أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


البطاينه يكتب : لماذا تفشل الأمم المتحدة في تسوية النزاعات

بقلم : فؤاد البطاينه
05-01-2016 11:05 AM


إن الملاحظ بأن الأمم المتحدة سواء على صعيد الجمعية العامة أو مجلس الأمن لم تستطع منذ إنشائها تسوية النزاعات الدولية التي عرضت عليها , وكثير من تلك المسائل ما زالت قائمه أو على جدول أعمالها منذ عشرات السنين , ومنها على سبيل المثال كشمير و كوريا وفلسطين والشرق الأوسط والحالة بين كوبا وامريكا ومسألة جزر الفوكلاند . واما ما تم تسويته من بعض المسائل فمعظمه كان خارج نطاق الأمم المتحدة التي اقتصر دورها كشاهد وللتوثيق،

فهل يكمن السبب في الآليات السلمية المضمنة بالميثاق وخاصة بالفصل السادس منه ؟ وهل هناك عيوب أو نقوصات في تلك الآليات أم أن هناك أسبابا أخرى ؟ لا شك بأنه من واقع الإطلاع والتجربة يمكن القول بأن هناك حاجة وهناك إمكانية لتعزيز آليات الفصل السادس السلمية لا سيما من خلال تفعيل دور محكمة العدل الدولية , وهذا أمر قابل للإجتهاد ، لكن وبالتأكيد فإن اسباب الفشل لا تتعلق بمنطوق الآليات نفسها بل إنها تكمن في واحد أو اكثر من ثلاثة اسباب . الأول والثاني منها مترابطان
.
أما السبب الأول / فهو// إحجام مجلس الأمن ممثلا بأعضائه الدائمين عن ممارسة صلاحياته بموجب المادة 37 بصورة جدية ونية صادقة // ومفادها انه ( في حالة اخفاق الدول في تسوية نزاعاتها بالآليات السلمية المشار اليها بالمادة 33 فيجب على تلك الدول (وجوبا) عرض النزاع على مجلس الأمن ليبت فيه ويوصي بطرق التسوية وبالملائم من شروط حل النزاع). انتهى . إلا أن أولوية المصالح الوطنية والقومية لأحد او بعض الدول الاعضاء الدائمين في المجلس وما يرتبط بها من تحالفات مع احد طرفي النزاع أو كليهما ، من شأنه ان يغيب الارادة السياسية لتسوية النزاع ضمن المعايير الدولية ومبادئ الميثاق والقانون الدولي ، وهو الأمر الذي يعطل عمل المجلس في ظل ميزة النقض او الفيتو والتي هي حيوبة لاستمرار النظام الدولي الحالي من حيث منعه لتصادم الكبار عسكريا . وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك ومنها مختلف القضايا التي تكون فيها اسرائيل طرفا وكذلك المسألة الكورية وحديثا سوريا على سبيل المثال.

اما السبب الثاني/ فيخص حصرا المسائل التي لا يوجد فيها لطرف النزاع الأخر حليفا استراتيجيا داخل المجلس . ويكمن هذا السبب في سوء استخدام مجلس الأمن لصلاحياته في تنفيذ الجزاءات والعقوبات المضمنة بالفصل السابع // بحيث يصار إلى الخلط المتعمد وتجاهل الغاية من العقوبات وإحلال هذه الآلية القمعية مكان الآلية السلمية المضمنة في الفصل السادس من الميثاق . ونستطيع ان نتحقق مسبقا بنية المجلس في سوء الأستخدام هذا عندما نلحظ انه لا يفسح مجالا من الوقت لاستنفاذ آليات الفصل السادس السلمية واذا استنفذت فعلا فإنه لا يمارس صلاحياته التي تتلو والمنوه عنها في المادة 37 بالجدية الكافية مسهما بذلك في خلق الأوضاع الموجبة لاستخدام اليات الفصل السابع , وبعد الوصول لتلك المرحلة نراه عندما تكون النية مبيتة لا يعطي مجالا لاستنفاذ ما ورد في المادتين 39 و 40 ويبدأ فورا بتدابير العقوبات وينتقل لمرحلة استخدام القوة العسكرية .

