أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مستقبل الديموغرافيا في الاردن

بقلم : سلطان كليب
03-02-2016 08:01 AM

الدولة الاردنية هي من اكثر المناطق في الشرق الاوسط أمناً واستقرارا ...وتعتبر الأقل كثافةً سكانية عند انشاء الامارة .. المملكة منذ النشوء اعتمدت على التوسع الديموغرافي عبر الهجرات نتيجة الحروب ...من شعوب الدول التي عانت ويلات الحروب والاضطهاد بدءً من الشركس والشيشان ..ثم النزوح السوري في بداية المواجهة مع فرنسا ..والهجرات الفلسطينية ..نتيجة مقاومة المستعمر البريطاني منذ العام 1917 حتى العام 1947 ويعتبر هؤلاء من الاردنيين لأنهم قدموا قبل الهجرة الكبرى (اللجوء..والنزوح ( ولم يتم تسجيلهم كنازحين او لاجئين .

بعد مرور مائة عام شهدت المنطقة العربية العديد من الصراعات نتج عنها هجرة الملايين الى الاردن ...تماماً كما الهجرات قبل العام 1948 وما بعدها .. فقد هاجر الشعب اللبناني ..ثم الشعب العراقي ..وبعد الربيع العربي لمسنا هجرة واسعه من الشعب الليبي ..واليمني ..وأضعافا مضاعفة من الشعب السوري لليوم ،وهنا يمكننا القول ما أشبه الأمس باليوم .

عندما نتحدث عن الديموغرافيا ..نتحدث عن المتغيرات التي تطرا على النمو السكاني ..سواء ازدياد عدد المواليد ،أو الازدياد الناتج عن الهجرات القصرية للشعوب ، وهذا يحتاج إلى إمكانيات كبيرة لمراعاة التوزيع السكاني ..وتوفير أرض ومساحة تتسع لهؤلاء من أجل التوطين ..وما يتبعها من تعليم وصحة وخدمات وبنى تحتيه ..ونتحدث عن امتزاج ثقافات متنوعه وان كانت لها قواسم مشتركة تحتاج الى تخطيط وامكانيات من اجل عيش كريم وأمن إجتماعي .

بالطبع اغلب المهجرين من اللبنانيين ،والعراقيين عادوا الى اوطانهم بعد الاستقرار النسبي في اوطانهم ..ولكن بقي منهم جزء كبير توطّن بدون تجنيس والبعض تم تجنيسه ..لكن يجب ان نتوقف عند المحنة السورية ..والتي تذكرنا بهجرة شعب فلسطين عام 1948 عندما تم التعهد لهم بالرجوع بعد ان تضع الحرب اوزارها خلال شهور ..وعليهم ان يصبروا ويتحملوا قليلا من المعاناة ..وطبعا حلم العودة عند الأمم المتحدة وقراراتها كحلم ابليس بالجنة وكل ما نرى ونسمع عن حقوق الشعب الفلسطيني هو ذر الرماد في العيون من ذلك اليوم لليوم والى الغد،وهذا الذي سيحصل مع الشعب السوري .

التهجير كان مؤامرة أممية،وهي ذاتها اليوم التي تفرض سلطتها السياسية والعسكرية ..و الوضع السوري اليوم هو صورة طبق الاصل عن المشهد الفلسطيني ..رغم أن الحرب عام 1948 كانت شهورا وانتهت ..ولكن الحرب السورية مضى عليها سنوات ،وفي الاردن الآن ملايين السوريين ومثلهم في دول العالم ..والهجرة لم تتوقف،ولن تتوقف ، ويمارس كثيرا من الضغوط على الشعب السوري من خلال الحصار والموت البطيء بالتجويع لارغامهم على الهجرة وترك اوطانهم... والضغط بشكل طويل الأمد لأن الحرب طويلة الأمد ..بينما الفلسطينيين ارتكبت بحقهم مجازر كمجزرة دير ياسين من اجل الهروب السريع وتفريغ اوطانهم والحال يتكرر في المشهد السوري .

في بداية الحرب قلت بمقالاتي سيصل عدد النازحين السوريين الى عشرة ملايين منهم 2 مليون في الاردن ...واعتقد ان الحكومة الاردنية والحكومات العربية على دراية مسبقة بمصير هؤلاء المحتوم والحرب طويلة الأمد ..لذلك اقيمت لهم العديد من المخيمات غير الزعتري وهي مخيمات حديثة بها كرافانات وطرق تشبه تخطيط المدن ..فهل جاء هذا القرار من فراغ لا اعتقد .

