أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أي سبيل للقضاء على فكرة القومية العربية؟!

بقلم : ياسر المعادات
07-01-2016 09:00 AM
كعادة الشعوب المستعمرة سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا،تشربت شعوبنا العربية فكرة القومية من لدن الاستعمار الغربي الذي كان في طريقه إلى التخلص منها بعد تأكده من كونها عبأ ثقيلا بإمكانه تدمير الحضارة الغربية.
تعود فكرة القومية التي تعد إحدى مشتقات العلمانية الغربية إلى حقبة التوسع الإمبريالي الغربي في أمريكا اللاتينية و إفريقيا و أوروبا،و تصاعدت وتيرتها بعيد الثورة الصناعية و التناحر القومي الذي أتبعها،لتبلغ أوجها على أيدي الأنظمة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي سواء نازية هتلر في المانيا أو فاشية كل من موسوليني في ايطاليا وفرانكو في اسبانيا و التي تم القضاء عليها و تدميرها في الحرب العالمية الثانية التي شهدت صعود قومية الولايات المتحدة 'المقنعة' التي سارت في الخط التاريخي الامبريالي و ما تزال.
هنا نصل إلى كون فكرة القومية برمتها فكرة استعمارية تم زرعها من أجل تسهيل الأشكال الحديثة للاستعمار التي تخلت عن التدخل المباشر و الاحتلال،لتنتج أنماطا استعمارية خفية تمكنها من السيطرة على اقتصاد و ثقافة و وعي الشعوب المستعمرة سابقا و لاحقا.
ما يميز أصحاب الفكر القومي هو تطرفهم الأعمى و ايمانهم العنصري برقي 'نوعهم' الانساني على بقية الأنواع البشرية،و بنا على هذه النظرة تتقلص دائرة هؤلاء القوميين حتى في إطار قوميتهم 'المدّعاة' فنجدهم يحوزون السلطة و يسيطرون على الاقتصاد و يوجهون الإعلام خدمة لدعاياتهم الدوغمائية،تبقى هذه الدائرة في تقلصها المستمر حتى تصل إلى حكم العائلة كما هو الوضع في سوريا الأسد مثلا،رغم أن هذا كله يتم في إطار الدعاية القومية الوهمية.
تلقف القوميون العرب قضية فلسطين محولين إياها رأس حربة في دعايتهم الفاشية فتم تصوير هذه القضية الفلسطينية 'مسيح التاريخ العربي المصلوب'،و التي عبرها يبرر كل قمع و فساد و استبداد في إطار من بث الشعارات الوهمية كالمقاومة و الممانعة التي تكمل الصورة التبريرية لهذه الفاشية.
لا أرى سبيلا ناجعا للقضاء على هذه الأفكار العنصرية المتطرفة سوى نبذ أي صلات بها و التبرؤ من أي متطرفين يحملونها،و من ثم الشروع في إنتاج مشروع حضاري فكري إنساني خاص بنا يوائم حاجات مجتمعاتنا في سعيها نحو التقدم في سلم الحضارة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012