|
|
الشتاء ومدارس الجيش
بقلم : طه عبدالوالي الشوابكه
28-01-2016 09:00 AM صباح الخير على كل الأردنيين في مواسم الخير والعطاء. صباح الخير على كل العاملين بلا انقطاع أو توقف أو تراجع في ظروف ينهمر فيها الغيث مدرارا من رب السماء ليغيث به الزرع والضرع بعد انكفاء الأمل وانعقاد اللسان هلعا وخوفا من انحسار الرجاء. ها هو الجيش العربي المصطفوي, بعديده وعتاده يتلقى وعد الخالق جل في علاه من ثلج وبَرَد وتهطال فاتحا ذراعه وقلبه إلى كرم الله سبحانه وتعالى, بينما نحن نيام حول المدافيء بين الجُدُر الأربعة نقتات على ما غنمناه من معارك في طوابير الخبز والخضار والاجبان. هو الجيش حاله كحال الأمن العام والدرك والدفاع المدني وبقية الأجهزة التي يشتعل فيها العطاء لحظة أن ينحسر العطاء من على وجه هذه الأرض, فطوبى لكل الساهرين الثابتين الراسخين رسوخ الجبال أمام كل الأنواء. ها هو الجيش العربي كعادته في كل الاختبارات والمحن ينجح بامتياز, وهو يقدم ما احتاط له في زوادته من زاد جودا وكرما لكل محتاج , يدنو من كل من تقطعت بهم السبل في الطرقات البعيدة عن كل ما يبعث على الحياة, فألف تحية إلى كل جندي وضابط ومسؤول مهما كان وأينما كان من منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية على الحدود الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية وهم يطوقون الوطن بسياج من نار غيرة ومحبة واعتزازا ليظل الحمى أمنا وسلاما لكل الساكنين كحضن أم حنون, كعباءة جد حليم ومعطف (صاك) جيش قديم لأب متقاعد عطوف شفوق. صباح الخير على كل معهد من معاهد الثقافة العسكرية الممتدة بعناية كالأوردة والشرايين لتدب الحياة في جسد الوطن من الرويشد والصفاوي إلى سما السرحان وصبحا مرورا بالزرقاء وعمان ثم إلى أم الرصاص والكرك والقطرانة والجفر والحسينية والقويرة حتى وادي عربة والعقبة قريقرة إلى آخر حدود المدورة. صباح الخير على هذه الديار ( ديار العلم والمعرفة والرعاية الأبوية للأهل والأبناء), وهي تبحث عن العالقين بلا تمييز أو محاصصة من أي بلد أو لون أو جنس أو دين بين ارتال الثلوج والسيول وما جادت به هذه الأجواء, ليحل ضيفا عزيزا مكرما (مأكلا ومشربا ومبيتا) ليوم أو لعدة أيام حتى جلاء العاصفة بلا حساب وبلا ثمن أو منة لكأنه هو المُضيف صاحب الدار. صباح الخير على كل مدارس الثقافة العسكرية التي فتحت أبوابها كمراكز إيواء وما انكفأت ولا تعطلت يوما حتى وان صرح ناطق مسؤول بالتعطيل لتظل على عهد الوفاء لكل من حل على ارض هذا الوطن حين يشكو من النوى وحين يحتار به الأمر في كل درب تحقيقا وترجمة لرؤى القائد الأعلى والقيادة العامة ورسالة الجيش المصطفوي الخالدة بكل اقتدار. صباح الخير, تحية صب عاشق يزجيها مع التهنئة والتبريك إلى مدرستي (دبّة حانوت) على الطريق الصحراوي المتجه للعقبة والى (مدرسة الصالحية) الواقعة على نفس الدرب الشاق, هاتين المولودتين اللتين تعتزما النطق بأول حروف الهجاء مع أول أيام الفصل الثاني هدية ثمينة من المليك والجيش لأهل تلك الديار, والحبل في مضمار التعليم لديهم على الجرار. ع.م. طه عبدالوالي الشوابكه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|