أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سياسة مكشوفة وممارسات معراة

بقلم : حماد فراعنة
03-01-2016 10:29 AM
لا يحتاج رئيس حكومة المستوطنين العنصرية الإحتلالية ، لمزيد من أوراق الأدانة وشواهد الممارسة كي تدلل على خياراته العنصرية ، فهي فاقعة بما تملك من الكفاية لجعله منبوذاً مثل مرشحه الأوفر حظاً لدى الحزب الجمهوري في سباق الرئاسة الأميركية المقبلة عام 2016 .
وقد اخترت الربط بين نتنياهو ودونالد ترامب اعتماداً على التحالف العنصري واليميني الأميركي الإسرائيلي والمبني على التراث المشترك لكليهما ، سياسة ورؤية وسلوكاً وأشخاصاً وهكذا كتبت ، وتتصادف مقالتي المعنونة بـ “ نتنياهو وترامب سياسة واحدة “ مع مقال هام للدبلوماسي الإسرائيلي السابق أوري سفير نشرته معاريف العبرية يوم 14/12/2015 تحت عنوان “ فشل الأطار “ قال فيه حرفياً:
“ فشل نظرية جورج بوش ونتنياهو ، لم يقنع اليمين الأميركي والإسرائيلي ، بالخطأ الأستراتيجي ، الذي وجد تعبيره في سياق الحرب الأميركية على العراق بين 2003 – 2011 ، حيث نظر اليمين الأميركي الجمهوري واليمين الليكودي الإسرائيلي على أن الحرب ستكون ضربة قاضية للإرهاب ، وتنشيء في بغداد نظاماً مؤيداً للغرب ، وعلى أثر ذلك ها هو العراق مقسم والقاعدة أوجدت داعش والأرهاب الدولي في إزدياد “ .
ويقول سفير “ في إسرائيل يوجد تيار محافظ ويميني عميق يقول أن العالم مقسوم بين الأخيار ( وهم اليهود والإسرائيليين ) وبين السيئين ( وهم الأغيار ولا سيما العرب ) ، واستخدام القوة فقط يمكنه تغيير سلوك العالم العربي وردعه “ ويخلص سافير إلى القول الواضح الصريح وهو “ هذه أيديولوجية مبنية على نظرية العنصرية تجاه الأخر وتجاه الأقليات في الولايات المتحدة وفي إسرائيل “ ويدلل السفير الإسرائيلي السابق على ذلك بقوله “ توجد لرئيس حكومتنا نتنياهو لغة مشتركة مع المرشح الجمهوري الأبرز في المنافسة على الرئاسة دونالد ترامب ، فيما يتعلق بالكراهية المطلقة للإسلام ، ترامب يتحدث بلغة نتنياهو وهو متعنت ويكره الأقليات ، ويكره المسلمين حيث يتهمهم بتأييد إرهاب 11 سبتمبر 2001 في نيويورك “ .
نتنياهو يقود مركز صنع القرار الإسرائيلي المتطرف من داخل مجتمع المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، ومعه أحزاب الأئتلاف والأغلبية البرلمانية التي توفر له غطاء لسياساته العنصرية والأستيطانية التوسعية ضد الفلسطينيين سواء مناطق 48 أو مناطق 67 ، ويعتمد القوة والمزيد من القوة ضد الشعب العربي الفلسطيني التواق للحياة والشراكة والعدالة والأنصاف ، على أرض بلاده حيث لا بلاد له غيرها ، وعلى أرض وطنه حيث لا وطن له سواه .
قراءة السفير الإسرائيلي السابق أوري سافير ، لسياسات نتنياهو وتعريتها ووصفها بالأيدلوجية العنصرية ، دليل فاقع واضح ، من موقع المواطنة الإسرائيلية والخبرة السياسية والمشاهدة الحسية من داخل المجتمع الإسرائيلي ، فهو ليس مسلماً وليس عربياً وليس فلسطينياً ، ولكنه يرى ويشاهد ويلمس فيحكم على سلوك نتنياهو ، ولا شك أن دوافعه لذلك خشيته على “ إسرائيل “ من أن تفقد دوافع حضورها وقوتها ، فهو يقول واضحاً بناء على هذه القراءة واعتماداً على هذه السياسة يقول حرفياً “ ليس غريباً أن إسرائيل معزولة في العالم “ .
عزلة إسرائيل التدريجية أمام المجتمع الدولي ، وتراجع تعاطف المجتمع الدولي معها ، بعد أن كان منحازاً لها ، ومتعاطفاً معها ، بسبب ما تعرض له اليهود من ظلم ومذابح ومطاردة من قبل هتلر النازي وموسوليني الفاشي ، ولكن اليوم تمارس إسرائيل الظلم والإستعمار والقمع والفاشية والتوسع والأستيطان وحرق الإنسان الفلسطيني غير مرة ، وحرق مزروعاته ، وإغلاق فرص الحياة أمامه ، والمس بكرامته ومقدساته الإسلامية والمسيحية ورموزه التاريخية سلوكها هذا وفر الفهم للمجتمع الدولي والوعي لقياداته عن حقيقة المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي وممارساته ، وعدالة المطالب الفلسطينية وشرعيتها مما خلق جواً ودياً من قبل المجتمع الدولي لصالح النضال الفلسطيني وأهدافه وتطلعاته ومشروعه الوطني الديمقراطي .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012