ما بين العام 1917 حتى العام 2017 هناك ديمغرافيا حديثة للأردن بالذات ...وهي تحمل الغموض الذي صرحت به كلينتون عن مصير الاردن المجهول !!! فهل هذا يعني أن هناك توسعا في المستقبل وامتدادا للحدود في دول عربية لتستوعب التوسع الديمغرافي السكاني ..لأن اي توسع ديمغرافي يحتاج الى تجدد في الموارد تغطي النفقات والبنى التحتيه ..وتؤمن مصادر للطاقة والغذاء والزراعة والصناعة حتى يتم استيعاب هذه الأعداد وتوفير المزيد من فرص العمل .

طبعا سواء قبلنا أو رفضنا هذا الكلام يبقى من يمتلك القوة هو صاحب القرار القادرعلى فرض الإرادة على الأرض وخاصة ان حياتنا تقوم على الاعتماد على دعم من يمتلك القوة بدءً من مصدر قوتنا سلاحنا وطعامنا ورواتبنا حتى لقمة عيشنا فإن حصل ذلك وتم التوطين فهو قرار أكبر من مقدرة الدولة على رفضه وكذلك على المستوى الشعبي .

عندي شك كبير أن هذا الذي سيحصل مستقبلا سواء قبلنا او رفضنا ..وأكثر ما نملكه ان رفضنا ذلك هو شجب واستنكاروكما علمّنا قادتنا العرب على الشجب والإستنكار عندما تباد شعوب ..او تحرق مقدساتنا جبر خاطر وارضاء للشعوب ونحن سوف نصرخ جبر خاطر لأنفسنا حتى لا نقول اننا صمتنا مع اننا ندرك اننا لن نغير شيء .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-02-2016 04:17 PM

المقال..خلط تاريخي نشبوه..للتوكين
الحقيقه الناصعه التاريخيه واضحه بسيطه..كل اقطار العرب كانت ضمن الدوله العثمانيه..ومواكنون عثمانيون..وهويه عثمانيهظ.ختى سقطت الخلافه عام1918 انتهاء الحرب العالميه الاولى..وتم انشلء تلظول الحديثه التي ورثت بهوياتها المختلفه..الهويه العثمانيه..وظهرت الهويه الوطنيه والظوله الاردنيه عام1921 بمواطنيها بقانون1928 كما ظهرت الدوله الفلسطينيه تخت الانتظاب بهويتها وجوازها الفلسكيني1922.وكذلك سوريا والعراق والمغرب ومصر الخ
فلا تخلط ولا تخربط لغرض بنقسك مشبوه!!الاردني معروف

2) تعليق بواسطة :
03-02-2016 10:42 PM

سرد غير صحيح والهدف تثبيط الهمم وهو ان اُعتبر مقال فهو موجه وهدفه توطيني بامتياز لتمييع الهوية الاردنية وتشجيع هجرة الفلسطينيين للاردن ويتماهى هع الادبيات الصهيونية لتفريغ فلسطين من اهلها وتحويل الاردن الى الوطن البديل لهم مع خلطات عربية
هكذا كتابات يجب التنيه لها لخطورتها على الارادنة

3) تعليق بواسطة :
03-02-2016 11:32 PM

د سالم الحياري شكرا.
تعليقم جرس اذار للارادنه من مثقفين التوطين واحتلال الاردن

4) تعليق بواسطة :
04-02-2016 11:05 AM

الاخ الطهراوي والدكتور سالم
المقال يشرح ويقارن بين مرحلتين مرت بهما المملكه عبر مائة عام بين 1917-2017 ..ولو انتبهتما للمقال هو يقارن بين مرحلتين مرت بهما الامة العربية ...ولا يوجد به اي دعوة للتوطين بل هو تحذير من سياسة بريطانيا بالامس وسياسة امريكا اليوم ..ونوهت ان التغيير الديمغرافي يحتاج الى امكانيات هائلة وهذا يتوجب عليه تغيير على الارض في الخرائط سايكس بيكو جديد ...فهمنا لما نقرا وما يريده الكاتب مهم قبل ان نضع الفرضيات جزافا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012