أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاعلام الاردني وعلى من يؤثر

بقلم : هاشم مشاعله
19-01-2016 09:00 AM
لم نراعي فيما سبق عرضه وبيانه المُستخدم السيء أو الحسن لهذه الوسائل الإعلامية ، و إنما كان كلاماً عاماً دون تخصيص أو تحديد ، ولكن مما لا يخفى على أحد هذا الأثر المدمر لهذه الوسائل الإعلامية في الفترة السابقة و الحالية ، لأنها مستغلة – في الغالب – من قبل أناس يتبعون غير سبيل المؤمنين ، و يعيثون في الأمة فساداً و إفساداً ، والله المستعان .
إن الأثر السيء – جداً – لهذه المضامين الإعلامية المدمرة ظاهر للعيان فلا يحتاج إلى طول بحث أو تعب لوضع اليد عليه ، و إن مما زاد الأمر ضغثاً على إبالة وفي الزِّمانة علِّة و الطين بلة تلك التبعية العرجاء لغرب ضل وتاه ، فالدعوة المجنونة الأحقاد إلى التغريب صنعت كظيظاً من الزحام يخُبُ فيه أقوام من التائهين ، و تضيع فيه فئام من الهائمين من المبهورين في بريق الغرب الخادع ، و زينته المصطنعة و بهرجه المزيف ، فاتخذوه دليلاً لهم بعد أن حسبوه خريتاً أميناً ! :
كبهيمة عمياء قاد زمامها أعمى ! على عوج الطريق الحائر !!
فإلى أولئك الغارقين في بحر التقليد المذل و إلى اللاهثين خلف سراب خادع مضل إليكم هذه الإلماعة و هذا النداء .
و قد حرصت في السطور السابقة على وضع اليد على مكمن الداء ليكون العلاج يسيراً سهلاً ، فإن تشخيص المرض نصف الدواء أو جله ، وحتى نستأصل الورم و نطهر الدغل لابد أن نتبع تشخيص الداء دواءً نافعاً حاسماً لمادة المرض ، فهذه إذن شيء من النصائح و التوجيهات التي تعين في التصدي لهذه الهجمة الإعلامية السيئة على مجتمعاتنا :
• علينا أن نقوم بدور متقدم عبر العمل على بناء المجتمع بناءً سليماً بالوسائل الشرعية السليمة ، بنشر التوعية الصحيحة و تحذير الناس من هذه المضامين الخبيثة .

• أن نعيد للأمة رموزها الحقيقيين وقادتها الفعليين الذين أمرنا بسؤالهم و الانصياع للحق الذي معهم ، وهم العلماء الربانيين على منهاج النبوة فهم الحراس الحقيقيون لهذه الأمة .

• أن نعود بالأمة إلى المنهج الصافي الأمين ، منهج الصحابة و التابعين ، فهو خط الدفاع الأول عن كيان الأمة والذي أمامه تذوب كل محاولات الإختراق ، فنبرز محاسن هذا الدين بأساليب التربية المعروفة من التربية بالقدوة و غير ذلك ، ليربو النامي لدينا معتزاً بما يحمله في صدره من ميزات لدينة و مقومات لعروبيته و سمات في مجتمعه .

• أن نعيد الأمة إلى منابع العلوم و إحياء حلقات العلم الصافي ، فينشغل الناس بما ينفعهم في دنياهم و أخراهم بالإلتفاف حول المعلميين المشهود لهم بحسن العقيدة وصفاء المنهج و الإهتمام بالكتب و الشروحات السنية ، فإن هذا له كبير الأثر في إنعاش الأمة و الإرتقاء بها .

• أن ننهض بإعلام يرقى بشموخ ، بعرض سليم و مضمون رصين ، ولغة صادقة مبدعة .

• الوقوف بجدية أمام ما يحاك لهذه الأمة من المخططات الرامية إلى سلخ هذه الأمة من منهجها الصحيح و معتقدها السليم ، وتشتيتها شذر مذر وتذويبها في أطر مقيتة و أفكار محدثة رديئة .

• ينبغي فضح الإعلام السيء وكشفه أمام الناس علهم يقفوا على فداحة الخطب فيتوقفوا عن تعاطي ذياك الذنب

• أن يعاد للأسرة دورها الأساسي الذي كانت عليه من ذي قبل ، فهي الحضن الدافئ الذي يحوي الجيل القادم بداخله .

• أن يعود المربي ( الأم ، الأب ، المدرسة ) إلى مكانه الصحيح في ريادة وتوجيه الجيل الناشئ ، و إرشاده إلى الصحيح و السليم ، وحمايته من كل فكرة مغشوشة .

• أن يتسلم الأب مهامه القيادية بكل مسؤولية واهتمام داخل أسرته ، وإعطائه حقه من الإحترام و الهيبة و المركز ، ليكون أهلاً لهذه المهمة التي أنيطت به ، ليكون في أسرته ( حارس البوابة العنيد ) ليحدد لها ما هو صالح ويحميها من كل ما يفسدها و يسممها .

• أن ينتبه ولاة الأمور المعنيون بهذا المجال الإعلامي ، فليقطعوا عن الأمة كل صوت نشاز ، ويحرموا كل فكر دخيل من فرصة ( الإتصال الجماهيري ) ، و أن يعملوا على تغذية المجتمع بالمضادات الحيوية التي تحول دون إصابة الأمة بأمراض عقدية وفكرية مزمنة ، و إنشاء حائط صد تتكسر عليه كل الشبهات التي تثار كل حين لتدمير الأمة ، و سور لمنع تسرب فتنة الشهوات التي تضخ لإفساد الناس و مسخهم .

• و أن تكثف الجهود لجهاد هذا الغزو الفكري الغربي اللئم ، حتى نتركه في العراء ، و حتى يرعوي من اشتد تعلقه بذاك الغرب الخرب ، فيعود إلى حوزته و ينتمي إلى مظنته ، و يكون خير لبنة في خير بناء .

هذا لا بد منه بدل أن نظل في فلك الصراخ و الصياح جراء الألم الذي تحدثه لنا هذه المضامين الإعلامية ، فإن اعتماد الناس عليها اليوم كبير جداً ، وتعد من أهم وسائل الإتصال الموجودة اليوم بين البشر ، ولعها تعد – اليوم – من أخطر أساليب العولمة الخبيثة ، فلأجل ذلك كله – وغيره – لابد من المسارعة إلى رقع هذا الخرق قبل أن يتسع على الراقع ويلات حين مناص .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012