أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تداعيات مقتل نمر النمر

بقلم : سلطان كليب
05-01-2016 10:00 AM


مايجري في المنطقة العربية أوضاع مرتب لها ، واجندة يجب أن تنفّذ ،أحياناً الظروف السياسية والاقتصادية تجبر واضع الخطط الإستراتيجية إلى تأخير تنفيذها او وضع خطط بديله ولكن لا يتم الغائها حسب المتغيرات الانية الغير متوقعة .

تدمير الوطن العربي هو رأس هرم هذه الاستراتيجيه ،وتدمير جيوشها، والبنى التحتية، ونهب اقتصادها ،واهلاك شبابها وافسادهم ، من اهم الأهداف الرئيسية ،وأغلب هذه الخطط تم تنفيذ بعض مراحلها وتم الانتهاء منها آنياً .

يبقى على الساحة حتى الآن بعض اللاعبين الرئيسيين الذين يجب القضاء عليهم كباقي دول الربيع العربي ، السعوديه ،مصر ،تركيا ،إيران ..لكن الهدف الأكبر أن انهاء هذه الدول يعني الهيمنة عليها سياسيا ،واقتصادياً ،وعسكرياً ،ولكن هناك من سيقف في وجه الخطر الأكبر بوجه العلمانية وهي روسيا والصين ومن تحالف معهم .

لذلك فالقضية لن تقف عند حدود هذه الدول في حين حاولت أياً منها انهاء مصالح الأخرى ،فكما نرى روسيا لن تسمح بسقوط سوريا وإنهاء إيران ،وامريكا لن تسمح بالتمدد الإيراني على حساب دويلات الخليج وتركيا ومصر..لذلك كل خطوة هي محسوبه من كل الاطراف خوفاً من التداعيات التي تليها،ولكن الوصول لتدمير الصغير للوصول إلى الكبير هي استراتيجية تسير وغن كان ببطء .

حاولت امريكا أن تضعف ايران من خلال الحصار الذي فرضته عليها ولكنها استمرت في برنامجها النووي ،ولم تؤتي العقوبات أكُلها ،وألحقت ولا زالت بها أضرارا كبيره في العراق وسوريا واليمن عسكريا واقتصاديا ،ولكن كان لروسيا دوراً كبيرا في افشال احلام امريكا والسعودية في اسقاط نظام بشار للتفرغ لإيران .

لذلك امريكا لن تنفك بكل السبل عن توريط ايران في حرب مع أي دولة لتقوم بدورها الدبلوماسي والسياسي في الوقوف إلى جانب حلفائها وتكمل هي الدور كما حصل في غزو العراق للكويت .

سبق حادثة اغتيال النمر أن قامت ايران بتجارب اطلاق منظومة صواريخ جديدة طورتها ،وسقط الصاروخ على مسافة 1500 متر من السفن الحربية الأمريكية ..وبدورها اعلنت امريكا عن غضبها من هذه الخطوة وطالبت بفرض عقوبات جديده على إيران .

بعد هذه الحادثة قام الحليف السعودي بإعدام المعارض الشيعي النمر ،علما ان السعودية تدرك حجم ردود الفعل التي ستقوم بها ايران بل وكل شيعة العالم ضد هذه الخطوة،ولكنها مغلوبة على أمرها ،واني واثق ان عملية الاعدام جاءت بامر أمريكي ،وعلمها بما سيقوم به الشيعه من حرق للسفارة وربما اغتيالات لسياسيين خليجيين أو تفجيرات من المتوقع ان تحصل في السعودية كردة فعل في الفترة القادمة .

وكما تم الاعدام بإيعاز،كذلك جاءت الخطوة التالية بالغاء العلاقات الدبلوماسية وطرد البعثة الدبلوماسية من السعودية والتي عقبها السير على نفس الخطى بعض الدول العربية ،والبعض قام بالحد من اعضاء البعثات دون انهائها كلياً .

هذه الخطوة لها ما بعدها ماذا يعني الغاء العلاقات الدبلوماسية ،طبعا هذا لا يعني الحرب بين تلك الدول وايران ، ولكن لها معاني سياسية واقتصادية ، فالعالم يعاني من عجز اقتصادي سواء نتيجة الحروب ،أو انخفاض اسعار النفط للدول المنتجه،وخاصة ايران وروسيا ،وايران كانت تعوض حصارها السابق من خلال تسويق منتجاتها الصناعيه ، وهذا سيزيد من عجزها التجاري ويصيبها بالشلل الاقتصادي،وهذا له قيمة استراتيجية في التصنيع الحربي ،والمجال الاقتصادي ،وأثره على المجتمع الإيراني .

كذلك هذا سيحرم الإيرانيين من السفر لكثير من دول العالم كعماله،او كتجار ورجا أعمال ،واتوقع ان تقوم بهذه الخطوة دول كثيرة في العالم كما فعلت السعودية وغيرها قد تلحق بهم تركيا ،ودول اوروبا ،واي دولة لامريكا عليها يد ،واتوقع أن تقوم هذه الدول باغلاق الشركات الكبرى التابعة لإيرانيين في دولها ،وربما طرد الايرانيين من دولها دون استثناء الا من يحمل جنسية تلك الدول،فيكون هذا اوسع حصار اقتصادي يصيب إيران بالضرر والشلل .

كذلك السعودية ستفرض في الموسم القادم حظرا على الحجاج الايرانيين خوفا من الاضطرابات نتيجة عملية الاعدام أو منعهم من الالتقاء بالشيعة السعوديين وتلقي تعليمات سياسية منهم او تزويدهم بالمال .

كل هذا الذي يجري هو مقدمات لمواجهة حتمية بين امريكا وايران من خلال طرف ثالث يكون هو السبب لتدخلها وكما ذكرت بالبداية روسيا لن تقف متفرجه وأي صدام بين الطرفين وهو واقع لامحال وإن روسيا فورا ستوجه اسطولها البحري الى ايران وصواريخها اس 400 وقواتها العسكرية وغواصاتها النوويه استعدادا للمواجهة المتوقعه والجميع يعي انها واقعة لامحالة،وربما نشهد مزيداً من الحداث المفتعله حتى داخل الخليج تنفذها السي اي ايه ،او الموساد الاسرائيلي في الخليج ،او ضرب حاملات نفط خليجيه ،أو ضرب بارجات أمريكية وتوجيه التهمة لإيران لخوض الحرب ومزيد من التصعيد .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-01-2016 01:38 PM

لمن يتابع الاوضاع منذ عام 1988 قد يدرك ما ادركه الكاتب لأن تلك الاهداف والاحداث لم تكن سرا يوما ولقد نوه عنها منذ عقود بريجينسكي وكسينجر وبرنارد لويس ودانيال يبس كما ان ديفيد بن غوريون كان يعلم قبل نفوقه ان في المستقبل بعد خوض الكيان حربين مع العرب ( 67 و 73 ) فإن الشرق سوف يمزق طائفيا ولكنه كتم الأداة والوسيلة التي التي اخفاها وايزمان وتشرشل بعدما وضعوا تاج في منتصف الصحراء العربية وغرسوا صولجان على ابواب خيمة .

2) تعليق بواسطة :
06-01-2016 12:22 PM

تحليل فارغ لا يمت للواقع بأي صلة. النفس القومجي المقيت يفوح من هذا التحليل السخيف للأحداث

3) تعليق بواسطة :
06-01-2016 07:47 PM

التداعيات بسيطة، عدة لكمات وجهت للطائفيين المخبولين في طهران وبس .... يا حرام في ناس عايشة بالخيال

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012