أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عاصفة النفط والحرب على الاسلام

بقلم : سلطان كليب
18-01-2016 09:09 AM
يبدو أنّ المفاهيم السياسية لا تصلُح لكل زمان ، واليوم نجد أنّ كثيراً من المفاهيم السياسية تغيّرت بل من الممكن الجزم أنها أصلاً مفاهيما مزورة وبعيدة عن الحقيقة التي يتم اخفائها .

سياسيين، وكتّاب، ورجال دين، ومثقفين، زرعوا فينا أفكاراً قديمةً أن تكالُب شعوب على العالم على منطقة الشّرق الأوسط ،هي نتيجة الهيمنةِ على موارد النفط،والاستحواذ على خيرات الوطن العربي من الثروات الطبيعية .

ربما هذا كان في فترة الستينات والسبعينات ممكناً،عندما كانت دول العالم أغلبها تُعتبر ناشئة وإن أطلق عليها دولاً صناعية وحضارية مقارنةً بدول العالم الثالث المتخلّفة لليوم ،ومع التقدم العلمي والصناعي والتكنلوجي لا اعتقد أن للشّرق الأوسط (الوطن العربي) تلك الأهمية كالتي كانت في الفترات السابقة من الناحية الاقتصادية .

أحداث اليوم السياسية،والإقتصادية، وتهاوي أسعار برميل النفط رغم ما تمر به المنطقة من حروب وصراعات ،والتي كانت كفيلة برفع أسعار النفط لحدودٍ خيالية أعطانا واقعاً جديداً أن الصراع في الشرق الأوسط ليس صراعاً اقتصادياً من أجل النفط والمواد الخام والثروات ،إنما هو صراعاً دينياً وحضارياً وثقافياً ،بدأ مع الغزو الأمريكي لأفغانستان، والعراق، وبدأ جلياً في خطابات بوش الأب والابن أنّ حربهم على الاسلام ،ولمسنا هذا الدور في مباركة الكنيسة الكاثوليكية الروسية التي انطلقت لدعم نظام بشار الأسد ومباركة القساوسة للجيوش وسلاحهم القادم لقتل المسلمين .

إنّ الحرب التي تقوم بها القوى الصليبية العلمانية، أو الشيوعية، والموالين لها على بلاد المسلمين ،لها عدة أوجه ،فأهم أهدافها هو الدم واستباحته بلا حرمةٍ ولا رحمة وقتل أكبر عددٍ من شباب المسلمين القادرين على القتال،وقتل ما امكن من علماء الأمة،علماء الفكر ،وعلماء الدين ،وإهانة المراة المسلمة من خلال اغتصابها وإهانة شرفها وكرامتها الذي يعتبر من المقدسات عند اهل السُّنة ،وتدمير البنى التحتية الانشائية بكافة انواعها ،وهدم مؤسسات الدولة الصحية، والتعليمية، والاقتصادية ،وينتج عن هذا جيلٌ ميّت سريرياَ ،أجيال تعاني الفقر، والجوع،والمرض ،والجهل، والأمية والتخلف ،وشعوب مشردة من اوطانها بلا قيادات ترعى شئونها ومصالحها ،وترك شعوب المناطق المشتعله متقاتله لعشرات السنين كما في العراق، واليمن، وسوريا، وليبيا،لتحقيق نبوئة اوباما .

أما الجانب الآخر لهذه الحرب ،فكان متمثلاً بهبوط أسعار النفط،والذي سيكون له وقع الصاعقة على الدول المنتجة وخاصة الخليجية منها ،وسيتأثر به المواطن بشكلٍ مباشرمن خلال رفع كافة الأسعار على مشتقات النفط ،والمواد الغذائية والتموينية بكل اصنافها، والتكميلية،وبنفس الوقت ستضطر الدول إلى الغاء مشاريعها التنموية أو تأخيرها ،ممّ سيرفع من نسبة البطالة بين الشباب،ويزيد نسبة العنوسة،كذلك فإن نفقات الحروب المشتعلة ستضطر الدول إلى الاعتماد على الاحتياطي لديها من الموال وبيع بعض اصول الدولة ،ولاحقا اللجوء الى الخصخصة ومن ثم الاعتماد على البنك الدولي للإستلاف والانغماس في الديون الربوية، وما يترتب عليها من شروط سياسية كما يحصل مع دول العالم الثالث .

الضربة المؤلمة التي قامت بها امريكا وصفعت بها وجه الدول العربية المنتجة للنفط وهذه تدخل ضمن سياسة الحروب ولا تقل اهميةً عنها ، أنها قامت برفع الحصار المفروض على إيران ،كما أفرجت عن اموالها المحجوزة والمقدّرة بـ 150 مليار،وهذا سيكون له أثرا سلبيا على المنطقة العربية برمتها ،حيث أن هذا منح نظام بشار الأسد ،وحزب الله،والمليشيات الحوثية في اليمن،والمليشيات الشيعية الايرانية والعراقية المقاتلة في المنطقة دعماً لوجستياً كما تريد الإدارة الأمريكية للحرب أن تستمر في المنطقة لمدة ثلاثين سنة ،لن الحروب لا يمكن أن تستمر مع انهيار الاقتصاد.

