أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأنثروبولوجي

بقلم : هاشم مشاعله
21-01-2016 08:55 AM
علم الإنسان الثقافي أو الأناسة الثقافية (بالإنجليزية: Cultural anthropology)، من فروع علم الإنسان العام، ويهتم بدراسة الثقافة من جوانبها المختلفة حيث يركز على دراسة بناء الثقافات البشرية وأدائها لوظائفها في كل زمان ومكان. يهتم دارس الاناسة الثقافية بجميع الثقافات لأنه يسهم في الكشف عن استجابات الناس نحو مشكلات الحياة والعمل ومن أهم عناصر الثقافة اللغة، ويرجع الفضل إلى العالم إدوارد تايلور في نشأة هذا الفرع وتطوره وتنظيم موضوعاته في إطار واحد ينتظم حول الثقافة، ولعل التعريف الذي قدمه تايلور لا يزال سائداً حتى يومنا هذا على الرغم من ظهوره عام 1878 ويذهب تعريف الثقافة إلى أنها: ذلك الكل المركب الذي يضم المعرفة والعادات والمعتقدات والأخلاق والفن والقانون، وأية قدرات أخرى يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع وفي ضوء هذا التنوع والكثرة التي تشتمل عليها الثقافة فإن الأناسة الثقافية تضم الفروع التالية: علم الأعراق، علم الآثار واللغويات.
وفي مطلع القرن العشرين برزت في الأنثروبولوجيا أسماء ضخمة مثل ' السر جيمس فريزر'، و'أميل دوركايم'، و' راد كلف براون'، و' مالينوفسكي '، و' البوث سمث'، و' رفرز'. كما ظهرت مدارس إنثروبولوجية هامّة مثل ( مدرسة الانتشار الحضاري) و ( المدرسة الوظيفية). وكلاهما هاجمتا ودحضتا ' المدرسة التطورية '، هذا إلى جانب ' المدرسة البيئية' ، وهي مدرسة قديمة مستمرة الوجود.
إننا نستطيع أن نعتبرَ القرن الثامن عشر نقطة بدءٍ مناسبة للانثروبولوجيا. نشهد بعدها ظهور العناصر المكونة لهذا العلم. فآراء مونتسكيو في كتابهِ الشهير ( روح القوانين) عن المجتمع وأسسه وطبيعته. وكتابات ( سان سيمون) وإدعاؤه وجود علم للمجتمع، وآراء (يفيد هيوم) و( آدم سمث) ونظرتهما إلى المجتمعات بأعتبارها تتكون من أنساق طبيعية، وإعتقادهما بالتطور غير المحدود، وبوجود قوانين لذلكَ التطور، كل تلكَ التأمّلات والآراء حوت لا بلا شك البذرات الصالحة والمكونات الاساسية التي نمت في القرن التاسع عشر، فكونت المدراس الانثروبولوجيّة الكبيرة.
وبعدَ مُنتصف القرن التاسع عشر بدأت الكتب القديمة في الأنثروبولوجيا بالظهور في أوروبا وأمريكا. وكانَ أبرز تلكَ الكتب كتاب ( السر هنرى مين) ' القانون القديم ' عام 1861وكتابه عن ( المجتمعات القروية في الشرق والغرب) (1861)، وكتاب (باخوفن) عن (حق ألام) عام 1861 وكتاب ( فوستل دو كولانج) عن ( المدينة القديمة) 1864 وكتاب ( ماكلينان) عن ' الزواج البدائي' عام 1865 وكتاب (السر أدورد تايلور) المُُسمى ' أبحاث في التأريخ القديم للجنس البشري' عام 1865 وكتابه الآخر عن ' الحضارة البدائية' عام 1871، ومن ثم (لوس موركن ) عن ' أنساق روابط الدم والمصاهرة في العائلة الإنسانية) عام 1870.
كما ظهرت 'بعين الوقت' مدرستان كبيرتان من مدراس هذا العلم، هما ' مدرسة القانون المقارن' و ' المدرسة التطورية' . فأفاد رجال المدرسة ألاولى الأنثروبولوجيا كثيراً حين إنصرفوا إلى دراسة القانون المقارن. حيث اهتموا بصورة خاصة بالقانون القديم وقوانيين الشعوب البدائية. كما تأثرَ رجال المدرسة الثانية ' التطورية' بنظريات (لامارك) و( دارون) في التطور الحياتي.فأقاموا نظرياتهم في التطور الاجتماعي على عين الاسس.
إننا نستطيع أن نعتبرَ نقطة البدء الحقيقية للانثروبولوجيا هي القرن العشرين، التي تمثلت بظهور أسماء ضخمة من عباقرة الانثروبولوجيا، أضافة إلى مؤلفاتهم في ذلك الشأن. ناهيكَ عن المدارس الانثروبولوجية المهمة التي ساعدت في نمو وتطوير هذا العلم.
ثمة قضية معينة هنا، وهي أن علم الاجتماع والانثروبولوجيا علمين متقاربين متشابهين، بحيث لا يمكن للباحث الفصل أو التمييز بين هذين العلمين. لدرجة تقاربهما، لذلكَ فإن من الأنسب تعيين نقاط الاختلاف بين هذين العلمين لمعرفة اتجاه كل من هذين العلمين في الدراسات الاجتماعية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012