أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ذيب العيال

بقلم : ياسر المعادات
21-01-2016 09:00 AM
من يغوص البحر الأحمر.. فلا يلحق مداهْ والبحر يا ذيب.. ما كلّ رجلٍ ياصلهْ
الخَوي لا من بدالك .. لا تخيّب له رجاهْ كون يمّه في يمينه.. بالمراجل واصلهْ
والذّيابه لو بَدت لك.. ما تحقق لك نجاهْ كلّهم ما ينفعونك.. والمنايا حاصلهْ
يطلق البدو على الفتى أو حتى الشاب الذي فاق جيله لقب 'ذيب العيال' لما له من مزايا و خصال تجعل تشبيهه بالذئب صيغة تحبب تناسب تفوقه،هذا اللقب هنا أطلقه على 'ذيب' الفيلم الأردني الحدث الذي استطاع لأول مرة في تاريخ السينما وضع اسم الأردن على خارطة جوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية،و هي الفئة التي حازت أفلام أسطورية سابقا على جائزتها من مثل سارق الدراجة لفيتوريو دي سيكا،و سينما باراديزو لجوزيبي توناتوري،و الأرض المحايدة لدانيس تانوفيتش،و السر في عيونهم لخوان خوسيه كامبانيّا و غيرها الكثير من الأفلام التي تفوق في قيمتها الفنية العديد من أفلام هوليوود التي تستولي دوما على نصيب الأسد من الإشهار و المبالغة في التقييم.
ذيب ليس الفيلم العربي الأول الذي يترشح للجائزة التي سبق أن فاز بها فيلم عربي هو زذ 'فيلم جزائري ناطق بالفرنسية'،ناهيك عن ترشح أربع أفلام جزائرية أخرى و فيلمين فلسطينيين و فيلم موريتاني كان آخر المترشحين في جوائز العام الماضي هو تيمبوكتو الذي خسر الجائزة لفائدة الفيلم البولندي آيدا لبافيل بافيلكوفسكي.
بالعودة لذيبنا الذي أخرجه ناجي أبو نوار و الذي هو نفسه كاتب قصته إلى جانب باسل غندور،فإن الفيلم اعتمد على ممثلين غير محترفين من سكان منطقة وادي رم الذين يرتبطون ارتباطا مباشرا بديموغرافيا و تاريخ المكان الذي تعرض فيه 'القصة الكلاسكية' الخاصة بذيب،و من هؤلاء كان 'ذيب العيال' جاسر عيد الفتى ذو الإثنى عشر ربيعا،الذي من الصعب التصديق بأن هذه هي أولى جاربه في التمثيل السينمائي،و إن كان هناك أمر بإمكان ترشح الفيلم لمثل هكذا جائزة أن يعكسه فليس أكثر مما يعكسه العمل الجبار لفريق العمل على تأهيل هؤلاء الممثلين غير المحترفين على مدى عشرة أشهر كاملة،من مخرج يعنى بأدق التفاصيل إلى فريق إنتاج اختلط ببيئة العمل الخاصة بالفيلم و اندمج معها ليشكلوا جميعا كلا واحدا أنتج عملا سينمائيا وطنيا أردنيا بمواصفات فنية عالمية تؤكدها إنجازاته و ترشيحاته المتوالية التي توجها بالترشح للقائمة النهائية لجوائز الاوسكار.
الفيلم يتنافس في جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية و التي ستعلن نتائجها في حفل الأوسكار المقرر في 28 من شباط القادم،مع الفيلم الكولومبي احتضان الثعبان لتشيرو غيرّا و الفيلم الفرنسي موستانغ لدنيز اغوفين و الفيلم المجري ابن ساول للازلو نيميش و أخيرا مع الفيلم الدنماركي حرب لتوبياس ليندهولم،و هو يملك فرصة ذهبية للفوز بالجائزة على الرغم من وجود هذه المنافسة من هذه المدارس السينمائية العتيدة،فذيب هو الفيلم الوحيد المرشح للفوز بهذه الجائزة بالتوازي مع ترشحه لذات الفئة من جوائز 'البافتا' أي جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام،و هو أمر يرفع بالتأكيد أسهم الفيلم في الحصول على الأقل على إحدى الجائزتين السينمائيتين الأهم في العالم.
ذيب العيال الأردني الذي خرج من رحم البادية ليشق طريقه نحو الإبداع،لا يشكل ظاهرة شاذة أو طفرة بل هو دليل على قدرة المبدع الأردني على المنافسة و الإرتقاء في السلم الحضاري،فالأردني رغم تهميشه و محاولة طمس هويته و قدراته يصر على التحدي من أجل بعث هذه الهوية من خلال شتى مجالات الإبداع الإنساني،و سيستمر في هذا التحدي محولا هذا الأمر إلى ظاهرة طبيعية معبرة عن وجوده و هويته.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-01-2016 09:55 PM

الصوره تؤكد !

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012