01-01-1970 02:00 AM
كل الاردن -
قال متحدث باسم الجيش العراقي إن القوات العراقية توغلت في وسط آخر منطقة يسيطر عليها تنظيمالدولة الاسلامية بمدينة الرمادي.
وستكون استعادة الرمادي التي سيطر عليها المتشددون في أيار أحد الانتصارات الأبرز التي تحققها القوات المسلحة العراقية منذ أن اجتاحت الدولة الإسلامية ثلث أراضي العراق عام 2014.
قال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إن الجنود تقدموا الليلة الماضية في حي الحوز حيث يقع المجمع الحكومي الذي استهدفه هجوم بدأ يوم الثلاثاء. وقال 'قوات مكافحة الإرهاب تبعد 800 متر من المجمع الحكومي' بعد أن تقدمت مسافة نحو كيلومتر في اليوم السابق. وتابع 'الضربات الجوية ساعدت على تفجير العبوات الناسفة والبيوت المفخخة لتسهيل تقدمنا.'
ومن الصعب التحقق من المعلومات بشأن الموقف على الأرض. ولم يرد أي تأكيد لزعم الدولة الإسلامية أمس الجمعة أنها أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش العراقي.
والرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار وتقع في وادي نهر الفرات على بعد ساعتين فقط بالسيارة غربي بغداد. وقال رسول إن معظم المدنيين الذين مازالوا في وسط المدينة الخاضع لسيطرة التنظيم المتشدد لجأوا إلى مستشفى الرمادي لأنهم يعلمون أن الجيش لن يستهدفها.
وامتنع رسول عن إعلان إطار زمني للهجوم النهائي لطرد المتشددين. وقال 'الأولوية في هذه العملية هي تجنب إيقاع خسائر ضمن صفوف المدنيين والقوات بغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه.'
وقال مسؤولون عسكريون إن عملية انتزاع السيطرة على الرمادي سوف تستغرق أيام عدة. وتلقى القوات المسلحة العراقية دعما جويا من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وأبقيت الفصائل الشيعية المسلحة التي تساندها إيران بعيدا عن ساحة المعارك في الرمادي لتفادي إغضاب السكان السنة.
وقالت الحكومة إنها ستسلم المدينة إلى الشرطة المحلية وقوة عشائرية سنية بمجرد استعادة السيطرة عليها وتأمينها.
كانت الرماديأكبر مكسب للدولة الإسلامية في 2015 وانسحبت منها القوات الحكومية في مايو أيار في انتكاسة كبيرة لبغداد والقوات العراقية التي تدربها الولايات المتحدة منذ الإطاحة بصدام حسين في 2003.
وبعد الرمادي يعتزم الجيش الانتقال لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل أكبر مركز سكاني يسيطر عليه التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
والهدف النهائي للحكومة هو إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل ثاني أكبر المدن العراقية والتي كان يبلغ عدد سكانها ما يقرب من مليوني نسمة.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان نشره موقع إلكتروني حكومي 'تحرير الموصل العزيزة سيتم بتعاون ووحدة جميع العراقيين بعد الانتصار المتحقق في مدينة الرمادي.'
وتواجه القوات العراقية تحديات جمة تتمثل في القناصة والعبوات الناسفة التي تجعل تقدمها بطيئا وحذرا لتحرير الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار حيث تدور اشتباكات شرسة وسط المدينة مع عناصر تنظيم داعش.
وتجري اشتباكات عنيفة حول مجمع المباني الحكومية الذي تمثل استعادة السيطرة عليه خطوة رئيسية على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة التنظيم المتطرف الذي سيطر عليها في ايار/مايو الماضي.
وواجهت القوات العراقية التي تتقدمها قوات مكافحة الارهاب خلال الايام القليلة الماضية، مقاومة محدودة خلال تنفيذ عملية تحرير الرمادي لكن المسلحين صعدوا مقاومتهم مع اقتراب تحرير مركز المدينة.
