أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ادارة الأزمات وأزمة الإدارات

بقلم : احمد محمود سعيد
10-01-2016 11:00 AM

طوبى لمن يصبح وزيرا في هذا البلد فقد ضمن حياته وحياة اولاده واحفاده من بعده وطوبى لمن يصبح أمينا عامّا في بلدي حيث يضمن حياة سلسة له ولأولاده .
وقد بدأت بتلك الحقائق العمليّة لأن اي ترقيات تفتح مجالا في العادة لشواغر في بعض الإدارات وهنا تبدأ ازمة الإدارات من تشغيل المحاسيب والمناسيب لقنص الغُنْم والغُرْم بغض النظر عن مواصفات هامّة يتم التغاضي عنها مثل الكفاءة والأمانة والإنتماء والولاء لأنها لا تدخل في معايير الوظيفة المطلوبة او إشغال الشاغر المُتاح والمتوفِّر علما بأن الإعلان الذي قد يوضع بالصحف المحليّة يكون مبكّلا ومفصّلا حتى يكاد القارئ للإعلان ان يعتقد أنّه من الصعب إيجاد شخص كفؤ يحوز عل كل تلك الشروط والمواصفات المطلوبة وكثيرون يقولون الله يُعين الحكومة ورئيسها كيف سيتم تعبئة الشاغر وكم يكون الوضع حارّا بالرغم من برودة الجو كما في هذا الفصل الشاتي .
إنّ أزمة الإدارات بالرغم من اهمِّيتها القصوى خاصّة في تأثيرها على تنمية الوطن ونموِّه وإعلاء شأنه فإن هناك أزمة أشدُّ منها خطورة وهي إدارة الأزمات لأنها تتعلق بحماية المواطن وممتلكاته وتأمين الحياة الكريمة له ولأفراد أسرته .
وكثير من حكومات العالم الثالث لا تعتبر إدارة الأزمات من أولويّاتها لمبررات تُقنِع نفسها بها مثل عدم توفُّر الإمكانات الماليّة او البشريّة اوالتجهيزات الفنيّة او الميدانية او عدم وجود تشريعات ملزمة او غير ذلك او لعدم إمكانيّة التلاعب في تعيين الكوادر اللازمة لإدارة الموارد البشرية والموارد اللازمة للقيام بكافّة النشاطات والفعاليّات .
ويجب ان تكون إدارة الأزمات والطوارئ من اهم الدوائر الحكوميّة ويجب ان تُعطى كامل الصلاحيّة ويتوفّر لها كامل الأموال اللازمة وكافّة الأجهزة والكوادر الفنيّة والمتخصّصة لإدارة الأزمة سواء الناتجة عن كوارث طبيعيّة أو بشريّة .
وقد مرّت بالأردن في السنوات الماضية الكثير من الأزمات فمنذ تأسيس المملكة وحتّى الآن وخلال العقود الثلاث الماضية مرّت تحديّات جمّة على الأردن فمن الحرب الأهليّة اللبنانيّة الى ما عرف بأزمة الخبز وتغيير سعر الدينار وما تبعها من حروب الخليج وحركات اللجوء العديدة للأردن والى مؤثرات الأوضاع الإقليميّة على النشاط الإقتصادي واثره على الموانئ البريّة والبحريّة وحركة التصدير والتأثير على النواحي الزراعيّة والبيئيّةإضافة على الضغط على الموارد الصحيّة والتعليميّة والأمنيّة والتغيير في العادات الإجتماعيّة وسوق العمالة , وما تخلّل تلك العقود من آثار للحالة المناخيّة وخاصّة التغيُّر المناخي وآثار ذلك من الجفاف والأحوال الجويّة العاصفة والسيول والحمل الكبير على شبكات الطاقة الكهربائيّة ومحطات الوقود وغير ذلك .
إنّ أيِّ من تلك الظروف بحاجة لوزارة او إدارة مستقلّة للقيام بإدارة الأزمة أو تنسيق عمليات الطوارئ لكل منها بالتعاون مع اجهزة الدولة المختلفة والإمكانات المتوفِّرة لدى القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الطوعيّة.
ولكن مازالت أزمة الإدارات الشاغرة هي الأساس في الإنتماء من اجل الإنكفاء وعدم الإهتمام في ما هو أهم وأولى فإنّ الحكومة والمسؤولين ليس لديهم الوقت الكافي للتفكير في ما هو مهم وليتفكّروا فيما هو أهم .
وإدارة الأزمات في بلد ما ليست هي وسيلة للرفاه او التباهي امام الدول والمنظمات العالميّة كما انها ليست مكانا للتنفيعات والترفيعات في ذلك البلد وهي كذلك ليست لجمع المعونات والهبات من الدول والمنظمات الدولية دون مبرِّر وإنما هي لحاجة ماسّة لتخفيف الخسائر البشرية والمادّية الناتجة عن الكوارث الطبيعية والبشريّة إضافة لإيجاد ثقافة جماهيريّة وحكوميّة مسؤولة للتعامل مع الكوارث بشكل منظّم وإنسيابي وسريع خاّصّة في مراحل الإنقاذ والإسعاف والإيواء وثم التقييم والإستعداد الدائم دون إرباك اوإرتباك أو التأثير على الحياة العامّة للمواطنين وكذلك إيجاد مراكز للتعليم والتدريب للمجتمعات المحليّة والمنخرطين في خطط الطوارئ من إداريّين وفنيّين ومساعدين في حال مواجهة أي كارثة لا سمح الله .
ولنا تجارب سابقة وليست بعيدة زمنيّا عندما واجهت بعض المدن الأردنيّة كميّات غير مسبوقة من الأمطار في زمن قياسي ممّا ولّد إرباكا لحياة المواطنين العاديّة وإرتباكا بين الطواقم العاملة في مواجهة الكارثة ولكن ممّا اثلج الصدور الهبّة الشعبيّة على شكل فزعات من بعض الشباب والمتطوعين لإنقاذ بعض العالقين حيث لاقى هؤلاء المتطوِّعين التقدير والثناء والإعجاب من الأوساط الشعبيّة ومن لدن صاحب الجلاله ومن المسؤولين الرسميِّين كافّة وذلك شكرا لنخوتهم وتشجيعا لغيرهم لتعميم روح النخوة والإيثار في المجتمع الأردني الذي يحتاج لإدارة فاعلة وناجحة لتتقلّد زمام المسؤوليّة في إدارة الأزمات جنبا الى جنب مع المجلس الأعلى للدفاع المدني واعضائه كافّة ومركز المعلومات والسيطرة والإدارة في مديرية الأمن العام وكافة الوزارات والمديريات والبلديات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الطوعية وافراد المجتمع الأردني , وخفّف تهافت المخلصين على الشواغر في الإدارات العليا.
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة من اي كارثة طبيعية او بشريّة او إقليميّة او غيرها ووحّد المواطنين ليعملوا يدا واحدة لإبعاد الأذى وتخفيف الأضرار والتعاون فيما بينهم للحفاظ على الأردن أخضرا معافى من كلِّ سوء بفضل الله .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012