إن إيران بدات بتصدير نفطها،وهذا يعني اغراق الأسواق بمزيد من النفط ،رغم الاكتفاء العالمي ،وهذا كما ذكرت بمقالات سابقه اتوقع أن يصل برميل النفط خلال السنتين القادمتين بين 7-14 دولارا للبرميل ...وهذا يعني عجزا وافلاسا لدول الخليج ،وعدم مقدرة هذه الدول على اسناد الدول العربية تحت اي ظرفٍ مستقبلاً والدول العربية تحتاج في هذه الفترة الى ترليونات لتغطية الحروب التي لن تتوقف حسب السياسة الصهيوامريكية .

أضف لذلك أن كثيراً من الدول الصناعية وعلى رأسها أمريكا بدات تعتمد على الطاقة البديلة للنفط ، كالطاقة الناتجة عن الكهرباء التي تنتجها الرياح ،والسدود،والطاقة الشمسية،وانتاج الكهرباء للمنازل والشركات الكبرى بالطاقة الشمسية ،والسيارات الكهربائية،أي بمعنى أن أمريكا تغطي 60% من حاجتها من الطاقة البديلة،بالاضافة أن انتاجها اقترب من العشرة ملايين برميل من النفط بما يعادل انتاج السعودية ،أو روسيا .

ولا ننسى أن إيران ،كما هي إسرائيل تعتبر من الدول الصناعية ،فإسرائيل تستفيد من تدني اسعارالنفط إقتصادياً كباقي الدول،ولديها فائضاً من انتاج الغاز الطبيعي ، وخاصة أنها من الدول المتقدمة صناعياً، وتعتمد بالاضافة لدعمها الخارجي على تصدير كل انتاجها الصناعي الى اوروبا وهذا يوفر على خزينتها المليارات بل هي المستفيد الأكبر ...اما إيران فلن تتأثر كباقي دول الخليج ،فإيران دولة مصنعه ولديها الاكتفاء الذاتي تقريباً من الصناعات العسكرية المتطورة ،وتعتبر من الدول المنتجة لكثير من الصناعات مثل صناعة السجاد ،والكافيار ،والفزدق ،ولديها فائض في انتاج القمح ،والقطن،والاعلاف،والحبوب،والارز،والاف الصناعات الصغيرة بكل انواعها ،وتصدرها الى اوروبا وروسيا ،وبالتالي لن تكون معاناتها بنفس معاناة دول الخليج ،ومع رفع الحصار وحصولها على 150 مليار دولار بالتأكيد سوف تطور الكثير من صناعاتها لتصبح من الدول الموردة ،ولولا الحصار عليها نافست تركيا وكثيرا من دول اوروبا في صناعاتها واقتصادها،ولكن دول الخليج والدول العربية لن تتعلم الدرس واعتقد كما قال علي صالح فاتكم القطار ،والان يفوته القطار،أو كما قال بن علي الآن فهمتكم وفهمت الفلاح والعامل والمهندس فهمت مشاكلكم ولكن فهمهم بعد ان ركب الطائرة وغادر .

اذا اثبتت النظريات القديمة أن الحرب التي يقوم بها الغرب على العرب واستعماره هي ليست من اجل النفط والثروات كما كان يُروّج لها ،بل هي حرب دينية،حضارية،ثقافية،لا يريدون لأمة العرب أن تنهض ولا ان تتوحد، لأنهم موقنون أنّ نهوض الأمة العربية وغض الطرف عنها لحظة ستصبح هي الحضارة المهيمنة على العالم سياسياً وفكرياً وثقافياً ودينياً ..وما سقوط دولة الخلافة إلا بداية لتلك الحرب الدينية الى اليوم وحتى تقوم الحرب العالمية الثالثة ،التي سيولد بعدها فجر ٌ جديد،ولكنه فجرٌ بلون نور الشّمس ولون دم الشباب العربي .


مدير مركز الشفافية الدولي لدراسات حقوق الانسان ـ سلطان كليب ابو يوسف

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-01-2016 10:00 AM

تعم هذا هو التحليل الواقغي والموضوعي للسياسه الصهيوصليبيه في المنطقه العربيه بختصار الهدف تدمير كل القدرات العربيه الاسلاميه السنيه تخديدا وانها لحرب على اهل السنه ولم يجتمع في تاريخ الخضاره الاسلاميه هذا الاجتماع من ملل الكفر والصليب على دول الاسلام مثل هذا الاجتماع اليوم ( يردون ان يطفئو نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون ) وهذه الحرب مستمر منذ قرن من الزمان ...

2) تعليق بواسطة :
18-01-2016 10:59 AM

قراءه جميله للواقع وذات عمق, فيها الكثير مما بدأنا نلحظه ونعيشه,, المستقبل قاتم والانظمه العميله تشساعد في هدر الدم المسلم واستباحة الاعراض بما ينذر بنشوء حرب عالميه وشيكه..
الشعوب مغيبه وغير فاعله, ومن يحاول منهم مآله كما الشعب السوري الشتات والقتل,, او طأطأة الرأس كما الشعب المصري, او الاقتتال الطائفي كما في العراق,,فكل الدول العربيه لديها تناقضات واختلاف اذا ما ارادوا اشعال الفتنه فهم جاهزون..

3) تعليق بواسطة :
18-01-2016 02:25 PM

هراء في هراء في هراء...و تحليل كتابي لا يمت للواقع بصلة سوى الجزء المتعلق بإيران. لا تسقطوا الفشل في إدارة الدولة الاردنية والسرقة الحاصلة عليها و القهر الذي يعيشه مواطنه على دول الخليج. رفع الاسعار لم و لن يؤثرر على مشاريع التنمية هناك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012