أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


نواف عبيد .. لا تهرف بما لا تعرف

بقلم : م. محمد يوسف الشديفات
23-01-2016 10:47 AM
يقول الكاتب السعودي المقرّب من دوائر صنع القرار في المملكة العربية السعودية نواف عبيد في مقالته المنشورة في صحيفة الحياة اللندنية بعنوان (نفوذ السعودية: قوتها الكامنة مقابل دورها الفعلي)، وهنا أقتبس 'خارج نطاق أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي، فنحن ممتنون لتضامن إخواننا في جزر القمر وجيبوتي والسودان معنا بسحب سفرائهم بعد إعلان السعودية قطعها العلاقات الديبلوماسية مع إيران. إلا أنه لمحزن أن نرى أن دولة مثل الأردن على رغم اتكالها شبه الكلي على الدعم السعودي المالي والسياسي تبقى المملكة الهاشمية على أقل حد غير قادرة على سحب سفيرها من طهران واكتفت باستدعاء السفير الإيراني في عمان.'، انتهى الإقتباس.


لست مندهشاً من هذا الكلام بالرغم مما يحويه من مغالطات، فالأردن الرسمي دأب على إقامة حلقات المدح والثناء للبعيد والقريب و'مرّاق الطريق'، وأشاد بأدوارٍ عظيمة تم نسجها في رؤوس أصحابها فقط، في ظل علاقات دولية توصف بأنها متزنة ومعتدلة في كوكبٍ يشتعل استقطاباً، مما أدى إلى رسوخ فكرة أن الأردن دولة تقتات على المساعدات والمنح الخارجية ولولاها لمات الأردنيون جوعاً.


نحن في الأردن لا نجحد دور الأشقاء والأصدقاء الداعم للأردن وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي نكن لها كل التقدير والإحترام، لكن تقارير المساعدات الخارجية السنوية والمنشورة على الموقع الرسمي لوزارة التخطيط الأردنية تقول بأن آخر دعم نقدي مباشر للخزينة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية كان 200 مليون دولار في العام 2013، عدا المنحة الخليجية التي توجه لدعم مشاريع تنموية بشكل مباشر، وبالرغم من الظروف الإقتصادية القاسية التي مر بها الأردن وبالذات فيما يتعلق بقطاع الطاقة خصوصاً بعد انقطاع الغاز المصري، إلا أن الأردن كان يشتري النفط بالسعر العالمي في ذروة ارتفاع أسعاره، ولم نحصل من الأشقاء حتى على أسعار نفط تفضيلية.


لا أعلم بالتحديد ما هو الدعم السياسي الذي قصده الكاتب والذي تقدمه المملكة العربية السعودية للأردن؟، فالأردن عندما كان يحذّر من خطر الهلال الشيعي (السياسي)، كانت دول الخليج العربي أقرب إلى إيران من غيرها، فضلاً عن أن الأردن ولهذا اليوم ما زال يحتفظ بعلاقات سياسية باهتة مع الدولة الفارسية، وفيما يتعلق بمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، حذر الأردن مراراً وتكراراً أشقاءه من خطورة هذا التنظيم وضرورة محاربته والقضاء عليه، إلا أنه وجد نفسه وحيداً فيما بعد، ناهيك عن تغول العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية وانتهاكه للأعراف والمواثيق الدولية، وانتهاكه الصارخ لدور الأردن في رعاية المقدسات في القدس الشريف.


الدعم السعودي كان سخياً في أماكن ودول أخرى مقارنة بالدعم الموجه للأردن، انعكس ذلك بشكل واضح على العلاقات بين الشقيقتين والتي كانت تصاب بالفتور بين الحين والآخر، بالرغم من التصريحات الرسمية التي تحاول أن تنكر هذا الواقع، وحتى لو سلّمنا بفرضية أن السعودية تُمطر على الأردن أموالاً لا تحصى ولا تعد، هل هذا يقتضي بالضرورة مصادرة الدور والموقف السياسي للدولة الأردنية مقابل ذلك الدعم؟!


إن تكلفة حماية حدود المملكة العربية السعودية وحدود الجزيرة العربية الشمالية تعادل أضعاف تكلفة حماية حدودها الجنوبية، ونحن بكل تأكيد لا نحمّل الآخرين مسؤولية الأخطاء الاقتصادية التي ارتكبتها حكوماتنا، إلا أننا في الوقت ذاته لا نرضى بأن يتم تجيير دور المواطن الأردني القابض على الجمر والذي عانى ما عاناه لصالح أجندات هدفها أن تسبغ عليه صفة 'المتسول'.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-01-2016 06:02 PM

.
-- كل الشكر للاستاذ المهندس محمد يوسف الشديفات على تنويره لما يكتبه " نواف عبيد " اللبناني المتسعود والذي اعرف عنه منذ درس في جامعه هارفارد بحكم صلتي بالجامعه

-- لست من المعجبين بالموقف السعودي تجاه الاردن والعيب ليس بهم بل بمن يفاوضونهم من طرفنا دوما وأغلبهم أفراد يبحثون عن مصالح ضيقه يلتقطها السعوديون فيكون أرضاء المفاوض على حساب الوطن

-- نعود لعبيد ، هذا متسلق يدعي كاذبا قربه من دوائر القرار السعودي ويكتب مقالات يستفز بها جهات مختلفه وكأنها لسان حال مسؤول سعودي رفيع
.

2) تعليق بواسطة :
24-01-2016 07:06 AM

عبارة مقتبسة من حوار الجد الحكيم لاحفاده """ قلتلك لا تقبل كل عزومة, بس انت ما رديت. اكل الرجال ع الرجال يا وليدي قرضة وع المساكين حسنة"""....هيك علمتنا امثال الاجداد الاوائل في بيوتنا اليس في هذه العبارة درس قاس ينبغي التنبه له؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012