أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


كيري مبعوثا لروسيا وإيران في الملف السوري!!

بقلم : ياسر الزعاترة
30-01-2016 12:00 AM
لم يتوقع رموز المعارضة السورية أن يقفوا قبالة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، كأنهم أمام لافروف أو حتى عبد اللهيان (صوت المحافظين في حكومة روحاني)، ففي الرياض سمعوا منه لهجة تهديد أكثر من أي شيء آخر (إما أن تذهبوا إلى جنيف بالشروط المتاحة، وإلا فالعزلة!!). في الرياض، تبنى كيري المبادرة الإيرانية، ووافق ضمنيا على مطالب الروس فيما خصّ وفد التفاوض وتسميته، ورفض في المقابل كل شروط المعارضة من وقف لقصف طيران الروس وطيران النظام، أو إفراج عن معتقلين أو تسهيل وصول المساعدات. للتذكير فقط، أعني لتذكير شبيحة بشار ومن يؤمنون بهم وبخطابهم، فهذا الموقف الأمريكي، وهو انعكاس للموقف الإسرائيلي، لم يبرز اليوم أو أمس، وإنما كان كذلك طوال الوقت، فواشنطن هي التي كانت تضغط على الجميع ولا تزال من أجل منع وصول السلاح النوعي، وتحديدا مضادات الطيران للثوار السوريين، ولم تستخدم لهجة التهديد مع النظام إلا من أجل تسليم الكيماوي بحسب المطلب الصهيوني، لكن الشبيحة لم يتوقفوا عن ترديد حكاية المؤامرة من أجل تبرير موقف ساقط في مساندة طاغية ضد شعب خرج يطلب الحرية والكرامة كجزء من ربيع العرب، قبل أن تتحول سوريا لاحقا إلى محطة صراع مع جنون التوسع الإيراني، وبالطبع بعد أن ضُرب الربيع فيها، وأكمل عليه العرب الآخرون، أو كادوا بتعبير ادق. جديد الموقف الأمريكي وهذا التحول السافر ضد المعارضة، لا يختلف عن المزاج الأوروبي، فهو نتاج الصفقات التجارية التي يحملها روحاني بعد رفع العقوبات، وهي التي يستفيد منها المحافظون في تغيير الموقف من سوريا تحديدا، فيما يستفيد منها روحاني بإنقاذ بعض العوائد لكسب الشارع بدل تركها لخصومه يضيعونها في الصرف على مشروع التوسع. على أن الموقف الأمريكي الجديد بالضغط من أجل التفاوض، لا يعني أن هناك نية حقيقية وجادة لوقف النزيف السوري، وإن كان المسار الراهن مقبولا في حال تم التوصل إلى حل، وطبعا بوجود اتفاق مع الكيان الصهيوني على بقاء بشار والبنية الأساسية لنظامه، وذلك بوصفه الخيار المريح الذي لن ينبني عليه أي إزعاج، فالرجل سيحصل على بلد مدمّر، وبمرجعية إيرانية متصالحة مع الغرب، وأخرى روسية لن تقبل بأي إزعاج لتل أبيب. أما الخيار الآخر ممثلا في استمرار المعركة، لزمن طويل آخر، فهو مقبول أيضا، لا سيما أن نهايته لن تختلف كثيرا، مع فارق أن طول المعركة سيفسح المجال أمام استنزاف أكبر لروسيا التي تغطرست أكثر من اللازم، هنا وفي أوكرانيا، ولا بأس من استنزافها من أجل إعادتها إلى حجمها الطبيعي. في المقابل لم يجد المعارضون السوريون بدا من تحدي الإملاء الأمريكي، أقله إلى الآن، وذلك بضوء أخضر من الداعمين، رغم أن الوضع الميداني أخذ ينحرف لصالح النظام بقوة النيران الروسية، وبالمشاركة الأكبر من إيران وحزب الله، من دون أن يعني ذلك وجود أفق لحسم عسكري. في ضوء ذلك، لا خيار لمواجهة هذه الموجة الجديدة من الضغوط غير لملمة وضع الفصائل المقاتلة، وتصعيد الدعم من أجل تحسين الأداء، وعندها يمكن تغيير الكثير من شروط اللعبة، بما في ذلك جعل “جنيف” محطة لتغيير حقيقي كما نصت جولته الأولى، وليس محطة لما يسمى حكومة وحدة وطنية، كأن الخلاف هو مع وائل الحلقي، وليس مع البنية الأمنية والعسكرية للنظام، وهي بنية طائفية يتصدرها بشار نفسه.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-01-2016 02:27 PM

هل كان ربيع فعلا بسوريا ؟؟؟ أم كان برائحة صهيونية تزكم الانوف وتسقى بالنفط المشبوه ؟؟
وهل العالم ،وكيري مسؤولين عن سذاجة ما يسمى بالمعارضة ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
01-02-2016 09:24 AM

اسطوانة الاسلاميين نفسها لم تتغير وهي اتهام النظام السوري بانه يتعاون مع اسرائيل وغيرها من الترهات التي اثبتت الوقائع عدم صدقيتها، الوقائع اثبتت ان ما يسمى "معارضة سورية "او ما يطلق عليهم الكاتب "ثوار " انهم هم من تهاون مع الاسرائيلي من اجل هزيمة جيش عربي وقصف منشآت علمية لبلده وهتف الله واكبر عندما قصف اسرائيل جمرايا ،اما من حيث بنية النظام الذي يتهمه الكاتب بالطائفي فهذا كلام مردود ففي سوريا لا يوجد تفريق بين دين وآخر وطائفة وآخرى الا عندما دخل الاسلام السياسي على الخط ليس في سوريا فقط بل ...

3) تعليق بواسطة :
01-02-2016 03:51 PM

اية الله جون كيري ممدوب ايران في الملف تلسوري وهو ينفذ بدقة اوامر الخامنئي وروحاني وظريف ومصلحة امريكا تقتضي ذلك

4) تعليق بواسطة :
01-02-2016 05:42 PM

المعارضة السورية ناتمر باوامر المخابرات تاتركية والقطرية والسعودية والاسرايليه والاسد ياتمر باوامر ايرانية روسية وااضحية الشعب السوري والمستفيد اسرائيل والمتضرر الاردن ولبنان

5) تعليق بواسطة :
02-02-2016 09:09 AM

نريد من الكاتب ان يتذكر سوريا ايام "الجاهلية " العلمانية قبل 2011 وحال سوريا والسوريين الآن بعد "الفتوحات الاسلامية " ليرى الفرق ،لن ما اوصل سوريا للحالة الراهنة عدة عوامل اهمها :
- تحالف الاخوان المسلمين في سوريا مع الشيطان التركي والقطري والسعودي والاسرائيلي والفرنسي والامريكي ضد بلدهم .
- قام الاخوان المسلمين بعسكرة الحراك في سوريا بناء على اوامر وتنسيق مع الدول المذكورة.
- اثبتت الاحداث في دول المنطقة بان الاخوان يتحالفون مع اي شيطان من اجل الوصول للسلطة ،مثال :مصر ،ليبيا ،تونس وسوريا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012