اما كيف يسيئ مجلس الأمن استخدامه لتلك الآليات القمعية والاكراهية في الفصل السابع , فذلك عندما يجعل من استخدام العقوبات والقوة المسلحة تلك هدفا بحد ذاته على حساب تسوية النزاع بين الطرفين . ويستمر في استخدامها، ثم يتوقف عند الانتهاء منها دون العمل على اعادة طرفي النزاع للمسار السلمي . بل يستخدمها أحيانا جسرا لأهداف او اجندات خاصة متجاهلا بأن هدف المشرع من استخدام العقوبات والقوة المسلحة بموجب الفصل السابع هو اعادة الوضع لما كان عليه قبل العدوان والعودة لاستخدام الاليات السلمية في الفصل السادس وصولا للتسوية التفاوضية المقبولة بين الاطراف , وإلا فسيكون استخدام آلية الفصل السابع هنا هو لغايات أخرى كإقامة أمر واقع جديد على حساب النزاع الاصلي وأسبابه أو لتنفيذ أجندة أخرى ، مما يكرس النزاع ويعقد المسأله ويشكل تجاوزا من المجلس لصلاحياته وتقويضا لأهداف ومقاصد الميثاق . فالقمع وفرض ارادة القوي على الضعيف لا ينشئ حقا ولا يسوي خلافا ولا يشيع سلاما بل ان الحلول التفاوضية المنبثقة عن ارادة حرة لكل اطراف النزاع هي التي تقيم الحقوق وتثبتها وترسي اسس السلام .

السبب الثالث // الذي يحول دون تمكن الامم المتحدة من مساعدة طرفي النزاع من تسوية النزاع فهو // وجود صعوبات موضوعية جدلية نادرة وبالغة التعقيد تكتنف طبيعة بعض النزاعات وتضغط باتجاه تصلب المواقف ومن ابرز هذه الصعوبات هو تضارب او تصادم مبدأي حق السيادة وحق تقرير المصير في نفس النزاع // حيث تكون طبيعة المسألة او النزاع قائمة على كلا الركنين ،ويصر كل طرف من طرفي النزاع على إعمال أو تطبيق واحد من هذين الحقين او المبدأين دون الاخر . ومن الامثلة على ذلك مسألة جزر الفوكلاند حيث تتمسك الارجتين بمبدأ حق السياده ،وتتمسك بريطانيا بمبدأ حق تقرير المصير لشعب الجزر بعد أن غيرت ديمغرافيتها بالمهاجرين والمستوطنين البريطانيين منذ احتلالها عام 1833 .وكذلك مسألة كشمير ذات الاغلبية المسلمة ورفض الهند الحاقها بباكستان طبقا لمبدأ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 ،
وبالنسبة لاسرائيل فإن إدراكها لركاكة ادعائها بمبدأ السيادة على فلسطين لقيامه على خرافات لا يعتد بها من وجهة نظر القانون الدول وميثاق الأمم مع صعوبة الاعتراف بيهودية الدولة ، فإنها ما فتئت تهتم ومنذ إنشائها على تغيير البنية السكانية في فلسطين مستخدمة الهجرة اليهودية لفلسطين والتهجير الفلسطيني لخارجها لتحصل وتحافظ على الأعلبية اليهودية لتقيم في النهاية ادعائها على حق تقرير المصير . تماما كما يفعل المستعمرون ، وكما فعلت بريطانيا في جزر الفوكلاند . ومن هنا فإن سياسة الاستيطان الاسرائيلية وتضييق الخناق على الفلسطينيين هي الأساس في السياسة الاسرائيلية . وعليه فإن صلابة الموقف العربي من يهودية الدولة ومن الاستيطان أمر يجب أن لا يكون خاضعا لأي مساومه

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-01-2016 07:48 PM

تحية للأخ العزيز الأستاذ فؤاد البطاينة على هذه المقالة التويرية .
أعتقد أن من أهم الأسباب التي أفشلت الأمم المتحدة في تسوية النزاعات في العالم هي في النزاعات التي بين الدول الأعضاء نفسهاالمهيمنة على مجلس الأمن وهي الدول المؤسسة لها وهي أمريكا والمملكة المتحدة وفرنسا إضافة للإتحاد الروسي الذي ورث الإتحاد السوفييتي وكذلك الصين وهذه الدول الخمس الأولى هي التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية وكلنا يعلم أن التاريخ يكتبه كما يقال المنتصر كذلك هو الذي يفرض الشروط وهكذا جاءت الأمم المتحدة

2) تعليق بواسطة :
05-01-2016 07:58 PM

ومما ساعد على هيمنة تلك الدول هو حق النقض الفيتو الذي منح لهؤلاء الأعضاء لنقض أي قرار يقدم للمجلس دون إبداء الأسباب من قبل الدولة التي تقوم بهذا الفعل وهذا الذي يقال عنه حكم القوي على الضعيف ،أما الأعضاء الغير دائمين والذين ترضى عنهم الدول المؤسسة فيعتبرون (شراب خرج) لايمونوا ولايطولواعلى إلزام أي جهة بأمر.
وعشنا وشفنا كيف كانت أمريكا تحمي حلفائها وعلى رأسهم الدولة الصهيونية بالفيتو مرارا وتكرارا كذلك رأينا كيف استعملت روسيا والصين الفيتو لحماية نظام الأسد وكذلك بريطانيا في حرب فوكلاند وغيرها

3) تعليق بواسطة :
05-01-2016 08:16 PM

إن المنتصرين في الحرب العالمية الثانية كما أسلفنا يتحكمون بهذه المنظمة وما زالوا ،علما أن الوضع تغير فدولة كالهند بعدد سكانها الهائل واليابان بغناها وثروتها وألمانيا والبرازيل مثلا مؤهلة بأن تأخذ مقعد دائم مقارنة بدول صغيرة كفرنسا وبريطانيا بالكبار الجدد وهم المؤهلين لدخول هذا النادي والإشتراك باللعبة العالمية التي يحتكرها هؤلاء لمصالحهم والتنافس بينهم هم ،وهم المستعمرين السابقين وأصحاب النفوذ والهيمنة على مقدرات الدول النامية.
شكرا لك أبا أيسر لإتاحة الفرصة للقراء للمشاركة.

