23-04-2011 08:23 AM
كل الاردن -
وجه رجل الاعمال خلف الحبتور رسالة مفتوحة الى مجلس التعاون الخليجي والامانة العامة وتالياً نص الرسالة: حضرة الأمين العام، أودّ أن ألفت انتباهكم إلى حالة شاذّة مستمرّة منذ وقت طويل وتتعلّق بالتسمية الجغرافية 'الخليج الفارسي' التي تستخدمها الأمانة العامة للأمم المتحدة والهيئات الدولية للإشارة إلى الجسم المائي الذي يمتدّ على مساحة 251000 كيلومتر مربّع بين شط العرب وخليج عمان، ويفصل شبه الجزيرة العربية عن جمهورية إيران الإسلامية. إن تسمية 'الخليج الفارسي' بائدة، وهذا ما يتّفق عليه كما أعتقد معظم الدول الأعضاء في المجلس.
وفي هذا الإطار، أقترح عليكم أن يتم التقدم بطلب إلى الأمم المتحدة لتكليف فريق من الخبراء المتخصّصين في الأسماء الجغرافية وبالتالي النظر في إطلاق اسم 'الخليج العربي' على هذا الجسم المائي. وأقترح أيضاً تغيير اسم 'مجلس التعاون الخليجي' ليصبح 'مجلس التعاون الخليجي العربي' فنعطي بذلك نموذجاً يُحتذى لباقي العالم. في الواقع، عندما يسمع الناس في مختلف أنحاء العالم عبارة 'بلدان الخليج'، يفكّرون تلقائياً في الدول العربية، ولا تخطر إيران أبداً على بالهم.
وأناشدكم أيضاً أن تحضّوا حلفاءكم الأمريكيين والبريطانيين والأوروبيين وكل الهيئات الدولية على التوقّف عن استعمال عبارة 'الخليج الفارسي' للإشارة إلى الخليج العربي، مع تذكيرهم بأنّ دول مجلس التعاون الخليجي تتعاون مع المجتمع الدولي على النقيض من إيران ذات السياسات العدوانية والانعزالية.
في ما يأتي عرض للحجج والوقائع التي يمكن الاستناد إليها لرفع القضية أمام الأمم المتحدة:
الساحل العربي على الخليج أطول من الساحل الإيراني
إذا كانت إيران تملك شاطئاً يمتدّ على طول 2440 كيلومتراً مربعا في الخليج العربي (من ضمنها الخط الساحلي الذي يبلغ طوله 400 كيلومتر في محافظة الأحواز ذات الغالبية العربية والتي تُعرَف الآن بخوزستان)، فهناك سبع دول عربية ذات سواحل تطلّ على الخليج العربي.
وهذه الدول هي: السعودية (840 كلم) والإمارات العربية المتحدة (1318 كلم) وقطر (563 كلم) والكويت (499 كلم) والبحرين (161 كلم) وعمان (51 كلم) والعراق (58 كلم). بناءً عليه الساحل العربي الذي يمتدّ مجتمعاً على طول 3490 كيلومتراً أطول بكثير من الساحل الإيراني، وهذا من دون إضافة ساحل الأحواز، وهي مقاطعة عربية قام شاه بلاد فارس بضمّها عام 1925.
الديموغرافيا
الشعوب التي تعيش في جهتَي الخليج العربي هي عربية في غالبيتها الساحقة. لذلك، وبحكم الديموغرافيا أيضاً، تسمية 'الخليج الفارسي' ليست دقيقة.
بلاد فارس لم تعد موجودة
منذ عام 1935، لم تعد تسمية 'بلاد فارس' موجودة سوى في السجلات التاريخية بعدما أصدر الشاه الإيراني رضا شاه بهلوي مرسوماً قضى بتغيير اسم بلاده إلى 'إيران'. وبما أن حاكم بلاد فارس اتّخذ قراره في هذا الشأن، فإن إيّ إشارة إلى 'الخليج الفارسي' في الزمن المعاصر تُعتبَر باطلة ولاغية.
لا شكّ في أن إيران تقاوم بشدّة أي محاولة لإطلاق الاسم الحقيقي على الخليج العربي. بيد أن هذا التغيير في الاسم لا يؤثّر في تاريخ الأمبراطورية الفارسية تماماً كما أن 'إيران' لا تنفي إرثها الفارسي.