وتزداد شراسة المعارك كلما اقتربت القوات الامنية لتحرير المجمع.
وقال الملازم الاول بشار حسين من قوة مكافحة الارهاب التي تنتشر في حي الضباط، 'نواجه عراقيل كثيرة ابرزها القناصة والسيارات المفخخة'.
ونظرا لطبيعة المنطقة يتمكن عدد قليل من الرجال المتحصنين من وقف تقدم القوات العراقية.
ويرجح ان يكون عدد المسلحين الموجودين المدينة اقل من 400 مسلح، بعد ورود معلومات عن انسحاب اخرين مستخدمين مدنيين كدروع بشرية.
وقال ابراهيم الفهداوي رئيس اللجنة الامنية في مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي، ان 'القوات العراقية بحاجة الى جهد للاسراع بتحرير الرمادي من تنظيم داعش'.
واضاف ان 'عمليات تحرير الرمادي بحاجة الى وقت وليس من السهولة انجازها بسرعة كون القوات العراقية بحاجة الى جهد'.
واشار الى 'قيام المسلحين بتنفيذ هجمات انتحارية وتفخيخ المنازل وزرع العبوات الناسفة ونشر قناصة واطلاق قذائف الهاون والصواريخ، لمنع تقدم القوات الأمنية لتحرير مركز الرمادي'.
واعلن تنظيم داعش خلال اليومين الماضيين على مواقع جهادية عن هجمات ادت الى عدد كبير من القتلى في مناطق متفرقة في الرمادي.
واعترف مسؤولون امنيون بوقوع هجمات لكنهم اوضحوا انها ادت الى اصابات محدودة وقالوا ان القوات العراقية تصدت لهجمات انتحارية بسيارات مفخخة.
وافاد مصدران عسكريان عن مقتل ثلاثة عناصر من القوات الحكومية على الاقل واصابة 13 الجمعة في المعارك في منطقة الحوز بالمدينة.
واوضح ان 'القوات العراقية والتحالف اصبحوا الان قادرين على التعرف بشكل مبكر على اي تهديدات'.
واشار الى قيام التحالف بتزويد القوات العراقية بـ 5000 صاروخ مضادة للدروع من طراز 'ايه تي 4' التي تحمل على الكتف وتم تدريب العناصر على اطلاقها، وهم يستخدمونها بشكل فعال جدا.
في هذه الاثناء، لا يزال مدنيون عالقين في منازلهم داخل مدينة الرمادي الامر الذي يعرقل تقدم القوات الامنية. ورغم تمكن عشرات العائلات من اهالي الرمادي من الهرب لدى تقدم القوات الامنية الثلاثاء الماضي، ما زالت عائلات اخرى عالقة في وسط المدينة.
واكد الفهداوي ان 'عشرات العائلات ما زالت داخل منازلها في منطقتي الجمعية والثيلة' واشار الى قيام المسلحين ب'اعتقال جميع الرجال في المنطقتين مع ترك النساء والاطفال وحدهم في المنازل' ورجح ان يكون ذلك 'خوفا من حدوث ثورة داخلية ضد التنظيم'.
وبدأت علمية استعادة الرمادي قبل شهر بمشاركة قوات عراقية ومساندة طيران التحالف الدولي بقطع خطوط الامداد من باقي مناطق محافظة الانبار ثم السيطرة تدريجيا على محيط المدينة وغلق الطريق والجسور المؤدية الى وسطها.
وستؤدي استعادة المدينة الى دفع معنوي يحتاج اليه الجيش العراقي الذي يتعرض لانتقادات كثيرة.
كما انها ستعزل معقل التنظيم الجهادي في الفلوجة وتقتطع من مساحة 'دولة الخلافة' التي اعلنها التنظيم في العام الفائت.
والى جانب الفلوجة، ما زال التنظيم يسيطر على الموصل، ثاني مدن العراق، فيما لا تزال الاستعدادات لاستعادتها في مراحل مبكرة جدا.