4) تعليق بواسطة :
06-01-2016 08:07 AM

هذه المنظمه تم انشائها لتكريس هيمنه الدول الاستعماريه الكبرى والمنتصره في الحرب العالميه الثانيه للهيمنه على دول العالم الاخرى بخاصه الدول ذات الثروات والموارد الاقتصاديه الهامه ومن خلال متابعه جميع القرارات الصادره عن مجلس الامن منذ انشاء هذه المنظمه وحتى اليوم كانت قراراته تخدم الدول الخمس دائمه العضويه بالاضافه الى اسرائيل وكذلك استفادت بعض الدول التي تتقاطع مصالحها انيااو مرحليا مع مصالح احدى هذه الدول دائمه العضويه بما يلبي مصالح الدول الكبرى المهيمنه وبعكس ذلك يلجأ المستضعف للجمعيه العامه

5) تعليق بواسطة :
06-01-2016 08:18 AM

للامم المتحده وقراراتها الغير ملزمه ، وبالمختصر هذه المنظمه تفتقر الى البعد الانساني والاخلاقي الواجب توفره في هذه المنظمه لتحقيق السلام العالمي المبني على العدل بين الدول والشعوب ، اما بقيه المؤسسات والمنظمات المنبثقه عن هيئه الامم المتحده فهي عباره عن لعب اطفال لالهاء الشعوب والدول عن الظلم الرئيسي الناتج عن قرارات المجلس وتم استحداث منظمات مثل محكمه الجنايات الدوليه ومنظمات حقوق الانسان التي ينطبق عليها ما ينطبق على قرارات مجلس الامن من حيث تحقيق المصالح والانتقائيه في تطبيق مقرراتها

6) تعليق بواسطة :
06-01-2016 08:28 AM

وقراراتها ، فمعظم قرارات محكمه الجنايات الدوليه انطبقت فقط على زعماء افارقه مع استثناء واحد فقط هو زعماء صرب البوسنه لان عدم ادانتهم كانت ستكون فضيحه انسانيه واخلاقيه مدويه نظرا لبشاعه جرائمهم التي فاقت كل وصف في العصر الحديث ، جرائم جنرالات اسرائيل وزعمائها ضد العرب والفلسطينيين ، جنرالات امريكا ورؤسائها وجرائمهم في فيتنام والعراق وافغانستان ، جنرالات فرنسا وجرائمهم في الجزائر ، والقائمه تطول .
بالمختصر هذه اداه الدول دائمه العضويه في السرقه والنهب والسيطره والهيمنه والنفوذ للسيطره على العالم

7) تعليق بواسطة :
06-01-2016 08:39 AM

واداره العالم لصالح هذه الدول الظالمه وهنا نصل الى الاسئله الهامه ، ما اهميه وجود هذه المنظمه ؟ما هو البديل ؟ ما هي فائده هذه المنظمه للضعفاء والفقراء والمقهورين في هذا العالم المليء بالظلم ؟ وما هي اهميه ان تكون عضوا في هذه المنظمه ؟ الى متى ستدوم منظمه الظلم والقهر الدوليه هذه؟
مع الشكر للكاتب العزيز على مواضيع مقالاته القيمه والهامه ، والشكر موصول على تعليقات واضافات الاخ طايل التي تستحق الاحترام ولهذا الموقع المحترم الذي يتيح لنا (فشه غل وتنفيس عن الغضب الكامن في نفوسنا)
حفظكم الله جميعا

8) تعليق بواسطة :
06-01-2016 04:19 PM

الشكر الجزيل لك أنت أيها الأخ العزيز للطفك وحسن طباعك فأنت راعي الأولة دائما أعتز بك أخا وصديقا مثقفا يشار له بالبنان.

9) تعليق بواسطة :
07-01-2016 05:33 PM

الامم التحده كنظام سياسي عالمي ما زال قائما هو كما ذكرت بمداخلتك لكن الامم المتحده كمنظمه ممثله بالجمعية العامة ولجانها الست ومؤسساتها وبرامجها وصناديقها فوجودها حيوي لخدمة الدول الثانيه والثالثه
تحيتني لشخصك العزيز ولأخي الاستذ طايل
البشابشه
الكاتب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012