أهمّية استراتيجية للدول العربية
تقع على طول الساحل العربي عواصم كبرى مثل أبو ظبي ومدينة الكويت والدوحة والمنامة في حين أن العاصمة طهران، مركز الثقل السياسي والتجاري في إيران، تقع على بعد أكثر من ألف كيلومتر من المدن والبلدات المرفئية المتاخمة للخليج العربي. ولذلك يمكن القول بأن الخليج يرتدي أهمّية استراتيجية واقتصادية أكبر لدول مجلس التعاون الخليجي مقارنةً مع إيران.
مجلس التعاون الخليجي قوّة سياسية واقتصادية
تغيّر المشهد الجيوسياسي في المنطقة إلى حد كبير خلال نصف القرن المنصرم. فقد برزت الدول العربية التي تحيط بالخليج العربي، ولا سيما بلدان مجلس التعاون الخليجي، مراكز ثقل سياسية واقتصادية – تملك مجتمعةً 41 في المئة من احتياطي النفط المثبت في العالم فيما تملك إيران عشرة في المئة – ولا بد من الإقرار بمكانتها هذه.
استخدام متزايد لتسمية 'الخليج العربي'
على الرغم من أن الأمم المتحدة ومنظّمات عالمية أخرى لا تزال تُطبِّق أسسا معتمدة تقضي باستخدام عبارة 'الخليج الفارسي' في وثائقها ومستنداتها، إلا أنّ معظم البلدان العربية تُفضِّل استخدام اسم 'الخليج العربي'. فضلاً عن ذلك، يستعمل الجيش الأمريكي المتمركز في المنطقة تسمية 'الخليج العربي'. وقد استبدل عدد من الوسائل الإعلامية تسمية 'الخليج الفارسي' ب'الخليج'.
إلى جانب الحجج الأساسية المذكورة أعلاه، هناك عوامل عدّة أخرى يجب أخذها في الاعتبار.
العامل الأوّل سياسي. يعترض أغلبية المواطنين في بلدان مجلس التعاون الخليجي على استخدام تسمية 'الخليج الفارسي' في الوقت الذي تحتلّ فيه إيران جزر الإمارات العربية المتحدة، وتطالب بضمّ أراضٍ في البحرين، وتوسّع نفوذها في مختلف أنحاء المنطقة. إن إصرار إيران على الاحتفاظ بتسمية 'الخليج الفارسي' يؤكّد خططها التوسّعية. ولا يجوز التغاضي عن المحاولات التي تقوم بها طهران لاحتجاز العالم رهينةً، مثل إنذار مختلف الخطوط الجوية بأنّه لن يُسمَح لها باستعمال المجال الجوّي الإيراني إذا استخدمت تسمية 'الخليج العربي' على شاشات رحلاتها.
العامل الثاني تاريخي/ثقافي/عاطفي. فالجزء الأكبر من البرّ الرئيسي الإيراني يقع شرق سلسلة جبال زاغروس، وهو بالتالي منفصل عن مياه الخليج، في حين أنّ هذه المياه المرصَّعة بالجزر العربية تمدّ شعوب شبه الجزيرة العربية بأسباب الحياة منذ مئات السنين.
كان أسلافنا بحّارة ومستكشفين وتجّاراً عظماء انطلقوا على متن قوارب خشبية لبيع بضائعهم في أفريقيا وشبه القارة الهندية؛ وكانوا صيّادي سمك وغطّاسين يغوصون في أعماق المياه بحثاً عن اللآلئ. على النقيض من معظم الفرس، يسري البحر في عروقنا؛ فنحن ندين بوجودنا وبقائنا لثماره ونسيمه العليل المنعش الذي كان يُخفّف عنّا وطأة الحر عندما لم تكن هناك مروحة أو مكيّف.
في صغري، كنت أغطس وأسبح في مياه الخليج العربي، وآمل، بمساعدتكم، أن يأتي يومٌ قريباً ننتزع فيه الاعتراف بحقّنا في هذه المياه.
مع فائق الاحترام،
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
خلف الحبتور رجل أعمال ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور. وهي شركة مقرّها دبي ذات امتداد واسع في المنطقة والعالم من خلال عملها في مجالات عدّة أبرزها الإنشاءات والفنادق والتعليم والسيارات والعقارات. www.habtoor.com