وهم من يفتعلون الحروب وما يتبعها من دمار لكل الاطراف المتحاربة وبالتالي اغراق امريكا والعالم بالدين الربوي الذي لا ينتهي،بالاضافة لانهيار الأسواق المالية وما يتم حصده من ترليونات .

ميزانية وزارة الدفاع لوحدها 450 الف مليار دولار فكيف لهذا الجيش ان لا يدافع عن مصالحه في العالم ويخوض كل الحروب ليبقى حيا ومهيمنا على العالم ،ومن يجرأ على ان يقف في وجهه وينفذ غير الذي يريد ،ومن يجرأ على تغير العملة الدولار مقابل النفط باي عملة اخرى ويبقى على رأس نظامه .

لذلك اؤكد ان الدور قادم على ايران لنفس السبب وهي محاولتها بيع النفط باليورو للصين والهند رغم الحصار المفروض عليها فبل الانفراج ورفع العقوبات المشروطة التي تمت مؤخرا .

دول الخليج والسعودية بالذات هي من تقف خلف دعم الاقتصاد الأمريكي سواء بارادتها او رغماص عنها أو جهلاص منها ، مقابل تثبيت سعر شراء النفط بالدولار ،وعدم قبولها بتخفيض انتاجها ليحافظ النفط على سعره الحقيقي ، مع ان هذا يعرض اقتصادها للإنهيار مستقبلاً ،كما ان ربطها للدولار في معاملاتها التجارية استيرادا وتصديرا بعزز من قوة الدولار الوهمية فامريكا تستورد نفطا قيمته حقيقية وتصدر بضاعة للخليج والعالم بالدولار وقيمته وهميه ،والماكنة لا تتوقف عن صك الترليونات والالقاء بها باسواق العالم ونكرر من يجرأ أن يقول لا خدمة لمصالح القوى الخفية المهيمنة على اقتصاد العالم وسياساته .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012