أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هكذا تكافئ حماس أبناء غزة ؟

بقلم : جمال ايوب
03-01-2016 10:00 AM
إن فتح معبر رفح من قبل السلطات المصرية ، مرهون بتولي السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن المعبر ، وانتهاء سيطرة حركة حماس عليه.
آن الأوان ياحركة حماس ، لوقفة مع النفس والضمير والمصلحة العليا ، إن لم يكن لدوافع وطنية وتقدمية ودينية ومقاومة ، فلاعتبارات إنسانية تتعلق برفع المعاناة عن هذا الشعب المنكوب ، هل لا تكفيه نكباته المتلاحقة على أيدي أعدائه العدو الصهيوني . آن الأوان تحييد معبر رفح ، وإخراجه من التجاذبات السياسية والحزبية والفصائلية ، والكف عن النظر بوصفه كمصدر للجباية ، أو كينبوع للإثراء غير المشروع ...
فهذا شريان حياة وحيد ، لشعب دفعوا أكثر من غيرهم من أشقائهم ، ضريبة الدم والصمود في وجه آلة العدوان والاستيطان والعنصرية ، فهل هذا هو جزاؤهم عند أبناء جلدتهم ، وهل هكذا تكافئ حماس أبناء غزة ؟ مطلوب اليوم ، وأكثر من أي وقت مضى ، وقف اختطاف أهل القطاع لتحقيق أغراض سياسية ، سواء في الصراع الفلسطيني الداخلي ، أو في العلاقة مع جمهورية مصر العربية ...
مطلوب اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، التوقف عن استخدام معاناة الفلسطينيين الإنسانية لتحقيق مكاسب إضافية أو مزايا ، أو لاستعادة مكاسب وأدوار مفقودة أو ضائعة. من جديد تعود ازمة معبر رفح للصدارة من بين غيرها من الازمات ..
بينما تلوح بالأفق مقترحات جديدة لحل الازمة ، في سبيل التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة , و تسهيل سبل التنقل من و الى القطاع ، الذي يعاني حصار خانق منذ عدة سنوات ، بعد سيطرة حماس على القطاع ،بما في ذلك استلام مسؤولية العمل في معبر رفح ، و من ثم تفاقم الازمة بشكل كبير ،
عندما توترت العلاقة ما بين مصر و حركة حماس ، ترتب على ذلك اشتراط مصر ان تستلم السلطة الوطنية العمل في المعبر وترفض ان تسيطر حماس على المعبر ، من جانب اخر ترفض حماس رفضا قاطعا تسليم المعبر الى السلطة بدون ان يكون هناك نوع من المشاركة من قبلها ، بذريعة ان لهم الحق في البقاء كقوى امنية من واجبها القيام بمهامها في اماكن تواجدهم سواء في المعبر او أي من الوزارات و الجهات الحكومية . و بين الحين و الاخر تخرج تصريحات من حركة حماس ، تدعو الى استلام السلطة لمعبر رفح تحت شرط الشراكة و المناصفة ، كشرط رئيسي للنظر في أي مقترح لانهاء هذه الازمة ،
كان هناك مقترح بتسلم المعبر الى السلطة الفلسطينية ، و قدمت حركة فتح ترحيبا ايجابيا بهذا العرض الذي يضمن وضع نهاية لمعاناة سكان قطاع غزة ، و من شأنه ان يخفف بحد كبير الحصار المفروض على القطاع ، لكن حركة حماس عارضت المقترح و بقوة بذريعة حماية المقاومة ، و جملة من المبررات الواهية التي لا تخدم أي مصلحة وطنية ، وتزيد حياة المواطنين تعقيدا وبؤسا . ان مواقف حماس , لا تصب في مصلحتها ابدا ، ولا يزيد من رصيدها الجماهيري شيئا ، بل على العكس ، ان نقمة المواطن على الوضع المعيشي المتدهور الذي تفرضه حماس بقوانينها و تعنتها و احتكارها القطاع بكل مناحي الحياة فيه ، تزيد من سخط الشعب عليها ، رافضا ان يعيش تحت رحمة المناكفات الحزبية ، وانه لابد من ان يطالب بحقوقه بالعيش بكرامة ، وان يضمن التنقل الحر بدون قيود و لا معوقات تفرض عليه ، و لعل حملة سلموا المعبر الاخيرة ، نموذجا من قبل شريحة واسعة من سكان غزة ، طالبت حركة حماس بضرورة الموافقة على تسليم المعبر للسلطة او التجاوب مع أي مقترح يهدف للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة ، الذين سئموا موقف حماس المعتاد ، الذي يبرز تعنتا واضحا ، ازاء أي مبادرة وطنية للتخفيف من معاناة شعبنا . أن رفض حركة حماس تسليم المعابر للسلطة الفلسطينية ، هو يعرقل فتح المعبر وعمله بشكل متواصل ودائم ، أن طبيعة أزمة معبر رفح مع الأطراف المعنية تقتضي على حركة حماس تسليم المعبر ، وتحميل المسؤولية الكاملة للسلطة الفلسطينية بإدارته كونها المسئول عن قطاع غزة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012